الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه أيضًا الإمام أحمد (27513) قال: حدثنا علي بن ثابت، حدثني هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصْر، عن عبادة بن نُسيّ قال: كان رجل بالشام يقال له: معدان، كان أبو الدرداء يُقْرِئه القرآن، ففقده أبو الدرداء، فلقيه يومًا وهو بدَابق، فقال له أبو الدرداء: يا معدان، ما فَعل القرآنُ الذي كان معك؟ كيف أنت والقرآن اليومَ؟ قال: قد عَلَّم الله منه فأحسن، قال: يا معدان! أفي مدينة تسكنُ اليوم أو في قرية؟ قال: لا، بل في قرية قريبة من المدينة، قال: مهْلًا، ويحك يا معدان! فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من خمسة أهل أبيات لا يُؤذّن فيهم بالصلاة، ولا تُقام فيهم الصلوات، إلا استحوذَ عليهم الشيطان، وإن الذئب يأخذ الشاذَّة" فعليك بالمدائن ويحك يا معدان! .
وفي الإسناد حاتم بن أبي نَصْر لم يذكره غير ابن حبان في "الثقات"(6/ 236) ولم يرو عنه غير هشام بن سعد، ولذا جعله الحافظ في درجة "مجهول"، والراوي عنه هشام بن سعد ضعَّفه البعض ووثقه البعض، وجعله الحافظ في درجة "صدوق له أوهام".
والجماعة: فسر السائب: الصلاة في الجماعة، ولذا سيعاد الحديث في تأكيد الجماعة للصلاة.
3 - باب رفع الصوت بالنداء وفضل الأذان وهروب الشيطان عند سماعه
• عن أبي هريرة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نودي للصلاة أدْبَر الشيطان له ضراطٌ حتى لا يسمع النداء، فإذا قُضِي النداءُ أقبل. حتى إذا ثُوِّبَ بالصلاة أدْبَر، حتى إذا قُضِي التثويب أقبل حتى يَخْطُر بين المرء ونفسه، يقول: أُذكر كذا أُذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يَظَلَّ الرجُل إن يَدْرِي كم صلَّى".
متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (6) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكر الحديث واللفظ له.
ومن طريق مالك رواه البخاري في الأذان (607) إلا أنه قال في آخره: "حتى يظلّ الرجل لا يدري كم صلَّى".
ورواه أيضًا من وجه آخر عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به مثله وزاد في آخر الحديث:"فإذا لم يدر أحدكم كم صَلَّى ثلاثًا أو أربعًا فليسجد سجدتين وهو جالس"(1231، 3285).
ورواه مسلم في الصلاة (389) عن قتيبة بن سعيد، ثنا المغيرةُ (يعني الحزامي) عن أبي الزناد به مثله، وقال في آخره:"حتى يَظلّ الرجل ما يدري كم صَلَّى"، ورواه من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، وفيه:"حتى يظَلَّ الرجل إن يدري كيف صَلَّى".
و"إن" هنا النافية بمعنى "ماء" كقوله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا} [سورة الجن: 25].
وفي رواية عنده عن سهيل قال: أرسلني أبي إلى بني حَارثة، قال: ومعي غلام لنا (أو صاحب لنا)
فناداه منادٍ من حائط باسمه، قال: وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئًا، فذكرتُ ذلك لأبي فقال: لو شعرتُ أنك تلْقى هذا لم أُرْسِلْك، ولكن إذا سمعتَ صوتًا فنادِ بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة يحدثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إنّ الشيطان إذا نُودي بالصلاة ولَّي وله حُصاص".
والحصاص: - الضراط، وقيل: الحُصاص شدة العَدْوِ.
• عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤذن يُغفر له مدى صوته، ويشهد له كلُّ رطب ويابس، وشاهدُ الصلاة يُكتب له خمسٌ وعشرون صلاة، ويُكفَّر عنه ما بينهما".
حسن: رواه أبو داود (515) واللفظ له، والنسائي (645) وابن ماجه (724) كلهم من طريق شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وإسناده حسن لأجل موسى بن أبي عثمان الكوفي المدني التُبان. قال سفيان: كان مؤدبًا ونعم الشيخ، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 454) قائلًا: هو من سادات أهل الكوفة وعُبّادهم.
وفرَّق ابن أبي حاتم بين موسى بن أبي عثمان التُّبَّان روي عن أبيه، وعنه أبو الزناد، وبين موسى بن أبي عثمان الكوفي روى عن أبي يحيى، عن أبي هريرة، وعن النخعي وسعيد، وعنه شعبةُ والثوري وغيرهما ولم يذكر في التُّبَّان شيئًا. وقال في الآخر عن أبيه: شيخ. انتهى ما في التهذيب.
قلت: فإن كان هو الكوفي فقد أثنى عليه سفيان الثوري وهو من تلاميذه، وكان أعرف به من غيره، لأن كلامه كان عن شيخه وشيخ شعبة، فحقه أن يجعل في درجة "صدوق" وقد أثنى عليه أيضًا ابن حبان إلا أن الحافظ جعله في درجة "مقبول" هو والتُّبَّان.
وأبو يحيى اختلف فيه من هو؟ فقيل: إنه المكي، واسمه سمعان، سمع من أبي هريرة، وروي عنه بعض المدنيين في الأذان، قال ابن القطان: لا يعرف أصْلًا.
وقيل هو: مولى آل جعدة بن هبيرة المخزومي المدني من رجال مسلم، هذا الذي رجّحه الحافظ ابن حجر فأورد الحديث في "أطراف المسند"(8/ 210) تحت ترجمة أبي يحيي مولى جعدة بن هبيرة، عن أبي هريرة، وهو ممن وثَّقه ابن معين كما نقل عن يحيى بن سعيد القطان.
قلت: لعل اعتماد الحافظ كان على ما جاء في المسند (9542)، عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني موسى بن أبي عثمان، قال: حدثني أبو يحيي مولى جعدة، قال: سمعت أبا هريرة فذكر الحديث. هكذا قيده يحيى بن سعيد القطان عن شعبة.
ورواه غيره عن شعبة من غير منسوب، انظر المسند (9906 و 9935) فإن كان هو مولى جعدة فقد نقل الذهبي في الميزان (4/ 587) عن ابن القطان الفارسي أنه "ثقة" فالحمد لله على ذلك.
• عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة".
حسن: رواه ابن حبان في صحيحه (1670) عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن منصور،
عن عباد بن أُنيس، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
ويكون هذا الإسناد حسنًا إن سلم النقل من عبد الرزاق، فإنه رواه في "مصنفه" (1/ 483 رقم: 1861) عن معمر، عن قتادة، عن رجل، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
والسند الذي أورده ابن حبان ذكره عبد الرزاق (1863) وعنه عبد بن حميد (1437) لحديث آخر وهو: "إن المؤذن يغفر له مدى صوته، ويصدقه كل رطب ويابس سمعه، والشاهد عليه خمس وعشرون حسنة". وسبق تخريج هذا الحديث بأنه حسن.
وعباد بن أنيس لم يوثقه غير ابن حبان في ثقاته (5/ 141).
وتابعه أبو الصلت عن أبي هريرة، رواه الطبراني في الأوسط "مجمع البحرين"(2/ 9)(623) عن محمد بن معاذ الحلبي، ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، ثنا خالد بن أبي الصلت، عن أبيه، عن أبي هريرة، ولفظه: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة وما من شيء يسمعه إلا شهد له يوم القيامة، وقال: لم يروه عن خالد إلا القعنبي.
وقال الهيثمي في "مجمعه"(1/ 326): رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الصلت البصري، قال المزي: روى عنه علي بن زيد، ولم يذكر غيره. وقد روى عنه ابن خالد بن أبي الصلت في الطبراني في هذا الحديث، وبقية رجاله موثقون" انتهى.
قلت: بهذه المتابعة يرتفع الحديث إلى الحسن لغيره ومثله لا بأس به في الشواهد. ولذا ذكره ابن حبان في صحيحه للرد على من زعم بأن معاوية بن أبي سفيان تفرد بالحديث فقال: "ذكر الخبر المُدْحِض قول من زعم أن هذا الخبرَ تفرد به معاوية بن أبي سفيان" ثم روى حديث أبي هريرة شاهدًا له.
وقوله: "أطول الناس أعناقًا" له عدة معان ذكرها البغوي في "شرح السنة"(2/ 277) وابن حبان في صحيحه، ومن هذه المعاني: إن المؤذِّن كان سببًا لأداء الصلوات في الأوقات المحددة، فكل من استجاب لدعوته وأدَّى صلاته في الأوقات المعروفة يكون للمؤذن جزء من الثواب بدون أن ينقص من أجورهم شيء، فيكون المؤذنون يوم القيامة رافعي الروس من طول أعناقهم، وهذا أولى من التأويل.
• عن أبي سعيد الخدري أنه قال لعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري، ثم المازِني: إني أَراك تحبُّ الغنم والبادية. فإذا كنت في غنمك، أو باديتك، فأذَّنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه:"لا يسمع مَدَى صوتِ المؤذن جنٌّ ولا إنس ولا شيءٌ، إلا شهد له يوم القيامة". قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح: أخرجه مالك في الصلاة (5) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة الأنصاري ثم المازِني، عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له، فذكر الحديث.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري في الأذان (609).
قوله: "ولا شيء" هو مثل قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44].
وجاء مفسرًا في رواية رواها ابن ماجه (723) وابن خزيمة (389) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن عبد الله المازني به ولفظه:"لا يسمعه جنٌّ ولا إنس ولا شجر ولا حجر إلا شهد له".
• عن جابر قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الرَّوْحاء".
قال سليمان: فسألتُه عن الرَّوْحاء؟ فقال: هي من المدينة ستة وثلاثون ميلًا.
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (388) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكر مثله.
وسليمان هو: الأعمش، وهو سليمان بن مهران الأسدي.
والمسؤل هو: أبو سفيان وهو: طلحة بن نافع.
• عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة".
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (387) من طريق طلحة بن يحيى، عن عمه قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان، فجاءه المؤذن يدعوه إلى الصلاة فذكر الحديث.
• عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يغفر الله للمؤذن مَدَّ صوتِه، ويشهد له كلُّ رطْبٍ ويابسٍ سمع صوته".
حسن: رواه الإمام أحمد (6201) قال: حدثنا أبو الجوَّاب، حدثنا عمارُ بن رُزيق، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر فذكر الحديث.
وأبو الجوَّاب هو: أحوص بن جوَّاب كما صرَّح به البزار، فرواه عن محمد بن عبد الله المخرَّمي، ثنا أبو الجوَّاب أحوص بن جوَّاب به إلا أنه قال:"ويجيبه كل رطب ويابس سمعه" بدلًا من قوله: "ويشهد له .. ". "كشف الأستار"(355).
ورواه أيضًا الطبراني في الكبير (12/ 398) من وجه آخر عن الأعمش به مثل حديث أحمد.
وإسناده حسن لأجل أحوص بن جوَّاب، وهو وإن كان من رجال مسلم إلا أن أبا حاتم قال فيه: صدوق، وقال ابن حبان: كان متقنا ربما وهم، ووثَّقه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات.
ولذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1828): رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار إلا أنه قال: "ويجيبه كل رطْبٍ ويابسٍ" ورجاله رجال الصحيح. انتهى.
وفي هذا المعنى روي عن البراء عند النسائي (2/ 13) وأبي أمامة عند الطبراني في الكبير (7942) ولا يصحان، وأما حديث البراء فانظر في أبواب الصفوف، باب ما جاء في فضل الصف الأول.