الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن لهيعة فيه كلام مشهور، ولكن في بعض الأسانيد بروي عنه عبد الله بن المبارك كما في زهده (1296) وعبد الله بن يزيد المقرئ، وقتيبة بن سعيد وسماع هؤلاء كان قديمًا.
وكثير الأعرج الصدفي لا يُعرف، ولكن المحفوظ أنه من حديث كثير بن مُرَّة كما قال المزي وغيره. وللحديث أسانيد أخرى غير أن ما ذكرته هو أصحّها.
• عن الأحنف بن قيس قال: دخلت بيت المقدس، فوجدت فيه رجلًا يُكثِر السجود، فوجدت في نفسي من ذلك، فلمَّا انصرف قلت: أتدري على شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: إن أك لا أدري، فإنّ الله عز وجل يدري. ثمّ قال: أخبرني حِبِّي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ثمّ بكى ثمّ قال: أخبرني حِبِّي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ثمّ بكى ثمّ قال: أخبرني حِبِّي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من عبد يسجد لله سجدة إلّا رفعه الله بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة".
قال: قلت: أخبرني من أنت يرحمك الله؟
قال: أنا أبو ذرٍّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتقاصَرَتْ إِليَّ نَفْسِي.
صحيح: رواه الإمام أحمد (21452) عن عبد الرزاق - وهو في مصنَّفه (3061 - 4847) قال: سمعت الأوزاعي يقول: أخبرني هارون بن رئاب، عن الأحنف بن قيس فذكره. ورواه البزّار (3903) من طريق الأوزاعي به.
وإسناده صحيح. وللحديث أسانيد أخرى رواه الإمام أحمد والطحاوي والبيهقي وغيرهم، غير أن ما ذكرته هو أصحّها.
وفي معناه ما رُوي عن عبادة بن الصامت أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يسجد لله سجدة إلّا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فأكثروا من السجود".
رواه ابن ماجه (1434) عن العباس بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد المُرِّي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن الصُّنابحي، عن عبادة بن الصامت فذكره. وإسناده ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم؛ فإنّه لم يُصرِّح بالسماع، وإنّه وُصف بتدليس التسوية.
25 - باب ما يقال في الركوع والسجود
• عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأوَّلُ القرآن.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (4968)، ومسلم في الصلاة (484) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن عائشة فذكرت الحديث.
وقوله: يتأول القرآن - فيه إشارة إلى قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ
النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} [سورة النصر].
ففي صحيح البخاري (4967) من طريق الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: ما صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول فيها: "سبحانك ربَّنا وبحمدك اللهم اغفر لي".
وفي مسلم: ما رأيتُ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم منذ نزل عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} يُصَلِّي صلاة إلا دعا، أو قال فيها:"سبحانك ربي وبحمدك اللهم اغفر لي" رواه من طريق الأعمش به، ورواه من طريق داود، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ من قول: "سبحان الله وبحمده، وأستغفرُ الله وأتوبُ إليه" قالت: فقلت: يا رسول الله! أراك تُكْثِرُ من قول "سبحان الله وبحمده أستغفرُ الله وأتوبُ إليه" فقال: "خَبَّرني ربي أني سأَرَى علامةً في أمَّتي، فإذا رأيتُها أكثرتُ من قول: سبحان الله وبحمده أستغفر الله أتوبُ إليه، فقد رأتُيها. {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فتحُ مكة {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} ".
• عن عائشة قالت: افتقدتُ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فظننتُ أنه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسَّسْتُ ثم رجعتُ فإذا هو راكع، أو ساجد يقول: سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت".
فقلت: بأبي أنت وأمي! إني لفي شأن، وإنك لفي آخر.
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (485) من طريق عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج قال: قلت
العطاء: كيف تقول أنت في الركوع؟ قال: أَّما سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت. فأخبرني ابن أبي
مليكة، عن عائشة قالت
…
فذكرتِ الحديث.
• عن عائشة قالت: فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش. فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سَخَطِك، وبمعافاتِك من عقوبتِك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (486) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، حدثني عبيد الله بن عمر، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة
…
فذكرت الحديث.
• عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده "وسُبُّوحٌ قُدُّوس ربُّ الملائكة والروح".
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (478) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بِشْر العبدي،
حَدَّثَنَا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، أن عائشة نَبَّأته
…
فذكرتِ الحديث.
ومعنى سُبُّوح: المبرأ من النقائص والشريك، وكل ما لا يليق بالإلهية.
ومعنى قُدُوس: المطهَّرِ من كل ما لا يليق بالخالق.
• عن حذيفة أنه صلَّى مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم" وفي سجوده: "سبحان ربي الأعلى" وما مر بآية رحمة إِلَّا وقف عندها، فسأل، ولا بأية عذاب إِلَّا وقف عندها فتعوذ.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (772) من طريق الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صِلة بن زفر، عن حذيفة في حديث طويل وسيأتي في صلاة الليل.
• وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: "اللَّهُمَّ اغفر لي ذنبي كله، دِقَّه وجِلَّه، وأوَّلَه وآخِرَه، وعلانيتَه وسِرُّه".
صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (483) من طريق سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
…
فذكر الحديث.
• عن عليّ بن أبي طالب قال: كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول إذا ركع: "اللَّهُمَّ؛ لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سَمعِي وبَصَرِيّ، ومُخِّي وعَظْمِي وعصبي".
وإذا سجد يقول: "اللَّهُمَّ! لك سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجد وَجْهِي لِلذِي خلقَه، وصوَّره، وشقَّ سَمْعَه، وبصرَه، تبارك الله أحسنُ الخالقين".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (771) انظر باب ما جاء من دعاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في السكتين بعد التكبير.
• عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قُمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً، فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمةٍ إِلَّا وقف فسأل، ولا يمر بأية عذابٍ إِلَّا وقف فتعوذ، قال: ثمّ ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة" ثمّ سجد بقدر قيامه، ثمّ قال في سجوده مثل ذلك، ثمّ قام فقرأ بآل عمران، ثمّ قرأ سورة سورة.
حسن: رواه أبو داود (873)، والنسائي (1132) والتِّرمذيّ في الشمائل (306) كلّهم من طريق معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس الكنديّ، يقول: سمعت عاصم بن حميد، يقول سمعت عوف بن مالك يقول
…
فذكر الحديث.
ورجاله ثقات وإسناده حسن فإن عاصم بن حميد وهو: السكونيّ، قال الدَّارقطنيّ: ثقة، وذكره
ابن حبان في الثّقات، والخلاصة فيه أنه:"صدوق".
• عن جابر بن عبد الله، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في سجوده:"اللَّهُمَّ لك سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، وأنت ربيّ، سجد وجهي للذي خلقَه وصوَّره، وشقَّ سمعَه وبصَرَه، تبارك الله أحسن الخالقين".
صحيح: رواه النسائيّ (1127) عن يحيى بن عثمان قال: أخبرنا أبو حيوة، قال: حَدَّثَنَا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث. وإسناده صحيح.
• عن جابر بن عبد الله، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع قال:"اللَّهُمَّ لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، وعليك توكلتُ، أنت ربيّ، خَشَع سَمْعِي وبَصَرِي ودَمِي ولَحْمِي وعَظْمي وعَصَبِي لله ربّ العالمين".
صحيح: رواه النسائيّ (1051) عن يحيى بن عثمان الحمصيّ، حَدَّثَنَا أبو حيوة، حَدَّثَنَا شُعيب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله
…
فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، وأبو حيوة هو: شريح بن يزيد الحمصي الحضرمي.
ذكر جابر بن عبد الله اللفظين من الحديث، فالظاهر أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: مرة كذا، ومرة كذا.
• عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح في ركوعه "سبحان ربي العظيم" ثلاثًا، وفي سجوده "سبحان ربي الأعلى".
حسن: رواه البزّار "كشف الأستار"(538) عن محمد بن صالح بن العوَّام، عن عبد الرحمن بن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن جده، عن أبي بكرة. فذكره.
وإسناده حسن من أجل بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة؛ فإنه حسن الحديث، إذا كان لحديثه أصل ولم يخطئ، ولذا قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
• عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى، فلمّا ركع قال: سبحان الله وبحمده ثلاث مرات، ثمّ رفع رأسه.
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (3/ 321، 322)، وأحمد (22906) كلاهما من طرق عن عبد الحميد بن بهرام الفزاريّ، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري
…
فذكره. والسياق للطبرانيّ، وسياق أحمد أطول.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب.
قال الهيثميّ في مجمع الزوائد (2780): "فيه شهر بن حوشب، وفيه بعض كلام، وقد وثَّقه غير واحد".
• عن حذيفة بن اليمان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ركع: "سبحان ربي
العظيم" ثلاث مرات، وإذا سجد قال: "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرات.
حسن: رواه ابن ماجة (888) عن محمد بن رُمْح المِصري قال: أنبأنا ابن لَهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأزهر، عن حذيفة فذكره.
وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام معروف. وأبو الأزهر المصري روى عنه اثنان، ولم يوثقه أحدٌ.
ولكن رواه ابن خزيمة (604) من طريق ابن أبي ليلى، عن الشعبيّ، عن صلة، عن حذيفة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه:"سبحان ربي العظيم" ثلاثًا.
وفيه ابن أبي ليلى اسمه محمد بن عبد الرحمن وهو سيء الحفظ، إِلَّا أنه توبع في الإسناد الأوّل، وبهذين الإسنادين يصير الحديث حسنًا على رسم الترمذيّ، إذْ ليس فيه متهم.
وفي معناه ما رُوي عن عقبة بن عامر فرواه أبو داود (869)، وابن ماجة (887) كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى بن أيوب الغافقيّ، قال: سمعتُ عمي إياس بن عامر (وأبهمه أبو داود) يقول: سمعتُ عقبة بن عامر الجهني يقول: لما نزلت: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [سورة الحاقة: 52] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجعلوها في ركوعكم". ولمَّا نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [سورة الأعلى: 1]. قال: "اجعلوها في سجودكم".
وإياس بن عامر مجهول، أو ضعيف، قال الذّهبيّ: ليس بالقويّ، وقد تفرّد بالرواية عنه ابن أخيه موسى بن أيوب، أو أيوب بن موسى هكذا رواه أبو داود (870) من طريق اللّيث بن سعد، عن أيوب بن موسى، أو موسى بن أيوب، عن رجل من قومه، عن عقبة بن عامر بمعناه وزاد قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا. وإذا سجد قال: "سبحان ربي الأعلى وبحمده" ثلاثًا.
قال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة. وقال: انفرد أهل مصر بإسناد هذين الحديثين. انتهى.
رواه أيضًا ابن خزيمة (600) من طريق موسى بن أيوب، قال: سمعتُ عمي إياس بن عامر فذكر الحديث ولم يذكر فيه العدد.
وكذلك ما رُوي عن ابن مسعود بلفظ: "إذا ركع أحدكم فليقُل في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاثًا، فإذا فعل ذلك فقد تم ركوعه، وإذا سجد أحدكم فليقل في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثلاثًا، فإذا فعل ذلك فقد تم سجوده، وذلك أدناه".
رواه أبو داود (886)، والتِّرمذيّ (261)، وابن ماجة (890) كلّهم من طريق ابن أبي ذئب، عن إسحاق بن يزيد الهُذليّ، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود
…
فذكر الحديث. وفيه علتان:
إحداهما: إسحاق بن يزيد الهذلي قالوا فيه: إنه مجهول، فإنه لم يرو عنه إِلَّا ابن أبي ذئب.
والثانية: فيه انقطاع كما قال الترمذيّ: "ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق