الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلبيّ القنَّسريني ضعيف، وشيخه أبو كرب الأزديّ، قال فيه أبو حاتم:"مجهول".
وعن حذيفة، رواه ابن ماجه (259)، وفيه بشير بن ميمون الواسطيّ، أهل العلم مجمعون على تضعيفه، قال الحافظ في التقريب:"متروك متهم".
وعن أنس: رواه البزّار (كشف الأستار - 178) قال البزّار: "لا نعلمه يروى عن أنس إِلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به سليمان، ولم يتابع عليه، ورواه عنه غير واحد". انتهى.
وأورده الهيثميّ في "المجمع"(1/ 183 - 184) وقال: "رواه الطبرانيّ في الأوسط، والبزّار، وفيه سليمان بن زياد الواسطيّ. قال الطبرانيّ والبزّار: تفرّد به سليمان. زاد الطبرانيّ: ولم يتابع عليه. وقال صاحب الميزان: لا ندري من ذا".
قلت: قول الطبرانيّ: "ولم يتابع عليه". ذكره أيضًا البزّار كما سبق، فلا معنى لقول الهيثميّ:"وزاد الطبرانيّ. . . ".
والحديث يتقوّى بهذه الشواهد وغيرها كما قال الحاكم وغيره، واللَّه أعلم.
14 - باب النّهي عن كثرة المسألة عمَّا لم يكن ولم ينزل به وحي
قال اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [سورة المائدة: 101].
• عن أنس بن مالك، قال: خطب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعتُ مثلها قطّ. فقال: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا". قال: فغطّى أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم حنين. فقال رجل: مَنْ أبي؟ قال: "أبوك فلان". فنزلت هذه الآية: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} .
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (4621)، ومسلم في الفضائل (2359) كلاهما من حديث شعبة، حدّثنا موسى بن أنس، عن أنس بن مالك، فذكره.
• عن ابن عباس، قال: كان قومٌ يسألون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم استهزاءً، فيقول الرّجل: مَنْ أبي؟ ويقول الرّجل تضلُّ ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل اللَّه فيهم هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} حتى فرغ من الآية كلّها.
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (4622) عن الفضل بن سهل، قال: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو الجويرية، عن ابن عباس، فذكر الحديث.
• عن أبي موسى الأشعريّ، قال: سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها، فلما أكثروا عليه المسألة غضب وقال:"سلوني". فقام رجلٌ فقال: يا رسول اللَّه! مَنْ
أبي؟ فقال: "أبوك حذافة". ثم قام آخر فقال: يا رسول اللَّه، مَنْ أَبي؟ فقال:"أبوك سالم مولى شيبة". فلمّا رأى عمر ما بوجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الغضب قال: إنّا نتوب إلى اللَّه عز وجل.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (7291)، ومسلم في الفضائل (2360) كلاهما من حديث أبي أسامة، عن بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكر الحديث.
• عن أبي فراس -رجل من أسلم- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "سلوني عمَّا شئتم". فقال رجلٌ: يا رسول اللَّه! مَنْ أبي؟ قال: "أبوك فلان الذي تدعى إليه. وسأله رجلٌ: أفي الجنّة أنا؟ فقال: "في الجنّة". وقال آخر: أفي الجنّة أنا؟ قال: "في النّار". فقام عمر رضي الله عنه، فقال: رضينا باللَّه ربًّا.
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (4580) عن محمد بن عبد اللَّه الحضرميّ، ثنا عمر بن محمد ابن الحسن الأسديّ، ثنا أبيّ، ثنا عبد العزيز بن عبد الصّمد العميّ، عن أبي عمران الجونيّ، عن أبي فراس -رجل من أسلم-، فذكر الحديث.
قال الهيثميّ: "رجاله رجال الصّحيح".
قلت: هو كما قال؛ فإن رجالهم كلّهم -غير شيخ الطبرانيّ- من رجال البخاريّ، لكن عمر بن محمد بن الحسن الأسدي هو وأبوه صدوقان.
• وعن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"ادعوني ما تركتكم إنّما هلك مَنْ كان قبلكم بسؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام بالكتاب والسنة (7288) عن إسماعيل، حدّثني مالك، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وهذا الحديث رواه مالك خارج الموطأ.
ورواه مسلم في الحجّ (1337) عن زهير بن حرب، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الربيع بن مسلم القرشيّ، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "أيَّها النّاس! قد فرض اللَّه عليكم الحجَّ فحُجُّوا". فقال رجل: أكلَّ عامٍ يا رسول اللَّه؟ ! فسكت، حتّى قالها ثلاثًا. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم". ثم قال: (فذكر باقي الحديث).
• عن المغيرة بن شعبة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ اللَّه عز وجل حرَّم عليكم عقوق الأمّهات، ووأد البنات، ومنعًا وهاتِ، وكره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (5975)، ومسلم في الأقضية (593: 4484) كلاهما من حديث ورّاد مولى المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، فذكر الحديث.
وفي رواية عندهما: "كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إليَّ بشيء سمعتّه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: فكتب إليه، وكان ورّاد هو كاتبه، أملى عليه المغيرة بن شعبة".
• عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أعظم المسلمين في المسلمين جرما مَنْ سأل عن أمر لم يحرم فحرم على النّاس من أجل مسألته".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (7289)، ومسلم في الفضائل (2358) كلاهما من حديث ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه، فذكره.
• عن سهل بن سعد، أنّ عويمرًا أتي عاصم بن عدي -وكان سيّد بني عجلان- فقال:"كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلًا أيقتله، أم كيف يصنع به؟ سلْ لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فأتى عاصمٌ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه! فكره رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم المسائلَ: فسأله عويمر، فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كره المسائل وعابها. قال عويمر: واللَّهِ! لا أنتهي حتّى أسأل رسول اللَّه عن ذلك. . . " إلخ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (4745)، ومسلم في اللّعان (1492) كلاهما من حديث ابن شهاب، عن سهل بن سعد السّاعديّ، فذكر الحديث بطوله، وسيأتي في موضعه.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لن يبرح النَّاسُ يتساءلون حتّى يقولوا: هذا اللَّه خالقُ كلِّ شيءٍ، فمن خلق اللَّه؟ ! ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (7296) عن الحسن بن صباح، حدّثنا شبابة، حدّثنا ورقاء، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، سمعت أنس بن مالك، فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (136) من وجه آخر عن أنس، نحوه.
• عن معقل بن يسار، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه جلّ وعزّ كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".
حسن: رواه الطبرانيّ في كبيره (20/ 224) من طرق عن سَلْم بن قتيبة، عن عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي عبد اللَّه الحسري، عن معقل بن يسار، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سلم بن قتيبة -وهو الشعيريّ-، وعمران القطّان -هو عمران بن داور- فهما صدوقان، وبقية رجاله ثقات.
• عن أنس، قال: كنّا عند عمر فقال: نُهينا عن التّكلُّف.
صحيح: رواه البخاريّ في الاعتصام (7293) عن سليمان بن حرب، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن ثابت،