الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي في الغالب وإلَّا فقد توبع في الإسناد السابق إِلَّا أنه لا يعتبر به من أجل ضعفه الشديد. فالخلاصة كما سبق قول البزّار، وقال أيضًا: وقد رُوي عن إسماعيل بن رافع، عن أنس نحو حديث ابن عمر.
قلت: رواه البزّار - كشف الأستار (1083) - بإسناده عن إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك، نحو حديث ابن عمر. وإسماعيل بن رافع ضعيف.
3 - باب النهي عن نقرة الغراب والدِّيك في السجود
• عن أبي عبد الله الأشعري قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ثمّ جلس في طائفة منهم، فدخل رجل فقام يُصَلِّي فجعل يركع وينقر في سجوده. فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أترون هذا، مَنْ مات على هذا مات على غير ملّة محمّد ينقر صلاته كما ينقر الغُراب الدَّم، إنّما مثل الذي يركع وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إِلَّا التمرة والتمرتين فماذا تغنيان عنه. فأسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النّار، أتموا الركوع والسجود".
قال أبو صالح: فقلت لأبي عبد الله الأشعري: من حدَّثك بهذا الحديث؟ فقال: أمراء الأجناد عمرو بن العاص وخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة كل هؤلاء سمعوه من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
حسن: رواه ابن خزيمة (665) عن إسماعيل بن إسحاق، حَدَّثَنَا صفوان بن صالح، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا شيبة بن الأحنف الأوزاعيّ، حَدَّثَنَا أبو سلّام الأسود، نا أبو صالح الأشعريّ، عن أبي عبد الله الأشعريّ، فذكره.
ورواه البيهقيّ (2/ 89) من حديث عثمان بن سعيد الدارميّ، ثنا صفوان بن صالح الدمشقيّ، بإسناده، مثله.
ورواه أبو يعلى (7184)، والطَّبرانيّ في "الكبير"(4/ 115 - 116) بإسنادين آخرين عن الوليد بن مسلم بإسناده، مثله.
وذكره الهيثميّ في "المجمع"(2/ 121) وعزاه إلى الطبرانيّ في "الكبير" وأبي يعلى وقال: إسناده حسن.
قلت: وهو كما قال، فإن فيه شيبة بن الأحنف الأوزاعي. روى عنه جماعة منهم الوليد بن مسلم وهو مدلِّس ولكنه صرَّح بالتحديث. وذكره أبو الحسن بن سُميع في الطبقة الخامسة، وقال أبو زرعة الدمشقي:"في ذكر نفر ذوي أسنان وعلم" فذكر منهم شيبة بن الأحنف.
وذكره ابن حبَّان في "الثِّقات"(6/ 445). وقال الذّهبيّ في "الكاشف": "وثق"، فمثله يحسن
حديثه، وأمّا الحافظ ابن حجر فذكره في مرتبة:"مقبول".
وأمّا قول ابن التركماني في "الجوهر النقي": ذكر صاحب الكمال أن دحيمًا قال: لم يسمع الوليد بن مسلم من حديث شيبة بن الأحنف شيئًا".
فوقع فيه تحريف، فإن في تهذيب الكمال: قال أبو حاتم: سمعت دحيمًا يقول: "لم أسمع من الوليد بن مسلم من حديث شيبة بن الأحنف شيئًا".
وقال عثمان بن سعيد الدَّارميّ عن دحيم: كان الوليد برُوي عنه، ما سمعتُ أحدًا يعرفه.
فهذان النقلان يختلفان عمّا نقله ابن التركماني عن دحيم، فليس فيهما نفي سماع الوليد بن مسلم من شيبة بن الأحنف، بل نفي هو عن نفسه أن يسمع من الوليد بن مسلم شيئًا يرويه عن شيبة بن الأحنف.
فإن نفي هو عن نفسه فقد ثبت عن غيره من روى عنه كما رأيت، وفيه تصريح من الوليد بالتحديث فلا يجوز تكذيبه.
بل قد أكد دحيم في رواية عثمان بن سعيد الدَّارميّ أن الوليد كان يروي عنه إِلَّا أنه نفى العلم بالمعرفة عنه فوجب التنبيه عليه.
• عن أبي هريرة قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث ونهاني عن ثلاث، أمرني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أنام إِلَّا على وتر، وركعتي الضحى. ونهاني عن الالتفات في الصّلاة التفات الثعلب، وأقعى إقعاء القرد، وأنقر نقر الديك.
حسن: رواه البيهقيّ في سننه (2/ 120) من طريق ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة، فذكره.
وليث هو ابن أبي سليم صدوق إِلَّا أنه اختلط فلم يتميز حديثه فترك، ولكنه توبع. رواه الإمام أحمد (7595)، وأبو داود الطيالسي (2716) كلاهما من حديث يزيد بن أبي زياد، حَدَّثَنِي من سمع أبا هريرة يقول:"أوصاني خليلي بثلاث .. ". فذكره.
ويزيد بن أبي زياد هو الهاشمي ضعيف، وأمّا الراوي الذي لم يسم فهو مجاهد كما في رواية أحمد (8106) وكما في الرواية السابقة.
وعزاه المنذري في الترغيب والترهيب (794) إلى أحمد وأبي يعلى وقال: "إسناد أحمد حسن". وقال: ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" وقال: "كإقعاء القرد" مكان "الكلب".
قلت: في الرواية الأولى عند الإمام أحمد: "كإقعاء القرد" وفي الرواية الثانية عنده: "كإقعاء الكلب". وهي التي ذكرها المنذري.
وقوله: "بإسناد حسن" كذا قال، وفيه علتان:
الأوّلى: يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف كما سبق.
والثانية: الراوي عنه هو شريك هو ابن عبد الله النخعي وهو سيء الحفظ إِلَّا أنه توبع في الرواية الأوّلى عند أحمد وأبي داود الطيالسي.
فإذا ضم يزيد بن أبي زياد إلى ليث بن أبي سليم يعطي قُوة للمتن، ويزيد بن أبي زياد قال فيه أبو زرعة:"لين يكتب حديثه ولا يحتج به" ثمّ ليس في المتن نكارة بل لكل من الجزأين شواهد بمعناه.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته" قال: وكيف يسرق صلاته؟ قال: "لا يتُم ركوعها ولا سجودها".
حسن: رواه ابن حبَّان (1888)، والحاكم (1/ 229)، والبيهقي (2/ 386) كلّهم من حديث هشام بن عمار، قال: حَدَّثَنَا عبد الحميد بن أبي العشرين، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عبد الحميد بن أبي العشرين وهو كاتب الأوزاعي غير أنه حسن الحديث.
قال الحاكم: كلا الإسنادين (يقصد هذا والذي يأتي بعده) صحيحان ولم يخرجاه.
والإسناد الآخر هو ما رواه الإمام أحمد (22642) وصحّحه ابن خزيمة (662)، والحاكم وعنه البيهقيّ (2/ 386) كلّهم من حديث الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، مثله.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشّيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما لم يخرجاه لخلاف فيه بين كاتب الأوزاعي والوليد بن مسلم".
قلت: كاتب الأوزاعي هو عبد الحميد بن أبي العشرين وهو حسن الحديث كما سبق، وجعل الحديث من مسند أبي هريرة.
وأمّا الوليد بن مسلم فهو مدلِّس كثير التسوية عن الأوزاعي ويسقط الضّعفاء كما قال الدَّارقطنيّ: "يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء".
وقد نُبِّه إلى ذلك فلم يتنبه فمثله لا يعارض ما رواه عبد الحميد بن أبي العشرين إِلَّا أن يقال: لعل يحيى بن أبي كثير له شيخان. والله أعلم.
• عن عبد الرحمن بن شِبْل قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن ثلاث: عن نقرة الغراب، وعن افتراش السبع، وأن يوطن الرّجل المقام كما يوطن البعير.
حسن: رواه أبو داود (862)، والنسائي (113)، وابن ماجة (1429)، وصحّحه ابن خزيمة (662)، وابن حبَّان (2277)، والحاكم (1/ 229)، والبيهقي (2/ 118) كلّهم من حديث جعفر بن عبد الله، أن تميم بن محمود أخبره، أن عبد الرحمن بن شِبْل أخبره فذكر الحديث.
قال الحاكم: "صحيح ولم يخرجاه لما قدمت ذكره من التفرد عن الصّحابة بالرواية". وقال
الذّهبيّ: "صحيح، تفرّد تميم عن ابن شبل".
وجعفر بن عبد الله هو ابن الحكم الأنصاريّ، وقد ينسب إلى جده فيقال: جعفر بن الحكم وهو والد عبد الحميد. وفي بعض طرقه روي هذا الحديث عن أبيه جعفر.
وإسناده حسن من أجل تميم بن محمود الأنصاري وهو تابعيّ، وثَّقه ابن حبَّان وليس له إِلَّا هذا الحديث ولكن قال البخاريّ في "التاريخ الكبير" (2/ 154):"في حديثه نظر" وكل من ترجم تميم بن محمود لم يذكر فيه إِلَّا قول البخاريّ هذا مثل ابن عديّ، والعقيلي والمزي في "تهذيب الكمال"، والذّهبيّ، وابن حجر في "التهذيب" وغيرهم.
وقول البخاريّ: "في حديثه نظر" له عدة معانٍ كما ذكرته في كتابي "دراسات في الجرح والتعديل" ومن هذه المعاني: الإسناد الذي روي منه هذا الحديث فيه نظر. وهو كما قال، فقد رواه عثمان بن مسلم البتّي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن نُقرة الغُراب، وعن فِرشة السبع، وأن يوطن الرّجل مقامه في الصّلاة كما يوطن البعير.
رواه الإمام أحمد (23758) عن إسماعيل: أخبرنا عثمان البتيّ، به.
وفيه وهم من عثمان البتي في ذكر أبي عبد الحميد، والصحيح أنه جعفر بن عبد الله كما سبق.
وكذلك رواه الإمام أحمد (15532) عن يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد، قال: حَدَّثَنِي أبيّ، عن تميم بن محمود بإسناده إِلَّا أنه لم يسمه وهو جعفر بن عبد الله، كما هو ظاهر من الروايات الأخرى.
ثمّ سلمة هذا والد عبد الحميد لم يدرك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فحديثه مرسل؛ لأن منهم من جعل هذا الإسناد شاهدًا للإسناد الأوّل وبهذا صحَّ قول البخاريّ: "في حديثه نظر" والله تعالى أعلم.
وفي الباب ما رُوي عن أبي سعيد الخدريّ مرفوعًا: "إن أسوأ الناس سَرِقة الذي يسرق صلاته" قالوا: يا رسول الله! وكيف يسرِقُها؟ قال: "لا يُتم ركوعَها ولا سجودها".
رواه الإمام أحمد (11532)، وابن أبي شيبة (1/ 288)، وأبو يعلى (1311) كلّهم عن عفّان، حَدَّثَنَا حمّاد، أخبرنا عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدريّ فذكره.
وعلي بن زيد وهو: ابن جُدعان أبو الحسن القرشي التيميّ، قال شعبة: حَدَّثَنَا عليّ بن زيد - وكان رفاعًا، وكان ابن عينة يُضعفه، وقال الفلاس: كان يحيى القطان يتقي الحديث عن عليّ بن زيد، وقال أحمد: ضعيف، وتكلم فيه أيضًا يحيى بن معين، وأبو حاتم، والبخاري والفسوي وغيرهم.
وما رُوي عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرقُ الناس الذي يسرقُ صلاته" قيل: يا رسول الله، كيف يسرقُ صلاته؟ قال:"لا يُتم ركوعَها ولا سجودَها، وأبخلُ الناس من بَخل بالسلام".
رواه الطبرانيّ في الأوسط (3416) عن جعفر "هو ابن معدان الأهوازيّ" قال: حَدَّثَنَا زيد، قال: حَدَّثَنَا عثمان بن الهيثم، قال: حَدَّثَنَا عوف، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل فذكر مثله.