الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلّهم من طرق عن زيد العَمّي، عن أبي إياس، عن أنس بن مالك فذكر الحديث.
قال الترمذيّ: حسن وفي نسخة: حسن صحيح. والأوّل قريب من الصواب؛ لأن في إسناده زيد العَمِّي زيد بن الحواريّ، أبو الحواري البصريّ، اختلف في سبب نسبته هذه، فقيل: هو منسوب إلى "بني العم" وهو بطن من بني تميم، وقال عليّ بن مصعب: سمي العَمِّي لأنه كان كلما سئل عن شيء قال: حتَّى أسأل عَمِّي، وهو ضعيف فقد ضعَّفه أبو حاتم والنسائي وابن سعد وابن المدينيّ، وقال ابن حبان: يروي عن أنس أحاديث موضوعة لا أصول لها.
فمثله لا يحسن حديثه فضلًا من تصحيحه.
ولكن للحديث طرق أخرى ولذا أدخلته في الجامع، ومن هذه الطرق ما رواه الإمام أحمد في مسنده (12584) قال: حَدَّثَنَا أسود وحسين بن محمد قالا: حَدَّثَنَا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس فذكر الحديث ورواه أيضًا أبو يعلى (3679) من طريق إسرائيل به، وأشار إليه الترمذيّ بقوله:"وقد رواه أبو إسحاق الهمدانيّ، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مثل هذا".
ورجاله ثقات غير أبي إسحاق وهو عمرو بن عبد الله السبيعي المشهور بكنيته وهو تابعي ثقة إِلَّا أنه كان يدلس وهو من المرتبة الثالثة عند الحافظ ابن حجر الذين لم يحتج الأئمة من أحاديثهم إِلَّا بما صرحوا فيه بالسماع، ولكن تابعه ابنه يونس فرواه الإمام أحمد (13357) عن إسماعيل بن عمر قال: حَدَّثَنَا يونس - وهو بن أبي إسحاق - قال: حَدَّثَنَا بُريد بن أبي مريم عن أنس فذكر الحديث.
ويونس بن أبي إسحاق صدوق ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن خزيمة في صحيحه (426، 427) وقال: يريد الدعوة المجابة.
وأسود هو: ابن عامر الملقب بشاذان، ثقة من رجال الجماعة وحسين بن محمد هو: ابن بهرام المروَّذي - بتشديد الواو وبذال معجمة - ثقة من رجال الجماعة.
هذه من أجود الأسانيد التي رُوي عنها هذا الدعاء. لا أعلم حديثًا صحيحًا غير حديث أنس في هذا الباب.
20 - الدعاء عند سماع النداء
• عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يسمعُ النداءَ: اللَّهُمَّ ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلَّتْ له شفاعتي يوم القيامة".
صحيح: رواه البخاريّ في الأذان (614) وفي التفسير (4719) في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] عن عليّ بن عَيَّاش قال: حَدَّثَنَا شعيب بن أبي حمزة، عن
محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله فذكره.
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم "
…
ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّتْ له شفاعتي".
صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (384) من طريق كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.
• عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سلوا الله لي الوسيلة، فإنه لا يسألها عبد في الدُّنيا إِلَّا كنت له شهيدًا أو شفيعًا يوم القيامة".
حسن: أخرجه الطبرانيّ في الأوسط - مجمع البحرين (639) قال: حَدَّثَنَا أحمد - يعني ابن عليّ الأبار، ثنا الوليد بن عبد الملك الحرانيّ، ثنا موسى بن أعين، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس فذكره.
قال الطبرانيّ: لم يروه عن ابن أبي ذئب إِلَّا موسى.
وقال الهيثميّ في "مجمع الزوائد"(1/ 333) فيه الوليد بن عبد الملك الحرانيّ، وقد ذكره ابن حبان في الثّقات (9/ 227) وقال:"مستقيم الحديث إذا روى عن الثّقات"، قال الهيثميّ:"وهذا من روايته عن موسى بن أعين وهو ثقة" انتهى.
قلت: موسى بن أعين الراوي عنه من رجال الشّيخين، وثَّقه أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، والاسناد حسن لأجل الوليد بن عبد الملك نفسه فإنه لم يبلغ درجة الثقة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: "صدوق". "الجرح والتعديل"(9/ 10).
ولحديث ابن عباس هذا أسانيد أخرى، من أجودها ما رواه عبد بن حميد في "المنتخب"(ص 585)(687) عن عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيد، عن محمد بن عمرو بن عطاء عنه مثله. وموسى بن عبيدة - وهو ابن نشيط الربذيّ، ضعيف.
ورواه أيضًا ابن أبي شيبة، وأحمد بن منيع من طريق موسى بن عبيدة "المطالب العالية"(1/ 136) رقم (255).
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله! إنَّ المؤذنين يَفْضُلوننا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسلْ تُعطه".
حسن: رواه أبو داود (524) واللّفظ له، وأحمد (6601) والبيهقي (1/ 410) كلّهم من طريق حُييّ، عن أبي عبد الرحمن - يعني الحُبلِّي، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وحُييّ هو: ابن عبد الله بن شريح المعافري المصريّ، مختلف فيه؛ فقال البخاريّ: فيه نظر.