الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن عدي: لا بأس به، روى عنه الأعمش أحاديث مستقيمة. قال عليّ بن المديني: أبو سفيان لم يسمع من جابر إِلَّا أربعة أحاديث وقال: يكتب حديثه وليس بالقوي.
قال الحافظ: لم يخرج البخاريّ له سوى أربعة أحاديث عن جابر، وأظنها التي عناها شيخه عليّ بن المديني منها: حديثان في الأشربة قرنه بأبي صالح، وفي الفضائل حديث اهتز العرش كذلك.
والرابع: في تفسير سورة الجمعة، قرنه بسالم بن أبي الجعد. انتهى.
قلت: وحديث الباب ليس من الأربعة، إِلَّا أنه لا بأس به في الشّواهد مع متابعة سليمان بن موسى له.
• عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن يفترش أحدنا ذراعيه افتراش الكلب أو السبع.
صحيح: أخرجه عبد الرزّاق (2938) عن عثمان بن مطر، عن حسين، عن بُديل العقيليّ، عن أبي الجوزاء، عن عائشة فذكرت الحديث.
ورجاله ثقات، وإسناده صحيح، حسين هو: ابن ذكوان المعلم المكتب العَوْذي - من رجال الجماعة. وبديل هو: أبن ميسرة العقيلي البصريّ، وثَّقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن حبَّان وغيرهم، وهو من رجال مسلم.
والحديث رواه مسلم في الصّلاة (498) من طريقين عن حسين المعلم به في سياق طويل في صفة صلاة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وسبق ذكره بطوله في باب الاعتدال في الرّكوع والسجود.
8 - باب التجافي في السجود
• عن عبد الله بن مالك بن بُحينة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا صلَّى فرَّج بين يديه حتَّى يبدوَ بياضُ إبطيه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (390)، ومسلم في الصّلاة (495) كلاهما من طريق بكر بن مُضر، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك بن بحينة فذكره.
وفي رواية عند مسلم: "إذا سجد يُجَنِّح في سجوده حتى يُرَى وَضَحُ إبْطيه".
قال النوويّ: التفريج والتجنيح والتخوية بمعنى واحد، ومعناه كله: باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.
• عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجدت فضَعْ كفَّيك، وارفَع مرفقيك".
صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (494) عن يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عبيد الله بن إياد، عن إياد، عن البراء فذكره.
• عن أبي إسحاق، قال: وصف لنا البراء بن عازب فوضع يديه، واعتمد على ركبتيه، ورفع عجيزته، وقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد.
حسن: رواه أبو داود (896)، والنسائي (1104) كلاهما من حديث شريك، عن أبي إسحاق، فذكره.
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه"(646)، وأحمد (18701)، والبيهقي (2/ 115) كلّهم من هذا الوجه وزاد أحمد والبيهقي:"وخوَّى". وزاد البيهقيّ: "فبسط يديه".
وشريك هو ابن عبد الله النخعي سيء الحفظ، ولكنه توبع في بعض صفة السجود.
فقد رواه النسائيّ (1105)، وابن خزيمة (647)، والحاكم (1/ 227 - 228)، والبيهقي كلّهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلي جخَّى".
ولمجموع الطريقين يصل الحديث إلى درجة الحسن، وحسَّنه أيضًا النوويّ في "المجموع". (3/ 435، 436).
وقوله: "خوَّى" بتشديد الواو - أي باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.
وقوله: "جخَّى" الذي لا يتمدّد في ركوعه ولا في سجوده.
نقله ابن خزيمة عن النضر بن شميل.
وقال الخطّابي - كما في عون المعبود -: "يريد أنه رفع مؤخره ومال قليلًا هكذا تفسيره".
وفي "النهاية": أي فَتَح عَضُدَيه وجَافاهُما عن جَنْبَيْه ورفع بَطْنه عن الأرض.
• عن ميمونة بنت الحارث زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالت: كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا سجد، لو شاءت بَهْمَةٌ أن تمر بين يديه لمرَّتْ.
وفي رواية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد خَوَّى بيديه (يعني جَنَّحَ) حتَّى يُرَى وَضَحُ إبطيه من ورائه، وإذا قعد اطمأن على فخِذه اليُسرى.
وفي رواية: إذا سجد جافى حتَّى يَرى من خلْفه وَضَح إبطيه.
صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (496، 497) من طرق عن يزيد بن الأصَمِّ، عن ميمونة رضي الله عنها فذكرت مثله.
وقولها: (بَهْمَة) بفتح الباء، وسكون الهاء. قال أبو عبيد وغيره من أهل اللغة: البَهْمَةُ واحدة البهم، وهي أولاد الغنم من الذكور والإناث، وجمع البهم بِهام - بكسر الباء.
(وَضَحُ إبطيه) الوَضَحُ - البياض، أراد به البياض الذي تحت إبطيه، وذلك للمبالغة في التجافى، وإبعاد اليدين عن الجنبين.
(خوَّى) في صلاته، إذا رفع بطنه عن الأرض عند السجود.
• عن عبيد الله بن عبد الله بن الأقرم الخزاعيّ، عن أبيه قال: كنت مع أبي بالقاع من نمرة، فمرتْ ركبةٌ، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائم يُصَلِّى، قال: فكنتُ أنظر إلى عُفرتي إبطيه إذا سجد، أي بياضِه.
صحيح: رواه الترمذي (274)، والنسائي (1108)، وابن ماجة (881) كلهم من طريق داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله الأقرم واللفظ للترمذي.
قال الترمذي: "حسن لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس، ولا نعرف لعبد الله بن أقرم الخُزاعي، عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" انتهى.
قلت: داود بن قيس هو: الفراء الدباغ أبو سليمان القرشي مولاهم، وثَّقه أحمد وأبو زرعة والنسائي وغيرهم فلا يضر تفرده، وشيخه عبيد الله بن عبد الله ثقة أيضًا. وقد صحَّحه أيضًا الحاكم (1/ 227).
• عن جابر بن عبد الله قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافَى حتى يُرَى بياضُ إبطيه.
صحيح: رواه الإمام أحمد (14138) قال: حدثنا عبد الرزاق، (وهو في مصنفه 2922) ثنا معمر، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، ورجاله ثقات، معمر هو: ابن راشد، ومنصور هو: ابن المعتمر، وسالم بن أبي الجعد وإن كان ثقة، ولكنه كثير الإرسال عن كبار الصحابة، وثبت سماعه من جابر بن عبد الله وأنس بن مالك "جامع التحصيل"(218). والحديث صحَّحه أيضًا ابن خزيمة فأخرجه (649) من طريق عبد الرزاق به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 125): رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، ورجال أحمد رجال الصحيح.
• عن أبي هريرة قال: لو كنت قُدَّام النبي صلى الله عليه وسلم لرأيتُ إِبْطيه، قال أبو مجلز: ألا ترى أنه في الصلاة، ولا يستطيع أن يكون قدام النبي صلى الله عليه وسلم.
صحيح: رواه أبو داود (746) واللفظ له، والنسائي (1107) كلاهما من طريق عمران، عن أبي مِجْلَز (لاحق) عن بَشر بن نَهيك، عن أبي هريرة فذكره.
وهذا إسناد صحيح. وعمران هو: ابن حُدير.
ورواه الحاكم (1/ 228) من وجه آخر عن عبد الله بن عبد الله بن الأصم، عن عمّه يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد رُئي وضحُ إبطيه. قال الحاكم: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه.
قلت: ليس كما قال، فإن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم العامري من رجال مسلم وحده، ولم يوثقه إلا ابن حبان، ولذا قال الحافظ في التقريب:"مقبول".
ورواه الشافعي في الأم (1/ 115) معلقًا عن صالح مولى التوأة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يُرى بياض إبطيه مما يجافي بدنه.
قلت: لعلّ الشافعي ذكره معلقًا لأن طريق صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة لم يصح. فقد
رواه الطبراني في الأوسط" كما أورده الهيثمي في مجمع البحرين"(838) عن أحمد بن رشدين، ثنا روح بن صلاح، ثنا سعيد بن أبي أيوب، عن صالح مولى التوأة، عن أبي هريرة قال: كأني أنظر إلى بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد.
قال الطبراني: لم يروه عن صالح إلا سعيد، تفرد به روح. انتهى.
قلت: روح بن صلاح المصري فه ابن عدي في الكامل (3/ 1005)، والدارقطني وغيره، انظر ترجمته في الميزان (1/ 58)، واللسان (2/ 465)، وأما ابن حبان فذكره في الثقات (8/ 244).
• عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَبْسُط ذِرَاعَيك كبَسْطِ السبع، وادَّعِمْ على رَاحَتَيك، وجَافِ عن ضَبْعَيك، فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك".
حسن: رواه ابن خزيمة (145) عن عبد الله بن سعد بن إبراهيم، قال: حدثا عمي، أنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني مسعر بن كدام الهلالي، عن آدم بن علي البكري، عن ابن عمر فذكر الحديث.
وإسناده حسن لأجل ابن إسحاق، وهو مدلس ولكنه صرَّح بالتحديث وبقية رجاله ثقات، وعم عبيد الله بن سعد هو: يعقوب بن إبراهيم بن سعد وهو ثقة روى له الجماعة، ورواه أيضًا الطبراني في الكبير. قال الهيثمي في المجمع (2767):"ورجاله ثقات".
وقوله: ضبْعيك: الضَّبْع بسكون الباء - العضد، والجمع أضباع، مثل فرخ وأفْراخ.
• عن عدي بن عَمِيرة الحضرمي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد يُري بياض إِبطَيه، ثم إذا سَلَّم أقْبل بوجهه عن يمينه حتى يُري بياض خدِّ، وعن يساره.
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (8517) عن معاذ قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا معْتَمِر بن سليمان، قال: قرأتُ على الفُضيل بن ميْسَرة أبي مَعاذٍ، قال: حدثنا أبو حَرِيزٍ، أن قيس بن أبي حازم حدَّثه، عن عدي بن عَمِيرَة فذكر مثله.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عدي بن عَمِيرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به معتمر. انتهى.
وقال الهيثمي في مجمعه (2754): رواه الطبراني في الأوسط بطوله، وفي الكبير باختصار السلام، ورجال الأوسط ثقات. انتهى
قلت: فيه الفُضيل بن ميسرة أبو معاذ البصري وثَّقه ابن معين.
وقال الإمام أحمد: ليس به بأس، وهو في مرتبة "صدوق" عند الحافظ.
وأبو حَرِيز هو: عبد الله بن حسين الأزدي مختلف فيه.
فوثَّقه أبو زرعة، وابن معين في رواية. وقال الدارقطني: يعتبر به، وضعَّفه ابن معين في رواية أخرى، والنسائي، وجعله الحافظ في مرتبة "صدوق يخطئ".
قلت: ومثله يحسن حديثه في الشواهد.