المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول: في الوصية عند وقوع الفتن وحدوثها

- ‌الفصل الثاني: فيما ورد ذكره من الفتن، والأهواء الحادثة في الزمان

- ‌الفرع الأول: في ذكر ما سمي من الفتن

- ‌الفرع الثاني: فيما لم يذكر اسمه من الفتن

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌الفصل الثالث: في ذكر العصبية والأهواء

- ‌الفصل الرابع: من أي الجهات تجيء الفتن، وفيمن تكون

- ‌الفصل الخامس: في قتال المسلمين بعضهم لبعض

- ‌الفصل السادس: في القتال الحادث بين الصحابة والتابعين رضي الله عنهم والاختلاف

- ‌قتل عثمان رضي الله عنه

- ‌وقعة الجمل

- ‌الخوارج

- ‌أمر الحَكَمْين

- ‌أيام ابن الزبير

- ‌ذكر بني مروان

- ‌ذكر الحجاج

- ‌أحاديث متفرقة

- ‌حرف القاف

- ‌الكتاب الأول: في القدر

- ‌الفصل الأول: في الإيمان بالقَدَرْ

- ‌الفصل الثاني: في العمل مع القدر

- ‌الفصل الثالث: في القَدَر عند الخلقة

- ‌الفصل الرابع: في القدر عند الخاتمة

- ‌الفصل الخامس: في الهدى والضلال

- ‌الفصل السادس: في الرضى بالقدر

- ‌الفصل السابع: في حكم الأطفال

- ‌الفصل الثامن: في مُحَاجَّة آدم وموسى

- ‌الفصل التاسع: في ذم القدرية

- ‌الفصل العاشر: في أحاديث شتى

- ‌الكتاب الثاني: في القناعة والعفة

- ‌الفصل الأول: في مدحها والحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في غنى النفس

- ‌الفصل الثالث: في الرضى بالقليل

- ‌الفصل الرابع: في المسألة

- ‌[الفرع] الأول: في ذمها مطلقاً

- ‌[الفرع] الثاني: في ذمها مع القدرة

- ‌[الفرع] الثالث: فيمن تجوز له المسألة

- ‌[الفرع] الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل الخامس: في قبول العطاء

- ‌الكتاب الثالث: في القضاء وما يتعلَّق به

- ‌الفصل الأول: في ذم القضاء وكراهيته

- ‌الفصل الثاني: في الحاكم العادل والجائر

- ‌الفصل الثالث: في أجر المجتهد

- ‌الفصل الرابع: في الرِّشوة

- ‌الفصل الخامس: في آداب القاضي

- ‌الفصل السادس: في كيفية الحكم

- ‌الفصل السابع: في الدعاوى والبيانات والأيمان

- ‌البينة واليمين

- ‌القضاء بالشاهد واليمين

- ‌القضاء بالشاهد الواحد

- ‌تعارض البينة

- ‌القرعة على اليمين

- ‌موضع اليمين

- ‌صورة اليمين

- ‌الفرع الأول: في شهادة المسلمين

- ‌الفرع الثاني: في شهادة الكفار

- ‌الفصل التاسع: في الحبس والملازمة

- ‌الفصل العاشر: في قضايا حَكَمَ فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم

- ‌الكتاب الرابع: في القتل

- ‌الفصل الأول: في النهي عن القتل وإثمه

- ‌الفصل الثاني: فيما يبيح القتل

- ‌الفصل الثالث: فيمن قتل نفسه

- ‌الفصل الرابع: فيما يجوز قتله من الحيوانات وما لا يجوز

- ‌الفواسق الخمس

- ‌الحيَّات

- ‌الوزغ

- ‌الكلاب

- ‌النمل

- ‌الكتاب الخامس: في القصاص

- ‌الفصل الأول: في النفس

- ‌الفرع الأول: في العمد

- ‌الفرع الثاني: في الخطأ وعمد الخطأ

- ‌الفرع الثالث: في الولد والوالد

- ‌الفرع الرابع: في الجماعة بالواحد، والحرّ بالعبد

- ‌الفرع الخامس: في المسلم بالكافر

- ‌الفرع السادس: في المجنون والسكران

- ‌الفرع السابع: فيمن شتم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الثامن: في جناية الأقارب

- ‌الفرع التاسع: فيمن قتل زانياً بغير بينة

- ‌الفرع العاشر: في القتل بالمثقَّل

- ‌الفرع الحادي عشر: في القتل بالطب والسُم

- ‌الفرع الثاني عشر: في الدابة والبئر والمعدن

- ‌الفصل الثاني: في قصاص الأطراف والضرب

- ‌السّنّ

- ‌الأُذُن

- ‌اللطمة

- ‌الفصل الثالث: في استيفاء القصاص

- ‌الفصل الرابع: في العفو

- ‌الكتاب السادس: في القسامة

- ‌الكتاب السابع: في القِراض

- ‌الكتاب الثامن: في القصص

- ‌أصحاب الأخدود

- ‌الأطفال المتكلمون في المهد

- ‌أصحاب الغار

- ‌قصة الكِفْل

- ‌قصة ريح عاد

- ‌قصة الأقرع والأبرص والأعمى

- ‌قصة المقترض ألفَ دينارٍ

- ‌أحاديث متفرقة

- ‌الكتاب التاسع: في القيامة وما يتعلق بها أولاً وآخراً

- ‌الباب الأول: في أشراطها وعلامتها

- ‌الفصل الأول: في المسيح والمهدي عليهما السلام

- ‌الفصل الثاني: في الدَّجال

- ‌الفصل الثالث: في ابن صياد

- ‌الفصل الرابع: في الفتن والاختلاف أمام القيامة

- ‌الفصل الخامس: في قرب مبعثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الساعة

- ‌الفصل السادس: في خروج النار قبل الساعة

- ‌الفصل السابع: في انقضاء كل قرن

- ‌الفصل الثامن: في خروج الكَّذابين

- ‌الفصل التاسع: في طلوع الشمس من مغربها

- ‌الفصل العاشر: في أشراط متفرقة

- ‌الفصل الحادي عشر: في أحاديث جامعة لأشراط متعددة

- ‌الفصل الأول: في النفخ في الصور والنشور

- ‌الفصل الثاني: في الحشر

- ‌الفصل الثالث: في الحساب والحكم بين العباد

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌الفصل الرابع: في الحوض، والصراط، والميزان

- ‌الفرع الأول: في صفة الحوض

- ‌الفرع الثاني: في ورود الناس عليه

- ‌الفرع الثالث: في الصراط والميزان

- ‌الفصل الخامس: في الشفاعة

- ‌الفصل السادس: في أحاديث مُفْرَدة، تتعلَّق بالقيامة

- ‌الباب الثالث: في ذِكْر الجنة والنار

- ‌الفصل الأول: في صفتهما

- ‌الفرع الأول: في صفة الجنة

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌الفرع الثاني: في صفة النار

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌الفرع الأول: في ذكر أهل الجنة

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌الفرع الثاني: في ذكر أهل النار

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌الفرع الثالث: في ذكر ما اشتركا فيه

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌الباب الرابع: في رؤية الله عز وجل

- ‌حرف الكاف

- ‌الكتاب الأول: في الكسب والمعاش

- ‌الفصل الأول: في الحث على الحلال واجتناب الحرام

- ‌الفصل الثاني: في المباح من المكاسب والمطاعم

- ‌[النوع] الأول: في مال الأولاد والأقارب

- ‌[النوع] الثاني: أجرة كَتْبِ القرآن وتعليمه

- ‌[النوع] الثالث: في أرزاق العمال

- ‌[النوع] الرابع: في الإقطاع

- ‌[النوع] الخامس: في كسب الحجَّام

- ‌[النوع] السادس: في أشياء متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في المكروه والمحظور من المكاسب والمطاعم

- ‌[النوع الأول] منهيات مشتركة

- ‌[النوع الثاني] منهيات مفردة

- ‌كسبُ الإماء

- ‌ثمن الكلب

- ‌كسب الحجام

- ‌عسب الفحل

- ‌القُسامة

- ‌المعدِن

- ‌عطاء السلطان

- ‌التَّكهُّنُ

- ‌المتباريان

- ‌صنائعُ مَنْهيَّة

- ‌المكس

- ‌الكتاب الثاني: في الكذب

- ‌الفصل الأول: في ذمه وذم قائله

- ‌الفصل الثاني: فيما يجوز من الكذب

- ‌الفصل الثالث: في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الكتاب الثالث: في الكبر والعجب

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌حرف اللام

- ‌الكتاب الأول: في اللباس

- ‌الفصل الأول: في آداب اللبس وهيئته

- ‌[النوع] الأول: في العمائم والطيالسة

- ‌[النوع] الثاني: في القميص والإزار

- ‌[النوع] الثالث: في إسبال الإزار

- ‌[النوع] الرابع: في إزرة النساء

- ‌[النوع] الخامس: في الاحتباء والاشتمال

- ‌[النوع] السادس: في الإزار

- ‌[النوع] السابع: في خُمُر النساء ومُروطهن

- ‌[النوع] الثامن: في النعال والانتعال

- ‌[النوع] التاسع: في ترك الزينة

- ‌[النوع] العاشر: في التَّزَيُّن

- ‌الفصل الثاني: في أنواع اللباس

- ‌[النوع] الأول: في القميص والسَّراويل

- ‌[النوع] الثاني: في القَبَاء

- ‌[النوع] الثالث: في الحبرة

- ‌[النوع] الرابع: في الدِّرْع

- ‌[النوع] الخامس: في الجُبَّة

- ‌الفصل الثالث: في ألوان الثياب

- ‌الأبيض

- ‌الأحمر

- ‌الأصفر

- ‌الأخضر

- ‌الأسود

- ‌الفصل الرابع: في الحرير

- ‌[النوع] الأول: في تحريمه

- ‌[النوع] الثاني: في المباح منه

- ‌الفصل الخامس: في الصوف والشَّعَر

- ‌الفصل السادس: في الفرش والوسائد

- ‌الفصل السابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الكتاب الثاني: في اللقطة

- ‌الكتاب الثالث: في اللعان ولحاق الولد

- ‌الفصل الأول: في اللعان وأحكامه

- ‌الفصل الثاني: في لحاق الولد، ودعوى النسب والقافة

- ‌[الفرع] الأول: في الولد للفراش

- ‌[الفرع] الثاني: في القافة

- ‌[الفرع] الثالث: فيمن ادَّعى إلى غير أبيه، أو استلحق ولداً

- ‌[الفرع] الرابع: فيمن والى غير مواليه

- ‌[الفرع] الخامس: إسلام أحد الأبوين

- ‌الكتاب الرابع: في اللقيط

- ‌الكتاب الخامس: في اللهو واللعب

- ‌الفصل الأول: في اللعب بالحيوان

- ‌الفصل الثاني: في اللعب بغير الحيوان

- ‌النرد

- ‌لعب البنات

- ‌لعب الحبشة

- ‌الكتاب السادس: في اللعن والسّبّ

- ‌الفصل الأول: في ذم اللعنة، واللاعن

- ‌الفصل الثاني: فيما نُهِيَ عن لعنه وسَبّه

- ‌الدهر

- ‌الريح

- ‌الأموات

- ‌الدابَّة

- ‌الديك

- ‌الفصل الثالث: فيمن لعنهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أو سَبَّه مِمَّنْ لم يرد في باب مفرد

- ‌الفصل الرابع: فيمن لعنه [رسول الله صلى الله عليه وسلم] ، أو سبَّه، وسأل الله: أن يجعلها رحمة

الفصل: ‌الفصل الثالث: في ابن صياد

‌الفصل الثالث: في ابن صياد

7859 -

(خ م د) محمد بن المنكدر قال: رأيتُ جابرَ بنَ عبد الله رضي الله عنهما يحلف بالله: أنَّ ابنَ صيّاد الدجالُ، قال: قلت: أتَحْلفُ بالله؟ قال: فإني سمعتُ عمر يحلف بالله على ذلك عندَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يُنْكرهُ. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ابن صياد) قال الخطابي: قد اختلف الناس في أمر ابن صيَّاد اختلافاً

⦗ص: 363⦘

شديداً، وأشكل أمره، حتى قيل فيه كل قول، فيقال: كيف بقّى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدَّعي النبوة كاذباً، وتركه بالمدينة في داره يجاوره؟ وما معنى ذلك؟ وما وجه امتحانه إياه بما خبأ له من آية الدخان؟ وقوله بعد ذلك:«اخسأ، فلن تعدو قدرك» ؟ قال: والذي عندي، أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنته صلى الله عليه وسلم اليهود وحلفاءهم، وذلك: أنه بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتاباً صالحهم فيه على أن لا يهاجروا، وأن يتركوا على أمرهم، وكان ابن صياد منهم، أو دخيلاً في جملتهم - وكان يبلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَبَرُهُ، وما يدَّعيه من الكهانة ويتعاطاه من الغيب، فامتحنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك ليبرز أمره ويختبر شأنه، فلما كلَّمه علم أنه مبطل، وأنه من جملة السحرة أو الكهنة، أو ممن يأتيه رِئْي من الجن، أو يتعاهده شيطان، فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به، فلما سمع قوله:«الدخ» زبره، فقال:«اخسأ فلن تعدو قدرك» ، يريد أن ذلك شيء اطلع عليه الشيطان، فألقاه إليه وأجراه على لسانه، وليس ذلك من قبيل الوحي السماوي إذ لم يكن له قدر الأنبياء الذين يُوحى إليهم علم الغيب، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون الغيب فَيُصِيبُون بنور قلوبهم، وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها، ويخطئ في البعض، وذلك معنى قوله:«يأتيني صادق وكاذب» فقال له عند ذلك: «قد خلِّط عليك» والجملة من أمره: أنه كان فتنة امتَحَن الله به

⦗ص: 364⦘

عباده المؤمنين {ليهلك مَنْ هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} [الأنفال: 42] كما امتَحن الله قوم موسى بالعجل، فافتتن به قوم وهلكوا، ونجا من هداه الله وعصمه، وقد اختلفت الروايات في كفره، وفيما كان من شأنه بعد كبره، فروي أن تاب عن ذلك القول، ثم إنه مات بالمدينة، وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه، كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس، وقيل لهم: اشهدوا، وروي غير ذلك، وأنه فُقِد يوم الحرَّة فلم يجدوه، والله أعلم.

(1) رواه البخاري 13 / 273 في الاعتصام، باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة لا من غير الرسول، ومسلم رقم (4929) في الفتن، باب ذكر ابن صياد، وأبو داود رقم في الملاحم، باب في خبر ابن صائد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (9/133) قال: حدثنا حماد بن حميد. ومسلم (8/192) وأبو داود (4331) .

ثلاثتهم - حماد، ومسلم، وأبو داود - قالوا: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن المنكدر، فذكره.

ص: 362

7860 -

(د) نافع - مولى عبد الله بن عمر أنَّ ابنَ عمر رضي الله عنهما كان يقول: «والله ما أَشُكُّ أن المسيح الدجال ابنُ صياَّد» . أخرجه أبو داود (1) .

(1) رقم (3330) في الملاحم، باب في خبر ابن صائد، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (4330) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن نافع، قال: كان ابن عمر، فذكره.

ص: 364

7861 -

(خ م د ت) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «إنَّ عمر بنَ الخطاب انطلق مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في رَهْط من أصحابه قِبَلَ ابنِ صياد، حتى وجده يَلْعَبُ مع الصبيان عند أُطُمِ بني مَغالة، وقد قارب ابنُ صياد يومئذ الُحلم، فلم يَشْعُر حتى ضربَ رسولُ الله ظَهْرَه بيده، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: أتشهد أنّي رسولُ الله؟ فنظر إليه ابنُ صياد، فقال: أشهدُ أنّكَ رسولُ الأُمِّيين، فقال ابنُ صياد لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضَهُ رسولُ صلى الله عليه وسلم، وقال: آمنتُ بالله وبرُسُلِه،

⦗ص: 365⦘

ثم قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ماذا ترى؟ قال ابنُ صياد، يأتيني صادق وكاذب، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خُلِّطَ عليك الأمر، ثم قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبَأت لَكَ خبيئاً، فقال ابن صياد: هو الدُّخُّ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ، فلن تعُدوَ قدرَك، فقال عمر بن الخطاب: ذَرْني يا رسول الله أضرب عنقَه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يَكُنْه فَلَنْ تُسَلَّطَ عليه، وإن لم يَكنْهُ، فلَا خيْرَ لك في قَتلِهِ» .

وقال سالم: سمعت ابنَ عمر يقول: «انطلق بعد ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأُبيُّ بنُ كعبِ الأنصاريُّ إلى النخل التي فيها ابن فيها ابن صياد، حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخلَ طَفِقَ يتَّقي بجذوع النخل، وهو يَخْتل أن يسمعَ من ابن صياد شيئاً قبل أن يراه ابنُ صياد، فرآه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها رَمْرَمة أو زَمْزَمة، فرأت أُمُّ ابن صياد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يتَّقي بجذوع النخل، فقالت لابنِ صياد: يا صاف - وهو اسمُ ابنِ صياد - هذا محمد فثار ابنُ صياد، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لو تَرَكَتْهُ بَيَّنَ.

قال سالم: قال عبد الله بن عمر: فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فأثنى على الله بما هو له أهل، ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأُنذركموه، ما من نبيّ إلا قد أنذره قومَه، لقد أنذره نوح قومَه، ولكن أقول لكم فيه قولاً

⦗ص: 366⦘

لم يقله نبيُّ لقومه: تعلَّموا (1) أنَّه أعورُ، وإنَّ الله تبارك وتعالى ليس بأعور» أخرجه البخاري ومسلم.

وزاد مسلم: قال ابن شهاب: وأخبرني عمرُ بن ثابت الأنصاريُّ: أنَّه أخبره بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - يوم حَذّر الناسَ الدجالَ - «إنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كلّ من كَره عمله - أو يقرؤه كلُّ مؤمن - وقال: تعلَّموا (1) أنه لَنْ يَرى أحدُ منكم ربَّه حتى يموتَ» .

وفي رواية الترمذي «أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بابن صَيَّاد في نَفَر من أصحابه - منهم: عمرُ بن الخطاب - وهو يلعَبُ مع الغلمان، عند أُطُم بني مَغَاَلَهَ - وهو غلام - فلم يشعر حتى ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده

وذكر الحديث إلى قوله: خُلِّط عليك الأمر - وقال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خَبَأت خَبيئاً، وخبأ له {يوم تأتي السماء بدخانٍ مبين} [الدخان: 10] فقال ابن صياد: هو الدّخّ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ، فلن تَعْدُوَ قَدْرَك، قال عمرُ: يا رسول الله ائذَن لي فأضرِبَ عنقه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن يَكُ حقاً فَلَنْ تُسلْط عليه، وإن لا يَكُ، فلا خير لك في قتله» إلى هاهنا أخرج الترمذي، وقد أخرج مفرداً قول سالم عن أبيه: «فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله

إلى قوله: وإنَّ الله ليس بأعور» .

⦗ص: 367⦘

وأخرج زيادة مسلم إلى قوله: «يقرؤه كلُّ مَنْ كَرِهَ عملَهُ» .

وأخرجه أبو داود مثل الترمذي إلى قوله: «فلا خير لك في قتله» وزاد بعد قوله: «فَلَنْ تُسلّط عليه» قال: «يعني الدجالَ» .

وأخرج قول سالم عن أبيه: فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الناس

إلى قوله: وإن الله ليس بأعور، وقد تقدَّم ذِكْرُ ما أخرجه هو والترمذي مفرداً في الفصل الثاني.

وفي رواية لمسلم «أنَّ ابن عمر قال: انطلقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومعه رَهْط من أصحابه - فيهم عمر بن الخطاب - حتى وجدَ ابنَ صياد غُلاماً قد ناهَزَ الحلُم يلعب مع الغلمان عند أُطُم بني مغالة» .

قال مسلم: وساق الحديث بمثل الرواية الأولى [حديث يونس] إلى منتهى حديث عمر بن ثابت.

وفي الحديث عن يعقوب قال: قال أبيُّ، يعني في قوله:«لو تركَتْهُ بَيَّنَ» : «لو تركته أُمُّه بَيّن أمره» . وله في أخرى «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: مَرَّ بابن صياد في نَفر من أصحابه - فيهم عمر بن الخطاب - وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مَغَاَلة، وهو غلام - بمعنى الحديث الأول» غير أنه لم يذكر حديث ابن عمر في انطلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع أُبيِّ بن كعب إلى النخل، وفيه «ثم قال ابن صياد: أتشهد أني

⦗ص: 368⦘

رسولُ الله؟ فَرفضه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم قال: آمنتُ بالله ورسله

» الحديث (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(اخسأْ) خسأتُ الكلبَ: إذا طردتَه، وقد جاء في الحديث غير مهموز كأنه حذف الهمزة وقلبها ألفاً، فلما أمر منه حذفها.

(يختل) الختل: الخداع والمراوغة.

(الأطم) : البناء المرتفع.

(ناهز) ناهز الصبي الحلم: إذا قاربَهُ.

(1) أي اعلموا.

(2)

رواه البخاري 3 / 175 في الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، وفي الشهادات، باب شهادة المختبئ، وفي الجهاد، باب كيف يعرض الإسلام على الصبي، وفي الأدب، باب قول الرجل للرجل: اخسأ، وفي القدر، باب ما يحول بين المرء وقلبه، ومسلم رقم (2924) و (2930) في الفتن، باب ذكر ابن صياد، وأبو داود رقم (4329) في الملاحم، باب في خبر ابن صائد، والترمذي رقم (2250) في الفتن، باب ما جاء في ذكر ابن صائد، ورقم (2236) في الفتن، باب ما جاء في علامة الدجال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/148)(6360) و (2/149)(6363 و 6365) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/148)(6361)، (2/149) (6362) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (2/149) (6364) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. والبخاري (2/117 و 4/163) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس. وفي (3/220 و 8/49) وفي الأدب المفرد (958) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/85) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر. وفي (8/157) قال: حدثنا علي بن حفص، وبشر بن محمد، قالا: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. وفي (9/75) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم، عن صالح. ومسلم (8/192) قال: حدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (8/193) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، وسلمة بن شبيب، جميعا عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (4329) قال: حدثنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (4757) قال: حدثنا مخلد بن خالد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والترمذي (2235 و 2249) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.

أربعتهم - معمر، وصالح، ويونس، وشعيب - عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره.

* في رواية أحمد (2/149)(6363) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، أو عن غير واحد.

* رواية أحمد (2/148)(6360 و 6361) و (2/149)(6362) والبخاري (8/157) وأبو داود (4329) . والترمذي (2249) . مختصرة على القصة الأولى.

* ورواية أحمد (2/149)(6365) . والبخاري (4/163 و 9/75) وأبو داود (4757) والترمذي (2235) مختصرة على القصة الثالثة.

* ورواية أحمد (2/149)(6363 و 6364) والبخاري (3/220) مختصرة على القصة الثانية.

ص: 364

7862 -

(م) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررنا بصبيان يلعبون، فيهم ابنُ صياد، ففرَّ الصبيان، وجلس ابنُ صيَاد، فكأنَّ رسول الله كره ذلك، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: تَربَتْ يَدَاك، أتشهد أني رسول الله؟ فقال عمرُ بن الخطاب: ذرني يا رسول الله حتى أقْتُلَه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنْ يكن الذي تُرَى فلن تستطيع قتله» .

وفي رواية [قال] : «كُنَّا نمشى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمررنا بابن صَيَّاد،

⦗ص: 369⦘

فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قد خَبأتُ لك خبيئاً، فقال: دُخُّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخْسأ، فلن تَعْدُوَ قدرك، فقال عمر: يا رسول الله: دَعْنِي فأضربَ عنقه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: دْعهُ، فإن يَكُن الذي تخافُ لَنْ تستطيع قَتْلَهُ» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(تربت يداك) يقال: تربت يداك في الدعاء على الإنسان بالهلاك والفقر، وأصله: أن تلتصق يده بالتراب، وقد يقال ذلك في معنى التعجُّب، ولا يراد به الدعاء بالهلاك.

(1) رقم (2924) في الفتن، باب ذكر ابن صياد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:.

أخرجه أحمد (1/380)(3610) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/457)(4371) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا المعتمر، عن أبيه. ومسلم (8/189) عن إسحاق بن إبراهيم بن إبراهيم، وأبو كريب، قال ابن نمير: حدثنا وقال الآخران: أخبرنا أبو معاوية.

ثلاثتهم - أبو معاوية، وسليمان التيمي والد المعتمر، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره.

في تحفة الأشراف (9270) أبو بكر بن أبي شيبة بدلا من أبي كريب.

ص: 368

7863 -

(م ت) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «لقيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر - يعني ابنَ صياد - في بعض طرق المدينة، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسولُ الله؟ فقال هو: أتشهدُ أني رسول الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: آمنتُ بالله، وملائكته، وكتبه، ما ترى؟ قال: أرى عَرْشاً على الماء، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى؟ قال: أرى صادقَين وكاذباً - أو كاذَبين وصادقاً - فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لُبِسَ عليه، دَعُوه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .

(1) رواه مسلم رقم (2925) في الفتن، باب ذكر ابن صياد، والترمذي رقم (2248) في الفتن، باب ما جاء في ذكر ابن صائد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد (3/66) قال: حدثنا يونس. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان. كلاهما - يونس، وعفان - قالا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد.

2 -

وأخرجه مسلم (8/190) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سالم بن نوح. والترمذي (2247) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - سالم، وعبد الأعلى - عن الجريري.

كلاهما - علي بن زيد، والجريري - عن أبي نضرة، فذكره.

ص: 369

7864 -

(م) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «لَقَي نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم ابنَ صياد ومعه أبو بكر وعمر، وابن صائد مع الغلمان

» فذكر نحو الحديث الذي قبله، وهو حديث أبي سعيد - هكذا أخرجه مسلم عقيبه، ولم يذكر لفظه (1) .

(1) رقم (2926) في الفتن، باب ذكر ابن صياد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/66 و 388) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا علي - يعني ابن زيد -. ومسلم (8/190) قال: حدثنا يحيى بن حبيب، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي.

كلاهما - علي بن زيد، وسليمان التيمي - عن أبي نضرة، فذكره.

ص: 370

(1) رقم (2928) في الفتن، باب ذكر ابن صياد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1 -

أخرجه أحمد (3/4) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا حماد. وفي (3/24 و 25) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (3/43) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وعبد بن حميد (876) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا حماد بن سلمة. ومسلم (8/191) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - حماد، وأبو أسامة - عن سعيد الجريري.

2 -

وأخرجه مسلم (8/191) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا بشر - يعني ابن مفضل- عن أبي مسلمة.

كلاهما - الجريري، وأبو مسلمة - عن أبي نضرة، فذكره.

ص: 370

7866 -

(خ) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: «قد خبأتُ لك خبيئاً، فما هو؟ قال: الدّخ، قال: اخسأ» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(دَرمكة) الدرمك: الدقيق الحُوَّارَى، والدَّرمكة: أخص منه.

(1) 10 / 463 في الأدب، باب قول الرجل للرجل: اخسأ.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (8/49) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا سلم بن زرير، قال: سمعت أبا رجاء، فذكره.

ص: 370

7867 -

(م ت) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «صَحِبْتُ ابنَ صياد إلى مكةَ، فقال لي: [أ] ما [قد] لقيتُ من الناس، يزعمون أني الدجال؟ ألستَ سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه لا يولدَ له؟ قال: قلت: بلى، قال: فقد وُلدَ لي، أوَ ليس سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخُلُ المدينةَ ولا مكةَ؟ قال: قلت: بلى، قال: فقد وُلدْتُ بالمدينة، وها أنا ذا أريدُ مكةَ، ثم قال في آخر قوله: أما والله إني لأعْلَمُ مَوْلِدهُ ومكانَه، وأين هو؟ قال: فلبَسَني» .

وفي رواية: قال: «قال لي ابن صائد - وأخذتني منه ذَمامة - هذا عَذَرتُ الناسَ، مالي ولكم يا أصحاب محمد؟ ألم يقل نبي الله: إنَّه يهوديٌّ، وقد أسلمتُ، وقال: لا يولَد له، وقد وُلدَ لي، وقال: إنَّ الله حَرَّم عليه مكة، وقد حَجَجْتُ؟ قال: فما زال حتى كاد أن يأخذَ فيَّ قولهُ، قال: فقال له: أما والله إني لأْعلَمُ الآن حيث هو، وأعرف أباه وأمه، قال: وقيل له: أيسرُّك أنك ذاك الرجلُ؟ قال: فقال: لو عُرِضَ عليَّ ما كرهتُ» .

وفي رواية قال: «خرجنا حُجَّاجاً - أو عُمَّاراً - ومعنا ابن صائد، قال: فنزلنا منزلاً، فتفرَّق الناس، وبقيتُ أنا وهو، فاستوحشتُ منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه [فوضعه مع متاعي]، فقلت: إنَّ الحرَّ شديدُ، فلو وضعتَه تحت تلك الشجرة؟ قال: ففعل، قال: فَرُفِعت لنا غنم

⦗ص: 372⦘

فانطلق فجاء بُعّس، فقال: اشرب أبا سعيد، فقلت: إنَّ الحرَّ شديدُ، واللبنَ حارُّ، ما بي إلا أني أكرهُ أن أشربَ عن يده - أو قال: آخذ عن يده - فقال: أبا سعيد لقد هممتُ أن آخذ حَبْلاً فأعلّقه بشجرة ثم أخْتَنِقَ مما يقول لي الناسُ يا أبا سعيد، مَنْ خَفِيَ عليه حديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خَفِيَ عليكم مَعْشَرَ الأنصار، ألستَ من أعْلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ [أليس] قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو كافر؟ وأنا مسلم، أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[هو عقيم] لا يولَد له ولد، وقد تركتُ ولدي بالمدينة، أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل المدينةَ ولا مكة، وقد أقبلتُ من المدينة، وأنا أريدُ مكةَ؟ قال أبو سعيد: حتى كِدْتُ أن أَعْذِرَهُ، [ثم] قال: أما والله إني لأَعرفه، وأعرف مولده، وأين هو الآن؟ قال: قلت له: تَبّاً لك سائر اليوم» أخرجه مسلم، ولم يخرج الحميديُّ الرواية الآخرة وأخرج الترمذي الرواية الآخرة إلى قوله:«وقد تركتُ ولدي بالمدينة» ، وقال: «ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّه لا تحلّ له مكة؟ ألست من أهل المدينة، وهو ذا أنطلقُ معكَ إلى مكةَ؟ قال: فوالله ما زال يجيء بهذا، حتى قلتُ: فلعله مكذوبٌ عليه، ثم قال يا أبا سعيد، والله لأُخبرنَّك خبراً حقاً، واللَّه إني لأعرفه، وأعرف والده، وأين هو الساعة من الأرض؟

⦗ص: 373⦘

فقلت له: تبّاً لك سائر اليوم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(ذَمامة) الذَّمامة: بالذال المعجمة: الحياء والإشفاق من الذم، والمذمَّة: العار، وبالدال المهملة: قبح الوجه، والمراد الأول.

(العُسّ) : قدح ضخم يشرب فيه.

(التبّ) : الخسار والهلاك.

(1) رواه مسلم رقم (2927) في الفتن، باب ذكر ابن صياد، والترمذي رقم (2247) في الفتن، باب ما جاء في ذكر ابن صائد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/26) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثني التيمي. وفي (3/43) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا حماد، عن الجريري. وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا سعيد الجريري. ومسلم (8/190) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا معتمر - وهو ابن سليمان التيمي -، قال: سمعت أبي. وفي (8/191) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سالم بن نوح، قال: أخبرني الجريري. والترمذي (2246) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن الجريري.

أربعتهم - التيمي، والجريري، وعوف، وداود - عن أبي نضرة، فذكره.

ص: 371

7868 -

(م) نافع مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «لَقِيَ ابنُ عمر ابنَ صائد في بعض طرق المدينة، فقال له قولاً أغضَبَه، فانتفخ حتى ملأَ السِّكَّةَ، فدخل ابنُ عمر على حَفْصة - وقد بلغها - فقالت له: رَحِمَك الله، ما أردتَ من ابن صياد؟ أما علمتَ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما يخرج من غَضْبَة يغضبُها؟» .

وفي رواية: كان نافع يقول: ابن صياد، قال: قال ابن عمر: لقيته مرتين، فلقيته معَ قومه، فقلت لبعضهم: هل تَحدّثون أنه هو؟ قالوا: لا والله قال: قلتُ: كَذَبتُمُوني، والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموتَ حتى يكون أكثركم مالاً وولداً، وكذلك هو زعموا اليومَ، قال: فتحدَّثنا، ثم

⦗ص: 374⦘

فارقُته، قال: فلقيتُه لَقْيَة أخرى، قد نفَرت عينُه، قال: فقلتُ: متى فَعَلتْ عَيْنُك ما أرى؟ قال: لا أدري، قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه، قال، فنخر كأشدِّ نخير حمار سمعتُ قال: فزعم بعض أصحابي: أني ضربْتُهُ بعصاً كانَتْ مَعي حتى تكَسَّرتْ، وأما أنا: فوالله ما شَعَرتُ، قالوا: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين، فحدَّثها، فقالت: ما تريد إليه؟ ألم تعلم أن قد قال: إنَّ أولَ ما يبعثه على الناس غَضْبةُ يغضبها؟ أخرجه مسلم (1) . ولم يذكر الحميديُّ الرواية الثانية.

وذكر رزين رواية قال فيها: «لقيت ابنَ صياد يوماً، ومعه رجل من اليهود، فإذا عَيْنُهُ قد طُفِئتُ، وكانت عينه خارجة كعين الحمار، فقلت: ابنَ صياد، أَنشُدُكُ الله، متى فقدتَ عينك؟ فمسَّها بيده، فقال: لا أدري والرحمنِ، فقلت: كذبتَ لا تدري وهي في رأسكَ؟ فنخر ثلاثاً، ففجأني ما لم أكن أحببتُ، وزَعَم اليهوديُّ: أني ضربْتُ رأَسَهُ بالعصا حتى تكسَّرت، ولا أعْلَمُني فعلت ذلك، فقلت له: اخسأ، فلن تَعْدُوَ قَدركَ، قال: أجَل! لَعَمرِي، ولا أعدُو قدري، وكأنما كان في سقاء فَنَشَّ، فذكرت ذلك لحفصة، فقالت لي: اجتنب هذا الرَّجُلَ، فإنا كُنا نَتَحدَّثُ: أنما للدجال غضبةٌ يغضبها» .

⦗ص: 375⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(سقاء) السِّقاء: ظرف الماء من الجلود.

(فَنَشَّ) نشَّ الشراب في السقاء: إذا غلا واشتد.

(1) رقم (2932) في الفتن، باب ذكر ابن صياد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (6/283) قال: حدثنا سريج وعفان ويونس. قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب وعبيد الله. (ح) وحدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا ابن عون. وفي (6/284) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، عن ابن عون. ومسلم (8/194) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا هشام، عن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا حسين - يعني ابن حسن بن يسار -. قال: حدثنا ابن عون.

ثلاثتهم - أيوب، وعبيد الله، وابن عون - عن نافع، فذكره.

ص: 373