المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول: في الوصية عند وقوع الفتن وحدوثها

- ‌الفصل الثاني: فيما ورد ذكره من الفتن، والأهواء الحادثة في الزمان

- ‌الفرع الأول: في ذكر ما سمي من الفتن

- ‌الفرع الثاني: فيما لم يذكر اسمه من الفتن

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌الفصل الثالث: في ذكر العصبية والأهواء

- ‌الفصل الرابع: من أي الجهات تجيء الفتن، وفيمن تكون

- ‌الفصل الخامس: في قتال المسلمين بعضهم لبعض

- ‌الفصل السادس: في القتال الحادث بين الصحابة والتابعين رضي الله عنهم والاختلاف

- ‌قتل عثمان رضي الله عنه

- ‌وقعة الجمل

- ‌الخوارج

- ‌أمر الحَكَمْين

- ‌أيام ابن الزبير

- ‌ذكر بني مروان

- ‌ذكر الحجاج

- ‌أحاديث متفرقة

- ‌حرف القاف

- ‌الكتاب الأول: في القدر

- ‌الفصل الأول: في الإيمان بالقَدَرْ

- ‌الفصل الثاني: في العمل مع القدر

- ‌الفصل الثالث: في القَدَر عند الخلقة

- ‌الفصل الرابع: في القدر عند الخاتمة

- ‌الفصل الخامس: في الهدى والضلال

- ‌الفصل السادس: في الرضى بالقدر

- ‌الفصل السابع: في حكم الأطفال

- ‌الفصل الثامن: في مُحَاجَّة آدم وموسى

- ‌الفصل التاسع: في ذم القدرية

- ‌الفصل العاشر: في أحاديث شتى

- ‌الكتاب الثاني: في القناعة والعفة

- ‌الفصل الأول: في مدحها والحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في غنى النفس

- ‌الفصل الثالث: في الرضى بالقليل

- ‌الفصل الرابع: في المسألة

- ‌[الفرع] الأول: في ذمها مطلقاً

- ‌[الفرع] الثاني: في ذمها مع القدرة

- ‌[الفرع] الثالث: فيمن تجوز له المسألة

- ‌[الفرع] الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل الخامس: في قبول العطاء

- ‌الكتاب الثالث: في القضاء وما يتعلَّق به

- ‌الفصل الأول: في ذم القضاء وكراهيته

- ‌الفصل الثاني: في الحاكم العادل والجائر

- ‌الفصل الثالث: في أجر المجتهد

- ‌الفصل الرابع: في الرِّشوة

- ‌الفصل الخامس: في آداب القاضي

- ‌الفصل السادس: في كيفية الحكم

- ‌الفصل السابع: في الدعاوى والبيانات والأيمان

- ‌البينة واليمين

- ‌القضاء بالشاهد واليمين

- ‌القضاء بالشاهد الواحد

- ‌تعارض البينة

- ‌القرعة على اليمين

- ‌موضع اليمين

- ‌صورة اليمين

- ‌الفرع الأول: في شهادة المسلمين

- ‌الفرع الثاني: في شهادة الكفار

- ‌الفصل التاسع: في الحبس والملازمة

- ‌الفصل العاشر: في قضايا حَكَمَ فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم

- ‌الكتاب الرابع: في القتل

- ‌الفصل الأول: في النهي عن القتل وإثمه

- ‌الفصل الثاني: فيما يبيح القتل

- ‌الفصل الثالث: فيمن قتل نفسه

- ‌الفصل الرابع: فيما يجوز قتله من الحيوانات وما لا يجوز

- ‌الفواسق الخمس

- ‌الحيَّات

- ‌الوزغ

- ‌الكلاب

- ‌النمل

- ‌الكتاب الخامس: في القصاص

- ‌الفصل الأول: في النفس

- ‌الفرع الأول: في العمد

- ‌الفرع الثاني: في الخطأ وعمد الخطأ

- ‌الفرع الثالث: في الولد والوالد

- ‌الفرع الرابع: في الجماعة بالواحد، والحرّ بالعبد

- ‌الفرع الخامس: في المسلم بالكافر

- ‌الفرع السادس: في المجنون والسكران

- ‌الفرع السابع: فيمن شتم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الثامن: في جناية الأقارب

- ‌الفرع التاسع: فيمن قتل زانياً بغير بينة

- ‌الفرع العاشر: في القتل بالمثقَّل

- ‌الفرع الحادي عشر: في القتل بالطب والسُم

- ‌الفرع الثاني عشر: في الدابة والبئر والمعدن

- ‌الفصل الثاني: في قصاص الأطراف والضرب

- ‌السّنّ

- ‌الأُذُن

- ‌اللطمة

- ‌الفصل الثالث: في استيفاء القصاص

- ‌الفصل الرابع: في العفو

- ‌الكتاب السادس: في القسامة

- ‌الكتاب السابع: في القِراض

- ‌الكتاب الثامن: في القصص

- ‌أصحاب الأخدود

- ‌الأطفال المتكلمون في المهد

- ‌أصحاب الغار

- ‌قصة الكِفْل

- ‌قصة ريح عاد

- ‌قصة الأقرع والأبرص والأعمى

- ‌قصة المقترض ألفَ دينارٍ

- ‌أحاديث متفرقة

- ‌الكتاب التاسع: في القيامة وما يتعلق بها أولاً وآخراً

- ‌الباب الأول: في أشراطها وعلامتها

- ‌الفصل الأول: في المسيح والمهدي عليهما السلام

- ‌الفصل الثاني: في الدَّجال

- ‌الفصل الثالث: في ابن صياد

- ‌الفصل الرابع: في الفتن والاختلاف أمام القيامة

- ‌الفصل الخامس: في قرب مبعثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الساعة

- ‌الفصل السادس: في خروج النار قبل الساعة

- ‌الفصل السابع: في انقضاء كل قرن

- ‌الفصل الثامن: في خروج الكَّذابين

- ‌الفصل التاسع: في طلوع الشمس من مغربها

- ‌الفصل العاشر: في أشراط متفرقة

- ‌الفصل الحادي عشر: في أحاديث جامعة لأشراط متعددة

- ‌الفصل الأول: في النفخ في الصور والنشور

- ‌الفصل الثاني: في الحشر

- ‌الفصل الثالث: في الحساب والحكم بين العباد

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌الفصل الرابع: في الحوض، والصراط، والميزان

- ‌الفرع الأول: في صفة الحوض

- ‌الفرع الثاني: في ورود الناس عليه

- ‌الفرع الثالث: في الصراط والميزان

- ‌الفصل الخامس: في الشفاعة

- ‌الفصل السادس: في أحاديث مُفْرَدة، تتعلَّق بالقيامة

- ‌الباب الثالث: في ذِكْر الجنة والنار

- ‌الفصل الأول: في صفتهما

- ‌الفرع الأول: في صفة الجنة

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌الفرع الثاني: في صفة النار

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌الفرع الأول: في ذكر أهل الجنة

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌الفرع الثاني: في ذكر أهل النار

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌الفرع الثالث: في ذكر ما اشتركا فيه

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌الباب الرابع: في رؤية الله عز وجل

- ‌حرف الكاف

- ‌الكتاب الأول: في الكسب والمعاش

- ‌الفصل الأول: في الحث على الحلال واجتناب الحرام

- ‌الفصل الثاني: في المباح من المكاسب والمطاعم

- ‌[النوع] الأول: في مال الأولاد والأقارب

- ‌[النوع] الثاني: أجرة كَتْبِ القرآن وتعليمه

- ‌[النوع] الثالث: في أرزاق العمال

- ‌[النوع] الرابع: في الإقطاع

- ‌[النوع] الخامس: في كسب الحجَّام

- ‌[النوع] السادس: في أشياء متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في المكروه والمحظور من المكاسب والمطاعم

- ‌[النوع الأول] منهيات مشتركة

- ‌[النوع الثاني] منهيات مفردة

- ‌كسبُ الإماء

- ‌ثمن الكلب

- ‌كسب الحجام

- ‌عسب الفحل

- ‌القُسامة

- ‌المعدِن

- ‌عطاء السلطان

- ‌التَّكهُّنُ

- ‌المتباريان

- ‌صنائعُ مَنْهيَّة

- ‌المكس

- ‌الكتاب الثاني: في الكذب

- ‌الفصل الأول: في ذمه وذم قائله

- ‌الفصل الثاني: فيما يجوز من الكذب

- ‌الفصل الثالث: في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الكتاب الثالث: في الكبر والعجب

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثان

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌حرف اللام

- ‌الكتاب الأول: في اللباس

- ‌الفصل الأول: في آداب اللبس وهيئته

- ‌[النوع] الأول: في العمائم والطيالسة

- ‌[النوع] الثاني: في القميص والإزار

- ‌[النوع] الثالث: في إسبال الإزار

- ‌[النوع] الرابع: في إزرة النساء

- ‌[النوع] الخامس: في الاحتباء والاشتمال

- ‌[النوع] السادس: في الإزار

- ‌[النوع] السابع: في خُمُر النساء ومُروطهن

- ‌[النوع] الثامن: في النعال والانتعال

- ‌[النوع] التاسع: في ترك الزينة

- ‌[النوع] العاشر: في التَّزَيُّن

- ‌الفصل الثاني: في أنواع اللباس

- ‌[النوع] الأول: في القميص والسَّراويل

- ‌[النوع] الثاني: في القَبَاء

- ‌[النوع] الثالث: في الحبرة

- ‌[النوع] الرابع: في الدِّرْع

- ‌[النوع] الخامس: في الجُبَّة

- ‌الفصل الثالث: في ألوان الثياب

- ‌الأبيض

- ‌الأحمر

- ‌الأصفر

- ‌الأخضر

- ‌الأسود

- ‌الفصل الرابع: في الحرير

- ‌[النوع] الأول: في تحريمه

- ‌[النوع] الثاني: في المباح منه

- ‌الفصل الخامس: في الصوف والشَّعَر

- ‌الفصل السادس: في الفرش والوسائد

- ‌الفصل السابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الكتاب الثاني: في اللقطة

- ‌الكتاب الثالث: في اللعان ولحاق الولد

- ‌الفصل الأول: في اللعان وأحكامه

- ‌الفصل الثاني: في لحاق الولد، ودعوى النسب والقافة

- ‌[الفرع] الأول: في الولد للفراش

- ‌[الفرع] الثاني: في القافة

- ‌[الفرع] الثالث: فيمن ادَّعى إلى غير أبيه، أو استلحق ولداً

- ‌[الفرع] الرابع: فيمن والى غير مواليه

- ‌[الفرع] الخامس: إسلام أحد الأبوين

- ‌الكتاب الرابع: في اللقيط

- ‌الكتاب الخامس: في اللهو واللعب

- ‌الفصل الأول: في اللعب بالحيوان

- ‌الفصل الثاني: في اللعب بغير الحيوان

- ‌النرد

- ‌لعب البنات

- ‌لعب الحبشة

- ‌الكتاب السادس: في اللعن والسّبّ

- ‌الفصل الأول: في ذم اللعنة، واللاعن

- ‌الفصل الثاني: فيما نُهِيَ عن لعنه وسَبّه

- ‌الدهر

- ‌الريح

- ‌الأموات

- ‌الدابَّة

- ‌الديك

- ‌الفصل الثالث: فيمن لعنهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أو سَبَّه مِمَّنْ لم يرد في باب مفرد

- ‌الفصل الرابع: فيمن لعنه [رسول الله صلى الله عليه وسلم] ، أو سبَّه، وسأل الله: أن يجعلها رحمة

الفصل: ‌الفصل الخامس: في الشفاعة

‌الفصل الخامس: في الشفاعة

8009 -

(خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ نبيّ سأل سؤالاً - أو قال: لكل نبيّ دعوة قد دعاها لأمته - وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم.

ولمسلم قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة» (1) .

(1) رواه البخاري تعليقاً 11 / 82 في الدعوات، باب لكل نبي دعوة، وقد وصله مسلم رقم (200) في الإيمان، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1-

أخرجه أحمد (3/134) قال: حدثنا بهز، وعفان. وفي (3/258) قال:حدثنا عفان.

كلاهما قالا:حدثنا همام بن يحيى.

2-

وأخرجه أحمد (3/208و 276) . ومسلم (1/132) قال:حدثنا زهير بن حرب،وابن أبي خلف.

ثلاثتهم - أحمد، زهير بن. وابن أبي خلف - قالوا:حدثنا روح،قال: حدثنا شعبة.

3-

وأخرجه أحمد (3/218) قال:حدثنا جعفر بن عون،ومسلم (1/132) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنيه إبراهيم بن سعيد الجوهري،قال:حدثنا أبو أسامة.

ثلاثتهم - جعفر، ووكيع، وأبو أسامة - عن مسعر.

4-

وأخرجه أحمد (3/292) قال:حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (1/132) قال:حدثني أبو غسان المسعي ومحمد بن المثنى،وابن بشار.

أربعتهم قالوا:حدثنا معاذ بن هشام، قال:حدثني أبي.

أربعتهم - همام، وشعبة،ومسعر، وهشام - عن قتادة، فذكره.

5-

وأخرجه أحمد (3/219) قال:حدثنا عارم ومسلم (1/132) قال:حدثني محمد بن عبد الأعلى.

قالا:- عارم. ومحمد -،حدثنا معتمر، عن أبيه، فذكره.

6-

رواه البخاري تعليقا (11/82) في الدعوات، باب كل نبي دعوة.

ص: 475

8010 -

(م) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 476⦘

«لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته، وخبأتُ دَعوَتي شفاعة لأُمَّتي يوم القيامة» أخرجه مسلم (1) .

(1) رقم (201) في الإيمان، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/384) . ومسلم (1/132) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف.

كلاهما - أحمد، وابن أبي خلف - قالا: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره.

وأخرجه أحمد (3/396) قال: حدثنا يعمر، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا هشام، قال: سمعت الحسن، فذكره.

ص: 475

8011 -

(خ م ط ت) أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِكلِّ نبي دعوة مستجابة، فتعَجَّل كلُّ نبيِّ دعوتَه، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمَّتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أُمَّتي لا يشرِك بالله شيئاً» .

وفي رواية أن أبا هريرة قال لكعب الأحبار: إنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِكُلِّ نبي دعوة يدعوها، فأريدُ إن شاء الله: أن أختبئ دعوتي شفاعة لأُمَّتي يوم القيامة، فقال كعب لأبي هريرة: أنتَ سمعتَ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم» أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الأولى، وأخرج الموطأ المسند من الثانية (1) .

(1) رواه البخاري 11 / 81 في الدعوات، باب لكل نبي دعوة، وفي التوحيد، باب المشيئة والإرادة {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} ، ومسلم رقم (198) في الإيمان، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته، والموطأ 1 / 212 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم (3597) في الدعوات، باب رقم (141) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مالك الموطأ (149) . وأحمد (2/486) قال:قرأت علي عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق. والبخاري (8/82) قال:حدثنا إسماعيل.

ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي،وإسحاق بن عيسى،وإسماعيل بن أبي أويس - عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.

أخرجه أحمد (2/275) قال:حدثنا عبد الرزاق. قال:حدثنا معمر،عن الزهري. قال: أخبرني القاسم بن محمد، فذكره.

وأخرجه أحمد (2/426) قال: حدثنا أبو معاوية ويعلي بن عبيد. ومسلم (1/131) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا:حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (4307) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية والترمذي (3602) قال:حدثنا أبو كريب. قال:حدثنا أبو معاوية.

كلاهما - أبو معاوية، ويعلى - قالا:حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، فذكره

وأخرجه الدارمي (2809) قال: حدثنا الحكم بن نافع. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (1/131) قال:حدثني زهيز بن حرب وعبد بن حميد. قال:زهير:حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا بن أخي ابن شهاب. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن شهاب. قال: أخبرني يونس.

ثلاثتهم - شعيب، وابن أبي بن شهاب، ويونس- عن ابن شهاب الزهزي، أن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جاربة الثقفي أخبره، فذكره.

ص: 476

8012 -

(ت د) أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شفاعتي لأهل الكبائر مِن أمَّتي» أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .

(1) رواه الترمذي رقم (2437) في صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة، وأبو داود رقم (4739) في السنة، باب في الشفاعة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4310) في الزهد، باب ذكر الشفاعة، وهو حديث صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (3/213) . وأبو داود (4739) قالا:حدثنا سليمان بن حرب،قال:حدثنا بسطام ابن حريث، عن أشعث الحداي،فذكره.

أخرجه الترمذي (2435) قال:حدثنا العباس العنبري،قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر عن ثابت، فذكره.

ص: 476

8013 -

(ت) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مثله، وزاد فيه: قال الراوي: فقال لي جابر: «يا محمدُ مَن لم يكن من أهل الكبائر، فما له وللشفاعة؟» أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (2438) في صفة القيامة، باب رقم (12) ، وهو حديث حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه ابن ماجة (4310) قال:حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال:حدثنا الوليد بن مسلم،قال:حدثنا زهير بن محمد، والترمذي (2436) قال:حدثنا محمد بن بشار قال:حدثنا أبو داود الطيالسي، عن محمد بن ثابت البناني.

كلاهما - زهير،ومحمد - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث جعفر بن محمد.

ص: 477

(1) رقم (2443) في صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (6/23) قال:حدثنا عبد الصمد، قال:حدثنا محمد بن أبي المليح الهذلي، قال: حدثني زياد بن أبي المليح، عن أبيه، عن أبي بردة فذكره.

* أخرجه أحمد (6/28) قال:حدثنا بهز، قال:حدثنا أبو عوانة. وفي (6/29) قال:حدثنا بن بكر، قال:حدثنا سعيد. وفي (6/29) أيضا قال:حدثنا احسين، شيبان. والترمذي (2441) قال: حدثنا هناد،قال: حدثنا عبدة، عن سعيد (ح) وحدثنا قتيبة، قال:حدثنا أبو عوانة.

ثلاثتهم - أبوعوانة، وسعيد بن أبي عروبة، وشيبان - عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف. مالك الأشجعي، فذكره. ليس فيه - أبو بردة.

ص: 477

8015 -

(خ م) أنس بن مالك رضي الله عنه قال معْبَدُ بن هلال العَنزِي: «انطلقنا إلى أنس بن مالك، وتشفَّعنا بثابت، فانتهينا إليه وهو يصلِّي الضحى، فاستأذنَ لنا ثابت، فدخلنا عليه، وأجلَسَ ثابتاً معه على سريره فقال له: يا أبا حمزة، إن إخوانكَ من أهل البصرة يسألونك أن تُحدِّثَهم حديث الشفاعة، فقال: حدَّثنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال: إذا كان يومُ القيامة ماجَ الناسُ بعضهم إلى بعض، فيأتون آدم، فيقولون: اشفع لذرِّيَّتك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم، فإنه خليل الله، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى، فإنه كليم الله، فيؤتى موسى، فيقول: لستُ لها، ولكن عليكم بعيسى، فإنه رُوح الله وكلمته، فيؤتى عيسى،

⦗ص: 478⦘

فيقول: لستُ لها، ولكن عليكم بمحمد، فأُوتى فأقول: أنا لها، ثم أنطلِقُ فأستأذِنُ على ربي، فيؤذنَ لي، فأقوم بين يديه، فأحمده بمحامد لا أقدر عليها إلا أن يُلهمَنيها، ثم أخرُّ لربنا ساجداً، فيقول: يا محمد، ارفع رأسكَ، وقل يُسْمَع لك، وسلْ تُعْطَه، واشفع تُشَفَّع، فأقول: يا رب أُمَّتِي أُمَّتي، فيقول: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال حبة من بُرَّة أو شعيرة من إيمان فأخرِجه منها، فأنطَلِقُ فأفعل، ثم أرجعُ إلى ربي فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يُسْمَع لك، وسل تُعْطه، واشْفَع تُشَفَّع، فأقول: يا ربِّ، أُمَّتي أُمَّتي، فيقال لي: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل، ثم أعود إلى ربي أحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك وقلُ يُسمَعُ لك، وسَلْ تُعطَه، واشفع تُشَفَّع، فأقول: يا ربِّ، أُمَّتي أُمَّتي، فيقال لي: انطلِق، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبَّة من خردل من إيمان فأخرِجه من النار، فأنطلق فأفعل» هذا حديث أنس الذي أنبأنا به، فخرجنا من عنده، فلما كنَّا بظهر الجبَّان، قلنا: لو مِلنا إلى الحسن فسلَّمنا عليه وهو مستخفٍ في دار أبي خليفة؟ قال: فدخلنا عليه، فسلَّمنا عليه، قلنا: يا أبا سعيد، جئنا من عند أخيك أبي حمزة، فلم نسمع بمثل حديثٍ حدثَّناه في الشفاعة، قال: هيه، فحدَّثْناه الحديثَ، فقال: هيهِ، قلنا: ما زادنا؟ قال: قد حدَّثَنا به منذ عشرين سنة، وهو يومئذ جميع، ولقد ترك

⦗ص: 479⦘

شيئاً ما أدري: أنسيَ الشيخ، أم كره أن يحدثكم فتتكلوا؟ قلنا له: حدثنا، فضحك، وقال: خُلِق الإنسان من عجل، ما ذَكرتُ لكم هذا إلا وأنا أُريد أن أحدِّثْكموه، قال: ثم أرجعُ إلى ربي في الرابعة، فأحمَدُه بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يُسمَع لك، وسل تعطَه، واشفع تُشفَّع، فأقول: يا ربِّ، ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، قال: فليس ذلك لك، أو قال: ليس ذلك إليك، ولكن وعِزَّتي وكبريائي وعظمتي لأخرجنَّ منها من قال: لا إله إلا الله» قال: فأشهد على الحسن أنَّه حدَّثنا به أنه سمع أنسَ بن مالك - أُراه قال: قبل عشرين سنة - وهو يومئذ جميع.

وفي رواية قتادة عن أنس قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يجْمَعُ الله الناسَ يوم القيامة، فيهتمُّون لذلك - وفي رواية: فيُلْهَمُون لذلك - فيقولون: لو استشفعنا إلى ربِّنا، حتى يُرِيحنا من مكاننا هذا؟ قال: فيأتون آدم، فيقولون: أنتَ آدمُ أبو الخلق، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك حتى يُرِيحنَا من مكاننا هذا، فيقول: لستُ هنَاكُم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا نوحاً أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، قال: فيأتون نوحاً، فيقول: لستُ هناكم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا، فيأتون إبراهيم، فيقول: لستُ هناكم، وذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا موسى الذي كلَّمه الله

⦗ص: 480⦘

وأعطاه التوراة، قال: فيأتون موسى فيقول: لستُ هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا عيسى رُوحَ الله وكلمته، فيأتون عيسى رُوحَ الله وكلمته، فيقول: لستُ هناكم، ولكن ائتوا محمداً، عبداً غفرَ الله له ما تقدَّم من ذَنبِه وما تأخر، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فيأتونني، فأستأذن على ربي، فيؤذنَ لي، فإذا أنا رأيته وقعْتُ ساجداً، فيدَعُني ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفع، قُلْ يُسْمَع، سل تُعْطَه، اشفع تشفَّع، فأرفعُ رأسي، فأحمد ربي بتحميد يُعلِّمُنيه ربِّي، ثم أشفع، فيُحَدُّ لي حداً، فأخرجُهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال لي: ارفع يا محمد، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلَّمنيه، ثم أشفع، فيحدُ لي حداً، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة - قال: فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة - فأقول: يا ربِّ، ما بقي في النار إلا من حبَسَه القرآن، أي وجب عليه الخلود» أخرجه البخاري ومسلم.

وأخرجه البخاري تعليقاً: عن قتادة عن أنس أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يُحْبَس المؤمنين يوم القيامة

» وذكر نحوه، وفي آخره: ما بقي في النار إلا من حَبَسَهُ القرآن - أي وجب عليه الخلود - ثم تلا هذه الآية {عَسَى أن يبعثكَ ربُّك مقاماً محموداً} [الإسراء: 79] قال: وهذا المقام المحمود الذي وعُدَه نبيُّكم صلى الله عليه وسلم زاد في رواية: فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يخرج من

⦗ص: 481⦘

النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يَزِنُ بُرَّة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يَزِنُ ذَرَّة» .

قال يزيد بن زُريع: فلقيت شعبة، فحدَّثته بالحديث، فقال شعبة: حدَّثنا به قتادةُ عن أنس بن مالك عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالحديث، إلا أن شعبةَ جعَلَ مكان «الذَّرّة» «ذُرَة» قال يزيد: صَحّف فيها أبو بسطام، كذا في كتاب مسلم من رواية يزيد عن شعبة. قال البخاري: وقال أبان عن قتادة بنحوه. وفيه «من إيمان» مكان «خير» زاد في رواية: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال - في حديث سؤال المؤمنين الشفاعة - «فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذَن لي عليه» وللبخاري طرف منه عن حميد عن أنس قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كان يومُ القيامة شفَعْتُ، فقلت: يا ربِّ، أدخل الجنةَ من كان في قلبه خرْدَلة، فيدخلون، ثم أقول: أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء. قال أنس: كأني أنظر إلى أصابع النبيِّ صلى الله عليه وسلم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(يلهمنيه) الإلهام: ضرب من الوحي الذي يلقيه الله في قلوب عبادة الصالحين.

(الجبّان) والجبّانة: المقابر.

⦗ص: 482⦘

(جَميعٌ) رجل جميع: أي مجتمع الخلق قوي، لم يهرم ولم يضعف.

(في داره) أي في حضرة قدسه. وقيل: في جنته، فإن الجنة تُسَمَّى دار السلام، والله هو السلام.

(1) رواه البخاري 13 / 395 - 397 في التوحيد، باب كلام الرب تعالى يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، وباب قول الله تعالى:{لما خلقت بيدي} ، وباب قوله تعالى:{وكلم الله موسى تكليما} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب قول الله تعالى:{وعلم آدم الأسماء كلها} ، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم رقم (193) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (9/179) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (1/125) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي (ح) وحدثناه سعيد بن منصور. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)(1599) عن يحيى بن حبيب بن عربي.

أربعتهم - سليمان، وأبو الربيع، وسعيد، ويحيى - عن حماد بن زيد، قال: حدثنا معبد بن هلال، فذكره.

رواية النسائي ليس فيها حديث الحسن.

وفي الرواية الثانية:

1-

أخرجه عبد بن حميد (1187) . والبخاري (6/21 و9/182) قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (9/149) قال آلبخاري: حدثني معاذ بن فضالة. ومسلم (1/125) قال حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2357) عن إبراهيم بن الحسن، عن الحارث بن عطية.

أربعتهم - مسلم، ومعاذ بن فضالة، ومعاذ بن هشام، والحارث - عن هشام الدستوائي.

2-

وأخرجه أحمد (3/116) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والبخاري (6/21) قال: قال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (1/125) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا ابن أبي عدي. وابن ماجة (4312) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1171) عن أبي الأشعث عن خالد.

أربعتهم - يحيى، ويزيد، وابن أبي عدي، وخالد- عن سعيد بن أبي عروبة.

3-

وأخرجه أحمد (3/244) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام.

4-

وأخرجه البخاري (8/144) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (1/123) قال حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، ومحمد بن عبيد الغبري.

ثلاثتهم - مسدد، وفضيل، الغبري - قالوا: حدثنا أبو عوانة.

أربعتهم - هشام، وسعيد، وهمام، وأبو عوانة - عن قتادة، فذكره.

ص: 477

8016 -

(خ م ت) أبو هريرة رضي الله عنه قال: «كنّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في دَعْوة، فرُفِع إليه الذِّراعُ - وكانت تعجبه - فنهس منها نهسة، وقال: أنا سيد الناس يوم القيامة، هل تدرون: ممَّ ذاك؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيُبْصِرُهم الناظر، ويسمَعُهم الداعي، وتدنو منهم الشمس، فيبلغ الناس من الغمِّ والكرب ما لا يُطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون إلى ما أنتم فيه، إلى ما بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم، فيأتونه، فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفعُ لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه وما بَلَغنَا؟ فقال: إن ربي غَضِبَ اليومَ غضباً لم يغْضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة، فعصيتُ، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحاً، فيقولون: يا نوح، أنتَ أولُ الرسل إلى أهل الأرض، وقد سمّاك الله عبداً شكوراً، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا؟ ألا تشفعُ لنا عند ربك؟ فيقول: إن ربي غضب اليوم غضباً

⦗ص: 483⦘

لم يغضب مثله، ولن يغضَب بعده مثله، وإنَّه قد كان لي دعوةٌ دعوتُ بها على قومي، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبيُّ الله، وخليله من أهلِ الأرض، اشفع لنا إلى ربِّك، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إنَّ ربي قد غضبَ اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني كنتُ كذبتُ ثلاث كَذَبات

فذكرها - نفسي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون: أنت رسول الله، فضّلك برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضبَ بعده مثله، وإني قد قتَلْتُ نفْساً لم أُومَرْ بقتلها، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، أنتَ رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وكلمتَ الناس في المهد، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى، إن ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضبْ قبله مثله، ولن يغضبَ بعده مثله، ولم يذكُر ذنباً، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد، فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم وفي رواية: فيأتوني - فيقولون: يا محمد، أنت رسولُ الله وخاتم الأنبياء، قد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلقُ، فآتي

⦗ص: 484⦘

تحت العرش، فأقَعُ ساجداً لربّي، ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحُسنِ الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبلي، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسَك، سلْ تعطه، واشفع تُشفَّع، فأرفعُ رأسي، فأقول: أمتي يا رب، أمَّتي يا ربِّ، أمَّتي يا رب، فيقال: يا محمد، أدِخلْ من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنَّة، وهم شركاءُ الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة، كما بين مكة وهَجَر - أو كما بين مكةَ وبُصْرى - وفي كتاب البخاري: كما بين مكة وحمير» .

وفي رواية: قال: «وُضِعتْ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم، فتناول الذراع - وكانت أحبَّ الشاة إليه - فنهس نهسة، فقال: أنا سيِّدُ الناس يوم القيامة، ثم نهسَ أخرى، فقال: أنا سيد الناس يوم القيامة، فلما رأى أصحابَه لا يسألونه، قال: ألا تقولون: كيفه؟ قالوا: كَيْفه يا رسول الله؟ قال: يقوم الناسُ لرب العالمين

وساق الحديث بمعنى ما تقدَّم، وزاد في قصة إبراهيم، فقال: وذكر قوله في الكوكب: هذا ربي وقوله لآلهتهم: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله: إني سقيم، وقال: والذي نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة إلى عِضادتي الباب لكما بين مكة وهَجر، أو هَجَر ومكة، لا أدري أيَّ ذلك قال» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، إلا أن في كتاب مسلم «نفسي نفسي» مرتين في قول كل نبي

⦗ص: 485⦘

والحميديُّ ذكر كما نقلناه، وفي رواية الترمذي «نفسي، نفسي، نفسي» ثلاثاً في الجميع (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فنهس) النهس: أخذ اللحم بمقدَّم الأسنان.

(1) رواه البخاري 6 / 264 و 265 في الأنبياء، باب قول الله عز وجل:{ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} ، وباب قول الله تعالى:{واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً} ، ومسلم رقم (194) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، والترمذي رقم (2436) في صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد (2/31) قال: حدثنا أبو النضر. قال: حدثنا حدثنا أبوعقيل أبي (2/435) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. والبخاري (4/163) قال: حدثني إسحاق بن نصر، قال: حدثنا محمد بن بن عبيد. وفي (4/172) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي (6/105) قال: حدثنا محمد بن مقاتل. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (1/127) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير. واتفقنا في سياق الحديث إلا ما يزيد أحدهما من الحرف بعد الحرف. قالا: حدثنا محمد بن بشر. وابن ماجة (3307) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا محمد بن فضيل. والترمذي (1837) وفي الشمائل (167) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2434) قال أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي - في الكبرى (تحفة الأشراف)(10/14927) عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل (ح) وعن يعقوب بن إبراهبم الدورقي، عن يحيى بن سعيد.

سبعتهم - أبوعقيل، عبد الله بن عقيل، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن عبيد، وأبو أسامة، حماد بن أسامة، وعبد بن المبارك، ومحمد بن بشر، ومحمد بن فضيل - عن أبي حيان التيمي.

2-

وأخرجه مسلم (1/129) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير. عن عمارة بن القعقاع.

كلاهما - أبو حيان، وعمارة - عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره.

* الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا لفظ مسلم (1/127) .

فنهس: النهس: أخذ اللحم بمقدم الأسنان.

ص: 482

8017 -

(م) حذيفة بن اليمان، وأبو هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يجمع الله تبارك وتعالى الناس، فيقوم المؤمنون حتى تُزلَف لهم الجنة، فيأتون آدمَ، فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنةَ، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئةُ أبيكم؟ لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله، قال: فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك، إنما كنت خليلاً من وراءَ وراءَ، اعمدُوا إلى موسى الذي كلمه تكليماً، قال: فيأتون موسى، فيقول: لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه، فيقول عيسى: لست بصاحب ذلك، فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم، فيقوم فيؤذن له، وترسلُ الأمانةُ والرحم، فتقومان جَنْبتي الصراط يميناً وشمالاً، فيمرُّ أولُكم كالبرق، قال: قلتُ بأبي وأمي، أيُّ شيء كالبرق، قال: ألم تروا

⦗ص: 486⦘

إلى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمرِّ الريح، ثم كمرِّ الطير، وشدِّ الرِّجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيُّكم قائم على الصراط، يقول: ربِّ سلّم سَلّم، حتى تعجِز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً، قال: وفي حافَّتي الصراط كلاليبُ معلَّقة مأمورة، تأخذُ من أُمِرَتْ به، فمخدوشٌ ناجٍ، ومَكْدُوس (1) في النار، والذي نفسُ أبي هريرة بيده، إن قعْر جهنَّم لسبعين (2) خريفاً» أخرجه مسلم (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(تزلف) أي: تقرب وتدنى.

(كشدِّ) الشدُّ: العَدْو.

(1) وفي بعض النسخ: ومكردس.

(2)

وفي بعض النسخ: لسبعون، وكلاهما صحيح، وانظر ما قاله النووي في " شرح مسلم ".

(3)

رقم (195) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم (1/129) قال: حدثنا محمد بن طريف بن خليفة البجلي. قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة (ح) ومالك، عن ربعي، عن حذيفة، فذكره.

تزلف: أي: تقرب وتدني.

كشد: الشد: العدو.

ص: 485

8018 -

(ت) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيدُ ولدِ آدم يومَ القيامة، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدمُ فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشقُّ عنه الأرض ولا فخر، قال: فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيأتون آدم، فيقولون: أنت أبونا آدم، فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: إني أذنبتُ ذنباً فأُهبِطتُ به إلى الأرض، ولكن ائتوا نوحاً، فيأتون نوحاً، فيقول: إني

⦗ص: 487⦘

دعوتُ على أهل الأرض دعوة فأُهلِكُوا، ولكن اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم، فيقول: إني كذبتُ ثلاث كذبات، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما منها كذبة إلا ماحلَ بها عن دين الله، ولكن ائتوا موسى، فيأتون موسى، فيقول: قد قتلت نفْساً، ولكن ائتوا عيسى، فيأتون عيسى، فيقول: إني عُبِدْتُ من دون الله، ولكن ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فأنطلق معهم. قال ابن جُدْعان: قال أنس: فكأني أنظر إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: فآخُذُ بِحلْقِة باب الجنة، فأُقَعْقِعها، فيقال: مَن هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي ويرَحبّون، فيقولون: مرحباً، فأخِرُّ ساجداً، فيُلهِمُني الله من الثناء والحمد، فيقال لي: ارفع رأسك، سلْ تُعْطَ، واشفع تُشَفَّع، وقل يُسمَع لقولك، وهو المقام المحمود الذي قال الله تعالى:{عسى أن يبعثكَ ربُّك مقاماً محموداً} [الإسراء: 79] » قال سفيان: ليس عن أنس إلا هذه الكلمة «فآخذُ بحلقة باب الجنة فأُقعْقِعُها» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فيفزَع) فزِعتُ إلى فلان: إذا لجأتَ إليه، واعتمدتَ عليه.

(ماحَلَ) المماحلة: المخاصمة والمجادلة.

(1) رقم (3147) في التفسير، سورة بني إسرائيل، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (3/2) قال: حدثنا هشيم. وابن ماجة (4308) قال: مجاهد بن موسى، وأبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، قالا: حدثنا هشيم، والترمذي (3148 /3615) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان.

كلاهما - هشيم، وسفيان - عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، فذكره.

* رواية هشيم، والترمذي (3615) مختصرة علي أوله.

فيفزع: فزعت إلى فلان: إذا لجأت إليه، واعتمدت عليه.

ماحل: المماحلة: المخاصمة والمجادلة.

ص: 486

8019 -

(م) يزيد بن صهيب الفقير (1) قال: «كنتُ قد شَغَفَني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عِصابة ذوي عدد - نريد أن نحج - ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله جالسٌ إلى سارية يحدِّثُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وإذا هو قد ذكر الجهنَّمِيِّين، فقلت: يا صاحب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الذي تحدِّثوننا؟ والله يقول: {ربَّنا إنَّك مَنْ تُدْخِلِ النارَ فقد أخزيتَه} [آل عمران: 192] و {كُلَّمَا أَرادوا أن يَخْرُجوا منها أُعِيدُوا فيها} [السجدة: 20] فما هذا الذي تقولون؟ قال: أتقرأ القرآن؟ قلتُ: نعم، قال: فاقرأ ما قبله، إنه في الكفار، ثم قال: فهل سمعتَ بمقام محمد الذي يبعثه الله فيه؟ قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرِج الله به مَن يُخرِج، قال: ثم نَعَت وَضْعَ الصراط، ومرَّ الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكونَ أحفظ ذاك، قال: غيرَ أنه قد زعم أن قوماً يَخْرُجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال - يعني - فيخرجون كأنهم عِيدانُ السَّماسِم، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنة، فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنهم القراطيسُ، فرجعنا، قلنا: ويحكم أترون هذا الشيخ يكذب على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فرجعنا، فلا والله ما خرج غيرُ رجلٍ واحد - أو كما قال» أخرجه مسلم، إلا قوله: «فاقرأ ما قبله إنه في

⦗ص: 489⦘

الكفار» فإنه فيما ذكره رزين (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(شغفني) أي: دخل شغاف قلبي، وهو غلاف القلب.

(عيدان السماسم) السماسم: جمع سمسم، وعيدانه تراها إذا قلعت وتركت ليؤخذَ حبُّها سُوداً دِقاقاً كأنها محترقة، فشبَّه هؤلاء الذين يخرجون من النار بها.

(1) أبو عثمان الكوفي، كان يشكو فقار ظهره.

(2)

رواه مسلم رقم (191) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم (1/123) قال: حدثنا حجاج بن الشاعر قال: حدثنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا أبوعاصم - يعني محمد بن أبي أيوب - قال: حدثني يزيد الفقير، فذكره.

ص: 488

8020 -

(م) أبو الزبير رضي الله عنه سمع جابراً يُسأَل عن الورود؟ فقال: «نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا، انظُرْ - أي ذلك فوق الناس (1) - قال: فتُدعى الأُمم بأوثانها وما كانت تعبد: الأولُ فالأولُ، ثم يأتينا رَبُّنا بعد ذلك، فيقول: من تنظرون؟ فنقول: ننظر ربَّنا، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: حتى ننظر إليك، فيتجلَّى لهم يضحك، قال: فينطلق بهم، ويتَّبعونه، ويُعطَى كلُّ إنسان منهم - منافق أو مؤمن - نوراً، ثم يتَّبعونه، وعلى جِسْرِ جهنم كلاليبُ وحَسَك، تأخذ من شاء الله، ثم يُطفَأُ نورُ المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة، وجوهُهم كالقمر ليلةَ البدر، سبعون ألفاً، لا يُحاسَبُونَ، ثم الذين يَلُونَهم كأضوإ نجم في السماء، ثم كذلك، ثم تحلُّ الشفاعة، ويشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان

⦗ص: 490⦘

في قلبه من الخير ما يَزِن شعيرة، فيُجعلون بفناء الجنة، ويجْعل أهل الجنة يَرُشُّون عليهم الماء، حتى ينبُتوا نبات الشيء في السَّيل، ويذْهَبُ حُرَاقُهُ، ثم يسألُ حتى تُجعَلَ له الدنيا وعشرةُ أمثالها معها» أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حُرَاقُهُ) الحُرَاقةُ: الموضع المحترق من الجسم.

(1) هنا تصحيف وتغيير، صوابه: نجيء يوم القيامة على كوم، أي: يحشر الناس على تل، وأمة محمد على تل، فيرقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته كوم فوق الناس، وانظر " شرح مسلم " للنووي.

(2)

رقم (191) في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (3/345) قال: حدثنا موسى بن داود قال: حدثنا ابن لهيعة وفي (3/383) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج..

كلاهما - ابن لهيعة وبن جريج - عن أبي الزبير، فذكره.

* أخرجه مسلم (1/122) قال: حدثني عبيد الله بن سعيد وإسحاق بن منصور.

كلاهما - عن روح، قال عبيد الله حدثنا روح بن عبادة القيسي، قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله بن يسأل عن الورود، فذكره موفوفا.

ص: 489