الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف القاف
ويشتمل على تسعة كتب
كتاب القَدَر، كتاب القناعة، كتاب القضاء، كتاب القتل، كتاب القصاص، كتاب القسامة، كتاب القِراض، كتاب القصص، كتاب القيامة
الكتاب الأول: في القدر
، وفيه عشرة فصول
الفصل الأول: في الإيمان بالقَدَرْ
7574 -
(ت) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمنَ عبد، حتى يؤمنَ بالقدر خَيرِه وَشَرِّه من الله، وحتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطِئَه، وأن ما أخطأه لم يكن لِيُصِيبَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
⦗ص: 104⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القدر والقضاء) قال الخطابي رحمه الله: قد يحسب كثير من الناس: أن معنى القدر من الله والقضاء: معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وما قدَّره، ويتوهم أن قوله صلى الله عليه وسلم:«فحجَّ آدمُ موسى» من هذا الوجه، وليس كذلك، وإنما معناه: الإخبار عن تقدُّم علم الله بما يكون من أفعال العباد واكتسابهم، وصدورها عن تقدير منه، وخَلق لها خيرها وشرِّها، والقدر: اسم لما صدر مُقَدَّراً عن فعل القادر، كالهدْم، والنشر، والقبض: أسماء لما صدر من فعل الهادم، والناشر، والقابض، يقال: قَدَرت الشيء، وقدَّرته - خفيفة وثقيلة - بمعنى واحد، والقضاء في هذا: معناه: الخلق، كقوله تعالى:{فقضاهنَّ سبع سماوات في يومين} [فصلت: 12] أي: خلقهن، وإذا كان الأمر كذلك، فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم: أفعالهم واكتسابهم، ومباشرتهم تلك الأمور، وملابستهم إياها عن قصد وتعمُّدٍ، وتقدُّم إرادة واختيار، فالحجة إنما تلزمهم بها، واللائمة تلحقهم عليها، وجماع القول في هذا: أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس، والآخر: بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما، فقد رام هدمَ البناء ونقضه، وإنما كان موضع الحجة لآدم عليه السلام على موسى عليه السلام: أن الله سبحانه كان قد علم من آدم أنه يتناول الشجرة، ويأكل منها، فكيف
⦗ص: 105⦘
يمكنه أن يردَّ علم الله فيه، وأن يبطله بعد ذلك؟ وبيان هذا في قوله تعالى:{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} [البقرة: 30] فأخبر قبل كون آدم أنما خلقه للأرض، وأنه لا يتركه في الجنة حتى ينقله عنها إليها، وإنما كان تناوله الشجرة سبباً لوقوعه إلى الأرض التي خلق لها، وليكون فيها خليفة ووالياً على من فيها، وإنما أدلى آدم بالحجة على هذا المعنى، ودفع لائمة موسى عن نفسه، ولذلك قال:«أتلومني على أمر قد قدَّره الله عليَّ من قبل أن يخلقني؟» فقول موسى - وإن كان منه في النفوس شبهة، وفي ظاهره متعلق، لاحتجاجه بالسبب الذي جُعل أمارة لخروجه من الجنة - فقول آدم في تعلُّقه بالسبب الذي هو بمنزلة الأصيل أرجح وأقوى، والفَلَج قد يقع مع المعارضة بالترجيح، كما يقع بالبرهان الذي لا معارض له.
(1) رقم (2145) في القدر، باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2144) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.
وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن ميمون، وعبد الله بن ميمون منكر الحديث.
7575 -
(د) ابن الديلمي رحمه الله قال: «أتيتُ أُبَيَّ بنَ كعب فقلتُ له: قد وقع في نفسي شيء من القَدَر، فَحَدِّثْنِي، لَعَلَّ الله أن يُذِهبَه من قلبي، فقال: لو أن الله عَذَّب أهلَ سَمَاواتِهِ وأهْلَ أرِضِه عَذَّبهمْ وهو غيرُ ظالم لهم، ولو رَحمَهُمْ كانت رْحَمتُهُ خيراً لَهُمْ من أعْمَالِهمْ، ولو أنفَقْتَ مثلَ أُحد ذهباً في سبيل الله ما قَبِله الله منك حتى تؤمِنَ بالقَدَرِ، وتعلم أن ما أصابَكَ لم يكن لِيُخْطئَك، وأن ما أخطأكَ لم يكن ليصيبكَ، ولو مُتَّ على غير هذا: لدخلتَ النار، قال: ثم أتيتُ عبد الله بنَ مسعود، فقال مثل
⦗ص: 106⦘
ذلك، قال: ثم أتيتُ حذيفةَ بنَ اليمان، فقال مثل ذلك، ثم أتيتُ زيدَ بن ثابت، فحدَّثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك» أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (4699) في السنة، باب القدر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (4699) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصي، فذكره.
7576 -
(د ت) عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال لابنه عند الموت: يا بُني إنك لن تجدَ طَعْمَ حقيقة الإِيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ:«إنَّ أول ما خلق الله القلمُ، قال له: اكتب، قال: يا رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتبْ مقاديرَ كلِّ شيء حتى تقومَ الساعة، يا بنيَّ، إنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: من مات على غير هذا فليس مني» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي: قال عبد الواحد بن سُلَيم: قَدِمْتُ مَكَّةَ، فلقيتُ عطاءَ بن أبى رباح، فقلتُ له: يا أبا محمد، إنَّ بالبصرة قوماً يقولون: لا قدر، فقال: يا بُنيَّ، أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، فقال: فاقرأ (الزخرف) فقرأْتُ {حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلكم تعقلون. وإنَّه في أم الكتاب لدينا لَعَليٌّ حكيم} ثم قال: أتدري ما أُمُّ الكتاب؟ قلت: لا، قال: فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يَخْلُقَ السماوات والأرض، فيه: إن فرعون من أهل النار، وفيه {تَبَّتْ يَدَا أبي لهبٍ وتبَّ} قال عطاء:
⦗ص: 107⦘
ولقد لقيتُ الوليدَ بن عُبَادةَ بن الصامت، صاحبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته: ما كانت وصية أبيك لك عند الموت؟ فقال لي: دعاني فقال لي: يا بني، اتق الله، واعلم أنك لن تَتَّقِيَ الله حتى تؤمن بالله، وتؤمن بالقدَر كلِّه خيرِه وَشرِّه، وإن متَّ على غير هذا دخلتَ النار، إني سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أولَ ما خلق الله القلمُ، فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدَر، فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد (1) .
(1) رواه أبو داود رقم (4700) في السنة، باب القدر، والترمذي رقم (2156) في القدر، باب رقم (17) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 317، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده: أخرجه أبو داود (4700) قال: حدثنا جعفر بن مسافر الهذلي، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا الوليد بن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي حفصة، فذكره.
ورواية الترمذي: أخرجها أحمد (5/317) قال: حدثنا أبو العلاء، الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث، عن معاوية، عن أيوب بن زياد، قال: حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة. وفي (5/317) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب. والترمذي (2155 و 3319) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا عبد الواحد بن سليم، قال: قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح.
ثلاثتهم - عباد، ويزيد، وعطاء - عن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقال في الموضع الآخر: حسن غريب.