الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتاب الثاني: في القناعة والعفة
، وفيه خمسة فصول
الفصل الأول: في مدحها والحث عليها
7612 -
(ت) عبيد الله بن محصن رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أصبَحَ منكم آمِناً في سِرْبه، مُعافى في جَسَدِهِ، عندهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها» أخرجه الترمذي (1) .
⦗ص: 136⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آمناً في سربه) أي: في نفسه، يقال: فلان واسع السرب، أي: رَخِيُّ البال وروِي بفتح السين، وهو المسلَك والمذهب.
(الحذافير) عالي الشيء ونواحيه، يقال: أعطاه الدنيا بحذافيرها، أي: بأسرها، الواحد حِذْفارٌ.
(1) رقم (2347) في الزهد، باب رقم (34) ، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " رقم (300) باب من أصبح آمناً في سربه، وابن ماجة رقم (4141) في الزهد، باب القناعة، كلهم من حديث
⦗ص: 136⦘
مروان بن معاوية الفزاري عن عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري عن سلمة بن عبيد الله بن محصن وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2503) في الزهد، باب فيمن أصبح آمناً معافى، من حديث عبد الله بن هانئ بن أبي عبلة عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 2 / 194: عبد الله بن هانئ ابن أخي إبراهيم بن أبي عبلة، روى عن أبيه عن ضمرة، روى عنه محمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد الهروي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة أحاديث بواطيل، ثم قال: نا عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول: قدمت الرملة، فذكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ، وسألت عنه فقيل: هو شيخ يكذب فلم أخرج إليه، ولم أسمع منه. وقد ذكر الحديث الحافظ الذهبي في " الميزان " في ترجمة سلمة بن عبد الله بن محصن عن أبيه من رجال الترمذي، وضعف سند الترمذي ثم قال: ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبي الدرداء بإسناد لين يشبه هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (439) . والبخاري في الأدب المفرد (300) قال: حدثنا بشر بن مرحوم. وابن ماجة (4141) قال حدثنا سويد بن سعيد، ومجاهد بن موسى، والترمذي (2346) قال: حدثنا عمرو بن مالك، ومحمود بن خداش البغدادي (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي.
ستتهم - الحميدي، وبشر بن مرحوم، وسويد بن سعيد، ومجاهد بن موسى، وعمرو بن مالك، ومحمد خداش - قالوا: حدثنا مراون بن معاوية، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، عن سلمة بن عبيد الله بن محصن، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية، وحيزت جمعت.
7613 -
(ت) عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس لابنِ آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكُنه، وَثَوْب يُوارِي عورتَه، وجِلْفُ الخبزِ والماء» أخرجه الترمذي.
وقال النضر بن شمَيل: «جِلْفُ الخبز» يعني ليس معه إدام (1) .
⦗ص: 137⦘
وفي رواية رزين «وجلف خُبز يَرُدُّ بها جَوْعتَهُ، والماء القَراح» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جلف الخبز) الجلف: الخبز وحده لا أدم معه، وقيل: هو الخبز الغليظ اليابس.
(القَراح) : الذي لا يشوبه شيء ولا يخالطه، مما يُجعل فيه كالعسل والتمر والزبيب وغير ذلك مما يُتخذ شراباً.
(1) رواه الترمذي رقم (2342) في الزهد، باب رقم (30) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 62، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وقال المناوي في " فيض القدير ": وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/62)(440) . وعبد بن حميد (46) والترمذي (2341) قال: حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد، وعبد - عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال حدثنا حريث بن السائب، قال سمعت الحسن يقول: حدثني حمران بن أبان فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح الحريث بن السائب، وسمعت أبا داود سليمان بن سلم البلخي، يقول: قال النضر بن شميل: جلف الخبز يعني ليس معه إدام.
7614 -
(ت) أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: إنَّ أغْبَطَ أوليائي عندي: مؤمِن خفيفُ الحاذِ، ذو حظٍّ من الصلاة، أحْسَنَ عبادَة ربِّه، وأطاعه في السِّرِّ، وكان غامِضاً في الناس، لا يُشار إليه بالأصابع، وكان رِزْقُه كَفافاً فصبر على ذلك، ثم نَقَرَ بيده، فقال: عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، قَلَّ تُرَاثُهُ، قَلَّتْ بواكيه» .
وبهذا الإسناد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عَرَض عليَّ رِّبي لِيَجْعَلَ لي بطحاءَ مكة ذَهباً، فقلت: لا يا ربِّ، ولكن أشبَعُ يوماً، وأجوعُ يوماً، فإذا جُعتُ تضَرَّعتُ إليكَ وذكَرْتُكَ، وإذا شبِعْتُ حَمِدْتُكَ وشكَرْتُك» .
أخرجه الترمذي (1) .
⦗ص: 138⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أغبط) غبَطْتُ الرجل: إذا تمنَّيتَ أن يكون كل مثل الذي له من غير أن يزول عنه ماله.
(خفيف الحاذ) الحاذ في الأصل: بطن الفخذ، وقيل: هو الظهر، والموضع الذي يقع عليه اللبد من ظهر الفرس، يقال له: حاذ، والمراد في الحديث: الخفيف الظهر من العيال، القليل المال، القليل الحظِّ من الدنيا.
(غامِضاً) الغامض: الخفي، أراد أن يكون الإنسان منقطعاً عن الناس لا يخالطهم، وذلك دأب الزاهدين في الدنيا، الراغبين فيما عند الله تعالى.
(الكفاف) : الذي لا يفضل عن الحاجة ولا ينقص.
(المنية) : الموت.
(تراث) الرجل: ما يخلفه بعد موته من متاع الدنيا.
(1) رقم (2348) في الزهد، باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، قال: وفي الباب عن فضالة بن عبيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/252) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا علي بن صالح عن أبي المهلب، وفي (5/255) قال حدثنا أسود، قال: حدثنا الحسن بن صالح، عن أبي المهلب. والترمذي (2347) قال أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب.
كلاهما - أبو المهلب، ويحيى - عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، فذكره.
* أخرحه الحميدي (909) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مطرح أبو المهلب، وأحمد (5/255) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا ليث بن أبي سليم.
كلاهما - أبو المهلب، وليث - عن عبيد الله بن زحر، عن القاسم، فذكره ليس فيه - علي بن يزيد.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وعلي بن يزيد ضعيف الحديث ويكني أبا عبد الملك.
7615 -
(م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما – قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفْلَحَ مَنْ أسلم، ورُزِقَ كفافاً، وقَنَّعه الله بما آتاه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
(1) رواه مسلم رقم (1054) في الزكاة، باب في الكفاف والقناعة، والترمذي رقم (2349) في الزهد، باب ما جاء في الكفاف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/168)(6572) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ من كتابه، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال:حدثني شرحبيل بن شريك. وفي (2/172)(6609) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق،قال أخبرنا ابن لهيعة، عن شرحبيل بن شريك، وعبد بن حميد (341) قال:حدثنا عبد الله بن يزيد قال:حدثا سعيد بن أبي أيوب. قال:حدثنا شرحبيل بن شريك ومسلم (3/102) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:حدثنا أبو عبيدة أبو عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني شرحبيل،وهو بن شريك،وابن ماجة (4138) قال:حدثنا بن رمح. قال:حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر،وحميد بن هانئ الخولاني،والترمذي (2348) قال: حدثنا العباس الدوري،قال:حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال:حدثنا سعد بن أيوب، عن شرحبيل بن شريك.
ثلاثتهم - شرحبيل،وعبيد الله بن أبي جعفر،وحميد بن هانئ - عن أبي، عبد الرحمن الحبلي، فذكره..
7616 -
(ت) فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله
⦗ص: 139⦘
صلى الله عليه وسلم يقول: «طُوبى لِمنْ هدِيَ للإسلام، وكان عَيْشُه كَفَافاً وَقنِعَ» . أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (2350) في الزهد، باب ما جاء في الكفاف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (6/19) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن. والترمذي (2349) قال: حدثنا العباس الدوردي، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)(8/11033) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك.
كلاهما - أبو عبد الرحمن المقري، عبد الله بن يزيد، وابن المبارك - عن حيوة بن شريح، قال: أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن أبا على عمرو بن مالك الجنبي أخبره، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
7617 -
(خ م ط د ت س) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «إنَّ ناساً من الأنصار سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نَفِذَ ما عِنْدَهُ، قال: ما يكون عنْدي من خير فلَنْ أدَّخِرَهُ عنكم، ومَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفُّه الله ومَن يستَغْنِ يُغْنهِ الله، ومن يتصبَّر يُصَبِّره الله، وما أُعْطِي أحدٌ عطاءً هو خَيرٌ وأوسَع من الصبر» أخرجه الجماعة (1) .
وزاد رزين «وقد أفلح من أسلم ورُزِقَ كَفافاً فقنَّعه الله بما آتاه» .
(1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة، باب الاستعفاف في المسألة، وفي الرقاق، باب الصبر عن محارم الله، ومسلم رقم (1053) في الزكاة، باب فضل التعفف والصبر، والموطأ 2 / 997 في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة، وأبو داود رقم (1644) في الزكاة، باب في الاستعفاف، والترمذي رقم (2025) في البر والصلة، باب ما جاء في الصبر، والنسائي 5 / 95 في الزكاة، باب في الاستعفاف عن المسألة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه مالك في الموطأ (616) .وأحمد (3/93) قال:حدثنا إسحاق بن سليمان. والدارمي (1653) قال: أخبرنا الحكم بن المبارك. والبخاري (2/151) قال:حدثنا عبد الله بن يوسف،ومسلم (3/102) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (1644) قال:حدثنا عبد الله مسلمة. والترمذي (2024) قال: حدثنا الأنصاري،قال: حدثنا معن. والنسائي (5/95) قال: أخبرنا قتيبة. وفي الكبرى (تحفة الأشراف)(4152) عن الحارث بن مسكين،عن بن القاسم.
سبعتهم - إسحاق، والحكم،وعبد الله بن يوسف،وقتيبة،وعبد الله بن مسلمة، ومعن وابن القاسم - عن مالك بن أنس.
2-
وأخرجه أحمد (3/93) .ومسلم (3/102) قال: حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد،وعبد - عن عبد الرزاق،قال: أخبرني معمر.
3-
وأخرجه البخاري (8/123) قال:حدثنا أبو اليمان،قال: أخبرنا شعيب.
ثلاثتهم - مالك،ومعمر، وشعيب - عن الزهري،عن عطاء بن يزيد، فذكره.
7618 -
(م ت) أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا ابن آدم، إنكَ أن تَبْذُلَ الفَضَل خير لك، وأن تُمسكَه شَرُّ لك، ولا تُلامُ على كفَاف، وابدأْ بمَنْ تعُول، واليد العليا خير من اليد السفْلَى» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
(1) رواه مسلم رقم (1036) في الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، والترمذي رقم (2344) في الزهد، باب رقم (32) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.