الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7548 -
(د) قيس بن عباد رحمه الله قال: قلت لِعَلي: «أخبِرني عن مَسيرِك هذا، أعَهْد عَهِدَهُ إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم رأي رأيتَه؟ قال: ما عَهِدَ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ ولكنَّه رأي رأَيتُه؟» أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (4666) في السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة، وفيه عنعنة الحسن البصري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4666) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، قال حدثنا بن علية، عن يونس عن الحسن. فذكره قلت: فيه عنعنة الحسن.
الخوارج
7549 -
(م د) زيد بن وهب [الجهني]رضي الله عنه: أنه كان في الجَيْشِ الذينَ كانُوا مع عليّ، الذينَ سارُوا إلى الخَوارج - فقال عليٌّ: «أيُّها الناسُ: إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يَخرجُ قوم من أُمَّتي، يقرؤون القُرْآنَ، ليس قِراءَتُكُم إلى قِراءَتِهم بشيء، ولا صلاتُكُم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامُكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآنَ يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تُجاوِزُ صلاتُهم تراقيَهمُ، يَمْرُقُون من الإسلام كما يمرُق السَّهم من الرَّمِيَّة، لو يعلم الجيشُ الذين يصيبونهم ما قُضِيَ لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لَنَكَلُوا عن العمل، وآية ذلك: أن فيهم رجُلاً له عَضَد، ليس له ذراع، على عَضُدِهِ مثلُ حَلمَة الثَّدْي، عليه شَعَرات بيض، فتذهبون إلى
⦗ص: 77⦘
معاويةَ وأهلِ الشام، وتتركون هؤلاء يَخْلُفونكم في ذراريكم وأموالكم؟ والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القومَ، فإنَّهم قد سفكُوا الدَّمَ الحرامَ، وأغاروا في سَرْحِ الناسِ، فَسيروا. قال سلمةُ بن كُهيل: فَنَزَّلَني زيد بن وهب منِزلاً (1)، حتى قال: مَرَرْنا على قنطرة، فلما التقينا - وعلى الخوارج يومئذ: عبد الله بن وهب الراسبي - فقال لهم: ألقُوا الرِّماحَ، وسُلُّوا سيوفكم من جُفُونها، فإني أخاف أن يناشدوكم، كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا فوَّحشوا برِماحِهم وسَلُّوا السُّيُوفَ، وشَجَرُهُم الناسُ برماحهم، قال: وقُتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يؤمئذ إلا رجلان، فقال عليٌّ: التمسوا فيهم المخدَج، فالتمسوه، فلم يجدوه، فقام عليٌّ بنفسه، حتى أتى ناساً، قد قُتل بعضهم على بعض، قال: أخِّرُوهم، فوجدوه مما يلي الأرضَ، فكَّبر ثم قال: صدق الله، وبلَّغ رسولُهُ، قال: فقام إليه عَبيدةُ السَّلْمانيُّ، فقال: يا أمير المؤمنين، آلله الذي لا إله إلا هو، لَسمعتَ هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استَحْلَفه ثلاثاً وهو يحلف له» أخرجه مسلم وأبو داود.
⦗ص: 78⦘
وفي أخرى لأبي داود عن أبي الوَضِيء قال: قال عليٌّ: «اطلبوا المخدَج
…
» فذكر الحديث واستَخْرَجوه من تحت قتلَى في الطين، قال أبو الوضيء: فكأني أنظر إليه، حَبَشِي عليه قُريطِق له، إحدى يديه مثل ثَدي المرأة، عليها شُعَيْرات مثل الشُّعَيْراتِ التي تكون على ذَنبِ اليَرْبوع. قال أبو مريم: إنْ كان ذلك المخدج لمعَنا يومئذ في المسجد، نُجالسه بالليل والنهار، وكان فقيراً، ورأيته مع المساكين يشهد طعام عليٍّ مع الناس، وقد كَسَوُته بُرنُساً لي، قال أبو مريم: وكان المخدَج يسمَّى نافِعاً، ذا الثُدَيَّة،، وكان في يده مثل ثدي المرأة، على رأسه حَلَمة مثل حلمةِ الثدي، عليه شُعيرات مثلُ سُبالة السِّنَّوْر (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تراقيهم) التراقي: جمع تُرْقُوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق.
(الرمِيَّة) : ما يرمى من صيد أو نحوه، قال الخطابي: وقد أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، ورأوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم، وأجازوا شهادتهم، وسُئِل عنهم علي بن أبي طالب، فقيل: «أكفارٌ هم؟ قال: مِنَ الكفر فرُّوا، فقيل: فمنافقون هم؟ قال:
⦗ص: 79⦘
إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً، وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلاً، قيل: من هم؟ قال: قوم أصابتهم فتنة فعموا وصمّوا» قال الخطابي: فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «يمرقون من الدين» أراد بالدِّين: أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة، وينسلخون منها، والله أعلم.
(نكلت) عن العمل أنكل: إذا فترتَ عنه وجبُنتَ عن فعله.
(وآية ذلك) الآية: العلامة التي يستدل بها.
(جفون السيوف) : أغمادها.
(وَحَّشْتُ بِسِلاحي) وبثوبي: إذا رميتَ به وألقيته من يدك.
(التشاجر بالرماح) : التطاعن بها، وشجره برمحه: إذا طعنه.
(المخدَج) الناقص، والخِداج: النقص.
(قُريطق) تصغير قَرْطَق، وهو شبيه بالقباء، فارسي معرب.
(ذو الثُّدَيَّة) تصغير الثنْدُوَة، بتقدير حذف الزائد الذي هو النون، لأنها من تركيب الثدي، وانقلاب الياء فيها واواً لضمة ما قبلها.
(السَّبَالَةُ) : الشارب، والجمع السِّبال، والهاء في «سبالة» لتأنيث اللفظة.
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هكذا في معظم النسخ، وفي نادر منها:" منزلاً منزلاً "، وكذا ذكره الحميدي في الجمع بين " الصحيحين "، وهو وجه الكلام، أي: ذكر لي مراحلهم بالجيش منزلاً منزلاً حتى بلغ القنطرة التي كان القتال عندها.
(2)
رواه مسلم رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج، وأبو داود رقم (4768) و (4769) و (4770) في السنة، باب في قتال الخوارج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/114) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. أبو داود (4768) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد الله بن أحمد 1/91 (706) قال: حدثنا أحمد بن جميل أبو يوسف، قال: أخبرنا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية.
كلاهما - عبد الزراق، ويحيى بن عبد الملك - عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، قال: حدثني زيد بن وهب الجهني. فذكره.
7550 -
(م) عبيد الله بن أبي رافع - مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم «أن الحَرُورَّية لمَّا خرجت على عليِّ بن أبي طالب، فقالوا: لا حُكمَ إلَاّ لله، قال عليّ: كلمة حق أُريدَ بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفَ لنا ناساً، إني
⦗ص: 80⦘
لأعْرِفُ صفتهم في هؤلاءِ، يقولون الحقَّ بألسنتِهم، لا يجاوزُ هذا منهم - وأشار إلى حَلْقِهِ - مِن أبْغَضِ خلق الله إليه، منهم أسْودُ، في إحدى يديه طُبْيُ شَاة، أو حَلَمةُ ثدي، فلما قتلهم علي بن أبي طالب، قال: انظروا، فنظروا، فلم يجدوا شيئاً، فقال: ارجعوا، فوالله ما كذَبتُ ولا كُذِبتُ - مرتين أو ثلاثاً - ثم وجدوه في خَربة فأتَوا به، حتى وَضعُوهُ بين يَدِيْهِ، قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقولِ عليِّ فيهم» زاد في رواية: قال ابن حُنين: «رأيتُ ذلك الأسودَ» .
أخرجه مسلم، هذا الحديث أفرده الحميديُّ في كتابه عن الذي قبله وجعله حديثاً مفرداً، وهو رواية منه، وذلك بخلاف عادته في جميع روايات الحديث، وحيث أفرده اتبعناه، وتركنا الأولى، ولعله قد أدرك منه معنى اقتضى له أن يفرده (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطُّبْيُ) : لذوات الحافر والسباع كالضرع لغيرها، وقد يكون لذوات الخف.
(1) رواه مسلم رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/116) قال: حدثني أبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره
7551 -
(م) عَبيدة بن عمرو [السلماني] عن علي رضي الله عنه
⦗ص: 81⦘
أنه ذكر الخوارج فقال: «فيهم رجل مُخْدَج اليَد، أو مَثْدُونَ اليد، أو مُودَنُ اليد، لولا أن تَبْطَروا لَحَدَّثتكم بما وعدَ الله الذين يقتلونَهُم على لسانِ محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فقلتُ: أنتَ سمعتَ هذا من محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي، وربِّ الكعبة - قالها ثلاثاً -» أخرجه مسلم، وهذا الحديث أيضاً أخرجه الحميدي مفرداً، وهو رواية من روايات الحديث الأول (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مثدون اليد) روي «مثدون اليد» و «مُثْدَن اليد» ومعناهما: صغير اليد مجتمعها، بمنزلة ثُندُوة الثدي، وأصله: مثند، فقدمتِّ الدال على النون.
(أو مودَن اليد) رجل مُودَن ومودون اليد، أي: صغيرها وناقصها، من قولهم: أوْدَنتُ الشيء إذا نقصتَه، وودنته فهو مُودَنٌ ومودُون.
(1) رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الزكاة (49: 4) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، كلاهما عن إسماعيل بن عليه و (49: 4) عن قتيبة، عن حماد بن زيد. و (49: 4) عن محمد بن أبي بكر المقدسي، عن ابن علية، وحماد بن زيد، كلاهما عن أيوب و (49: 5) عن محمد بن مثني، عن ابن أبي عدي، عن ابن عون، كلاهما عن محمد بن سيرين، وأبو داود في السنة (31: 1) عن محمد بن عبيد، ومحمد بن عيسى، كلاهما عن حماد، وابن ماجة فيه «السنة المقدمة» (12: 1) عن أبي بكر بن أبي شيبة. كلهم عن عبيدة بن عمرو السلماني، فذكره. (تحفة الأشراف (7/430) .
7552 -
(خ م د س) - سويد بن غفلة قال: قال عليّ رضي الله عنه: «إذا حدَّثْتكُم عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حَديثاً، فواللهِ لأنْ أخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أكذبَ عليه.
وفي رواية: من أنْ أقولَ عليه ما لم يَقُل، وإذا حَدَّثْتكُم فيما بيني وبينَكم، فإن الحرْب خَدْعَة، وإني سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرُجُ قوم
⦗ص: 82⦘
في آخِرِ الزَّمانِ حُدَثَاءُ الأسنانِ، سُفهاءُ الأحلام، يقولون من قول خير البرَّيةِ، يقرؤون القُرآن، لا يجاوِزُ إيمانُهم حَنَاجِرَهُمْ، يمرُقُون من الدِّين كما يمرُقُ السَّهمُ من الرَّميةِ، فأينما لِقَيْتمُوهم فاقتلُوهُم، فإنَّ في قَتْلِهم أجراً لمن قَتَلَهُم عندَ الله يومَ القيامةِ» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
وأخرجه النسائي قال: قال علي: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج قوم في آخرِ الزَّمان
…
وذكر الحديث» .
وهذا الحديث أيضاً: يجوز أن يكون من جملة روايات الحديث الأول، فإنه أيضاً في صفة الخوارج (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَخر) خرّ من السطح يَخِر: إذا وقع، وكلُّ من سَقَطَ من موضع عالٍ فقد خرّ.
(حُدثاء الأسنان) أي: شباب لم يكبروا حتى يعرفوا الحق.
(سفهاء الأحلام) الأحلام: العقول، والسفه: الخِفةُ في العقلِ والجهلُ.
(1) رواه البخاري 9 / 86 في فضائل القرآن، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي استتابة المرتدين، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، ومسلم رقم (1066) في الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج، وأبو داود رقم (4767) في السنة، باب في قتال الخوارج، والنسائي 7 / 119 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/81)(616) و (1/113)(912) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (1/131)(1086) قال: حدثنا وكيع. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (4/224 و 6/243) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (9/21) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. ومسلم (3/113 و 114) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعبد الله بن سعيد الأشج. جميعا عن وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي وأبو بكر بن نافع. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (4767) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (7/119) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان.
ستتهم - أبو معاوية، ووكيع، وسفيان، وحفص بن غياث، وعيسى، وجرير - عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، فذكره.
7553 -
(خ م ط د س) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه من رواية أبي سلمة وعطاء بن يسار، أنهما أتيَا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحرُورَّية، هل سمعتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يذكرها؟ قال: لا أدريَ مَنِ الحروريةُ؟ ولكني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج في هذه الأمَّةِ - ولم يقل: منها - قوم، تَحقِرونَ صَلاتَكُم مع صلاتِهِم، يقرؤون القرآن، لا يجاوِزُ حُلُوقَهم - أو حَناجِرَهُم - يمرُقُونَ من الدِّين مُرُوق السَّهْمِ من الرَّمِيةِ، فينظر الرامي إلى سهمِهِ، إلى نَصْله، إلى رِصَافِهِ، فيتمارَى في الفُوَقة: هل عَلِق بها من الدم شيء؟» .
وفي رواية أبي سَلَمةَ والضَّحَّاك الهَمْداني: أن أبا سعيد الخدري قال: «بينما نحن عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يَقْسِم قَسْماً، أتاه ذو الخُوَيَصِرة - وهو رجل من بني تَميم - فقال: يا رسولَ الله، اعدِلْ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ويلَكَ، ومن يَعْدِلُ إذا لم أعْدِلْ؟ - زاد في رواية: قد خِبْتُ وَخسِرْتُ إن لم أعْدِلْ - فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي فيه فَأضرِب عنقه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: دَعْهُ، فإن له أصْحَاباً يحقِر أحَدُكم صلاتَه مع صلاتِهِم، وصيامه مع صيامهم» زاد في رواية «يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقُون من الإسلام. وفي رواية: من الدِّين - كما يمرق السهمُ الرَّمِيةِ، ينظر أحدهم
⦗ص: 84⦘
إلى نصلِه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رِصافِه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نَضِيَّه فلا يوجد فيه شيء - وهو القِدْح - ثم ينظر إلى قُذَذه فلا يوجد فيه شيء، سبقَ الفَرْثَ والدَّم، آيتهُمْ: رجل أسودُ، إحدى عضديه - وفي رواية: إحدى يديه - مثلُ البَضْعة تَدَردَرُ، يخرجون على حين فُرْقةِ من النَّاس» قال أبو سعيد:«فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن طالب قاتلهم وأنا معه، فأمرَ بذلك الرجلِ، فالتُمِسَ فوِجدَ، فأُتِيَ به حتى نَظَرتُ إليه على نَعتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعتَ» .
قال الحميدي: ألفاظ الرواة عن الزهري متقاربة، إلا فيما بَيَّنَا من الزيادة.
وفي أخرى: قال أبو سعيد: «بعث علي- رضي الله عنه وهو باليمن إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم بذُهَيْبَة في تُرْبتها، فَقَسَمَها بين أربعة: الأقرعِ بن حابس الحْنظَلي، ثم أحدِ بَني مُجاشِع، وبين عُيَيْنَةَ بن بدر الفزاري، وبين عَلْقمة بن عُلاثَةَ العامري، ثم أحدِ بني كلاب، وبين زيد الخيل الطائي، ثم أحد بني نَبْهان، فتغضَّبتْ قريش والأنصار، فقالوا: يُعطيه صناديدَ أهل نجد ويَدُعنا؟ قال [رسولُ الله صلى الله عليه وسلم] : إنما أتألَّفُهم، فأقَبَل رجل غائرُ العينين، ناتئُ الجبين كَثّ اللحية، مشرفُ الوَجنتين، محلوق الرأْس، فقال: يا محمد، اتق الله، فقال: فمن يطيع الله، إذا عَصيْتُه؟ أفيأمنني على أهل الأرض، ولا تأمنوني؟
⦗ص: 85⦘
فسأل رجل من القوم قتلَه - أُراه خالد بن الوليد - فمنعه، فلما ولَّى، قال: إن من ضِئضيء هذا قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرُقون من الإسلام مُروقُ السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويَدَعون أهل الأوثان، لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل عاد» أخرجه البخاري ومسلم.
⦗ص: 86⦘
وفي رواية البخاري أنه قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج فيكم قوم تَحْقِرون صلاتَكم مع صلاتهم، وصيامَكم مع صيامهم، وعملَكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن، لا يجاوز حَناجرهم، يمرُقون من الدِّين كما يمرُق السهم من الرمية، ينظر في النَّصْل فلا يرى شيئاً، وينظر في القِدْح فلا يرى شيئاً، وينظر في الريش فلا يرى شيئاً، ويتمارى في الفُوق» .
وللبخاري طرف منه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج ناس من قِبل المشرق يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرُقون من الدِّين كما يمرُق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فُوقه، قيل: ما سِيماهم؟ قال: سيماهم التحليق - أو قال: التَّسْبيدُ» .
وله في أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تمرُق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أَوْلى الطائفتين بالحق» .
⦗ص: 87⦘
وفي أخرى: وذكر فيه «قوماً يخرجون على فُرقة مختلفة، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق» . وأخرج الموطأ الرواية الأولى من أفراد البخاري وقال: «تحقِرون صلاتَكم مع صلاتهم، وصيامَكم مع صيامهم، وأعمالَكم مع أعمالهم» .
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثالثة التي فيها ذكر «الذهيبة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِدْح) القِدْح: السهم قبل أن يعمل فيه الريش والنصل، وقبل أن يُبْرَى.
(الرِّصاف) : العَقبُ الذي يكون فوق مدخل النصل في السهم، واحدها: رَصَفة، بالتحريك.
(التماري) : تفاعل من المرية: الشك، والمراد: الجدال.
(الفُوقة) والفُوق: موضع وقوع الوَتر من السهم.
(النَّضِيُّ) بالضاد المعجمة - بوزن النقيِّ: القِدْحُ أول ما يكون قبل
⦗ص: 88⦘
أن يعمل، ونَضِيُّ السهم: ما بين الريش والنصل، ونِضْو السهم: قِدْحه، وهو ما جاوز الريش إلى النصل، وقيل: النضي: نَصْل السهم، والمراد به في الحديث: ما بين الريش والنصل.
(الفَرْثُ) : السِّرجين وما يكون في الكَرِش.
(البَضْعة) : القطعة من اللحم.
(تَدَرْدَرُ) التدردر: التحرُّك والترجرج مارّاً أو جائياً.
(الذُّهَبْيَة) : تصغير الذهب، وهو في الأصل مؤنث، والقطعة منه ذهبة، فلمَّا صُغرَ أضاف إليه الهاء، كما يقال في تصغير قوس: قوَيسة، وفي تصغير قدر: قديرة.
(الأديم) : المقروظ المدبوغ بالقَرظ.
(الصناديد) : جمع صنديد، وهو السيد الشريف.
(التألُّف) : الإيناس والتحبب، والمراد: لأحبِّب إليهم الإسلامَ وأزيل نفورهم منه.
(الضِئْضِئ) بالهمز: الأصل، والمراد: يخرج من صُلبه ونَسله.
(أُنَقِّبُ) التنقيب: التفتيش.
(مُقَفٍّ) قفّى الرجلُ الرجلَ يقفِّي، فهو مقفٍّ: إذا أعطاك قفاه وولى.
⦗ص: 89⦘
(التسبيد) : حلق الشعر واستئصاله، وقيل: هو ترك التدهن وغسل الرأس.
(التحليق) والتحالق: حلق شعر الرأس، وهو تفاعل منه، كأن بعضهم يحلق بعضاً.
(الغرض) : الهدف.
(البَصِيرة) الدليل والحجة الذي يستدل به، لأن الدليل يوضح المعنى ويُحققِّه، فكأن صاحبه يبصر به، والبصيرة: هو شيء من الدم يستدل به على الرمية.
(1) رواه البخاري 9 / 86 في فضائل القرآن، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الأدب، باب ما جاء في قول الرجل: ويلك، وفي استتابة المرتدين، باب قتال الخوارج، وباب من ترك قتال الخوارج للتألف وأن لا ينفر الناس عنه، ومسلم رقم (1064) في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، والموطأ 1 / 204 و 205 في القرآن، باب ما جاء في القرآن، وأبو داود رقم (4764) في السنة، باب في قتال الخوارج، والنسائي 5 / 87 في الزكاة، باب في المؤلفة قلوبهم، وفي تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 -
أخرجه مالك «الموطأ» (144) . وأحمد (3/60) قال: قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (6/244) . وفي «خلق أفعال العباد» (22) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي «خلق أفعال العباد» (22) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في «فضائل القرآن» (114) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن القاسم. (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن القاسم.
أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة، وابن القاسم - عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي.
2-
أخرجه أحمد (3/33) وابن ماجة (169) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما - أحمد، وأبو بكر - قالا: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا محمد بن عمرو.
3 -
وأخرجه أحمد (3/56) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (3/65) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي. والبخاري (4/243) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/47) قال: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي. وفي (9/21) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (3/112) قال: حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، وأحمد بن عبد الرحمن الفهري، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4421) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر. أربعتهم - معمر، وشعيب، والأوزاعي، ويونس - عن الزهري.
ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عمرو، والزهري - عن أبي سلمة، فذكره.
* أخرجه البخاري (9/21) . ومسلم (3/112) قالا: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: أخبرني محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، وعطاء بن يسار، فذكراه.
(*) في رواية الأوزاعي. وحرملة بن يحيى، وأحمد بن عبد الرحمن: عن أبي سلمة، والضحاك الهمداني.
(*) جاءت الروايات مطولة ومختصرة.
1 -
أخرجه أحمد (3/4) قال: حدثنا محمد بن فضيل. والبخاري (5/207) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (3/110) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (3/111) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا ابن فضيل. وابن خزيمة (2373) قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا ابن فضيل.
ثلاثتهم - ابن فضيل، وعبد الواحد، وجرير - عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة.
2 -
وأخرجه أحمد (3/31) قال: حدثنا وكيع «ابن الجراح» قال: حدثنا أبي. وفي (3/68 و 72 و73) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والبخاري (4/166 و 6/84) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي (9/155) قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. ومسلم (3/110) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا أبو الأحوص. وأبو داود (4764) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (5/87) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص. وفي (7/118) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا الثوري. ثلاثتهم - الجراح، وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وأبو الأحوص - عن سعيد بن مسروق.
كلاهما - عمارة، وسعيد - عن عبد الرحمن بن أبي نعم، فذكره.
- وبلفظ: «يخرج ناس من قبل المشرق، ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم
…
» .
أخرجه أحمد (3/64) قال: حدثنا عفان. والبخاري (9/189) قال: حدثنا أبو النعمان.
كلاهما - عفان، وأبو النعمان - قالا: حدثنا مهدي بن ميمون، قال: سمعت محمد بن سيرين، يحدث عن معبد بن سيرين، فذكره.
وبلفظ: «أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوما يكونون في أمته
…
» .
أخرجه أحمد (3/5) . ومسلم (3/113) قال: حدثني محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد، وابن المثنى - قالا: حدثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي نضرة، فذكره.
وبلفظ: «تمرق مارقة عند المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق» .
أخرجه أحمد (3/25) قال: حدثنا يحيى، عن عوف. وفي (3/32 و 48) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا القاسم بن الفضل. وفي (3/45) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (3/64) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف. وفي (3/97) قال: حدثنا عفان، قال: أخبرنا القاسم بن الفضل. ومسلم (3/113) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا القاسم - وهو ابن الفضل الحداني -. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة عن قتادة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا داود. وأبو داود (4667) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا القاسم بن الفضل.
أربعتهم - عوف، والقاسم، وقتادة، وداود - عن أبي نضرة، فذكره.
7554 -
(د) أبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك رضي الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:«سيكونُ في أمتي اختلاف وفُرقة، قوم يُحسِنُون القيل، ويسيئونَ الفعل، يقرَؤونَ القرْآن، لا يجاوز تَراقيهم، يمْرُقون من الدِّين كما يمْرُق السهم من الرَّمية، ثم لا يرجعونَ حتى يرتدْ على فُوقِهِ، هُمْ شر الخلق، طُوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منه في شيء، مَن قاتلهم كان أولى بالله منهم، قالوا: يا رسول الله، ما سيماهم؟ قال: التحليق» .
وفي رواية عن أنس نحوه قال: «سيماهم التحليق والتسبيد، فإذا رأيتموهم فأنِيموهم» أخرجه أبو داود (1) .
⦗ص: 90⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القيل) : هو القول.
(الإنامة) : القتل، يقال: ضربه فأنامه: إذا قتله.
(1) رقم (4765) في السنة، باب في قتال الخوارج، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 -
أخرجه أحمد (3/224) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (4765) قال: حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، ومبشر بن إسماعيل. ثلاثتهم - أبو المغيرة، والوليد، ومبشر - عن الأوزاعي.
2 -
وأخرجة أحمد (3/197) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح. وأبو داود (4766) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن ماجة (175) قال: حدثنا بكر بن خلف، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - رباح، وعبد الرزاق - عن معمر.
كلاهما - الأوزاعي، ومعمر - عن قتادة، فذكره.
رواية معمر عن قتادة عن أنس فقط:، ومختصرة.
7555 -
(ت) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يقولون من خير قول البرية، يمرُقون من الدين كما يمرُق السهم من الرمية» أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (2189) في الفتن، باب في صفة المارقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (1/404)(3831) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. وابن ماجة (168) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن عامر بن زرارة. والترمذي (2188) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء.
أربعتهم - يحيى بن أبي بكير، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن عامر، وأبو كريب - قالوا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
7556 -
(خ م) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «أتى رجل بالجِعْرانة - مُنْصَرفَنا من حنين - وفي ثوب بلال فِضة، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُ منها ويعطي الناس، فقال: يا محمد، اعدل، فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال: معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمداً يْقُتلُ أصحابه، إنَّ هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّةِ» . أخرجه مسلم.
وأخرجه البخاري قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنيمة بالجعْرانَةِ
⦗ص: 91⦘
إذ قال له رجل: أعدل، فقال: لقد شَقِيتُ إن لم أَعْدِلْ» (1) .
(1) رواه البخاري 6 / 172 في فرض الخمس، باب من الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعة فتحلل من المسلمين، ومسلم رقم (1063) في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 -
أخرجه الحميدي (1271) . والبخاري في «الأدب المفرد» (774) قال: حدثنا علي. وابن ماجة (172) قال: حدثنا محمد بن الصباح. ثلاثتهم - الحميدي، وعلي، وابن الصباح - عن سفيان بن عيينة.
2 -
وأخرجه أحمد (3/353) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: أخبرنا أبو شهاب. وفي (3/354) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. ومسلم (3/109) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، قال: أخبرنا الليث. وفي (3/110) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي في «فضائل القرآن» (112) قال: أخبرنا عيسى بن حماد، قال: حدثنا الليث. وفي (113) قال: الحارث بن مسكين- قراءة عليه وأنا أسمع - عن يوسف بن عمرو، عن ابن وهب، عن مالك. خمستهم - أبو شهاب، وإسماعيل، والليث، والثقفي، ومالك - عن يحيى بن سعيد.
3 -
وأخرجه أحمد (3/354) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا معاذ بن رفاعة.
4 -
وأخرجه مسلم (3/110) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني قرة بن خالد.
أربعتهم - ابن عيينة، ويحيى بن سعيد، ومعاذ بن رفاعة، وقرة بن خالد - عن أبي الزبير، فذكره.
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (3/332) قال: حدثنا أبو عامر العقدي. والبخاري (4/111) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم.
كلاهما - العقدي، ومسلم بن إبراهيم - قالا: حدثنا قرة بن خالد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره.
7557 -
(م) - أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ بعدي من أَمَّتى - أو سيكون بعدي من أُمتي - قوم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حَلاقِيمَهم، يَخرجون من الدِّين كما يخُرجُ السهم من الرَّمِيَّةِ، ثم لا يعودون فيه، هم شَرُّ الخَلْق والخَلِيقَةِ» .
قال ابن الصامت: فلقيتُ رافع بن عمرو الغفاري [أخا الحكم الغفاري قلتُ: ما حديث سمعتُهُ من أبي ذر كذا وكذا؟] فذكرت له هذا الحديث؟ فقال: وأنا سمعُتهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخَلْق والخليقة) اسمان بمعنى: وهم الخلائق كلُّهم، وقيل: الخلق: الناس، والخليقة: الدواب والبهائم.
(1) رقم (1067) في الزكاة، باب الخوارج شر الخلق والخليقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/31) قال: حدثنا بهز، وأبو النضر، وعفان. وفي (5/31) قال: حدثنا عفان. والدارمي (2439) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ومسلم (3/116) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. وابن ماجة (170) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة.
ستتهم - بهز، وأبو النضر، وعفان، وعبد الله بن مسلمة، وشيبان، وأبو أسامة - عن سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.
7558 -
(س) شريك بن شهاب قال: كنتُ أتمَّنى أن ألقى رجُلاً من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أسأله عن الخوارج، فلقيتُ أبا بَرزَةَ في يوم عيد في نَفَر من أصحابه، فقلتُ له: هل سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يذكر الخوارج؟
⦗ص: 92⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مطموم الشعر) كثيره، قد طَمَّ رأسه، أي: غطاه، والطمُّ: الشيء الكثير.
(1) 7 / 119 في تحريم الدم، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (4/421 و 425) قال: حدثنا عفان. وفي (4/424) قال: حدثنا عبد الصمد، ويونس. والنسائي (7/119) قال: أخبرنا محمد بن معمر البصري الحراني، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي.
أربعتهم - عفان، وعبد الصمد، ويونس، وأبو داود الطيالسي - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن شريك بن شهاب، فذكره.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله: شريك بن شهاب ليس بذلك المشهور.
7559 -
(خ م) يسير بن عمرو رضي الله عنه قال: قلتُ لسهل بن حُنيف: هل سمعتَ النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئاً؟ قال: سمعتُهُ يقول: - وأهوى بيده قِبَلَ العراق - «يخرج منه قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرُقون من الإسلام مُروق السهم من الرمية» .
⦗ص: 93⦘
وفي رواية قال: «يَتِيُه قَوم قِبل المشرق، محلَّقَة رؤوسهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
(1) رواه البخاري 12 / 269 في استتابة المرتدين، باب من ترك قتال الخوارج للتألف، ومسلم رقم (1068) في الزكاة، باب الخوارج شر الخلق والخليقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/486) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا حزام بن إسماعيل العامري. والبخاري (9/22) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (3/116) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. وفي (3/117) قال: حدثناه أبو كامل، قال: حدثنا عبد الواحد. والنسائي في «فضائل القرآن» (115) قال: أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان، عن محمد بن فضيل.
أربعتهم - حزام، وعبد الواحد، وعلي، وابن فضيل - عن أبي إسحاق الشيباني، قال: حدثنا يسير بن عمرو، فذكره.