الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الثالث: في ذكر ما اشتركا فيه
، وفيه خمسة أنواع
نوع أول
8109 -
(خ م ت) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تحاجَّتِ الجنةُ والنار، فقالت النارُ: أُوثِرْتُ بالمتكبِّرين والمتجَّبرين، وقالت الجنةُ: فمالي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهُم؟ - زاد في رواية: وغِرّتُهم - فقال الله عز وجل للجنة: أنت رحمتي، أرحمُ بكِ مَن أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي، أُعذِّبُ بكِ من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملْؤها، فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رِجْلَه - وفي
⦗ص: 545⦘
رواية: حتى يضع الله تبارك وتعالى رِجلَهُ - فتقول: قَطْ قَط قَطْ، فَهُنالِكَ تمتلئ، ويُزوَى بعضُها إلى بعض، ولا يظْلِمُ الله مِنْ خَلقْهِ أحداً، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقاً» أخرجه البخاري ومسلم.
وله في أخرى: - وكان كثيراً ما يقفِهُ أبو سفيان الحميري، أحد رواته، قال: يقال لجهنم، هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيد؟ فيضع الرب قدمه عليها، فتقول:«قط قط» .
ولمسلم بنحو الأولى، وانتهى عند قوله:«ولكل واحدة منهما ملؤها» .
وقال في رواية: «فمالي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسقَطُهم وغِرَّتُهم (2) ؟» .
وفي آخره: «فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع قدمه عليها، فهنالك تمتلئ،
⦗ص: 546⦘
ويُزوى بعضُها إلى بعض» وأخرجه الترمذي نحو الأولى (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وسَقَطهم) السَّقَط في الأصل: المزدرَى به، ومنه السَّقَط: لرديء المتاع.
(وغِرَّتُهم) الغِرّ: الذي لم يجرِّب الأمور، فهو قليل الشرِّ، منقاد، والمعنى: أن من آثر الخمول وإصلاح نفسه والتزوُّدَ لمعاده، ونبذ أمور الدنيا، فليس غِرّاً فيما قصد له، ولا سَقَطاً ولا مذموماً بنوع من الذم، وقد جاء في الحديث " أكثر أهل الجنة البُلْهُ "(4) لأنهم أغفلوا أمر دنياهم، فجهلوا حذق التصرف فيها، وأقبلوا على آخرتهم، فأتقنوا أسبابها، وشغلوا أنفسهم بها، وليس من عجز عن كسب الدنيا وتخلف في الحذق بها، وأعرض عنها إلى اكتساب الباقيات الصالحات مذموماً، وهؤلاء الذين خصت بهم الجنة رحمةً من الله رحمهم بها؛ إذ وفَّقهم الله لها، كما خُصّت النار بالمتكبرين الذين يستحقرون الناس ويزدرونهم، ولا يرون لهم قدراً، ويرفعون أنفسهم عليهم.
(1) كذا في الأصول المخطوطة. وفي النسخ المطبوعة: يعني: أوثرت بالمتكبرين، قال الحافظ في " الفتح ": كذا وقع هنا مختصراً، قال ابن بطال: سقط قول النار هنا من جميع النسخ، وهو محفوظ في الحديث، وانظر " الفتح " 13 / 367.
(2)
وفي بعض النسخ: وعجزتهم.
(3)
رواه البخاري 8 / 458 في تفسير سورة (ق)، باب قوله تعالى:{وتقول هل من مزيد} ، وفي التوحيد، باب ما جاء في قول الله تعالى:{إن رحمة الله قريب من المحسنين} ، ومسلم رقم (2846) في الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، والترمذي رقم (2564) في صفة الجنة، باب ما جاء في احتجاج الجنة والنار.
(4)
وهو حديث ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/314) والبخاري (6/173) قال حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (8/151) قال: حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن رافع، عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
8110 -
(م) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «احتجّت الجنة والنار، فقالت النار: فيَّ الجبّارون والمتكبِّرون وقالت
⦗ص: 547⦘
الجنةُ: فيَّ ضعفاء الناسِ ومساكينُهم، فقضى بينهما: أنَّكِ الجنةُ رحمتي، أرَحمُ بِكِ مَنْ أشاء، وأنَّكِ النَّارُ عذابي أُعذِّب بك من أشاء، ولكليكما عليَّ مِلؤها» أخرجه مسلم مُدْرجاً على حديث قبله لأبي هريرة في نحو معناه، ولم يذكر من أوله إلى قوله:«احتجت الجنة والنار» فقط (1) .
وهذا الذي أوردناه هو ما أورده الحميديُّ في كتابه، وزَعَمَ أنه الذي أورده البرقاني وأبو مسعود الدمشقي.
(1) رواه مسلم رقم (2847) في الجنة، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/79) ومسلم (8/151) وعبد الله بن أحمد (3/79) .
ثلاثتهم عن عثمان بن محمد بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
8111 -
(خ م ت) حارثة بن وهب رضي الله عنه سمعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيف متضعِّف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أُخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلٍّ جوَّاظ مستكبر» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
ولمسلم في رواية: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى
…
وذكره، وكذلك في أهل النار، قالوا: بلى» . وله في أخرى مثله، وقال في ذكر أهل النار:«كلُّ جَوَّاظ زَنِيم متكبِّر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عتل) العُتلّ: الغليظ الجافي الذي لا ينقاد إلى الخير.
⦗ص: 548⦘
(زنيم) الزَّنيم: الدَّعِيُّ الملصَق بالقوم وليس منهم، وقيل: هو اللئيم.
(1) تقدم تخريجه برقم (8095) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه أحمد (4/306) قال: حدثنا وكيع. وفيه (4/306) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفيه (4/306) قال: حدثنا أبو نعيم. وعبد بن حميد (477) قال: حدثنا أبو نعيم. والبخاري (6/198) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (8/24) قال: حدثنا محمد بن كثير. ومسلم (8/154) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجه (4116) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي (2605) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - وكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم، ومحمد - عن سفيان.
2-
وأخرجه البخاري (8/167) ومسلم (8/154) قالا: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني غندر. وفي (8/154) قال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3285) عن محمد بن المثنى، عن غندر.
كلاهما - غندر، ومعاذ - قالا: حدثنا شعبة.
كلاهما - سفيان، وشعبة - عن معبد بن خالد، فذكره.