المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الحديث] (1) الخامس: - العدة في إعراب العمدة - جـ ٣

[ابن فرحون، بدر الدين]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب البيوع

- ‌الحديث الأوّل والثّاني:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌باب ما نُهيَ عنه من البيوع

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث [السادس]

- ‌[الحديث السابع]

- ‌الحديث الثّامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌باب العرايا وغير ذلك

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السّادس:

- ‌باب الشروط في البيع

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌بابُ الرّبا والصّرف

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌باب الرهن وغيره

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثَّاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌الحديث الثّاني عشر:

- ‌باب اللقطة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌باب الوصايا

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌باب الفرائض

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌كتاب النكاح

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السّابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌الحديث الثاني عشر:

- ‌الحديث الثالث عشر:

- ‌باب الصّدَاق

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌كتاب الطلاق

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌باب العدّة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث [الرّابع]

- ‌كتاب اللعَان

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌[الحديث الثاني]

- ‌الحديث [الثالث]

- ‌الحديث [الرابع]

- ‌الحديث [الخامس]

- ‌الحديث [السادس]

- ‌الحديث [السابع]

- ‌الحديث [الثامن]

- ‌[كتاب الرَّضاع]

- ‌الحديث [الأوّل]

- ‌الحديث [الثّاني]

- ‌الحديث [الثالث]

- ‌الحديث [الرابع]

- ‌كتاب القصاص

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌[الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌[الحديث] (1) الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السّابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌بابُ الحُدود

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحدِيث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السّادس:

- ‌باب حدّ السرقة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌باب حَدّ الخمر

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌تنبيه:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌[كتاب] (1) الأَيمان والنّذور

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌[الحديث الرّابع]

- ‌الحديث [الخامس]

- ‌الحديث [السّادس]

- ‌الحديث [السّابع]

- ‌بَابُ النّذُور

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌[الحديث الخامس]

- ‌باب القضاء

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌ الحديث الخامس

- ‌الحديث السّادس:

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌[فائدة:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌[الحديث السّادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌بَاب الصَّيْد

- ‌بَاب الأضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأشْرِبَة

- ‌كِتَاب اللبَاس

- ‌كتَاب الجِهَاد

- ‌[باب] (1) العتق

- ‌حرف الألف

- ‌الباقي من حرف "الجيم"] (2)

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء [ق 234]

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف [اللام] (3)

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء

- ‌[وهذا ما بآخر الكتاب]

الفصل: ‌[الحديث] (1) الخامس:

[الحديث](1) الخامس:

[339]

: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قَتَلَتْ هُذَيْلٌ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِقَتِيلٍ كَانَ لَهُمْ فِي الجْاهِلِيَّةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"إنّ اللَّه حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنيِنَ، وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلا تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وإنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ، لا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلا تُلْتَقَطُ سَاقِطتهَا إلَّا، [لِمُنْشِدٍ] (2). وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَيِيلٌ: فَهُوَ بِخَيْر النَّظَرَيْنِ: إمَّا أَنْ يَقْتُلَ، وَإِمَّا أَنْ يفدِي". فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ - يُقَالُ لَهُ: أَبُو [شَاهٍ](3) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُبُوا لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اكْتُبُوا لأَبِى شَاهٍ". ثُمَّ قَامَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إلَّا الإِذْخِرَ، فَإنَّا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتنَا وَقُبُورِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إلَّا الإِذْخِرَ"(4).

قوله: "فلما فتح اللَّه على رسُوله": "لما" حرفُ وجُوب لوجُوب، أو ظرف بمعنى "حين"، وهو اختيارُ الفارسي، أو بمعنى "إذ"، وهو اختيار ابن مالك (5). وقد تقدّم الكلام عليها في الحديث الرّابع من "المذي"، و"مكّة" في العاشر من "فسْخ الحج إلى العُمرة". وجملة "فتح. . . " في محلّ جَر، إن قدّرت "لما" ظرفًا، وإن كانت شرطًا كان ما بعدها في محلّ جزْم.

قال أبو حيّان في قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} (6)[يوسف: 68]: فيه دليلٌ على أنّ "لما"

(1) سقط من النسخ. والمثبت من (ب).

(2)

بالنسخ: "منشد". والتصويب من مصادر التخريج، وعليه شرح ابن فرحون.

(3)

كذا بمصادر التخريج. فليتنبه. وانظر: الإعلام لابن الملقن (9/ 90).

(4)

رواه البخاري (112) في العلم ومسلم (1355) في الحج.

(5)

انظر: الجنى الداني (ص/ 594).

(6)

بالنسخ: "شيئًا".

ص: 297

حرف وجُوب لوجوب، لا ظرفًا؛ لأنّ ما بعد "ما" النافية لا يعمَل فيما قبلها، إذ لا يجوز:"حين قام زيد ما قام عمرو". (1)

قلتُ: وأجيب عن هذا بأنْ يجعل جوا بها محذوفًا، فيقدّر:"امتثلوا" أو نحوه (2).

وجوابُ "لما" هنا: "قَتَلَت".

و"هذيل": اسم القبيلة؛ فلا ينصرف للعَلَمية والتأنيث، أو اسم [الحي](3)؛ فينصرف. و"من بني ليث" يتعلّق بصفة لـ "رجُل". و"ليث" قبيلة، ولكنه مُنصرف؛ لسكون الوسط. و"لهم" يتعلّق بخبر "كَان". و"في الجاهلية" يتعَلّق بـ "قتيل".

قوله: "فقَام النبي صلى الله عليه وسلم": يعني: "خطيبًا"، "فقَالَ": معطُوفٌ عليه، وفاعله ضَميرُ "النبي صلى الله عليه وسلم".

قوله: "إنّ اللَّه حبس": الجملة معمُولة للقول. و"عن مكّة" يتعلّق بـ "حبس". و"حبس" في موضع خبر "إنّ".

و"الفيل" مفعول " حبس"[ورُوي](4): "القَتْلَ"(5).

قوله: "وسلط" اللَّه "عليها رسوله والمؤمنين": معطوفٌ على "حبس". و"رسوله" مفعول به، و"المؤمنين" معطوفٌ عليه، وعلامة نصبه "الياء".

قوله: "وإنها لم تحلّ": خبرُ "إن" في الجملة المنفية بـ "لم". و"لم" حرف، تقدّم

(1) انظر: البحر المحيط (3/ 419).

(2)

انظر: التبيان في إعراب القرآن (2/ 738)، اللباب في علوم الكتاب (11/ 155)، (14/ 79)، البحر المحيط لأبي حيان (7/ 504).

(3)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "للحي".

(4)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "ويروى".

(5)

صحيح: البخاري (6880)، من حديث أبي هريرة.

ص: 298

عليها الكلام في الحديث الثّالث من "باب المذي".

والفعلُ مُضاعف الآخر؛ فيجوز فيه الفتح والكسر (1).

قوله: "لأحَد": يتعلّق بـ "تحلّ". وقيل: يتعلّق بخبر "كان" مُقدّرة، أي:"لأحد كان كائنا" ومثله: " [بعدي] (2) ". وإنما قُلنا ذلك، ولم نجعله صفة؛ لأنّ ظرف الزّمان لا يكون صفة للجُثة ولا حَالًا منها (3).

واسم "كان" المقدّرة في الثّالث من "باب التيمم"، والرّابع من الأوّل.

قوله: "وإنما أُحلّت لي ساعة من نهار": تقدّم الكَلام على "إنما" في الحديث الأوّل من الكتاب. و"أُحلّت" مبني لما لم يُسم فاعله، والمفعول الذي لم يسم فاعله ضميرٌ يعود على "مكة". و"ساعة" ظرفُ زمان، العاملُ فيه:["أُحلّت"](4). و"من نهار" يتعلّق بصفة و"ساعة"[. . .](5) سائر اليوم.

قوله: "وإنها ساعتي هذه": ["إنها": "إنّ" واسمها، و"ساعتي" الخبر](6).

و"هذه" يحتمل أنْ تكُون [بدَلًا من "سَاعتي"](7) أو عَطْف بيان. ويحتمل أن يكُون الكلام [تمّ عند قوله](8): "وإنها ساعتي"، ثم ابتدأ، فقال: "هَذه -[أي:

(1) انظر: إرشاد الساري (1/ 205)، شرح التصريح (2/ 764)، شذا العرف في فن الصرف (ص 142)، ضياء السالك (4/ 430).

(2)

بالنسخ: "تعدى". والمثبت الصواب؛ فكلامه بعدها عن الظرف.

(3)

انظر: الأصول لابن السراج (1/ 63)، شرح ابن عقيل (1/ 213)، (4/ 32)، شرح الأشموني (1/ 191)، أمالي ابن الحاجب (2/ 854)، وتوضيح المقاصد والمسالك (3/ 1274)، واللمع (1/ 223)، وشرح التصريح (2/ 398) وما بعدها.

(4)

كشط بالأصل. وسقط من (ب).

(5)

تآكل بالأصل بمقدار حوالي اثنتي عشرة كلمة.

(6)

طمس بالأصل. والمثبت من (ب)، وإرشاد الساري (10/ 50، 51).

(7)

طمس بالأصل. وانظر: إرشاد الساري (10/ 51).

(8)

طمس بالأصل. وانظر: إرشاد الساري (10/ 51).

ص: 299

مكة] (1) - حَرام"، ويكون قد حذف صفة "ساعتي" أي: "إنها ساعتي التي أنا فيها"، كما حُذفت في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85]، أي: "أيّ معاد" (2). وعلى الأوّل: يكون "حَرام" خبر مبتدأ محذوف، أي: "هي حَرام" (3).

قوله: "لا يعضد شجرها": جملة في محلّ خبر بعد الخبر، وكذلك ما عُطف عليه. والأفعالُ الثّلاثة المعطُوفة كلها مبنية لما لم يُسمّ فاعله.

قوله: "إلّا لمنشد": استثناء مُفرغ؛ لأنّه متعَلّق بـ " [تُلتقط] (4) ساقطتها"، و"يُلتقط" بمعنى "يُباح"، أي:"لا تُباح لُقتطها -أو لا تجُوز- إلا لمنشِد"، فهو ملمُوح منه معنى فعل آخر (5). ولو روي:"ولا يَلتقط سَاقطتها" على بنائه للفَاعل (6) كانت "اللام" زائدة في الفَاعل، والتقدير:"ولا يَلتقط لُقطتها إلا مُنشد".

وقد زيدت "اللام" في مواضع، منها: خبر المبتدأ (7)، في نحو قولهم:

أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ

. . . . . . . . . . .

(1) طمس بالأصل. وانظر: إرشاد الساري (10/ 51).

(2)

انظر: شواهد التوضيح (ص 85)، عقود الزبرجَد (3/ 141)، وعُمدة القاري (19/ 104)، وشرح الأشموني (2/ 328)، وشرح التسهيل (3/ 324)، ومغني اللبيب (ص 644، 818)، وشرح ابن عقيل (3/ 205)، وهمع الهوامع (3/ 158).

(3)

انظر: إرشاد الساري (10/ 51).

(4)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "يلتقط".

(5)

انظر: إرشاد الساري (10/ 51).

(6)

انظر: إرشاد الساري (10/ 51).

(7)

انظر: شرح التسهيل (1/ 299)، مغني اللبيب (ص 307)، خزانة الأدب (10/ 323).

(8)

صدر بيت من الرجز، وهو لرؤبة. وعجزه:"ترضي من الشَّاةِ بِعَظْمِ الرَّقَبَه". انظر: خزانة الأدب (10/ 322، 323)، المعجم المفصل (9/ 75).

ص: 300

وفي خبر "لكن"(1)، نحو قوله:

. . . . . . . . . . . .

ولكنّني مِن حُبّها لَعَمِيدُ (2)

وقيل بزيادتها في المفعول في قوله تعالى: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} [الحج: 13]. وقيل: هي "لام" الابتداء. (3)

وهذا التخريج وإن لم يكن مَقيسًا فهو يدور على صحّة الرواية؛ فإن رُوي: "يلتقط" بفتح "الياء" صحّ، وإلا فلا ضرورة تدعو إليه.

قال الجوهري: يُقال: "نشدته" إذا ["شَهره" و"سَمّع به"](4). و"نشدت الضالة" أنشدها نشدة ونشدانًا، أي:"طلبتُها". و"أنشَدْتها" إذا "عرّفتها". (5)

قوله: "ومَن قُتل له قتيل": "مَن" شرطية. و"قتيل" مفعول لم يُسم فاعله لـ "قُتل"، وهو "فعيل" بمعنى "مفعول"، يُسمّى بما آل إليه حَاله (6). وهو في الأصْل صفة لمحذُوفٍ، أي:"لولي قتيل". ويحتمل أن يتضمّن "قُتل" معنى "وُجد"، أي:"مَن وُجد له قتيل". ولا يصحّ هذا التقدير في قوله عليه السلام: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ"(7)، ويصحّ التقدير الأوّل، كما سُمّي "العصير" خمرًا (8).

(1) انظر: شرح التسهيل (2/ 29)، خزانة الأدب (1/ 16).

(2)

عجز بيت من الطويل، وهو بلا نسبة. وصدره:"يلومونني في حب ليلي عواذلي". انظر: خزانة الأدب (1/ 16)، (10/ 361)، المعجم المفصل (2/ 316).

(3)

انظر: البحر المحيط (7/ 491)، مغني اللبيب (ص 308).

(4)

هذا سهو من المصنف، تابع فيه صاحب "رياض الأفهام" (5/ 160). لكن الصّواب في "الصحاح" (2/ 543):"ويُقال: نَدَّدَ به، أي شهره وسمَّع به. [نشد] نَشَدْتُ الضالَّة. . . ".

(5)

انظر: الصحاح (2/ 543، 705).

(6)

انظر: شرح الزرقاني على الموطأ (3/ 32)، إرشاد الساري (10/ 51)، شرح التسهيل (3/ 88)، شرح المفصل (3/ 293).

(7)

متفقٌ عليه: البخاري (3142)، ومسلم (2/ 1751)، من حديث أبي قتادة.

(8)

انظر: إرشاد الساري (10/ 51).

ص: 301

قوله: "فهو بخير النظرين": هذا جَوابُ الشّرط، و"هو" مُبتدأ، وخبره المجرور. و"النظرين" مُعرّف بالألِف واللام، أراد العَهْد الذهني؛ لأنّه محلّ نظر وتردّد، إمّا أنْ يَقتل، وإمّا أنْ يقبل الفِدَاء.

و"إمّا" حرْفٌ، وموضُوعها لأحَد الشيئين أو الأشياء.

قال ابن هشام: وقد تُفتح همزتها، وقد تبدَل ميمها الأولى "ياء". وهي مُركّبة عند سيبويه من "إن" و"ما". وقد تحذف "ما"، كقوله:

سَقَتْه الرَّواعِدُ مِنْ صيفٍ

وإنْ مِنْ خريفٍ فَلنْ يَعدَما (1)

أي: "إمّا من صيف وإمّا من خريف".

وقال المبرد والأصمعي: "إنْ" في هذين الموضعين شَرطية، و"الفاء" فاء الجواب، والمعنى:"وإنْ سقته من خريفٍ فلن يعدم الريّ".

قال ابن هشام: وليس بشيءٍ؛ لأنّ المراد وصْف هذا الوعْل بالريّ على كُلّ حال، ومع الشرط لا يلزم ذلك.

وزعم يونس والفارسي أنّ "إمّا" الثانية لا تكون عاطفة، كالأولى، ووافقهم ابن مالك؛ لملازمتها غالبًا "الواو" العاطفة.

ونقل ابن عصفور الإجماع على أنّ "إمّا" الثانية غير عاطفة، كالأولى، وإنما ذكروها في باب العطف لمصاحبتها لحرفه.

ولا خلاف أنّ "إمّا" الأولى غير عاطفة؛ لاعتراضها بين العامل والمعمول في نحو قولك: "قام إما زيد وإما عمرو"(2).

(1) البيت من المتقارب، وهو للنمر بن تولب. انظر: الكتاب لسيبويه (1/ 267)، مغني اللبيب (ص 84)، خزانة الأدب (9/ 25)، والمعجم المفصل (7/ 62).

(2)

انظر: مغني اللبيب (ص 84، 85).

ص: 302

ولـ "إمّا"[خمسة](1) معان: -

أحدها: الشّك، نحو:"جاءني إمّا زيد وإمّا عمرو" إذا لم يُعلم الجائي منهما.

الثاني: الإبهام، نحو قوله تعالى:{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 106].

والثالث: التخيير، نحو:{إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} (2)[الكهف: 86]، {إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} [طه: 65].

قال: ووهم [ابن](3) الشّجري (4)، فجعَل منه قوله تعالى:{إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 106].

والرابع: الإباحة، نحو:"تعلّم إمّا فقهًا وإمّا نحوا"، و"جالس إمّا الحسن وإمّا ابن سيرين". ونازع في هذا المعنى جماعة لـ "إمّا" مع إثباتهم إياه لـ "أو".

والخامس: التفصيل، نحو قوله تعالى:{إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3]. (5)

قوله: "فقام رجُلٌ": معطوفٌ على ما قبله. و"من أهْل اليمن" يتعلّق بصفة لـ "رجُل". و"أهْل" تقدّم الكَلام عليها في الخامس من "كتاب الصّوم".

قوله: "يُقال له: أبو شاهٍ": في محلّ صفة ثانية، وتركيبه تركيب إضافة، كـ "أبي هُريرة"(6)، وتقدّم الكَلام على ذلك في الحديث الثّاني مِن أوّل الكتاب.

(1) بالنسخ: "خمس".

(2)

بالنسخ: "تعذبهم".

(3)

سقط من النسخ. والمثبت من "مغني اللبيب".

(4)

انظر: أمالي ابن الشجري (بالمقدّمة ص 67)، (3/ 125).

(5)

انظر: مغني اللبيب (ص/ 85، 86).

(6)

انظر: إرشاد الساري (10/ 51).

ص: 303

قوله: "فقَالَ: يا رسُولَ اللَّه، اكتبوا لي": مفعوله محذوفٌ، يعني:"الخطبة". "فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لأبي شاهٍ": الجملة معمُولة للقول، والمفعولُ محذوفٌ، أي ["الخطبة". . . صلى](1) اللَّه [عليه وسلم. ويحتمل](2) أن يكُون سُؤاله لأحَد الحاضرين، [والمراد:"يا رسول] (3) اللَّه ليكتبوا لي"، ثم حذف "لام" الأمر؛ [ولذلك قال صلى اللَّه] (4) عليه وسلم:"اكتبوا لأبي شاهٍ".

وحذفُ "لام" الأمر [وُجد كثيرًا](5)، ومنه قوله:

مُحَمّدٌ تَفْدِ نَفْسَكَ كُلُّ نَفْسٍ

. . . . . . . . . . . . (6)

أي: ["لتفد"](7). (8)

قوله: "ثُمّ قام العبّاس": معطوفٌ على ما قبله. وأتى بـ "ثُمّ"؛ لأنّ ثَمّ مُهلة.

"فقال: يا رسول اللَّه، إلّا الإذخر": هذا الاستثناءُ من محذُوفٍ، يدلّ عليه ما قبله، تقديره:"فحرّم الشّجر والخَلى إلا الإذخر"؛ فيكون استثناء مُتصلًا.

(1) تآكل سطر بالأصل، أي حوالي سبع عشرة كلمة.

(2)

تآكل بالأصل بمقدار ثلاث كلمات تقريبًا. ولعل المثبت صواب.

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(5)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(6)

البيتُ من الوافر، وهو لأبي طالب. وعجزه:"إِذَا مَا خِفْتَ مِنْ شَيْءٍ تبَالَا". انظر: معاني القرآن للأخفش (1/ 82)، سر صناعة الإعراب (2/ 69)، والمعجم المفصل (6/ 39).

(7)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(8)

انظر: إرشاد الساري (4/ 359)، الكتاب (3/ 8)، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين (2/ 442)، شرح التسهيل لابن مالك (4/ 60)، مغني اللبيب (ص 297، 840)، الجنى الداني (ص 112)، شرح المفصل (4/ 292)، (5/ 144، 145).

وقد ذكر الإمام السيوطي في "الهمع"(2/ 539، 540) أربعة أقوال في حذفها.

ص: 304