الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثالث:
[265]
: عَنْ عَبْدِ اللَّهَ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرُهَا لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ"(1).
وَلِمُسْلِمٍ (2): "وَمَنْ ابْتَاعَ عَبْدًا فَمَالُهُ لِلَّذِي بَاعَهُ إِلَّا أَنْ يُشْتَرَطَ المُبْتَاعُ"(3).
قال الشيخ تقيُّ الدِّين: يُقال: "أَبَرْتُ النخلةَ"، "آبرُها"، وقد يُقال بالتشديد. و"التأبيرُ":"التلقيحُ". انتهى (4)
يُقال: فهي "مؤبَّرة" و"مأبورة". ورجُل "آبر"، اسم فاعل، من "أبر" المخفّف (5).
و"النخل": اسمُ جنس. و"النخيل" جمعٌ، وليس بجنس. و"النخل" يُذَكَّر ويؤنَّث، قال تعالى:{كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: 7] و {نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 20]. وقد سمّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم النخلةَ "شجرةً"، فقال:"مَا شَجَرَةٌ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا؟ "(6). (7)
(1) رواه البخاري (2204) في البيوع، ومسلم (1543).
(2)
هذا يوهم أن هذه الزيادة لم يذكرها البخاري في صحيحه، وليس كذلك، بل هي في الصحيحين، كما نبه عليه في فتح الباري. وقد ذكرها البخاري في "باب الرجل يكون له ثمر أو شرط في حائط أو نخل" والذي أوقع المصنف في الوهم، هو عدم ذكر البخاري لها في "باب البيع" واقتصاره على القطعة الأولى.
(3)
رواه مسلم (1543)(80) في البيوع.
(4)
انظر: إحكام الأحكام (2/ 129).
(5)
انظر: رياض الأفهام (4/ 308)، الإعلام لابن الملقن (7/ 155)، الصحاح (2/ 574)، النهاية لابن الأثير (1/ 13، 14).
(6)
متفق عليه: البخاري (61)، ومسلم (2811/ 63)، من حديث ابن عمر.
(7)
انظر: البحر المحيط (10/ 42)، رياض الأفهام (4/ 307)، جمهرة اللغة (1/ 621)، =
قوله: "مَن باع": تقدّم ذكر "مَن"، وأنها من أسماء الشرط، وموضعها رفع بالابتداء، والخبر في جملة "باع"، وجواب "مَن":"فثمرها للبائع".
"إلّا أنْ يشترط المبتاع": الاستثناء هُنا من الأحْوال، أي:"فثمرتها للبائع في كُلّ حالة بيع، إلّا حالة اشتراط المبتاع". ويكون المحلّ منصوبًا على الاستثناء، أي:"فثمرتها للبائع".
ويحتمل أن يكون الاستثناء مُنقطعًا، لأنّ الاشتراط ليس من جنس الثمرة، ولأنّ للاشتراط معنى، والثّمرة عين مال من الأموال.
ويحتمل أن يكون التقدير: "فثمرتها للبائع؛ بسبب أنها أُبِّرت، إلا بسبب اشتراط المبتاع"، فيكون الاستثناء بهذا الاعتبار مُتصلًا.
وجملة "قد أبرت" في محلّ الصفة لـ "نخل"، وتصحّ الصّفة بالماضي مُقترنًا بـ "قد"، كقوله تعالى:{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} [آل عمران: 154] إذا قدّر: "ومنهم طائفة"؛ ليسوغ الابتداء بالنكرة. وقيل: المسوِّغ "واو" الحال في قوله: {وَطَائِفَةٌ} . (1)
و"أُبِّرت": مبنيٌّ لما لم يُسمَّ فاعله.
قوله: "فثمرها للبائع": هو جوابٌ للشرط، و"البائع" يتعلّق بخبر المبتدأ.
قوله: "ولمسلم: ومَن ابتاع عبدًا": تقدّم قريبًا مثله.
و"مَن" مبتدأ، و"ابتاع" في موضع الخبر، "عبدًا" مفعول به، "فماله" مبتدأ، والخبر في قوله:"للذي باعه"، والجملة معطوفة على "مَن ابتاع نخلًا" على رواية مسلم.
= المخصص (5/ 182)، تهذيب اللغة (7/ 249).
(1)
انظر: شرح التسهيل (1/ 290)، مغني اللبيب (ص 471، 613، 614، 881، 882)، شرح الأشموني (1/ 193)، شرح التصريح (1/ 210).