الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثّالث:
[279]
: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَدْرَكَ مَالَهُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ رَجُلٍ أَوْ إِنْسَانٍ قَدْ أَفْلَسَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ"(1).
"أو": هنا للشّك من الرّاوي.
قوله: "سمعتُ": "سمع" تقدّم الكلام عليها في الحديث الأوّل من الكتاب. وتعدَّت هنا إلى الذّات؛ فيجري الخلاف في جملة "يقول"، هل هي في محلّ المفعول الثاني، أو محل الحال من "النبي صلى الله عليه وسلم"؟ والأوّل اختيار الفارسي، والثّاني اختيار ابن مالك وأبي حيّان (2).
قوله: "مَن أدرك ماله بعينه": "مَن" هنا شرطية، مبتدأ، وخبرها في فعلها، وقيل: في جوابها، وقيل: فيهما، وقيل: في الذي فيه ضَمير من الجملتين (3). وقد يقع في جملة الفعل ضمير يعود على "مَن"، وكذلك في الجواب. وتقدّم الكلام على "مَنْ" الشرطية في العاشر من أوّل الكتاب.
وجملة "مَن أدرك" على الرّواية [الأولي](4) مفعول لـ "قال"، وعلى الرّواية الثانية مفعول لـ "يقول".
وحرفُ الجر في قوله: "بعينه" يحتمل أن يتعلّق بحال، أي: "أدرك ماله غيرَ
(1) رواه البخاري (2402) في الاستقراض، ومسلم (1559) في المساقاة.
(2)
انظر: البحر المحيط (3/ 472، 473)، (7/ 446، 447)، (8/ 163)، وعُمدة القَاري (1/ 23)، وإرشاد السّاري (8/ 188)، (9/ 401)، وشَرح التسهيل (2/ 84).
(3)
انظر: إرشاد الساري (9/ 401)، وعقود الزبرجد للسيوطي (1/ 155)، ومغني اللبيب لابن هشام (ص 608).
(4)
بالنسخ: "الأول".
مغيَّر وَلَا فائتًا". ويحتمل أن تكون "الباء" زائدة، و"عينه" بدَل اشتمال، أي: "مَن أدرك عين ماله". ولا يُقال في "بعينه": "عين الجارحة"؛ لأنّه قد يُدركه بشهادة شاهدين، فيكون أحق، وإن لم يره بعينه.
و"عند": معمول "أدرك"، و"رجل" مخفوض بالإضَافة، وتقدّم الكلام على "عند" في الحديث الأوّل من "باب السّواك".
قوله: "أو إنسَان": يحتمل أن تكُون "أو" للتفصيل من النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ الثّاني أعمّ من الأوّل. ويحتمل أن تكون للشّك من الرّاوي، هل قال النبي صلى الله عليه وسلم:"عند رجل"، أو قال:"عند إنسان".
قوله: "قد أفلس": في محلّ صفة لـ "رجل".
قوله: "فهو أحقّ به من غيره": "الفاء" جواب الشرط، وهو مبتدأ، و"أحقُّ" خبره، و"من غيره" يتعلّق بـ "أحقّ". و"أحقّ" أفعل التفضيل، واستُعمل بـ "من"، وتقدّم الكلام على "أفعل" في الحديث الأوّل من "الصّلاة".
ومعنى "أفلس" أي: "ليس معه فلس"، كـ:"أقبر الرجل"، إذا "صار على حالة يقبر عليها".
وقال الجوهري: "أفلس": أي "صارت دراهمه فلوسًا وزيوفًا"، كما يقال:"أخبث الرجل" إذا "صار أصحابه خبثاء عليه"(1).
قال تاج الدّين الفاكهاني: رأيتُ في نُسخة مكان "أقبر": "أقهر"، إذا "صار إلى حالة يذلّ عليها"(2).
(1) انظر: الصحاح (3/ 959).
(2)
انظر: رياض الأفهام (4/ 422).