الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب العرايا وغير ذلك
الحديث الأوّل:
[263]
: عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "رَخَّصَ لِصَاحِبِ الْعَرِيَّةِ أَنْ يَبِيعَهَا بِخَرْصِهَا"(1).
وَلِمُسْلِمٍ: "بِخَرْصِهَا تَمْرًا، يَأْكُلُونَهَا رُطَبًا"(2).
قوله: "رخّص": جملة في محلّ خبر "أن"، "لصاحب" يتعلق بـ "رخَّص".
و"العريَّة" مشدّدة "الياء": "النخلة"، "فَعِيلَة" بمعنى "مفعولة". وإنَّما دخلت فيها "الهاء"؛ لأنها أفردت وصارت في عِدَاد الأسماء، مثل:"النطيحة" و"الأكيلة"(3).
و"أن يبيعها": في محل نصب، أو جر، على ما تقدّم.
وحَذْفُ حرفِ الجر مع "أن" جائز واقع كثيرًا، ومع غير "أن" في أفعال مخصوصة، وهي "أمر"، و"استغفر"، و"سمى"، و"كني"، و"دعا"، تقول:"أمرتُه الخيرَ"، و"أمرتُه بالخيرِ"، و"استغفرتُ اللَّهَ ذنبي"، و"استغفرتُ اللَّهَ من ذنبي"، وكذا ما بقي (4).
(1) رواه البخاري (2188) في البيوع، ومسلم (1539)(60) في البيوع.
(2)
رواه مسلم (1539)(61) في البيوع.
(3)
انظر: رياض الأفهام (4/ 295)، الصحاح (6/ 2423، 2424).
(4)
انظر: البحر المحيط (1/ 403، 456)، (2/ 343)، (6/ 112)، (9/ 438)، اللباب لابن عادل (1/ 449)، إرشاد الساري (1/ 78)، (8/ 275)، شواهد التوضيح (ص 253)، الكتاب لسيبويه (1/ 37 وما بعدها)، المقتضب (2/ 35 وما بعدها، 321)، الأصول في النحو (1/ 177 وما بعدها)، المفصل (ص 387، 388)، شرح المفصل (4/ 514 وما بعدها)، المقرب لابن عصفور (1/ 121)، نتائج الفكر (ص 255، 259، 260)، اللمحة (1/ 325 وما بعدها)، أوضح المسالك (2/ 59 وما بعدها، =
قوله: "بخَرْصِها": "الباء" في "بخرصها" باء المقَابلة (1)، والمراد:"أن يبيعها بقدْر خرصها"، أو "كيل خرصها".
[قوله](2): "ولمسلم": يحتمل أن يتعلّق بفعل محذوف، أي:"وجاء لمسلم"؛ فيكون "بخرصها" فاعِل على الحكاية، وإن قَدَّرتَ "رُوي" فيكون مفعولًا لما لم يُسمَّ فاعله، على الحكاية أيضًا.
ولك أن تجعل الجمْلة من "بخرصها تمرًا. . . إلى آخره" مبتدأ، والخبر متعلّق المجرور على الحكاية، أي:"ولفظ كذا لمسلم"، أي:"كائن لمسلم"، فيكون الإسناد إلى اللفظ، لا إلى المدلول.
وحرفُ الجر في "بخرصها" يتعلّق بمحْذوف، أي:"رخَّص لصاحب العرية أن يبيعها بخرصها تمرًا يأكلونها رُطبًا"؛ فهو من تمام الكلام، إلا أنّه أفرد ما انفرد به مُسلم، وجمع ما اجتمع عليه البخاري ومُسلم، فالمجرور في المعنى متعلّقٌ بـ "يبيعها"، إلا أنّه بالقطع انتقل إعراب جملته من معنى الوضع إلى معنى الحكاية.
و"بخرصها" مصدَر مُضَاف إلى المفعول.
قوله: "يأكلونها": ضميرُ الفاعل في "يأكُلونها" يعُود على جنس المعرين لها؛ لأنهم الذين يُباح لهم ذلك عند مالك (3) رضي الله عنه، أو على جنس المشترين، وإن لم يتقدّم لهم ذكْر؛ فالكلام يدلّ عليهم. والضّمير المنصوب يعود على العريّة المتقدّم ذكرها.
= 163)، أمالي ابن الحاجب (2/ 712 وما بعدها)، شرح الشذور لابن هشام (ص 456، 477، 485)، شرح ابن عقيل (2/ 124 وما بعدها)، شرح التصريح (1/ 377 وما بعدها)، الهمع (1/ 549)، (3/ 13 وما بعدها، 52)، جامع الدروس العربية (3/ 193 وما بعدها).
(1)
انظر: مغني اللبيب (ص/ 141).
(2)
بياض بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
انظر: رياض الأفهام (4/ 297)، الكافي لابن عبد البر (2/ 655).