المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بَاب الصَّيْد الحدِيث الأَوّل: [383] : عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: أَتَيتُ رَسُولَ - العدة في إعراب العمدة - جـ ٣

[ابن فرحون، بدر الدين]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب البيوع

- ‌الحديث الأوّل والثّاني:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌باب ما نُهيَ عنه من البيوع

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث [السادس]

- ‌[الحديث السابع]

- ‌الحديث الثّامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌باب العرايا وغير ذلك

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السّادس:

- ‌باب الشروط في البيع

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌بابُ الرّبا والصّرف

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌باب الرهن وغيره

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثَّاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌الحديث الثّاني عشر:

- ‌باب اللقطة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌باب الوصايا

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌باب الفرائض

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌كتاب النكاح

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السّابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌الحديث الثاني عشر:

- ‌الحديث الثالث عشر:

- ‌باب الصّدَاق

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌كتاب الطلاق

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌باب العدّة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث [الرّابع]

- ‌كتاب اللعَان

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌[الحديث الثاني]

- ‌الحديث [الثالث]

- ‌الحديث [الرابع]

- ‌الحديث [الخامس]

- ‌الحديث [السادس]

- ‌الحديث [السابع]

- ‌الحديث [الثامن]

- ‌[كتاب الرَّضاع]

- ‌الحديث [الأوّل]

- ‌الحديث [الثّاني]

- ‌الحديث [الثالث]

- ‌الحديث [الرابع]

- ‌كتاب القصاص

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌[الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌[الحديث] (1) الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السّابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌بابُ الحُدود

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحدِيث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السّادس:

- ‌باب حدّ السرقة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌باب حَدّ الخمر

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌تنبيه:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌[كتاب] (1) الأَيمان والنّذور

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌[الحديث الرّابع]

- ‌الحديث [الخامس]

- ‌الحديث [السّادس]

- ‌الحديث [السّابع]

- ‌بَابُ النّذُور

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌[الحديث الخامس]

- ‌باب القضاء

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌ الحديث الخامس

- ‌الحديث السّادس:

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌[فائدة:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌[الحديث السّادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌بَاب الصَّيْد

- ‌بَاب الأضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأشْرِبَة

- ‌كِتَاب اللبَاس

- ‌كتَاب الجِهَاد

- ‌[باب] (1) العتق

- ‌حرف الألف

- ‌الباقي من حرف "الجيم"] (2)

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء [ق 234]

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف [اللام] (3)

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء

- ‌[وهذا ما بآخر الكتاب]

الفصل: ‌ ‌بَاب الصَّيْد الحدِيث الأَوّل: [383] : عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: أَتَيتُ رَسُولَ

‌بَاب الصَّيْد

الحدِيث الأَوّل:

[383]

: عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: أَتَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، أَفَنأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ وَفِي أَرْضِ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِقَوْسِي، [وَبِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، وَبِكَلْبِي الْمُعَلمِ](1)؛ فَما يَصْلُحُ لِي؟ قَالَ: "أَمَّا مَا ذَكَرْتَ -يَعْني: مِنْ آنِيةِ أَهْلِ الْكِتَابِ- فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهَا فَلا تَأْكلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا وَكُلُوا فِيهَا، وَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ [عَلَيْهِ] (2) فكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ فَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ فكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ غَيْرِ الْمُعَلَّم فَأَدْرَكْتَ ذَكاتَهُ فكُلْ"(3).

قوله: "إنّا بأرْض قَوْم": جملة معْمُولة للقَول، والقَولُ معطُوفٌ على "أتَيتُ"، و"أتيتُ" معمُول للقَول، والقَولُ معمُول و"أنّ" المقَدَّرَة التي في محلّ معمُول متعَلّق حَرْف الجر. و"بأرْض" يتعَلّق بخَبر "أنّ". و"قَوْم" تقَدّم الكَلام عليه في الخامس من "دُخول مَكّة". و"أهْل كِتَاب" صِفَة و"قَوْم". و"أهْل" تقَدّم الكَلام عليه في الخامس من "كتاب الصِّيام".

قوله: "أفنأكل في آنيتهم؟ ": "الهمزة" للاستفهام. و"الفَاء" عَاطِفَة، وقيل: زائدة. وقد [تقَدّمت](4) همزة الاستفهام في أوّل حديث من "باب الصوم في السفر"، وتقَدّمت "الفَاء" في الحديث الثّالث من "كتاب النكاح". و"في آنيتهم" يتعَلّق بـ"نأكُل".

(1) بالنسخ: "وبكلبي المعلم، وبكلبي الذي ليس بمعلم". والمثبت من "العمدة"(ص 263)، وعليه الشرح.

(2)

سقط من النسخ. والمثبت من "العمدة"(ص 263).

(3)

رواه البخاري (5478) في الذبائح والصيد، ومسلم (1930) في الصيد.

(4)

بالنسخ: "تقَدّم".

ص: 452

قوله: "وفي أرْض صَيْد": هو مِن باب إضافة الموصُوف إلى صِفة (1)؛ لأنَّ التقدير: "في أرْض ذَات صَيد"؛ فحَذَف الصّفة وأقَام المضَاف إليه مقامها، وأحَلّ المعطُوفَ محلّ المعطُوف عليه. (2)

قوله: "أصِيد بقَوْسي": جملة مُستأنفة لا محلّ لها، والتقدير:"أصيد فيها [بسَهم] (3) قَوسي"(4). ويحتمل أنْ تكُون في محلّ صِفَة لـ"أرْض"، و"الباء" باء الاستِعَانة. وكذلك:"بكَلْبِي". وجملة الصّلة والموصُول صِفَة لـ"كَلبي".

و"ليس" من أخَوَات "كَان"، واسمها ضَمير يعُود على "كَلْبي"، "بمُعَلم" الخبر، و"الباء" زائدة، أي:"الذي ليس هو مُعَلمًا". وجملة ["ليس"](5) صِلَة "الذي". و"الذي" صِفَة لـ"كَلبي".

و"بكَلْبي المعَلّم" معطُوفٌ على الأوّل، أي:"وأصيد بكَلبي المعَلّم".

قوله: "فما يَصْلح لي؟ ": "مَا" استفهَامية في محلّ رَفْع بالابتداء. وجملة "يَصْلُح" في محلّ الخبر، و"لي" يتعَلّق بـ"يَصْلُح"، والفَاعلُ ضَمير مُستتر يعُود على ["مَا"](6) على تقدير مُضَاف، أي:"يَصْلُح لي أكْلُه مِن ذلك".

قوله: "قَالَ": أي: "النّبي صلى الله عليه وسلم""أَمّا مَا ذَكَرْت": "أمّا" حَرْفُ تفْصيل (7)،

(1) راجع: تحفة الأحوذي (8/ 262)، الإعلام لابن الملقن (3/ 376)، عقود الزبرجد للسيوطي (1/ 453)، شرح المفصل (2/ 167 وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (2/ 797).

(2)

انظر: إرشاد الساري (8/ 259).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

انظر: إرشاد الساري (8/ 259)، مرقاة المفاتيح (6/ 2645).

(5)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(6)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(7)

انظر: الجنى الداني (ص 522).

ص: 453

تقَدّمت في الحديث السّادِس من "باب الاستِطَابَة". و"مَا" موصولة في محلّ رَفع بالابتداء، وصِلتها "ذَكَرْت"، والعَائدُ محذُوف، أي:"ذَكَرْته"(1). وجملة "يعني: من آنية أهْل الكتاب" مُعترضة من تفسير الرّاوي. وخبرُ "مَا" التي هي بالمبتدأ: جملة "فإن وَجَدتم غيرها

إلى آخره".

"وَجَدتم" هُنا بمعنى "أصَبتم"، وتقَدّمَت في الحديث الثّاني من "باب الاستطابة". يُقَال:"وَجَده"، "يَجِده"، "وجُودًا". و"يَجُده" بالضّم لُغَة عَامرية لا نظير لها في المثال. (2)

قوله: "فلا تَأكُلوا": جَوَابُ "إنْ". و "فيها" يتعَلّق بـ"تأكُلوا" وعطف عليه. و"تجِدوا" مجزومٌ بـ"لم" لا بـ"إنْ"؛ لاختصاص "لم" بالمضَارع ولقُرْبها منه، بخِلافِ "إنْ"(3).

قوله: "ومَا صِدْت بقَوْسِك فذَكَرت": "الفَاء" هُنا عَاطِفة على "صِدْت". و"مَا" شَرطيّة. و"الفَاءُ" في "فكُل" جَوابُ الشّرط. ومحلّ "مَا" نَصْب مفعُول مُقَدّم، أي:"أيُّ شَيءٍ أرَدْت صَيده فكُل". وكذلك إعراب "مَا صِدْت بكَلْبِك" يجري فيه ما تقَدَّم.

قوله: "غير [المُعَلّم] (4) ": نصْب على الحال، أي:"صِدْتَه بكَلبِك في حَال كونه غير مُعَلّم". ويُروَى: "بكَلْبِكَ الغَيْر مُعَلَّم"(5) على أنّه صفة لـ"كَلبك"، وقد نصّوا على

(1) انظر: إرشاد الساري (8/ 259).

(2)

انظر: الصحاح (2/ 547).

(3)

انظر: شرح التسهيل (4/ 63)، شرح المفصل (4/ 263)، مغني اللبيب (ص 51)، نتائج الفكر (ص 110).

(4)

بالنسخ: "معلم".

(5)

لم أقف على هذه الرواية.

ص: 454

أنّ الألف واللام لا تدخُل على "غير" وأنها لا تتعَرّف باللام ولا بالإضَافة (1)، فإنْ ثبت في الرّواية دخُول الألِف واللام عليها فيكُون النّحويون محجُوجين بها، وإلا فيُتَأوّل على أنّ الألِف واللام فيه زائدتان؛ ولذلك أضَاف إليه "مُعَلّم".

الحدِيث الثّانِي:

[384]

: عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحارِثِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي أُرْسِلُ الْكِلابَ الْمُعَلَّمَةَ، فَيُمْسِكْنَ عَلَيَّ، وَأَذْكُرُ اسْمَ اللَّهَ؟ فَقَالَ:"إذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ"[قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلْنَ؟ قَالَ: "وَإِنْ قَتَلْنَ، مَا لَمْ يَشْرَكهَا كلْبٌ لَيْسَ مِنْهَا"](2). قُلْتُ له: فَإِنِّي أرْمي بِالمعْرَاضِ الصَّيْدَ فأُصِيبُ؟ فَقَالَ: "إذَا رَمَيْتَ بِالمعْرَاضِ فَخَزَقَ فَكُلْهُ، وَإِنْ أَصَابَهُ بِعَرْضِهِ فَلا تَأْكُلْهُ"(3).

وَحَدِيثُ الشَّعْبِى عَنْ عَدِيٍّ نَحْوُهُ، وَفِيهِ:"إلَّا أنْ يَأْكلَ الْكَلْبُ، فَإِنْ أَكَلَ فَلا تَاْكُلْ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ إنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ. وَإِنْ خَالَطَهَا كِلابٌ مِنْ غيرِهَا: فَلا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى غَيْرِهِ".

وَفِيهِ: "إذَا أَرْسلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ فَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَإِنْ أَمْسَكَ عَلَيْكَ فَأَدْرَكْتَهُ حَيًّا فَاذْبَحْهُ، وَإِنْ أَدْرَكْتَهُ قَدْ قتَلَ وَلَمْ يَأْكلْ مِنْهُ فكُلْهُ، فَإِنَّ أَخْذَ الْكَلْبِ ذَكَاتُهُ".

وَفَيهِ أيْضًا: "إذَا رَمَيْتَ بِسَهْمِكَ فَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ".

وَفِيهِ: " [وَإِنْ](4) غَابَ عَنْكَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ -وَفِي رِوَايَةٍ: الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلاثَةَ-

(1) انظر: إرشاد الساري (7/ 6)، عقود الزبرجد (2/ 374)، شرح التسهيل (3/ 227)، التبيين عن مذاهب النحويين (ص 416 وما بعدها)، مغني اللبيب (ص 209، 210)، شرح التصريح (1/ 556).

(2)

متآكل بالأصل. والمثبت من "العُمدة"(ص 263).

(3)

رواه البخاري (5476) في الذبائح والصيد، ومسلم (1929) في الصيد والذبائح.

(4)

بالنسخ: "فإن". والمثبت من "العُمدة".

ص: 455

فَلَمْ تَجِدْ فِيهِ إلَّا أثَرَ سَهْمِكَ فكلْ إنْ شِئْتَ، فَإِنْ وَجَدْتَهُ غَرِيقًا فِي الْمَاءِ فَلا تَأْكُلْ، فَإِنَّكَ لا تَدْرِي الْمَاءُ قَتَلَهُ، [أَو](1) سَهْمُكَ؟ " (2).

قوله: "عَن همّام بن الحارث": الألِف واللام في "الحارث" للَمْح الصّفَة. (3) وأقسَامُ الألِف واللام تقَدّمَت في الحديث الخامس مِن أوّل الكتاب. والتقديرُ هنا: "رُوي عن همّام بن الحارث أنّه رَوَى عن عَدي بن حَاتم أنّه قَالَ". فـ"أنّه" الأولى في محلّ رَفْع، والثّانية في محلّ نَصْب.

و"قُلتُ" معمُولُ "قَالَ".

وجملة "أرْسِل" في محلّ خَبر "إنّ". وجملة "فيُمسِكن" معطُوفة على "أُرْسِل". وجملة "وأذْكُر اسم الله" في محلّ الحَال مِن فَاعِل "أُرْسِل"، أي:"أُرسِل وأنا أذْكُر الله".

قوله: "فقَالَ": أي: "رَسُول الله صلى الله عليه وسلم""إذا أرْسَلت": "إذا" العَامِلُ فيها فِعْلها أو جوابها كما تقَدّم قريبًا، وهي معمُولَة للقَول. و"كَلْبَك" مفعُولُ "أرْسَلت"، و"المعَلّم" صِفَته.

وجملة "وذَكَرت اسمَ الله" في محلّ الحَال مِن فَاعِل "أرْسَلت"، و"قَد" مَعه مُقَدّرَة، أي:"أرْسَلت وقَد ذَكَرْت". ويحتمل أن تكُون معطُوفة على ما قبلها.

وجوابُ "إذا": "فكُل". و "مَا" موصُولة بمَعنى "الذي"، صِلَتها "أمْسَك"، والعَائدُ ضَمير مفعُول محذُوف، أي:"مَا أمْسَكَه". و"عَليْك" يتعَلَّق بـ"أمْسَك"، والصِّلة والموصُول في محلّ نَصْب بـ"كُل".

(1) بالنسخ: "أم". والمثبت من "العُمدة"، وعليه الشرح.

(2)

رواه البخاري (5475) في الذبائح والصيد، ومسلم (1929) في الصيد والذبائح.

(3)

انظر: الجنى الداني (ص 196)، شرح ابن عقيل (1/ 184).

ص: 456

قوله: "وإن قتلن؟ ": جَوابُ شَرْط محذُوف يدُلُّ عَليه مَا قبله، أي:" [أَوَئِن] (1) قَتَلن تَأمُرني بأَكْلِه؟ "(2).

"قَالَ" صلى الله عليه وسلم: "وإنْ قَتَلن، ما لم يَشْرَكَها كَلْبٌ ليس مِنْهَا": "النّون " في "قَتَلن" فَاعِلُ "قتل". وجَوابُ "إنْ" محذوف، أي:"وإنْ قَتَلن فكُل". و"مَا" هُنا شَرْطيّة ظَرفيّة، أي:"كُلْ إن قَتَلن كُلّ وَقتٍ لم يَشْرَكها فيه كَلب". وجملة "ليس منها" في محلّ صِفَة لـ"كَلب"، واسمُ "ليس" ضمير "الكَلب"، و"منها" يتعَلّق بالاستقرار المقَدّر خَبرًا.

قوله: "قُلتُ له: فإنّي أرْمي بالمعراض": جملة "أرْمِي" في محلّ خَبر "إنّ".

و"المعراض" بكسر "الميم" وسكون "العَين" المهملة وبـ"الضّاد" المعجَمَة: خَشَبة في رأسها كالزُّجّ، يُلقيها الفَارِس على الصّيد، [فرُبما](3) أصَابته الحديدة فقتلته وأرَاقَت دَمَه؛ فهذا يجُوز أكْله، كالسيف والرّمْح، ورُبما أصَابته الخشبة [فترُضّه] (4). وقيل: هو عُود محَدّد كالرُّمْح ليس فيه حَديد، فإنْ أصَاب بذلك المحَدّد أُكِل، وإن أصَاب بالعَرْض لم تُؤْكَل؛ لأنّه وَقيذ. (5)

قوله: "إذا رَميت بالمعراض": أي: "رَميت الصّيد بالمعراض"، فـ"الباء" باء الآلة، " [فخَزَق] (6) " معطُوفٌ على "رَميت"، وهو بـ"الزّاي".

(1) بالنسخ: "أو إن". وفي "إرشاد الساري": "وإن".

(2)

انظر: إرشاد الساري (8/ 258).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "بعرضه".

(5)

انظر: المعونة على مذهب عالم المدينة للثعلبي (1/ 681)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 73).

وراجع: التوضيح لشرح الجامع الصحيح (26/ 330)، إرشاد الساري (8/ 257)، تاج العروس (18/ 414).

(6)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 457

قوله: "فكُلْه": جَوَابُ "إذا".

و"إنْ أصَابه" شَرْط، وجَوَابُه:"فَلا تَاْكله".

قوله: "وحَديثُ الشَّعبي عَن عَدِيّ نحوه": يتعَلّق حَرْفُ الجر بـ"حَديث"، والخبرُ:"نحوه".

قوله: "وفيه": أي: "وزَادَ [فيه] (1) "، أي: "بعْد قوله: إذا أرْسَلْت كَلبَك المعَلّم فكُلْ

إلى قوله: إلّا أنْ يأكُل منه". فيتعَلّق حَرْف الجر بـ"زَاد" المقَدَّر.

قوله: "إلا أنْ يأكُل منه": "أنْ" هُنا في محلّ مفعُول له، أي:"إلّا لأَجْل أنْ يَأكُل منه فَلا تَأكُل منه". ومثله: "نَشَدتُك بالله إلّا فَعَلْتَ كَذا"، أي:"إلا للفِعْل"(2).

ويحتمل أنْ يكُون استثناء مُنقَطعًا؛ لأنّ ما بعد "إلّا" أكْل الكَلْب، وليس هُو مِن جنس أَكْل الإنسَان؛ لأنّ المراد بأكْل الإنسان تملّكه وحَوزه، لا نفس الأَكْل، بخلافِ مَا يقَع مِن الكَلب؛ فهُو مِن غير [الجنس](3).

ويحتمل الاتصَال، أي:"كُلْ إلّا أنْ يَأكُل"، بقَطْع النّظر عن اختلافِ الأكْلَين.

قوله: "إلا أنْ يأكُل الكَلب": مفهُومه: "فلا يأكُل"، وإنما أكّد المفهُومَ بالمنطُوق.

قوله: "فإنّي أخَاف أنْ يكُون إنما أمْسَك على نفسه": أي: "لا على مَن أرْسَلَه"؛ فـ"أنْ يكُون" مفعُول "أخَاف"، أي:"إني أخَاف أنْ يكُون أمْسَك على نفسه"، إنْ قُلنا:

(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

انظر: البحر المحيط (6/ 218)، (7/ 548)، إرشاد الساري (10/ 16)، عقود الزبرجد (2/ 438)، شرح التسهيل (2/ 274)، شرح المفصل (2/ 80)، الهمع (2/ 499).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 458

"كَان" لها مَصْدَر، وهو المختَار عند ابن مالك (1)، وإنْ قُلنا: لا مَصْدَر لها كَان التقدير: "فإنّي أخَاف إمْسَاكه". (2)

قوله: "فإنْ أكل فَلَا تَأكُل": "لا" نَاهية، و"الفَاءُ" جَوَابُ الشّرط.

قوله: "وإنْ خَالَطها كِلاب مِن غيرها": حَرْفُ الجر يتعَلّق بصِفَة لـ"كِلَاب".

قوله: "فإنما سَمّيت على كَلبك": "الفَاء" في قوله "فإنما" فيها معنى السّببية، أي:"لا تأكُل بسَبب عدم تسميتك على غير كَلبك"، وأكّد ذلك بقوله:"ولم تُسَم على غَيره"، وهَذا لا مفهُومَ له؛ لأنّه لو سَمّى على كَلب غيره لم ينتفع بذلك. (3)

قوله: "وفيه: [ق 224] إذا أرْسَلت كَلبك [المكَلّب] (4) ": أي: "وفي هَذا الحديث مِن رواية همام بن الحارث، عن عَدِيّ

".

قوله: "إذا أرْسَلت كلبَك [المكَلّب] (5) فاذْكُر اسم الله": تقَدّم نظيره في الإعراب. والمراد: "إذا أرَدْت أنْ تُرسِل"، أو "إذا شَرَعت في الإرسَال". والجمْلَة بعد

(1) انظر: شرح التسهيل (1/ 339).

(2)

راجع: الكتاب (4/ 376 وما بعدها)، شرح التصريح (2/ 309)، شرح التصريف للثمانيني (ص 440)، شرح المفصل (5/ 280، 292، 435)، اللباب في عِلَل البناء والإعراب (2/ 295، 361، 367 وما بعدها)، الشافية في علمي التصريف والخط (ص 89)، المقتضب (1/ 96 وما بعدها، 115، 152 وما بعدها)، سر صناعة الإعراب (1/ 158)، أسرار العربية (ص 59)، شرح ابن عقيل (4/ 218)، الأصول لابن السرّاج (3/ 296 وما بعدها)، التعليقة على كتاب سيبويه (5/ 81)، حاشية الصبّان (1/ 52)، تهذيب اللغة (11/ 301، 302)، تاج العروس (1/ 292 وما بعدها)، دُستور العُلماء (1/ 82)، فتح المتعال (ص 231 وما بعدها)، المخصّص (4/ 424 وما بعدها)، اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب (ص 127).

(3)

انظر: إرشاد الساري (8/ 264).

(4)

بالنسخ: "المعلم". والتصويب من المتن.

(5)

بالنسخ: "المعلم". والتصويب من المتن.

ص: 459

"وَفيه"[محلّها رَفْع](1) بالابتِدَاء على الحكَاية، والخبرُ في المجرور. وكذا ما يأتي بعد من قوله:"وفيه أيضًا: إذا رَمَيْت بسَهْمِك".

قوله: "فاذكُر اسم الله": الاسمُ هُنا مقصُود لَفظُه ومَعْناه، أي:"قُل: باسم الله"، ويكُون "اسم"[صِلَة](2)، والمراد:"فاذكُر الله". (3)

قوله: "فإن أمْسَك عَليك، فأدْرَكتَه حيًّا، فاذْبَحه": جملة "فأدْرَكتَه" معطُوفة على "أمْسَك"، و"حَيًّا" منصُوبٌ على الحَال مِن ضَمير المفْعُول في "أدْرَكته"، أي:"ذا حَيَاة". وجَوَابُ الشّرْط: "فاذْبَحْه".

قوله: "وإن أدْرَكته قد قَتَل": مثل الذي قَبْله. ومفعُولُ "قتل" محذُوفٌ، أي:"قَد قتلَه"، والجملة في محلّ الحال، مفعُول "أدْرَكْته".

وجملة "ولم يأكُل منه" معطُوفَة على "قتل"، أو في محلّ الحَال مِن فَاعِل "أدْرَكته"، أي:"أدْرَكْته وهُو لم يأكُل منه"[ثُم](4) حُذف المبتدأ، وقد تقَدّم مثله.

ومنه في الحديث: "صَلّى بنَا النّبي صلى الله عليه وسلم مُشْتَمِلٌ بإزَارٍ"(5)، أي:"وهُو مُشتَمِلٌ". (6)

(1) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "محل رفع".

(2)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "مباح".

(3)

انظر: تفسير الرازي (31/ 126)، اللباب لابن عادل (20/ 272)، البحر المحيط (10/ 506)، الدر المصون (11/ 55، 56)، فتح الباري (8/ 719)، إرشاد الساري (7/ 416)، مرقاة المفاتيح (1/ 4)، (7/ 2692).

(4)

طمس بالأصل. والمثبت من (ب).

(5)

مُتفقٌ عليه: البخاري (356)، ومسلم (517/ 278)، من حديث عُمَر بن أَبي سَلَمَة، بلفظ:"رَأيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشْتَمِلًا بِهِ فى بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ وَاضِعًا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ".

(6)

انظر: مرقاة المفاتيح (2/ 631)، شواهد التوضيح (ص 193)، عقود الزبرجد =

ص: 460

قوله: "فإنّ أخْذَ الكَلْب ذَكَاتُه": "أخْذ" مَصْدَر مُضَافٌ إلى فَاعِله، ومفعُوله محذُوفٌ، أي:"أخْذ الكَلْب الصَّيدَ". و"ذَكَاتُه" خَبرُ "إنّ".

قوله: "وفيه أيضًا": [أي](1): "في الحديثِ مِن رِوَاية همام".

و"أيضًا": مصدر "آض""يئيض"، إذا "رَجعَ". وأصْلُ "آض":"أيض"، تحرّكت "الياء" وانفَتَح مَا قبْلها؛ فقُلبت ألِفًا. (2) والدّليلُ على أنّ أصله "أيض": ظهُورها في المصْدَر وفي المستَقْبل.

قوله: "إذا رَميت بسَهْمك فاذْكُر اسم الله": تقَدّم أنّ هَذه الجملة محكيّة، محلّها رَفع بالابتداء، والخبرُ في قوله:"وفيه".

ومثله في الإعراب والتقدير: قوله: "وفيه: وإنْ غَاب عَنْك يومًا أو يومين". و"يومًا" نصب على الظّرْف، وكذلك "يَوْمَين"؛ لأنّ ظَرْفَ الزّمَان هو:"اسمُ الزّمَان، أو [عَدَده] (3)، أو مَا قَام مَقَامه، أو مَا أُضِيف إليه"(4). والتقديرُ: "وإنْ غَاب عَنْك زَمَن يَوم أو زَمَن يَومَين".

قوله: "وفي رواية: اليَوْمَين والثلاثَة": وجَوَابُ الشّرط: "فكُلْ إنْ شِئْت".

قوله: "فلم تجِد فيه إلا أثَر سَهْمِك": معطُوفٌ على "غَاب". و"تجِد" هنا بمعنى "تُصِب". و"أثر" تقَدّم في الحادي عشر من "فسْخ الحجّ إلى العُمرة". وجَوابُ "إن شئت "يدُلُّ عليه جَواب "أنْ" الأولى، وهو:"فكُلْ".

= (1/ 434).

(1)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

انظر: إرشاد الساري (10/ 234)، الصّحاح للجوهري (3/ 1065)، النهاية لابن الأثير (1/ 53)، المصباح المنير للفيومي (1/ 33)، شرح التصريف (ص 286).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

انظر: تفسير ابن عرفة (1/ 85)، الآجرومية (ص 18).

ص: 461

قوله: "فإن وَجَدته غَريقًا": أي: "وَجَدت الصّيد غَريقًا". و"غريقًا" حَال؛ لأنّ "وَجَدَ" بمَعنى "أصَاب". و "في الماء" يتعَلّق بـ"غَريق"؛ لأنّه [اسم](1) فَاعل من الأمثلة الخمْسَة (2). وجَوَابُ الشّرط: "فلا تأكُل".

قوله: "فإنك لا تدْري الماء قتله أو سَهْمك؟ ": في الكَلام حَذفُ "همزة" الاستفهام، وليست "الهمزة" للتسوية؛ لوقوع الجملة الاسمية بعدها (3)، وقَد تقَدّم ذلك محرّرًا في الحديث الأوّل من "باب المرور".

الحدِيث الثّالِث:

[385]

: عَنْ سَالِم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، [عَنْ أَبِيه] (4) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا -إلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أوْ مَاشِيَةٍ- فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُل يَوْمٍ قِيرَاطَانِ"(5).

قَالَ سَالِمٌ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: "أوْ كَلْبَ حَرْثٍ"، وَكَانَ صَاحِبَ حَرْثٍ (6).

قوله: "سمعتُ رسُولَ الله": تقَدّم ذِكْر "سَمع" في أوّل حَديثٍ من الكتاب، وهي هُنا مُتعَلّقة بالذّوات؛ فتكُون جملة "يقُول" في محلّ حَال مِن "رَسُول الله"، وقَال

(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

أي: أمثلة المبالغة والتكثير أو صيغها.

وانظر: توضيح المقاصد والمسالك (2/ 853)، شرح المفصل (3/ 277)، حاشية الأشموني (2/ 448).

(3)

انظر: شرح الأشموني (2/ 372)، شرح الشذور للجوجري (2/ 805)، شرح التصريح (2/ 168)، الصبان (3/ 150).

(4)

سقط من النسخ. والمثبت من "العمدة"(ص 265).

(5)

رواه البخاري (5481) في الذبائح والصيد، ومسلم (1574)(51) في المساقاة.

(6)

رواه مسلم (1574)(54) في المساقاة.

ص: 462

الفَارسيّ: في محلّ مفعُول ثَان لـ"سَمِع". (1)

قوله: "إلا كَلْب صَيد": "إلّا" صِفَة بمَعنى "غير"، أي:"غير كلب صَيد".

وقيَّد ابنُ الحاجِب مجيئها صِفَة بأنْ تكُون تَابعَة لجَمْع [مَنكُور](2) غير محصُور، كقَوله تعالى:{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22]، وكذلك هي هُنا؛ لأنّ قوله "كَلبًا" أرَاد به جنْس الكِلَاب. ولم يلتزم غيره هَذا التقييد. (3)

فإنْ قيل: كيف يَصحّ أن تكُون "إلّا" صِفَة وهي حَرْف، وإن كانت بمعنى "غير"، [والحرفُ](4) لا يُوصَف ولا يُوصَف به، والواقعُ بعد قوله "إلّا":"الله" هو اسمُ عَلَم، والعَلَم يُوصَف ولا يُوصَف به؟

فالجوَابُ: أنّ شَرْطَ الصِّفَة أنْ تكُون اسمًا؛ لأنها مِن خَوّاص الأسْماء، وأن يكون في ذلك الاسم عُموم، ومعنى فعل، وكُلّ واحدة من هَاتين الكَلمتين على [انفِرادِها](5) عَار مِن هَذَا الشّرْط، فإذَا اجتَمَعَا أدّى "زيد" معنى الاسمية وأدّت

(1) انظر: البحر المحيط (3/ 472، 473)، (7/ 446، 447)، (8/ 163)، عُمْدة القَاري (1/ 23)، إرشاد السّاري (8/ 188)، (9/ 401)، (10/ 15)، الإعلام لابن الملقن (1/ 165، 166)، شواهد التوضيح (ص 182)، شَرْح التسهيل (2/ 84).

(2)

في (ب): "مذكور".

(3)

انظر: البحر المحيط (8/ 194، 195)، (9/ 368)، إرشاد الساري (8/ 261)، إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث (ص 141)، الكتاب (2/ 331)، الكافية في علم النحو لابن الحاجب (ص 26)، اللباب في علل البناء والإعراب (1/ 312)، الجنى الداني (ص 518)، شرح المفصل (1/ 56)، (2/ 72 وما بعدها)، شرح التسهيل (2/ 298)، مغني اللبيب (ص 99، 101)، الأصول لابن السراج (1/ 285)، شرح الأشموني (1/ 514 وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (1/ 122)، همع الهوامع (2/ 268، 269).

(4)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(5)

كذا بالنسخ. وفي "إرشاد الساري": "انفرادهما".

ص: 463

"إلّا" مَعنى المغَايَرَة؛ فقَامَا مَقَام الصِّفَة بمجموعهما، بخلاف انفرادهما. ألا تَرَى أنّك تقُول:"دَخَلتُ إلى رَجُل في الدّار"؛ فيكُون الحرْفُ مع الاسم في مَوْضِع الصِّفة لـ"رَجُل"، وكُلّ واحِدٍ منهما على انفِرَادِه لا يجُوزُ أنْ يكُون صِفَة. (1)

قوله: "فإنّه ينْقص كُلّ يَوم": "كُلّ" ظَرْفُ زَمان مُقدّرَة بـ"في". و"قيراطان" مفعُول لم يُسَمّ فَاعِله لـ"ينْقص". فإنْ رُوي "ينقص" ببنَائِه على الفَاعِل كَان "قيراطان" فَاعِلًا. (2)

قوله: "قَالَ سَالم: وكَان أبو هُريرة": جملة "كَان" معمُولَة للقَول. وجملة "يقُول" خَبر "كَان". وجملة "أو كلْب حَرْث" معمُولَة للقَوْل. والمعنى: "إلّا كَلب صَيْد أو مَاشِية أو حَرْث".

قوله: "وكَان": اسمُ "كَان": "ضَميرُ أبي هُرَيرة"، و"صَاحِب حَرْث" خبرها.

قَالَ الشّيخ تقيّ الدِّين في قَوله: "وكَانَ صَاحِبَ حَرْث": محمُولٌ على أنّه أراد ذِكْر سَبب العِنَاية بهذا الحُكْم حتّى عرف منه مَا جَهِل غيره، والمحتَاجُ إلى الشيء أكثرُ اهتمامًا بمعرفة حُكمه من غيره. (3)

(1) انظر: إرشاد الساري (8/ 261)، الجنى الداني (ص 518).

(2)

راجع: إرشاد الساري (8/ 261).

(3)

انظر: إحكام الأحكام (2/ 289).

ص: 464

[الحدِيث الرّابع](1):

[386]

: عَنْ رَافِع بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النّبي صلى الله عليه وسلم بِذِي الْحُلَيْفَةِ مِنْ تِهَامَةَ، فَأَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ، فَأَصَابُوا إبلًا وَغَنَمًا، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُخْرَيَاتِ الْقَوْمِ، فَعَجِلُوا وَذَبَحُوا وَنَصَبُوا الْقُدُورَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَسَمَ، فَعَدَلَ عَشَرَةً مِنْ الْغَنَمِ بِبَعِيرٍ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ، فَطَلبُوهُ فأَعْيَاهُمْ، وَكَانَ فِي الْقَوْمِ خَيْلٌ يَسِيرَةٌ، فأَهْوَى رَجُلٌ مِنْهُمْ بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ اللَّهُ. فَقَالَ:"إنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَما غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولُ اللَّهِ، إنَّا لاقُوا الْعَدُوِّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدىً، أَفنذْبَحُ بِالْقَصَبِ؟ قَالَ:"مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فكُلُوهُ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفْرَ، وَسَأُحَدِّثُكُم عَنْ ذَلِكَ، أَّمَّا السِّنُّ: فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفْرُ: فَمُدَى الْحَبَشَةِ"(2).

قَالَ الشّيخُ تقيّ الدّين: "نَدّ" بمعنى "شرد". و"الأوَابِد" جمع "آبدة"، وقد "تأبّدت" أي "نفرت وتوحّشت من الإنس". يُقَال:"أبَدَت" -بفتح "البَاء" المخفّفة- " [تَأبُد] (3) " -بضَمّ "الباء" وكسرها- "أُبُودًا". ويُقَال: "جَاء فُلانٌ بآبدة"، أي:"بكَلمة غريبة" أو "خَصْلة للنفوس نَفْرَة عنها". [والكَلمة](4) لازِمَة، إلّا أن تجعل "فاعِلة" بمعنى "مفعولة". (5)

يريد -والله أعلم- أنّ "أبد" من الأفعال اللازِمَة؛ لأنّه لا يبنى منه اسم مفعول، إلا أن تجعل "آبدة" -في قوله:"والأوابد"، جمع "آبدة"- بمعنى "مفعُولة"، أي بمَعنى "مأبُودة"؛ فتكون مُتعَدِّية؛ لبناء اسم المفعول من فِعْلها. وعلى هذا يُقَال

(1) بالنسخ: "قوله".

(2)

رواه البخاري (5543) في الذبائح والصيد، ومسلم (1968) في الأضاحي.

(3)

بالنسخ: "وأبد". والمثبت من "إحكام الأحكام".

(4)

بالنسخ: "الكلمة". والمثبت من "إحكام الأحكام".

(5)

انظر: إحكام الأحكام (2/ 290)، الإعلام لابن الملقن (10/ 165، 166).

ص: 465

للناقة: "أبدتها" فهي "مَأبُودَة"(1)، وهذا خِلاف الظّاهر.

قَالَ في "الصّحاح": يُقَال: "أبد" فهُو "آبِدٌ". (2)

قوله: "بذِي الحُلَيفَة": هَذه غير "حُليفة المدينة"، وهي مِن الأسماء المرَكّبة تركيب إضَافة؛ [فيُعْرب](3) الأوّل بوجُوه الإعرَاب، والثّاني مخفُوض على الإضَافة، كـ"أبي هُرَيرة" و"أبي قُحَافَة". (4) وتقَدّم ذلك في الثّاني مِن أوّل الكِتَاب.

قوله: "مِن تهَامَة": "البَاء" في "بذِي الحُليفة" ظَرْفيّة، و"مِن" لبَيَان الجِنْس؛ لأنّها مُقَدّرَة بـ"الذي" أي:"الذي هُو ذُو الحُلَيفَة".

قوله: "فَأصَاب النّاسَ جُوعٌ": معْطُوفٌ على "كُنّا".

[وتقَدّم الكَلامُ على "كُنا"](5) في الحديثِ [السادِس](6) مِن "جَامِع الصّلَاة".

قوله: "وكَان رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في أْخرَيَات": "كَان" واسمها، وخَبرها في المجرور، أي:"كَائِن في أُخْرَيَات".

و"أُخرَيَات"[بمَعنى](7)"آخِرهُم". و"آخِرُ القَوْم": "مَن كَان في

(1) انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة (1/ 51).

(2)

انظر: الصحاح للجوهري (2/ 439)، لسان العرب (3/ 69)، المصباح المنير للفيومي (1/ 1).

(3)

تشبه بالأصل: "فتعرب". والمثبت من (ب).

(4)

انظر: أوضح المسالك (1/ 131، 133)، شرْح الأشموني (1/ 48، 49، 116)، شرح التصريح (1/ 129، 131)، المفصّل (ص 24)، ضياء السالك (1/ 128، 129).

(5)

سقط من النسخ. وقد وضع بهامش الأصل أمام هذا السطر رمز مثل حرف " h".

(6)

بالنسخ: "الخامس". والمثبت الصواب.

(7)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 466

آخِرهِم". (1)

قوله: "فعَجِلوا وذَبَحُوا ونَصَبُوا القُدُور": معطُوفٌ على "أصَاب النّاسَ جُوعٌ". ويحتمل أنْ يكُون التقديرُ: "ونَصَبوا [للقُدور] (2) "، أي:"أثافيها". ويحتمل أنْ يكُون المعنى: "نَصَبُوا القُدور للوقيد تحتها"، وهُو الظّاهِرُ.

قوله: "فأمَرَ النّبي صلى الله عليه وسلم بالقُدور [فأُكفئت] (3) ": التقديرُ: "فأمَر رَجُلًا بكفء القُدور"؛ لأنّ "أَمَرَ" يتعَدَّى إلى مفْعُول به، وإلى الثّاني بـ"الباء"، ويكون الثّاني مَصْدَرًا أو مُقَدّرًا بمَصْدَر، تقُول:"أمَرتُك الخير" و"أمَرتُك بالخير"، وتقول:"أمَرتُك بزَيد"، ولا تقول:"أمَرْتُك زَيدًا"؛ لأنّ التقدير: "أمَرْتُك بإكْرَام زَيد" أو "بضَرْب زَيد"، فيُحْذَف المصْدَر ويُقَام المضَافُ إليه مَقَامه (4)، وكذلك جَاء هُنا؛ فلا يجوز:"فأمَرَ القُدُور" إلا بتقدير مُضَاف، أي:"بكَفْءِ القُدور"، فـ"البَاء" الدّاخِلَة على المصْدَر بعد حَذْفه دَخَلت على القَائِم مَقَامه، وهَذا الذي ظهر لي من التقدير ما وَقَفْتُ عليه، لكن

(1) انظر: فتح الباري (9/ 625)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (18/ 338)، الإعلام لابن الملقن (10/ 164)، الصحاح (2/ 576)، المصباح المنير (1/ 8)، لسان العرب (4/ 13).

(2)

في (ب): "القدور".

(3)

بالنسخ: "فكفئت".

(4)

انظر: البحر المحيط (1/ 293، 294، 403، 456)، (2/ 343)، (6/ 112)، (9/ 438)، اللباب لابن عادل (1/ 449)، إرشاد الساري (1/ 78)، (8/ 275)، عُقود الزبرجَد (2/ 88)، شواهد التوضيح (ص 253)، الكتاب (1/ 37، 38)، الأصول في النحو (1/ 177 وما بعدها)، خزانة الأدب (1/ 339)، (9/ 123)، نتائج الفكر (ص 255، 260)، شرح المفصل (4/ 514 وما بعدها)، أمالي ابن الحاجب (2/ 712 وما بعدها)، شرح الشذور لابن هشام (ص 477)، اللمحة (1/ 325 وما بعدها)، الهمع (3/ 13 وما بعدها)، جامع الدروس العربية (3/ 195 وما بعدها).

ص: 467

وَجَدتُ القَواعد تَسُوق إليه. والله أعلم.

وأمْرُه صلى الله عليه وسلم بكَفْءِ القُدور إمّا لأنّها رُكبت ولم يجعل فيها شيء، وإمّا [أنْ](1) يكُون بعد وَضْع اللحْم فيها؛ فيكون من باب العُقُوبة بالمَال. (2)

قوله: "ثُمّ قَسم فعَدَل": هو بتخفيف "الدّال" أي: "سَوّى"، تقُول:"عَدَلتُ هَذا بهذا" أي: "سَوّيتُ بينهما"، و"عَدلتُ بين الشيئين" كذلك. (3)

و"مِن الغَنَم" يتعَلّق بصِفَة لـ"عَشْرة"، و"مِن" للتبعِيض. و"البَاءُ" في قَوله:"ببَعِير""بَاء" المقَابَلَة.

قوله: "فنَدّ منها بَعير، فطَلبوه، فأَعْيَاهُم": معطُوفات، "الفاء" الأولى للعَطْف مِن غَير تسبيب، والثّانية للعَطْف والتسبيب، والثّالثة للعَطْف على محذُوفٍ، أي:"طَلَبُوه [فَفَاتهم] (4) ". (5)

قوله: "وكَان في القَوم خَيْل يَسيرة": ["في"](6) هُنا مَعناها "مع"، كما جَاءت في قَوله تعالى:{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 29]، أي:"مَع عِبَادي"(7). وحَرْفُ الجر يتعَلّق بخَبر "كَان"، واسمُهَا:"خَيْل"، و"يَسِيرة" صِفَة لَه.

قوله: "فأهْوَى رَجُلٌ مِنْهُم بسَهْم": يتعَلّق "منهم" بصِفَة لـ"رَجُل". و"الله"

(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

انطر: إرشاد الساري للقسطلاني (4/ 284، 285)، الإعلام لابن الملقن (10/ 164، 165).

(3)

انظر: الصّحاح (5/ 1761)، المصباح (2/ 396).

(4)

تظهر بالأصل: "قفاتهم". وفي (ب): "فقاتلهم".

(5)

انظر: إرشاد الساري (8/ 275).

(6)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(7)

انظر: البحر المحيط (10/ 477)، اللمحة (1/ 226)، حروف المعاني والصفات للزجاجي (ص 83).

ص: 468

فَاعِلُ "حَبَسَه". وفَاعِلُ " [فقَالَ] (1) ": "النّبي صلى الله عليه وسلم".

قوله: "إن لهذه البَهَائم أوَابد": اسم "إنّ": "أوَابِد"، والخبرُ مُقَدّم في المجرور، و"البَهَائِم"[صِفَة](2) لاسم الإشَارَة، مجرور بالكَسْرة.

و"أوَابِد" لا ينْصَرف، لأنّه على صِيغَة مُنتَهَى الجمُوع (3).

قوله: "كأَوَابِد الوَحْش": "الكَاف" يجوز أنْ تكون اسمًا صِفَة لـ"أوَابِد"، ويكون ما بعد "الكاف"[مُضَافًا](4) إليه. ويحتمل أنْ تكُون "الكَاف" حَرْف جَر، ومَا بعْدَها مجرورٌ بها، [ويتَعَلّق](5) بصِفَة لـ"أوَابِد"، أي:"إنّ لهَذه البَهَائم أوَابِد كَائِنَة كأوَابِد الوَحْش". وإنّما انصَرَف "أوَابد" الثّاني، لأنّه أُضِيف. (6)

قوله: "فما غَلَبَكُم منها": "مَا" هُنَا شَرْطيّة في محلّ رَفْع على الابتِدَاء، وجوابها:"فاصنَعُوا". والخبرُ يجري فيه الخِلاف الذي تقَدَّم في "مَن" الشّرْطيّة (7)، فقيل: فِعْلُ الشّرْط، وقيل: جَوَابه، وقيل: فيهما. و"مِنْهَا" يتعَلّق بـ"غَلَبكم".

قوله: "هَكَذا": "الهَاء" للتنبيه، و"كَذا" كَلمتان، "الكَاف" بمعنى "مثل" في محلّ مفعُول، و"ذَا" مُضَاف إليه. والثّاني:"الكَاف" نَعتٌ لمصْدَر محذُوف، أي:"فاصْنَعُوا به صُنْعًا كَذَا"، أي:"مِثْل ذَا". (8)

(1) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "قال".

(2)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(3)

انظر: إرشاد الساري (8/ 275).

(4)

بالنسخ: "مضاف".

(5)

غير منقطة بالأصل. في (ب): "وتتعَلّق".

(6)

انظر: إرشاد الساري (8/ 275).

(7)

انظر: إرشاد السّاري (9/ 401)، عقود الزبرجد (1/ 155)، مغني اللبيب (ص 608، 648)، شرح التسهيل (4/ 86)، همع الهوامع (2/ 554، 566)، شمس العلوم (9/ 5930).

(8)

انظر: إرشاد الساري (8/ 276).

ص: 469

قوله: "قَال: قُلتُ: يا رَسُول الله، إنّا لاقوا العَدو غَدًا": أي: "قَالَ رَافِع بن خديج". وجملة "يا رَسُول الله"[و"إنّا](1) لاقوا العَدو غَدًا" في محلّ معْمُول للقَول. وجملة "لاقوا" في محلّ خَبر "إنّ".

وأصْلُ "لاقوا": "لاقيون"، حُذفَت منه "النّون" للإضَافة، فصَار:"لاقيوا"، والعَرَب تعَاف الضّمّة قبلها كَسرة؛ فحَذَفُوا الكسرة، وألْقَوا على "القَاف" ضمّة "اليَاء"؛ فانحَذَفت "الياء" لسكونها وسكون "الواو". (2)

قوله: "غَدًا": ظَرْفُ زَمَان.

قوله: "وليسَت مَعَنا مُدىً": "مُدَىً" مثل "ضُحَىً"، مقصُور (3)، مرفُوعٌ على أنّه اسم "ليس"، والخبرُ في "مَعَنا".

قوله: "أفَنَذْبَح بِالْقَصَبِ؟ ": "الهمزة" للاستفهام، و"الفَاء" عَاطفَة على ما قبل همزة الاستفهام. ومنهُم مَن قَدّر المعطُوفَ عليه بعد الهمزة [ق 225]، [أي] (4):"أتأذَن فنَذْبح بالقَصَب؟ "(5)، وتقَدّم ذِكْر ذلك كثيرًا.

قوله: "قَالَ": أي: "النبي صلى الله عليه وسلم""مَا أنْهَر الدّم""مَا" شَرْطيّة، رُفع بالابتِدَاء. (6)

و"ذُكِر اسمُ الله عليه": فِعلٌ ومفْعُول لم يُسَمّ فَاعِله. و"عَليه" يتعَلّق بـ"ذُكِر".

(1) في (ب): "إنا".

(2)

انظر: المنصف لابن جني (ص 55)، المفتاح في الصرف (ص 55)، شرح القطر (ص 333)، شرح التصريح (2/ 685).

(3)

انظر: إرشاد الساري (8/ 276).

(4)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "في".

(5)

انظر: إرشاد الساري (8/ 276).

(6)

انظر: إرشاد الساري للقسطلاني (4/ 285)، (8/ 276)، الإعلام لابن الملقن (10/ 167).

ص: 470

وجَوَابُ الشّرْط: "فكُلُوه". (1) وتقَدّم الكَلامُ [على "مَا"](2) الشّرْطيّة.

قوله: "ليس السّن والظفر": يجوز النصب والرّفع، والنّصبُ أوْجَه على أنّه خَبر "ليس"، يعني:"ليس [من ذلك] (3) السّنَ". وأمّا الرّفع: فعلى أنّه اسمها، والخبرُ محذُوف، أي:"كذلك". (4)

و"كذلك" يُقَدّر في: "لا يكُون" وفي "حَاشَا" و"عَدَا". (5)

وقَالَ الشّيخُ تاج الدِّين الفَاكهاني: "السّن" منْصُوب بالاستثناء. (6) قُلتُ: وهو خِلافُ ما يجري عليه إعْرَاب المتقَدِّمين.

ومحلّ "ليس السّن" هُنَا حَالٌ مِن ضَمير " [فكُلوه] (7) ". (8)

واعْلَم أنّ "ليس" و"لا يكُونُ" في الاستثناء ضُمّنا مَعنى "إلّا"؛ ولذَلك لَزِم إضمَار اسميهما. فإذا قُلتَ: "قَامَ القَومُ ليس زَيدًا" فالتقدير: "ليس بعضُهم زَيدًا" و"لا يكُون بعضُهم زَيدًا". (9)

(1) انظر: إرشاد الساري (8/ 276).

(2)

طمس بالأصل. وكتب بهامش (ب): "متآكل من الأصل".

(3)

طمس بالأصل. والمثبت من "رياض الأفهام".

(4)

انظر: رياض الأفهام (5/ 455)، إرشاد الساري (4/ 286)، (8/ 276).

(5)

انظر: شرح التسهيل (2/ 311).

(6)

انظر: رياض الأفهام (5/ 455)، إرشاد الساري (4/ 286)، (8/ 276).

(7)

بالنسخ: "فكُلوا".

(8)

انظر: شرح المفصل (2/ 51)، شرح الشذور للجوجري (2/ 474).

(9)

انظر: إرشاد الساري (8/ 276)، شرح التسهيل (2/ 311)، الجنى الداني (ص 495)، شرح المفصل (2/ 50)، اللباب في علل البناء والإعراب (1/ 307)، شرح الشذور للجوجري (2/ 474)، شرح ابن عقيل (2/ 232)، التبيين عن مذاهب النحويين (ص 365).

ص: 471

و"ليس" و"لا يكُون" إنْ وَقَعَا بعْد مَعْرِفَة فمَحَلّهما حَالٌ، وإنْ وَقَعَا بعْد نَكِرَة فمَحَلّهما صِفَة للنكِرة بحَسْب إعْرَاب النكرَة، نحو:"مَا جَاءَني امرَأة ليسَت [هندًا] (1) "، فمَحلّ "ليس" رَفْع صفة و"امرأة"، وكذلك لو قُلت:"ما مَرَرتُ بامرأة ليسَت هندًا"، فمَحَلّها جَر نَعْت لـ"امرأة". (2)

وقيل: لا مَوضِع لهما مِن الإعراب، بل الجمْلَة مُستأنَفَة، وإنما جَاءت الجمْلَة مخصّصة للعُموم الأوّل، كقَولك:"قَام القَومُ، ومَا قَام زَيد"؛ وليس لقَولك: "ومَا قَام زَيد" محلّ؛ لأنّ "الوَاو" للاستئناف. (3)

قوله: "أمّا السّن فعَظْم": تقَدّم الكَلامُ على "أمّا" في السّادِس مِن "الاستطَابة"، وأنّه لا يقَع بعْدَها إلّا الابتِداء (4). والخبرُ في قوله:"فعَظْم"، وهُو جَوَابُ "أمّا". وأمّا قَوله: "وأمّا الطفر

": فمِثْله.

(1) فوقها بالأصل علامة كرقم (4). وفي (ب): "هند".

(2)

انظر: شرح المفصل (2/ 51)، شرح الشذور للجوجري (2/ 474)، النحو الوافي (2/ 359).

(3)

انظر: شرح المفصل (2/ 51)، شرح الشذور للجوجري (2/ 474، 475).

(4)

انظر: الجنى الداني (ص 525).

ص: 472