الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"أوْف بنَذْرك": يُقال: "وفَّى بعَهْده"(1) و [و"أَوْفَى](2)[بمعنى](3). ويُقال: "وفي الشيء"، "وفاء"، أي:"تمّ، وكمل"(4).
قوله: "في المسجد الحرام": تقدّم ذكْر "المسجد"، وأنّ "مفعل" مكان وزمان ومصدر، في الحديث الثالث من "التيمم".
ومنه: "المطلع" و"المغرب" و"المشرق" و"المفرق" و"المجزر" و"المسكن" و"المنبت" و"المنسك" و"المنزل"(5).
الحديث الثاني:
[363]
: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ النَّذْرِ، وَقَالَ:"إنَّه لا يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ"(6).
قوله: "عن عبد اللَّه بن عمر": التقدير: "رُوي عن عبد اللَّه بن عمر أنه رَوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه نهى". فـ "أنه نَهَى" في محلّ مفعول، و"أنه روي عن النبي" في محلّ
(1) بعدها بالأصل كلمتين يبدو أنه ضرب عليهما، وتقرأ:"أي: لزمه".
(2)
غير واضح بالنسخ.
(3)
بالنسخ: "وقي" أو "وقى" أو "وفي".
(4)
انظر: الصحاح (6/ 2526)، إرشاد الساري (4/ 406)، مشارق الأنوار (2/ 292)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 211)، لسان العرب (15/ 398).
(5)
انظر: الجزولية (ص 306، 307)، إصلاح المنطق (ص 95، 162، 163)، اقتطاف الأزاهر (ص 74 وما بعدها)، المفصل (ص 303)، شرح المفصل (4/ 144 وما بعدها)، المفتاح في الصرف (ص 59 وما بعدها)، المزهر في علوم اللغة (2/ 101)، شذا العرف في فن الصرف (ص 71)، الصحاح للجوهري (2/ 484)، لسان العرب (3/ 204)، (8/ 235)، كتاب الأفعال (1/ 17 وما بعدها)، المصباح المنير للفيومي (2/ 700 وما بعدها)، جامع الدروس العربية (1/ 104).
(6)
رواه البخاري (6692) في الأيمان والنذور، ومسلم (1639)(4) في النذر.
رفع لمقدَّرٍ يتعلّق به حرف الجر، و"رُوي عن عبد اللَّه بن عمر" لا محلّ له.
قوله: "نهى عن النذر": أي: "عن عَقد النذر"، أو "التزام النذر".
قوله: "وقال": أي: "النبي صلى الله عليه وسلم".
ومُوجبُ كسر "إنَّ" أنها وقعت بعد القول، وتقدّم ذكْر المواضع التي تُكسر فيها "إنَّ" في الحديث الرابع من أوّل الكتاب.
و"لا" تقدّمت في الحديث الثّاني من "باب الاستطابة".
و"يَأْتِي" من "أَتَى" بمعنى "جاء"، وهو يتعدّى لواحد، بخلاف "آتَى"(1).
و"بخير": قيل: "الباء" سَببية، أي:"لا يأتي بسبب خير في نفس الناذر وطبعه في طلب القُرب والطاعة من غير عوض يحصل له، وإن كان يترتّب عليه خير، وهو فعل الطاعة التي نذرها، لكن سبب ذلك الخير حصول غرضه". [قاله](2) الشّيخ تقيّ الدّين (3).
وفيه نظر؛ لأنّ سياق الحديث قبل وبعد لا يُوافقه.
والذي يظهر: أنّ النذر لا يأتي بحاجة الإنسان التي نَذَر لأجْلها، بل اللَّه قدْ قدَّر وقوعَها وعدم وقوعها سواء نَذَر أو لم ينذر، وهو الذي يُوافقُه سياق الحديث، فـ "الباء" إذن "باء" التعدية، أي:"لا يؤتي خيرًا".
قوله: "وإنما يُستَخْرَجُ به من البخيل": "إنما" تقدّم الكلام [عليها في الحديث الأوّل](4). و"يُسْتَخْرَجُ به من البخيل" بمعنى: "أنه لا يتصدّق إلّا بعوض".
(1) انظر: الصحاح (6/ 2262).
(2)
بالنسخ: "قال".
(3)
انظر: إحكام الأحكام (2/ 267).
(4)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).