الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خبر "إنَّ". وإنْ قدَّرت "الكاف" اسمًا كان ما بعدها مجرورًا بالإضافة.
قوله: "في قيئه": يتعلّق بـ "العائد".
قوله: "وفي لفظ": أي: "ورُوي في لفظ". "فإنّ الذي يعود": الجملة كلها معمولة المحل لـ "رُوى" على الحكاية. وفاعل "يعود" الأوّل يعود على الموصول، وفاعل "يعود" الثّاني يعود على "الكلب". وهذا من تمام التمثيل، لأنّ عادة "الكلب" أنه يأكُل ما يتقيأ.
ويحتمل أن تكون جملة "يعود" في محلّ حال من "الكلب"، ويحتمل أن تكون صفة، ولا يمنع من ذلك التعريف؛ لأنها للجنس، فتكون كهي في قوله تعالى:{كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (1)[الجمعة: 5]، في جَواز الوجهين. وتقدّم إعراب ما بقي من الحديث.
الحديث السابع:
[284]
: عَنِ النُّعْمانِ بْنِ بَشِيرِ قَالَ: تَصَدَّقَ عَلَيَّ أَبِي بِبَعْضِ مَالِهِ، فَقَالَتْ أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَانْطَلق أبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليُشْهِدَه عَلَى صَدَقَتِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم:"أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ؟ " قَالَ: لا. قَالَ: "اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا فِي أَوْلادِكُمْ". فَرَجَعَ أبِي، فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ (2).
وَفي لَفْظٍ: قال: "فَلا تُشْهِدونِي إذن؛ فَإِنِّي لا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ"(3).
وَفي لَفْظٍ: "فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي"(4).
قوله: "تصدق عليَّ أبي ببعض": فاعل "تصدّق": "أبي"، وعلامة الرفع ضمة
(1) بالنسخ: "كالحمار".
(2)
رواه البخاري (2587) في الهبة، ومسلم (1623)(13) في الهبات.
(3)
رواه مسلم (1623)(14) في الهبات.
(4)
رواه مسلم (1623)(17) في الهبات.
مقدّرة، لأنه مما أضافه المتكلّم إلى نفسه.
وحرفا الجر يتعلّقان بـ "تصدق". والياءان في "عليّ" و"أبي" مجرورتان، إحداهما بحرف الجر، والأخرى بالإضافة.
قوله: "فقالت أمي عمرة بنت رواحة": "بنت" صفة لـ "عَمْرَة". و"عمرة" بدل من "أمي"، أو عطف بيان. و"أمي" فاعل "قالت".
وجملة "لا أرضى حتى تُشهد" معمولة للقول. و"حتى" حرف غاية ونصب (1)، لأنها مقدّرة بـ "إلى أن"، والفعل معها مستقبل.
وجملة "فانطَلَق" معطوفة على "قالت". و"اللام" في قولها: "ليُشهده" لام "كي"، والفعل معها منصوب بإضمار "أنْ"، ويجوز إظهارها (2).
وهنا محذوف، أي:"فجاءه فأخبره، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أفعلت؟ "، هذه الجملة محكية بالقول.
و"الباء" في قوله: "بولدك" بمعنى "اللام"، أي:"لولدك"، والتقدير:"أفعلت مثل هذا؟ فحذف المضاف، وأقام المضَاف إليه مقامه. وأكّد بـ "كُل"؛ لأنّ "الولد" يقع على الواحد وأكثر منه، فلما أراد جملة أولاده أكّد بـ "كُل".
و"كُل" من ألفاظ التأكيد، وتقدّم الكلام عليها في أوّل حديث من أوّل الكتاب.
قوله: "قال: اتقوا اللَّه": الفاعل ضمير يعود على "النبي صلى الله عليه وسلم". وأصل "اتقوا": "اتقيوا"، لأنّه من "وقى، يقي"، أبدلت "الواو" تاء، وأدغمت في "التاء" (3). والمراد:
(1) انظر: همع الهوامع (2/ 381).
(2)
انظر: كتاب اللامات (ص 66)، الهمع للسيوطي (2/ 402)، وجامع الدروس العربية (2/ 174).
(3)
انظر: الصحاح (6/ 2527).
"اتقوا ما كرهه اللَّه".
قوله: "واعدلوا في أولادكم": التقدير: "واعدلوا في القسم بين أولادكم".
قوله: "فرجع أبي": أي: "إلينا". وجملة "فَرَدَّ" معطوفة على "رجع". و"تلك" مفعول بـ "رَدَّ". و"الصّدقة" صفة لـ "تلك"، أي:"ردَّها إلى ملكه، ونزعها مِنِّي".
قوله: "وفي لفظ: فلا تُشْهدني إذن": هذا في جواب قوله: "أَفَعلت هذا بولدك كلهم؟ قال الرجل: لا. قال النبي: فلا تُشهدني إذن". فـ "إذن" حرف جواب. واختُلف: هل هي بسيطة أو مركّبة؟
وقد تتمحّض للجواب، بدليل أنه يُقال:"أحبُّك"، فتقول:"إذن أظنُّك صادقًا". وقال سيبويه: معناها الجواب والجزاء في كُلّ موضع (1). وقال الفارسي: في الأكثر (2).
ولما كان الكلام هنا متضمنًا معنى الشرط حَسُن الجواب بـ "إِذَن"، والتقدير من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد قوله:"لا": "إنْ لم تفعل فلا تشهدني إذن". فـ "إذن" وإن تأخرت فهي متقدّمة في المعنى، أي:"فإذن لا تشهدني".
قال مكي: لا يجوز كتابة "إذن" عند الحذّاق إلّا بـ "النون"؛ لأنها مثل "لن". وأجاز الفرّاء كتابتها بـ "الألف"(3).
قالوا: الأكثر في مجيء "إذن" جوابًا أن يتقدّمها "لو" أو "أن"، حتى تكون جوابًا لهما.
ويصح أن يكون التقدير: "لو فعلت شهدت إذن"(4).
(1) انظر: الكتاب (3/ 12 - 13).
(2)
انظر: مغني اللبيب (ص/ 27)، والجنى الداني (ص 363، 364).
(3)
انظر: الجنى الداني (ص 366).
(4)
انظر: شرح التصريح (2/ 367)، وشرح المفصل لابن يعيش (5/ 126)، وجامع =