الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: "فهو أبْعَد لك منها": "أبعَد" أفعل التفضيل، و"منها" يتعلّق به، وهي لابتداء الغاية، وقيل: للتبعيض. وتقدّم الكلام مرارًا على "أفعَل" في الأوّل من "الصّلاة".
[الحديث الثاني]
(1):
[321]
: عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا رَمَى امْرَأَتَهُ، وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم فتَلاعَنَا، كَمَا قَالَ اللَّه عز وجل، ثُمَّ قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْمَرْأَةِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ (2).
قوله: "رمى امرأته": أي: "بالزنا"، فـ "رمى" بمعنى "قذَفها"، [والجملة](3) خبر "أنّ". وجملة "وانتفى" معطوفة عليها، و"من ولدها" يتعلّق بـ "انتفى"، ويُروى:"وَانْتَفَلَ"(4) بالفاء واللام، قال أبو عمر:"المعنى واحد"(5).
قوله: "في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم": يتعلق بـ "انتفى"، أو يكون خبر مبتدأ محذوف، أي:"وذلك في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
فإن قلت: ما فائدة ذكر الزمن الذي وقع ذلك فيه، مع أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرهما أن يتلاعنا، وقضى بالولد للمرأة؟
قلت: لعلّه أراد الراوي تذكير أهْل زمانه بما كان في زمانه صلى الله عليه وسلم.
قوله: "فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم فتلاعنا": فيه محذوف تقديرهما: "فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم
(1) بموضعها بالأصل: "قوله". وسوف يتغير على أساسه ترقيم الأحاديث بكتاب اللعان.
(2)
رواه البخاري (5315) في الطلاق، ومسلم (1494) في اللعان.
(3)
غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "الجملة".
(4)
رواه الإمام مالك في الموطأ (2/ 567)، بكتاب الطلاق، باب ما جاء في اللعان.
(5)
انظر: التمهيد لابن عبد البر (15/ 13).
[بالتلاعن](1) فتلاعنا".
قوله: "كما قال اللَّه عز وجل": "الكاف" في محل الحال، كما تقدّم على مذهب سيبويه، وعلى مذهب الفارسي محلّها نصب، نعت لمصدر محذوف، أي:"تلاعنا تلاعُنًا مثل ما".
و"ما" يحتمل أن تكون موصولة، ويكون العائد عليها محذوفًا، أي:"قاله النبي صلى الله عليه وسلم". ويحتمل أن تكون مصدرية، فيكون التقدير كقوله تعالى:[{كَمَا آمَنَ النَّاسُ}](2)[البقرة: 13](3).
قوله: "ثم قضى" أي: "النبي صلى الله عليه وسلم".
والمجروران في "بالولد" و"للمرأة" يتعلّقان بـ "قضى"، ثم قال:"وفرَّق بين المتلاعنين". لو قال: "وفرَّق بينهما" لصحَّ، ولكن كان يُوهم أنّ التفرقة بين المرأة وولدها. والعاملُ في "بين":"فرَّق"، وتقدّم في الثالث من "باب السواك".
(1) غير واضحة بالأصل. وسقط من (ب).
(2)
لم تكتب الآية الكريمة بالنسخ، واستدللنا عليها من كلام المصنف في نفس المسألة في الثاني من التيمم. وانظر: البحر المحيط (1/ 110).
(3)
انظر: البحر المحيط (1/ 110، 555)، مغني اللبيب (ص 399، 400).