الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و"الباء" في "به" باءُ الآلة.
الحديث الثالث:
[364]
: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَمْشِيَ إلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ حَافِيَةً، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَسْتَفْتِيَ لَهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفْتَيْتُهُ، فَقَالَ:"لِتَمْشِ وَلْتَرْكَبْ"(1).
قوله: "إلى بيت اللَّه الحرام": يتعلّق بـ "تمشي"، و"تمشي" مع "أنْ" في محلّ مفعول "نَذَرَتْ".
و"إلى" لانتهاء الغَاية، وتقدّمت في الحديث الثّاني من "باب الوتر".
و"بيت" جمعه: "بُيُوت" بضم "الباء" وكسرها، و"أبيات" و"أبابيت". وتصغيره:"بُيَيْت" و"بِيَيْت" بضم "الباء" وكسرها.
قال في "الصّحاح": والعامّة تقول: "بُوَيْت"، وكذلك تصغير "شيخ" بالضّم والكسر، و"شيء" مثله، وأشباهها (2).
وهذه الإضافة إضافة تشريف؛ لأنّ البيوت كلها للَّه بالملك.
و"الحرام" صفة لـ "بيت"، يُقال:"حرام" أي: "محرّم في الأزَل، وفي سائر الملك". ويقال: "رجُل حَرَام"، أي:"مُحْرِم". و"الحُرم" بضم "الحاء": "الإحرام"(3).
وفي الحديث: "كنتُ أُطَيَّبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لِحِلَّه وحُرْمه"(4).
وجمع "حرام": "حُرُم"، مثل "قَذَال" و"قُذُل"، والحرام ضد الحلال، وكذلك
(1) رواه البخاري (1866) في جزاء الصيد، ومسلم (1644) في النذر.
(2)
انظر: الصحاح (1/ 244).
(3)
انظر: الصحاح (5/ 1895)، لسان العرب (12/ 120، 123).
(4)
صحيح: على شرط الشيخين. انظر: مسند الإمام أحمد بتعليق الأرنؤوط، (6/ 186)، حديث رقم (25564).
"الحِرْم" بكسر "الحاء"، وقُرِئ:"وحِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ"(1). (2)
قوله: "حافيةً": منصوب على الحال من فاعل "تمشي".
وجملة "فأمرتني" معطوفة على "نَذَرَتْ"، ولا يجوز أن يكون معطوفا على "تمشي"؛ لأنّ التقدير يصير:"نَذَرَتْ أنْ تَأْمرني"، وهذا عند من يقول باشتراك المعطوف والمعطوف عليه في عامل واحد.
وأما مَن يقول: إنّ المعطوف إذا لم يصلح أن يكون متعلقًا بعامل المعطوف عليه قُدِّرَ له عاملٌ له حتى يتضح معنى المسألة (3)، على قولهم فيكون التقدير:"فنذرتْ أنْ تمشي، ورَأَتْ أنْ تأمرني".
قوله: " [أن] (4) أستفتيَ" أيْ: "بأن أستفتي"، وحذف "الباء" هنا قوي؛ لأن الفعل من الأفعال التي تتعدى بالباء تارة وبنفسها تارة، ومحل "أنْ" مع الفعل إمَّا جرٌّ أو نصبٌ على الخلاف المتقدّم بين سيبويه والخليل (5).
قوله: "أستفتي": يقال: "استفتيتُ الفقيه في مسألة" و"أفتاني"، والاسم:"الفُتْيَا" و"الفَتْوَى"، و ["تَفَاتَوْا](6) إلى الفقيه"، . . . . . .
(1) سورة [الأنبياء: 95]. وقد قرأ الجمهور: "وَحَرَامٌ"، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وطلحة والأعمش وأبو حنيفة وأبو عمرو في رواية:"وَحِرْمٌ" بكسر الحاء وسكون الراء. وقرأ عكرمة: "وَحرِمٌ" بكسر الراء والتنوين. انظر: البحر المحيط (7/ 465)، تفسير القرطبي (11/ 340)، والهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر (3/ 95، 60).
(2)
انظر: الصحاح (5/ 1895).
(3)
انظر: النحو الوافي (3/ 655، 656).
(4)
بالنسخ: "وأن".
(5)
انظر: شرح التصريح (1/ 469)، وشرح الكافية الشافية (2/ 634).
(6)
بالأصل: "تفاوتوا".