الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويحتمل أن يُريد الانقطاع، أي:"لكن الإذخر ما حُكمه؟ فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا"؛ فيكون "الإذخر" مبتدأ، و"ما" استفهام، وما بعده خبره، والجملة خبر "الإذخر". والرّواية النصب على الاستثناء (1).
الحديث السادس:
[340]
: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ اسْتَشَارَ النَّاسَ فى إمْلاصِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: شَهِدْت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَضَى فِيهِ بِغُرَّةٍ، عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ. فَقَالَ:[لتأتيني](2) بِمَنْ يَشْهَدُ مَعَك، فَشَهِدَ مَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ (3).
إمْلاصُ الْمَرْأَةِ: أَنْ تُلْقيَ جنينَها مَيْتًا (4).
قوله: "أنه استشار": في محلّ المفعول الذي لم يُسمّ فاعله.
قوله: "في إملاص": يتعلّق بـ "استشار".
وهو مصدر "أمْلَص، يَمْلَص". قال في "الصحاح": " [انملص] (5) الشيء": "أفْلَت"، وتُدغَم "النون" في "الميم"، و"أمْلَصَت المرأة بولدها" أي "أسْقَطَت"،
(1) راجع: فتح الباري لابن حجر العسقلاني (4/ 49)، إرشاد الساري (3/ 307، 309)، (10/ 51)، مرقاة المفاتيح لملا علي القاري (5/ 1864).
(2)
كذا بالأصل. وفي نُسَخ "العُمدة": "لتأتينّ". وفي "صحيح البخاري": "ائت"، وفي "صحيح مُسلم":"ائتني". ولم يذكرها الشيخ ابن فرحون بالشرح.
(3)
رواه البخاري (7317) في الاعتصام، ومسلم (1689) في القسامة.
(4)
انظر: النهاية لابن الأثير (4/ 356).
(5)
بالنسخ: "أملص". والمثبت من "الصحاح"(3/ 1057). ومع هذا فـ "أملص" صواب أيضًا؛ لأنّ المصادر لا تفرّق كثيرًا بين: "انملص" و"أَمْلَصَ" و"امَّلَصَ" و"تملَّص" و"مَلَّص" و"مَلِصَ" و"مَلَص". وانظر: إرشاد الساري (10/ 69)، مشارق الأنوار (1/ 380)، النهاية لابن الأثير (4/ 356)، العين (7/ 131)، والقاموس المحيط (ص 632)، ولسان العرب (7/ 94).
و"التملّص": التخلّص" (1). وهو هُنا مُضافٌ إلى الفَاعل.
قوله: "فقال المغيرة" بن شعبة "شهدتُ النبي صلى الله عليه وسلم" المعنى: "حضرتُ النبي". وجاء "شهد" بمعنى "الحضور"، وبمعنى "التحمّل للشهادة"(2).
قوله: "فقضى فيه": حرفُ الجر يتعلّق بـ "قضى". والضميرُ يعود على "الإملاص"، وهو الجنين.
قوله: "بغُرة عبد": قال في "الصّحاح": عبّر النبي صلى الله عليه وسلم عن الجسم كُلّه بـ "الغُرّة"، وأصله:"بياضٌ في جَبهة الفَرَس فوق الدّرهَم". يُقال: "فرَسٌ أغَر". و"الأغَر" أيضًا: "الأبيض"(3).
إذا ثبت ذلك: فقوله: "بغُرةٍ عبدٍ" بالجر فيهما، والتنوين فيهما، على البدل بدَل كُل من كُل ونكرة من نكرة. ورُوي:"بغُرّةِ عَبْدٍ"(4) على الإضَافة. والأولى أوْجَه؛ لأنّ الرّواية الثانية يلزم منها إضافة الشيء إلى نفسه، وذلك قليلٌ مُؤوّل (5).
و"الغُرة" عند المالكية مُقدّرة بعُشْر دِية الأُم، وكذلك جَنين الأمَة من سيّدها المسْلم (6).
(1) انظر: الصحاح (3/ 1057).
(2)
انظر: البحر المحيط (9/ 365)، إرشاد الساري (7/ 24)، الصحاح (2/ 494).
(3)
انظر: الصحاح (2/ 767، 768).
(4)
كذا هو بهذا الضبط عند أبي داود (4579)، والنسائي في الكبرى (6992).
(5)
انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (5/ 489)، رياض الأفهام (5/ 166)، إرشاد الساري (8/ 399)، (10/ 69).
(6)
انظر: رياض الأفهام (5/ 168 وما بعدها)، المدونة (2/ 139)، (4/ 633)، الكافي لابن عبد البر (2/ 1123)، والبيان والتحصيل لابن رشد (16/ 33)، والتاج والإكليل (8/ 333).