الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَجْعه".
و"الذي" وصِلته صفة لـ "سَجْعه".
الحديث الثامن:
[342]
: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَجُلًا عَضَّ يَدَ رَجُلِ، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ فِيهِ، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتاهُ، فَاخْتَصَمُوا إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَعَضُّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ كَما يَعَضُّ الْفَحْلُ، لَا دِيَةَ لَك"(1).
جملة "عضّ" في محلّ خبر "أن". و"أن" مفتوحة لمتعلّق حرف الجر. و"يد" مفعول "عضّ". وجملة "نزع" معطوفة على جملة "عض". و"من فيه" يتعلّق بـ "نزع"، وكذلك جملة "فوقعت" وما بعدها.
قوله: "من فيه": الضّمير يعود على "العاضّ". وحرف الجر يتعلّق بـ "نزع". وعلامة الجر في المجرور "الياء"؛ لأنه من الأسماء الستة، وتقدّم الكلام عليه في الحديث الثاني من [. . .](2) من "الأذان".
قوله: "وقعت ثنيتاه": [. . .](3) في الفعل [. . .](4) الفاعل [. . .](5)، ويجوز انتقالها.
قوله: "فاختصموا": جمع [الضّمير في محلّ مخاصم](6) جماعة يخاصمون معه،
(1) رواه البخاري (6892) في الديات، ومسلم (1673) في القسامة.
(2)
كشط بالأصل بقدر أربع كلمات تقريبًا.
(3)
كشط بالأصل بقدر أربع كلمات تقريبًا.
(4)
كشط بالأصل بقدر ثلاث كلمات.
(5)
كشط بالأصل بقدر أربع كلمات تقريبًا.
(6)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). والمعنى أنه جمع الضّمير في الفعل مع أنّ المخاصم واحد، فكأنّه أتي بجماعة يخاصمون معه.
أو لأنّ ضَمير [الجمع](1)[. . .](2)، كقوله تعالى:{إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ} [ص: 22](3).
قوله: "إلى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم": [يتعلّق](4) بـ "اختصموا". وتعدّى بـ "إلى"، وإن كان "اختصم" لا يتعدّى بـ "إلى"؛ لأنّه ملْمُوح فيه معنى "تحاكَمُوا".
قوله: "فقال": يعني: "النبي صلى الله عليه وسلم". "يعض أحدكم أخاه": حذف "همزة" الاستفهام، والأصل:"أيعض أحدكم؟ " على طريق الإنكار. وحُذفت، كما حذفت من قوله تعالى:{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} [الشعراء: 22]، [التقدير] (5):"أوتلك نعمة"، ومثل هذا كثير. (6)
و"أحدكم": [الفاعل](7)، و"أخاه" المفعول. ولو جَعَل الأوّل المفعول جاز، حتى يُقال:"أيعضّ أحدكم أخوه؟ ". أمّا لو قدّم الثاني وأخّر الأوّل لم يجز؛ لأنّ الضّمير لا يعُود على ما بعده لفظًا ورُتبة؛ إذ المفعول رُتبته التأخير.
فلو قُلت: "أيعضّ أخوه أحدكم" لم يجز؛ لما قدّمناه، إلّا على لُغة ضعيفة.
والفاعل والمفعول ينقسمان بالنّظر إلى التقديم والتأخير ثلاثة أقسام: -
قسم يجب فيه تقديم الفاعل. وقسم يجوز فيه الأمرَان.
فيجب تقديم الفاعل إذا كان ضميرًا مُتصلًا، نحو:"ضَربتُ زيدًا".
(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(2)
كشط بالأصل بقدر ثلاث كلمات.
(3)
انظر: الكتاب لسيبويه (2/ 48)، (3/ 622).
(4)
كشط بالأصل بقدر ثلاث كلمات، منها:"عليه وسلم".
(5)
غير واضحة بالأصل.
(6)
انظر: الجنى الداني (ص 34)، توضيح المقاصد (2/ 1004).
(7)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
وإذا كان المفعول بعد "إلّا" أو معناها، نحو:"ما ضرب عمرو إلّا زيدًا"، ومعناها:"إنما ضرب عمرو زيدًا".
وإذا كان الفاعل مُضافًا إليه المصدَر المقدّر بـ "أنْ" والفعل، نحو:"يُعجبني ضرب زيد عمرا".
وإذا لم يكن في الكلام إعراب مُبيّن ولا لفظ مبيّن ولا معنى مبيّن ولا تابع مبيّن نحو: "ضرب موسى عيسى". واللفظ المبين، نحو:"ضَرَبَت موسى سلمى". والمعنى المبين، نحو:"أكل الكمثرى موسى". والتابع المبيّن، نحو:"ضرب موسى الكريمَ -بالنصب- عيسى العاقلُ -بالرفع".
ففي هذه المواضع يجب تقديم الفاعل.
ويجب تأخيره إذا كان المفعول ضميرًا متصلًا، والفاعل اسمًا ظاهرًا، نحو:"أكرمني زيد".
وإذا كان الفاعل بعد "إلّا"، نحو:"ما ضرب زيدًا إلا عمرو". أو معناها، نحو:"إنما ضرب زيدًا عمرو".
وإذا كان في الفاعل ضَمير يعود على المفعول، نحو:"ضَرَب زيدًا غُلامُه".
وإذا كان المفعول مضافًا إليه المصدَر المقدّر بـ "أن" والفعل، نحو:"يعجبني ضرب الثوب القصارُ".
وإذا كان المفعول مضافًا إليه اسم الفاعل، نحو:"هذا ضارب زيد أبوه".
وما عدا ذلك: يجوز فيه الأمران. (1)
إذا ثبت ذلك: ففي الكلام حذف مُضاف، أي:"أيعض أحدكم يد أخيه"،
(1) انظر: الأصول لابن السراج (2/ 238)، شرح ابن عقيل (2/ 96 وما بعدها)، شرح قطر الندى (ص 184 وما بعدها)، أمالي ابن الحاجب (2/ 534)، توضيح المقاصد والمسالك (2/ 595)، الخصائص (1/ 295).