الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و"درع المرأة" يجمع على: ["أَدْرَاع"](1)(2).
قيل: إنّما رهنه عند يهودي ليُبَيِّنَ الجوَاز. وقيل: لأنّ أصحَاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبلون الرّهن منه، ولو أعطَوه دَينًا ما أخَذوه منه، فكَره ذلك صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثَّاني:
[278]
: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، فَإِذَا أُتْبعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ"(3).
قوله: "مطلُ الغنى ظلم": جملة اسمية من مبتدأ وخبر، في محلّ مفعول القول، و"قال" في محلّ خبر "أنَّ"، و"أن" فُتحت؛ لأنها معمولة لما تعلّق به حرف الجر (4). (5)
و"مطل": مصدر مُضاف إِلَى الفاعل (6)، وهو:"غنيّ".
و"غنيّ": "فعيل"(7)، أصله:"غَنِيْي"، [اجتمعت الياءان](8) وسَبَقت إحداهما بالسّكون؛ فأدغمت.
وأصلُ "المطل" في اللغة: "المدّ"، تقول:"مطلتُ الحديدة" إِذَا "ضربتها
(1) بالنسخ: "أدرع"، والصّواب المثبت بالرجوع إلى المصادر.
(2)
انظر: الصحاح (3/ 1206)، لسان العرب (8/ 82).
(3)
رواه البخاري (2287) في الحوالة، ومسلم (1564) في المساقاة.
(4)
انظر: شرح الأشمونى (1/ 299)، همع الهوامع (1/ 500).
(5)
كتب بهامش الأصل: "صح أصل". وهذا الكلام هو نهاية لصفحة كانت قد سقطت كتابتها بالأصل، فكتبها آخر بصفحة مُفردة بعرض الورقة وبخط مغاير من نُسخة أخرى، وبداية هذه الصفحة قوله:"حال كونه مداينة" قبل بداية الحديث الخامس.
(6)
انظر: الأصول في النحو (1/ 137)، توضيح المقاصد (2/ 847).
(7)
انظر: شرح المفصل لابن يعيش (3/ 448).
(8)
بالنسخ: "اجتمع اليان".
ومدَدتها". فمعنى "مطله بحقّه": "مدّه في الأجل" (1).
و"أُتْبع": فعل ماض لما لم يُسمَّ فاعله، و"أحدُكم" المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله. و"على مليء":"المليء" بالهمزة: "الثقة الغنىّ"، وقد "مَلُؤ" فهو "مليء":"بَيِّن الملاء" و"الملاءة". قال ابنُ الأثير: وقد أولع النّاس فيه بترك الهمز وتشديد "الياء"(2).
قوله: "فإذا أُتْبع أحدُكم": "إِذَا" ظرف لما يَسْتَقْبِل من الزمان (3). وجوابها: "فليتبع"، وتقدّم الكلام عليها في الحديث الثّاني من الأوّل، وتقدّم الكلام على "أحدكم" فيه أيضًا.
قوله: "فليتبع": "اللام" لام الأمر، و"يَتْبَع" مجزوم بها. قال ابن الأثير: قال الخطّابي: أصحابُ الحديث يروونه: ["اتُّبع"](4)(5).
قال الشيخ تقيّ الدّين: "إِذَا أُتْبِع" مضموم "الهمزة"، ساكن "التاء"، مكسور "الباء"، "فَلْيَتْبَعْ" مفتوح "الياء"، ساكن "التاء"، مفتوح "الباء" الموحدة، مأخوذ من قولهم:"أَتْبَعْتُ فلانًا"، إِذَا "جعلتُه تابعًا". والمراد ههنا:[تبعيته](6) في طلب الحقّ بالحوالة (7).
قلت: وعلى هذا يكون الصّواب سكون التاءين في الفعلين وتخفيفهما.
(1) انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 427).
(2)
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 352).
(3)
انظر: اللمحة (1/ 446).
(4)
بالنسخ: "فليتبع". والصواب المثبت من المصادر.
(5)
انظر: معالم السنن (3/ 65)، والنهاية لابن الأثير (1/ 179).
(6)
بالنسخ: "تبعية". والمثبت من المصدر.
(7)
انظر: إحكام الأحكام (2/ 145).