الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَاب الأضَاحِي
الحدِيث الأَوّل
[387]
: عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكِ، قَالَ:"ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقَرْنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى، وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا"(1).
قالوا: "الأمْلَح": "الأغْبَر، الذي فيه سَوَادٌ وبَيَاض". (2)
وفاعِلُ "قَالَ": "أنَس". و"بكَبْشَين": يتعَلّق بـ"ضَحّى". و"أمْلَحَين" و"أقْرَنين" صِفَات، وجملةُ "ذَبَحَهُما بيَده" في محلّ صِفَة أيضًا.
قوله: "الأضَاحي": هو جمعُ "أُضْحِيّة" بضَمّ "الهمزة" وكسرها، وتشديد "اليَاء" فيهما. ويُقَال:"ضَحيّة" بفَتح "الضّاد" وكسر "الحاء" وتشديد "اليَاء". وجمعها: "أضَاحيّ" و"أضْحى". (3)
قَالَ في "الصّحاح": عن الأصْمعي في "الأضحية" أربَع لُغَات: "أُضْحِيّة" و"إضْحِيّة" و"ضَحِيّة" -على وَزْن " فَعيلَة"- و"أضْحَاة"، والجمعُ:"أضْحىً"، كما يُقَال:"أرْطَاة وأرطَى". (4)
قوله: "وسَمّى وكَبّر ووَضَع": أي: "وقد سَمّى وكَبّر"؛ فتكون الجملة في محلّ الحَال من فَاعِل "ذَبَحَهُما". ويحتمل أنْ تكُون "الواو" عاطِفَة.
وجمع "صفاحهما" وإنْ كَان وَضعُه صلى الله عليه وسلم رِجْله إنما كَان على صفحتيهما، إمّا باعتبار أنّ الصّفحتين من كُل واحد في الحقيقة موضوع عليهما القَدَم؛ لأنَّ
(1) رواه البخاري (1712) في الحج، ومسلم (1966) في الأضاحي.
(2)
انظر: عُمدة الأحكام (ص 266).
(3)
انظر: مَشَارق الأنوَار على صحَاح الآثَار (2/ 56)، المصباح المنير (2/ 359).
(4)
انظر: الصّحاح (6/ 2407).
[إحديهما](1) مما يَلي الأخْرَى، والأخْرَى مما يَلي الرِّجْل. (2)
ويحتمل أنْ يكُون من باب: "قَطَعتُ رُؤوس الكَبْشَين"، وقوله تعالى:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38]. (3) ومنه:
وَمَهْمَهَينِ فَدْفَدَيْن مَرْتَيْنْ
…
ظَهْرَاهُمَا مِثْلُ ظُهُورِ التّرْسَيْن (4)
فجَمَع بين اللّغَتين؛ فقَالَ: "ظَهْرَاهما"، وقَالَ:"مِثلُ ظُهُور".
و"المهْمَة""الفَلَاة". و"الفَدْفَد": "البَعِيدة". و"المَرْت": "الفَلاة" أيضًا. و"الوَاو" في "ومَهْمَهَين": وَاو "رُبّ". (5)
(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(2)
انظر: إرشاد السّاري (8/ 305)، مرعاة المفاتيح (5/ 74).
(3)
انظر: إرشاد السّاري (8/ 305)، (9/ 458)، مرعاة المفاتيح (5/ 74)، الأصول في النحو (2/ 343)، (3/ 34)، شرح المفصل (3/ 212).
(4)
البيتُ من السريع، وتوهّم البعض أنه من الرجز. ويُنسَب لخطام المجاشعي، شاعر إسلامي، وهو الصّحيح. وقيل: لهميان بن قحافة.
انظر: الكتاب (2/ 48)، (3/ 622)، شواهد التوضيح (ص 116)، إيضاح شواهد الإيضاح (2/ 575 وما بعدها)، البيان والتبيين للجاحظ (1/ 144)، شرح المفصل (3/ 120، 211)، خزانة الأدب (2/ 313)، (7/ 548، 549)، المعجم المفصّل (12/ 218).
(5)
انظر: شواهد التوضيح (ص 116، 255، 256)، عقود الزبرجد (1/ 455)، (3/ 272)، الكتاب (2/ 48)، (3/ 621، 622)، أمالي ابن الشجري (1/ 16)، (2/ 496)، إيضاح شواهد الإيضاح (2/ 575 وما بعدها)، شرح المفصل (3/ 210، 211، 212)، شرح التسهيل (1/ 106 وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (4/ 1787 وما بعدها)، شرح الأشموني (2/ 335)، خزانة الأدب (2/ 313، 318)، (4/ 302)، (7/ 544، 548، 549)، لسان العرب (2/ 89)، (11/ 275).