الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[وهذا ما بآخر الكتاب]
(1)
وجد بخط المؤلف ما صُورته:
يقول كاتبه العبد الفقير إلى الله تعالى، عبد الله بن محمد بن فرحون اليعمري، عفا الله عنه بكرمه: إنّ مما حقّق عندي قبول هذا العَمل وشَرح صَدري له حتى قلت: قد كمل، أنْ وفّق الله لي عند تمامه ووقت إرسال زمامه اجتماعي بالشّيخين الإمامين العالمين العاملين العلّامتين، شمس الدّين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي، عُرف بابن جابر الأندلسي، وشهاب الدين أبي جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرّعيني الأندلسي، وهما قد خلصا في هذا العِلم وغيره إلى النّهاية الكُبرى، [وبرزا](2) في سائر العلوم الغاية القصوى، فساقهما سعدهما وسَعْدي لمجاوَرة الرسُول صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم، فاغتنمت قدومهما بما اشتملا عليه من نصيحة المتعلّمين، وبذل الجهد في إفادة الطالبين؛ فقرأ الفقيه العالم الفاضل المتقن تاج الدّين عبد الواحد بن الشيخ عمر المرحوم [الخراز](3) كتابي هذا عليهما، وأنا حاضر، قراءة خلصت بها من تشكيكات كانت في الخاطر، حتى صفا شرابه للوارد والصّادر، وتهذبت منه الأفعال والمصادر، أدام الله بقاءهما للمسلمين، ونفعهما [بمجاورة](4) هذا النبي الكريم، إنه سميع قريب مجيب، وقد [ندبهما](5) رضي الله عنهما ما ذكرته من مشاركتهما وسماعهما إلى أنْ كتبنا على الكتاب ما تحقّق قولي فيهما وعنهما، فلينظر ذلك تلو هذا، أسعدهما الله وغفر لهما، ولمن دعا لي ولهما، بلغ الله كِلاهما في الدّارين مُراده، وجعلنا من أهل السّعادة بمُحمد وآله.
وكان ذلك بتاريخ مستهل شهر جمادى الأخرى من شهور سنة ست وستين وسبعمائة.
(1) من (ب).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(4)
بالنسخ: "لمجاوة".
(5)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
صورة ما كتب الشيخان المشار إليهما أعلاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله.
الحمد لله الذي جعل العلم عُدّة تُنال به مراتب الجلالة، وعُمدة تزال بها معايب الجهالة، وأشْهَد بفضله أدلّة قاطعة، وأوجَد من أهله أهِلّة ساطعة، وأنار من كواكبه نجومًا للهُداة المقتدين، وأدار من ثواقبه رجوما للغُواة المعتدين، فهُم البحور اللاقطة لنثار جواهر الكلام، والبدور الحافظة من العثار في دياجر الظّلام، كَشَفوا معاني الشّريعة فوقفوا لديها، وعرفوا مباني الحقيقة فعَكَفوا عليها، شغفوا بتسهيل الفوائد وتقريب معانيها، وصُرفوا لتحصيل الفرائد وتهذيب مبانيها، [فحَلّوا](1) عرائسها لأبصار الأفهام، وجنوا نفائسها كالأزهار من الأكمام، وتمتعوا بأبكارها [في](2) أستار الألفاظ، وتطلعوا لأسرارها بالأفكار لا بالألحاظ، بمجالستهم تُجنى طُرَف الحدائق، ومباحثهم تُدني تحف الحقائق.
نحمده أنْ شرّفنا بالتعلّق بأهدَابهم، ولا نجحَده أنْ صرّفنا [بالتخلّق](3) بآدابهم، ونمجّده تمجيد من قيّدته شوارد الإحسان، ونوحّده توحيد مَن شيّدت له قواعد الإيمان، ونُصلي على سيدنا محمد الذي أعجَز بالبيان، وبهر باللسان، وقهر بالسنان، وصدَع بالقرآن، وقطع بالبرهان، حتى أصبحت ملته رفيعة الأنصار، [وجلته متبعة](4) الأمصار، صلى الله عليه وعلى آله، الذين هُم لباب أصله الطيب، وعباب وبله الصيب، وعلى آله وأصحابه الذين جهدوا وما هجدوا، وسَجدوا إلى أن وجدوا.
أمّا بعد: فإنّ الله لما جعل محمدًا خاتم أنبيائه، وآخر المبلغين لأنبائه، أقام لحماية سنته هُداة علماء، وأدام لرعاية أمته حماة عُظماء؛ فلحظوها بعيون الإسناد، وحفظوها من فنون الإنشاد، فما صنّف أهل ملّة أكثر مما صنّفوه، ولا تصرّف غيرهم [في](5) العُلوم أحسَن مما صرفوه، ففي كل زمان تنشأ عنهم تصانيف، [
…
] (6) تصاريف، وما زال ذلك فيهم والعلم [يجازف](7) أن يقبض، ونظام الدنيا [
…
] (8). وقد وفقنا في مجاورتنا بالمدينة الشريفة سنة ست وستين وسبعمائة على ما [
…
ـه] (9)، [وبصدق](10) هذه البشارة، وذلك أنّه كان مِن مِنَن الله علينا ومِنَحه الواصِلة إلينا أنْ [التقينا](11) بها الشّيخ العالم العلامة
(1) غير واضحة بالأصل، ولعلها:"جلوا". والمثبت من (ب).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(4)
كذا بالنسخ.
(5)
غير واضحة بالأصل.
(6)
غير واضح ومتآكل بالأصل بقدر خمس كلمات.
(7)
غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "محارب".
(8)
تآكل بالأصل بقدر ثلاث كلمات تقريبًا.
(9)
تآكل بالأصل بقدر كلمتين.
(10)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(11)
تآكل بالأصل بقدر كلمة. ولعله صواب.
الأوحَد جامع الفنون ومُستنبط العيون ومستخرج الجواهر الثمينة [ومستحق](1) في وقته أن يُقال له: عالم المدينة، قاهر البدع [ناصر](2) الشّرع المتبع، ناظم السّنة، والقائم في حمايتها قيام الجُنّة، البائع من الله نفسه، والبائع [لل
…
] (3) الحق يومه وأمسه، فما هو عن إقامة السنة بنائم، ولا تأخُذه في الحق لَومة لائم، المنفق في مجاورة الرسول صلى الله عليه وسلم عمره، والملازم لحضرته الشريفة فلم يفارقها إلا لحج أو عمرة، فهو الوافي بما للمجاورة من حسن الطريق، والمستوجب لاسم الجار على التحقيق، جامع أشتات الفضائل، والرافع حجاب الإشكال عن وجوه المسائل، مفتي المالكية ومدرسها بالمدينة الشريفة، القاضي بدر الدين أبا محمد عبد الله بن الشيخ الإمام العلامة الأوحد [شيخ](4) الناسكين وقُدوة السالكين مُدرّس المالكية ومفتيها بالمدينة الشريفة شمس الدين أبي عبد الله محمد بن فرحون اليعمري، لا زالت السّنة منصُورة بسببه، ولا برح العلم كلمة باقية في عقبه. فلما أجزل الله المنة بلقائه، وهبّت لنا نفحات العلم من تلقائه، جعلنا نقتبس من فوائده، ونلتمس من فرائده، ونسأل عما تجدّد من تصانيفه المفيدة وتواليفه المجيدة، فوجدناه قد صنّف كتابا في إعراب عمدة الحديث للحافظ عبد الغني المقدسي، سماه بـ"العدة في إعراب العمدة"، جاء فيه بفنون من الإعراب وعيون من الإغراب، [رضيت](5) فيه العربية عن فكره، وذكر فيه من نوادر المسائل ما يستديم طيب ذكره، وقد قرئ هذا الكتاب بين يديه، ونحن حاضرون لديه، نستجلي عرائسه، ونستهدي نفائسه، ونشنف أسماعنا منه، بلفظ يستميل كل سامع، ومعنى للفوائد جامع؛ فألفيناه قد أجاد فيه غاية الإجادة، وأكثر من إفاضة الإفادة، فكان أجمع للنفايس من البحر الزاخر، يقول مَن نظر فيه:"كم ترك الأول للآخر؟ ! "، فما سُبق إلى سلوك هذه الطريقة، ولا حقق غيره إعراب هذا الكتاب على الحقيقة، فله في ذلك القدح المعلى، والطريقة المثلى.
ولقد سمعناه من أوّله إلى آخره، وخيل المباحثة في ميدانه جائلة، وألسنة الأفكار عن غوامضه سائلة، فما عثرنا فيه على ما تتوقّف عنه الأفكار، ولا بصرنا بمثله فيما رأته البصائر والأبصار، فلقد وفّى فيه أصول الإعراب، وتتبّع فصول الإغراب، ومهد قواعد ينتفع بها المبتدي والمنتهي، وشيّد فيه مباني من العلم لا تنتقض ولا تهي؛ فحقيق على كُلّ طالب للإفادة راغب في مواقع الإجادة أن يجعل هذا الكتاب نصب عينه وذهنه، ويتخذه شغل فؤاده وحلية أذنه، فإنّ فوائده عديدة، وطريقته في الإعراب سَديدة.
ولما جمعنا بين طرفي هذا الكتاب الذي أغرَب في طريقه، وأعزب في العِلم عن تحقيقه؛ علمنا أنّ الله جَعل من كرم هذه الملة تتابُع علمائها الجلّة، وتحققنا أنّ رواية هذا الكتاب عن مُصنفه غنيمة لا تُضَاع، وذخيرة تُشترى ولا تُباع؛ فسألناه أن [
…
] (6) في روايته، فأجاب لذلك، وأذِن لنا رضي الله عنه
(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(2)
تآكل بالأصل بقدر كلمة، ولعله صواب.
(3)
تآكل بالأصل بقدر كلمة.
(4)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(5)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(6)
تآكل بالأصل بقدر كلمة تقريبًا، ولعلها:"أن يأذن لنا"، أو "يجيزنا".
في روايته [
…
] (1) لنا جميع مروياته على الشرط المعتبر، [شرعًا عند أهل](2) [
…
] (3)، يفيض [بتتابع](4) تلك العلوم فيفيد، ويجيب في [
…
] (5) في بنيه كما تتابعت فيه بعد أبيه.
وصح سماع [
…
] (6)، سنة ست وستين وسبعمائة.
وقال هذا المتكلّم: هذا مما كتب أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني عن نفسه، وعن صاحبه الشيخ [شمس](7) الدّين [أبي عبد](8) الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، ورضي الله عن أصحابه [أجمعين](9). [هـ. انتهى الكتاب.
كتبه محمد أحمد فتح الله على نفقة دار الكتب المصرية من النسخة المحفوظة بها الموضوعة تحت رقم (395) حديث. وكان الفراغ منه يوم الخميس سادس شهر شعبان سنة 1355 هجرية موافق 22 أكتوبر سنة 1936 ميلادية.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم] (10).
(1) تآكل بالأصل بقدر ست كلمات تقريبا.
(2)
غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "ولكم عند أها".
(3)
تآكل بالأصل بقدر سبع كلمات تقريبًا.
(4)
غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "سامع".
(5)
تآكل بالأصل بقدر ثمان كلمات تقريبًا.
(6)
تآكل بالأصل بقدر عشر كلمات تقريبًا.
(7)
تآكل بالأصل.
(8)
طمس بالأصل. وسقط من (ب).
(9)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(10)
من (ب).