الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الرّابع:
[347]
: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَنَادَاهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي زَنَيْتُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فتَنَحَّى تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي زَنَيْت، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، حَتَّى ثَنَّى ذَلِكَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ. فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ، دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَبِكَ جُنُونٌ؟ ". قَالَ: لا. قَالَ: "فَهَلْ أُحْصِنْت؟ ". قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ".
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّه سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كُنْت فِيمَنْ رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ بِالْمُصَلَّيْ، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الحجَارَةُ هَرَبَ، فَأَدْرَكْنَاهُ بِالْحَرَّةِ، فَرَجَمْنَاهُ" (1).
الرَّجُلُ هو: ماعزُ بنُ مالِكِ. ورَوَى قِصَّتَهُ جابرُ بن سَمُرة وعَبْدُ اللَّهِ بنُ عَباسٍ وأَبو سعيدِ الخُدْرِيُّ وبُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ الأَسْلَمِيُّ.
قوله: "عن أبي هريرة: أنه أتى رجل من المسلمين": التقدير: "روي عن أبي هريرة أنه قال: أتى. . . "، فيتعلق حرف الجر بـ "روي"، و"أن" مفعوله الذي لم يسم فاعله، و"قال" في محلّ الخبر، و"أتى" معمول القول، و"رجل" فاعل "أتى"، و"من المسلمين" يتعلّق بصفة له. وجملة:"وهو في المسجد" حال من "رسول اللَّه". وجملة "فنَادَاه" معطوفة على "أتى"، [وفاعل "نادى" هو "الرجل"، (2)، وضمير المفعول يعود على "النبي صلى الله عليه وسلم".
وجملة "إني زنيت" معمولة [للقول](3).
قوله: "حتى ثنّى ذلك عليه أربع مرّات": "ثنّى عليه" أي "ردّد عليه". و"أربع"
(1) رواه البخاري (6815)(5825) في الحدود، ومسلم (1691)(16) في الحدود.
(2)
غير واضحة بالأصل. وسقط من (ب).
(3)
كشط بالأصل. وسقط من (ب).
منصوب على المصدر؛ لأنه عَدَد المصدَر.
وجواب "لمّا ": "دَعَاه"، والتقدير:"دعاه، فقال له: أبك جنون؟ "، "الهمزة" للاستفهام، و"جنون" مبتدأ، والمجرور متعلق بالخبر، والمسوّغ للابتداء بالنكرة تقدّم الخبر في الظرف و"همزة" الاستفهام.
قوله: "قال: لا": حرف رد [وجواب](1)، وهو ضد "نعم" و"بلى". والأصل في مثل هذا:"لا ليس بي جنون".
قوله: "فهل أحصنت": "هل" حرف استفهام، تقدّمت في الخامس من "الصيام"، وفي السّابع من "الصيام" أيضًا. و"أحصنت" معناه:"تزوّجت".
و"نعم" تقدّمت في الحديث الرّابع من "الجنابة".
قوله: "فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اذهبوا به فارجموه": "الباء" باء التعدية، وتحتمل الحال (2)، أي:"اذهبوا مُصاحبين له".
قوله: "قال ابنُ شهاب: فاخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، سمع جابر": يعني: "أنّه سمع"(3). و"أخبر" هنا متعدّ إلى ضميره التصل به، وسدّت "أن" مسد الثّاني أو الثّاني والثّالث؛ فلا بد من تقديرها. و"ابن عبد اللَّه" صفة لـ "جابر" منصوبان.
وتقدّم أنّ "سمع" إن تعلّقت بالذوات -كما جاءت هنا- تعدّت إلى مفعولين، الثّاني فعل مضارع من الأفعَال الصّوتية. وقيل: هو في محلّ حال إن كَان الأوّل معرفة، أو في محلّ صفة إن كَان نكرة (4). وتقدم ذلك مستوفى في الحديث
(1) كلمة غير واضحة بالأصل. وسقط من (ب).
(2)
انظر: الجنى الداني (ص 38)، وجامع الدروس العربية (3/ 169).
(3)
الوارد بمتن الحديث: "أنه سمع جابر"، لكن بعض نسخ متن العمدة ورد فيها:"سمع جابر".
(4)
انظر: البحر المحيط (3/ 472، 473)، (7/ 446)، وشرح التسهيل (2/ 84)، وإرشاد الساري (8/ 188)، وشواهد التوضيح (ص 182).