المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌كتاب البيوع

- ‌الحديث الأوّل والثّاني:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌باب ما نُهيَ عنه من البيوع

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث [السادس]

- ‌[الحديث السابع]

- ‌الحديث الثّامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌باب العرايا وغير ذلك

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السّادس:

- ‌باب الشروط في البيع

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌بابُ الرّبا والصّرف

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌باب الرهن وغيره

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثَّاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌الحديث الثّاني عشر:

- ‌باب اللقطة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌باب الوصايا

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌باب الفرائض

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌كتاب النكاح

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السّابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌الحديث الثاني عشر:

- ‌الحديث الثالث عشر:

- ‌باب الصّدَاق

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌كتاب الطلاق

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌باب العدّة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث [الرّابع]

- ‌كتاب اللعَان

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌[الحديث الثاني]

- ‌الحديث [الثالث]

- ‌الحديث [الرابع]

- ‌الحديث [الخامس]

- ‌الحديث [السادس]

- ‌الحديث [السابع]

- ‌الحديث [الثامن]

- ‌[كتاب الرَّضاع]

- ‌الحديث [الأوّل]

- ‌الحديث [الثّاني]

- ‌الحديث [الثالث]

- ‌الحديث [الرابع]

- ‌كتاب القصاص

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌[الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌[الحديث] (1) الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السّابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌بابُ الحُدود

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحدِيث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السّادس:

- ‌باب حدّ السرقة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌باب حَدّ الخمر

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌تنبيه:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌[كتاب] (1) الأَيمان والنّذور

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌[الحديث الرّابع]

- ‌الحديث [الخامس]

- ‌الحديث [السّادس]

- ‌الحديث [السّابع]

- ‌بَابُ النّذُور

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌[الحديث الخامس]

- ‌باب القضاء

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌ الحديث الخامس

- ‌الحديث السّادس:

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌[فائدة:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌[الحديث السّادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌بَاب الصَّيْد

- ‌بَاب الأضَاحِي

- ‌كِتَابُ الأشْرِبَة

- ‌كِتَاب اللبَاس

- ‌كتَاب الجِهَاد

- ‌[باب] (1) العتق

- ‌حرف الألف

- ‌الباقي من حرف "الجيم"] (2)

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء [ق 234]

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف [اللام] (3)

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء

- ‌[وهذا ما بآخر الكتاب]

الفصل: ‌[باب] (1) العتق

[باب](1) العتق

الحديث الأول:

[415]

: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه: أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ في عَبْدٍ، فكانَ لَهُ مَالٌ يَبْلُغُ ثَمَنَ [الْعَبْدِ: قُوِّمَ عَلَيْهِ] (2) قِيمَةَ عَدْلٍ، فَأَعْطَى شُرَكَاءَهُ حِصَصَهُمْ، وَعَتَقَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ"(3).

قوله: "مَن أعْتَق": "مَن" مُبتدأ؛ لأنّه مِن أسماء الشّرط المبنية؛ لتضمّنها مَعنى حَرْف الشّرط. (4) وجَوابُ الشّرط: "قُوم عليه"، وفيه الخبر، ويجري فيه الخلاف المتقَدَم.

و"قُوّم" مَبني للمَفْعُول، ومفْعُوله: ضَمير مُستَتر يعُود على "العَبْد".

قوله: "لَه": يتعَلّق بصِفَة لـ"عَبْد"، تقَدّمَت؛ فانتَصَبَت على الحال.

ويحتمل أنْ يكُون "في عَبْد" صِفَة لـ"شِرْكًا"، و"لَه" يتعَلّق بالاستقرار الذي تعَلّق به "في عَبْد". ويحتمل أنْ يتعَلّق "في عَبْد" بـ"شِركًا".

ويحتمل أنْ يتَعَلّق "له" بـ["شِركًا"](5)، ويحتمل أنْ يتعَلّق بصِفَة لـ"شركًا"، ويتعَلّق "في عَبْد" بمُتَعَلّقه.

قوله: "فكَانَ له مَال": "مَال" اسمُ "كَان"، و"لَه"[يتعَلّق](6) بخَبرها،

(1) كذا بالأصل. وهو في نسخ العمدة: "كتاب".

(2)

تآكل بالأصل بقدر ثلاث كلمات. وانظر: العمدة (ص 281).

(3)

رواه البخاري (2523) في العتق، مسلم (1501) في الأيمان.

(4)

راجع: إرشاد الساري (9/ 401)، شرح جمل الزجاجي (2/ 337)، اللباب في علل البناء والإعراب (2/ 86)، أسرار العربية (ص 51، 52، 268، 269)، همع الهوامع (2/ 554).

(5)

تآكل بالأصل بقدر كلمة. ولعل المثبت الصواب.

(6)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 549

والضّمير في "له" يعُود على "صاحب الشرك". وجملة "يبلغ" في محلّ صِفَة لـ"مَال"، و"ثَمَن" مفْعُول "يبلغ".

[قوله](1): "قُوّم عليه قيمة عَدْل".

قَالَ ابنُ الأثير: المراد بـ"تقويم عَدْل": "تحديد عَدْل"(2)؛ فعلى هَذَا تكون "قيمة" بمَعْنى "تقويم"، [

] (3) بمَعْنى مَصْدَر مختَصّ. والمراد: "تقويم رَجُل عَدْل".

قَالَ صَاحِبُ "الصّحاح": "القيمَة" واحدة "القِيَم"، [وأصلُه "الواو"] (4)؛ لأنّه يقُوم مَقَام الشيء. يُقَال:"قَوَّمْتُ السّلْعَة تقويمًا". (5)

قلت: أو يكُون التقدير: "قُوِّم عَليه [بقيمة

... ] (6)[يعني](7): "بقيمة [تقويم] (8) عَدْل"، ثُمّ حَذف حَرْف الجر، وعَدّى الفِعْل إليه بنفسه، وحَذف "تقويم" [

] (9)، ثُم أضَاف "القيمة" إلى "العَدْل"، وهَذا مِن بلاغَته وفَصَاحته وجَوامِع كَلِمه صلى الله عليه وسلم. [

قوله] (10): "فأعْطَى شُرَكَاءه حصصهم": "أعْطَى" مبني للمفْعُول، يتعَدّى إلى

(1) تآكل بالأصل بقدر كلمة.

(2)

انظر: النهاية لابن الأثير (4/ 125).

(3)

تآكل بالأصل بقدر كلمة، ولعلها:"فهي".

(4)

تآكل بالأصل، يظهر بأوله:"وأصل".

(5)

انظر: الصّحاح (5/ 2017).

(6)

تآكل بالأصل بقدر ثلاث كلمات، يظهر بأولها:"بقي".

(7)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "معنى".

(8)

طمس بالأصل. والمثبت من (ب).

(9)

تآكل بالأصل بقدر أربع كلمات.

(10)

تآكل بالأصل بقدر أربع كلمات تقريبًا.

ص: 550

مفْعُولَين، "شرَكَاءه"[المفعول الأوّل، و"حصصهم"](1) المفعُول الثّاني.

قوله: "وإلا فقد عَتَق": صِفَة "مَا عَتَق"، المعنى:"وإن لا يكُن له [مَال". وقد يُظَنّ أنها] (2)"إلّا" الاستثنائية، ومثلها قوله تعَالى:{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: 40]. (3)

قَالَ ابنُ هشام: [ومن العَجَب](4) أنَّ ابنَ مَالك (5) على إمَامَتِه [ذَكَر أنها](6) -يعني: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ} - مِن أقْسَام "إلّا". (7)

قُلتُ: [يج .. .... ](8) التلفّظ بها لاعتبار تركيبها ومعْنَاها، وإلّا فابن مالك أجَلّ مِن [أنْ](9) يقَع فيما لا [

... ] (10). والله أعلم.

قوله "فقَد عَتَق مِنْه مَا عَتَق": جَوَابُ "إلّا"، وتقديره: "وإلّا [عَتق

... ] (11) ......................................................................................

(1) تآكل بالأصل بقدر أربع كلمات يظهر بأولها: "المف".

(2)

تآكل بالأصل بقدر أربع كلمات. ولعل المثبت صواب، واستعنت في بعضه بـ"مُغني اللبيب"(ص 33).

(3)

انظر: اللباب في علوم الكتاب (7/ 453)، الجنى الداني (ص 522)، مُغني اللبيب (ص 33، 102)، المقتضب (4/ 34).

(4)

تآكل بالأصل بقَدر ثلاث كلمات تقريبًا.

(5)

انظر: شرح التسهيل (2/ 268)، شرح الكافية الشافية (2/ 700)، مغني اللبيب (ص 33).

(6)

تآكل بالأصل بقدر كلمتين، وبأولهما:"ذ".

(7)

انظر: مغني اللبيب (ص 102).

(8)

تآكل بالأصل بقدر أربع كلمات.

(9)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(10)

تآكل بالأصل بقدر أربع كلمات.

(11)

تآكل بالأصل بقدر سبع كلمات، يظهر بأولها:"ع".

ص: 551

[وتقدم في نافيه](1).

الحدِيث الثّاني:

[416]

: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، [عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "مَنْ أَعْتَقَ](2) شِقْصًا [له](3) مِنْ مَمْلُوكٍ؛ فَعَلَيْهِ خَلاصُهُ [في](4) مَالِهِ. [فَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ: قُوِّمَ المَمْلُوكُ قِيمَةَ عَدْلٍ، ثُمَّ](5) اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ غيرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ" (6).

قوله: "قَالَ: مَن أعْتَق": أي: "أنّه قَالَ". و"مَن" شرطيّة، تقَدّمت [

] (7). و"شقصًا" مفعُولٌ به، و"لَه" صِفَة [لـ"شقص"، و"مِن مملوك"](8) يتعَلّق بمُتعَلّق الصّفَة. ويصحّ أنْ يتَعَلّق ["له" بصفة](9) لـ"مملُوك"، تقَدّم؛ فانتَصَب على الحال.

قوله: " [فعَليه خَلاصه في مَاله] (10) ": "الفَاء" جَوَابُ الشّرط، و"عَليه" يتعَلّق بخَبر عَن "خَلَاصه"، و"في مَاله" يتعَلّق بـ"خَلَاصه". ويحتمل أنْ [

.... ] (11) الخبر.

ولو نصب "خَلاصه" لجاز على [شذوذه](12)، ويكون مِن باب الإغراء، نحو

(1) كذا يظهر لي بالأصل. وفي (ب): "تقويم في باقيه".

(2)

تآكل بالأصل بقدر عشر كلمات تقريبًا.

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). وليست بالعمدة.

(4)

بالنسخ: "من". والصّواب المثبت، وعليه الشّرح.

(5)

تآكل بالأصل بقَدر عشر كلمات.

(6)

رواه البخاري (2492) في الشركة، ومسلم (1503) في العتق.

(7)

تآكل بالأصل بقدر ثلاث كلمات. ولعل المراد: أنها تقدّمَت فرُفعت على الابتداء. والله أعلم.

(8)

تآكل بالأصل بقدر ثلاث كلمات، يظهر منها: "لش

وك".

(9)

تآكل بالأصل بقدر كلمتين. والمثبت من النظير.

(10)

تآكل بالأصل.

(11)

تآكل بالأصل بقدر كلمتين.

(12)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 552

قوله: "عليه [رَجُلًا ليسني". (1)

و] (2)"خَلاصه" هُنا مصْدَر مُضَاف إلى المفعُول، أي:"فعَليه أنْ يخلّصه".

قوله: "فإن لم يكُن له مَال": ["يكُن" مجزومٌ بـ](3)"لم"، و"مَال" اسمها، [وخبرها](4) [بالم

... ] (5) اختِصَاص [بالمضَارع](6)؛ ولذَلك كَانَت أقْوَى مِن "أنْ" في [

] (7) ابن خَروف أنّه أجْرَى [

... ] (8)، وفيه ضَعف؛ [لأنّ](9) التنَازُعَ لا يكُون بين الحروف. (10)

قوله: " [قُوِّم الممْلُوكُ] (11) قِيمَة عَدْل": [تقَدّم

] (12).

قوله: "ثُم استسعي": "ثُمّ" للترتيب والمهْلَة (13)؛ ...........................

(1) انظر: البحر المحيط (8/ 484)، عقود الزبرجد (2/ 96، 97)، علل النحو (ص 356)، الانتخاب لكشف الأبيات المشكلة الإعراب (ص 37).

(2)

تآكل بالأصل.

(3)

تآكل بالأصل بقدر كلمتين. والمثبت من النظير.

(4)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(5)

تآكل بالأصل بقدر كلمتين.

(6)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "المضارع".

(7)

تآكل بالأصل بقدر ثلاث كلمات.

(8)

تآكل بالأصل بقدر كلمتين.

(9)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(10)

راجع: شرح الشذور للجوجري (2/ 737)، شرح التسهيل (4/ 63)، شرح المفصل (4/ 263)، مغني اللبيب (ص 51)، نتائج الفكر (ص 115).

(11)

تآكل بالأصل بقدر كلمتين.

(12)

تآكُل بالأصل بقَدر ست كلمات تقريبًا، وبأولها:"تق".

(13)

انظر: مغني اللبيب (ص 160، 713)، توضيح المقاصد والمسالك (2/ 998)، شرح الشذور لابن هشام (ص 578)، شرح قطر الندى (ص 303)، شرح الأشموني (2/ 365).

ص: 553

ولذلك [جَاء](1) المعنى مُرَتبًا كاللفظ.

قوله: "غير مَشْقُوق عَليه": "غَير" نصب على الحَال من ضَمير "استسعي". و"مشْقُوق" اسم مفعُول، مِن "شَقّ". والقَائِمُ مَقَام المفعُول: المجرور.

الحدِيث الثّالِث:

[417]

: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَبَّرَ رَجُل مِنْ الأَنْصَارِ غُلامًا لَه (2).

وَفي لَفْظِ: بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ أَعْتَقَ غُلامًا لَهُ عنْ دُبُرِ -لم يَكنْ لَهُ مَال غَيْرُهُ- فَبَاعَهُ رَسُولُ اللهَ صلى الله عليه وسلم بِثَمانمائَةِ دِرْهَم، ثُم أَرْسَلَ ثَمَنَهُ إلَيْهِ (3).

قوله: "مِن الأنصَار": يتعَلّق بصِفَة لـ"رَجُل". و"غُلامَا" مفعُول "دبر". و"لَه" يتعَلّق بصِفَة لـ"غُلام".

"وفي لَفْظ" يتعَلّق بفِعْل مُقَدّر، أي:"ويُروَى في لَفْظٍ"، أو "رُوي". و"بَلَغ النّبي صلى الله عليه وسلم" في محلّ مفْعُول ["يُروَى"](4)، أو مفعُول "رُوي" على الحكَاية.

قوله: "أن رَجُلَا": فَاعِلُ "بَلَغ". و"مِن أصْحَابه" يتعَلّق بصِفَة لـ"رَجُل". وجملة "أعْتَق" في محلّ خَبر "أنّ"، و"غُلامًا" مفْعُوله.

و"عَن دُبر" يتعَلّق بـ"أعْتَق"، والمعنى:"بعْد مَوتِه"، أي:"أنه يُعتَق بعدما يُدبر سيّده ويمُوت"؛ فـ"عَن" معنَاها مُتَمَكّن هنا، وهُو "المجَاوَزَة".

قوله: "لم يكُن": في محلّ صِفَة أخْرى لـ"مَال".

قوله: "فبَاعَه": فِعْل، ومفعُول، وفاعله:"ضمير النبي صلى الله عليه وسلم". و"بثمانمائة درْهَم"

(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

رواه البخاري (2141) في البيوع، ومسلم (997)(59) في الأيمان.

(3)

رواه البخاري (6947) في الإكراه، ومسلم (997) في الأيمان.

(4)

لعلها: "ب: رُوي".

ص: 554

يتعَلّق بـ"بَاعَه". وضَميرُ "أرْسَل" يعُود على "النّبي صلى الله عليه وسلم"، والضّمير "إليه" يعُود على "المدَبِّر".

وصلى الله على سَيِّدنا ومَولَانَا ونبيِّنا وشَفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم وشَرَّف وكَرَّم.

ص: 555

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا، والحمد لله الذي جعل اللفظ دليلًا على المعنى، وزيّنه بالنحو زينة لا تفنى حتى يفنى، وألهمني أن جعلتُ ما علّمني منه في المحلّ الأسنى، من حديث رسوله النبي الأمي الأرحم بنا إذ دنا فكان قاب قوسين أو أدنى، صلى الله عليه عدد كلماته التامات، صلاة دائمة بدوام الأرض والسموات.

[وبعد](1): فهذا آخر ما بلغ إليه جهدي، وانطلق به سعدي؛ لخدمة أحاديث الرسول، التي جعلها الله تعالى لأمته أمَنَة من الضلال، وميّز بها الحرام من الحلال، قرَن الله ذلك [بالقبول](2)، وستر الغفلة منى والذهول، فإنّي وضعته لمبتدئ في هذه الصناعة، أو منته طالب منها زيادة، فرُبّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، فأطلتُ النّفَس في بسط قواعد العربية، واستخرجت غرر فوائدها الكُلية، وأطلتُ فيها النّفَس أيضاحا لمن به اقتبس وجواهره التمس، ولم أمَلّ من تكرار إعراب وإن لم يُثنّ بإغراب ليتمرّن المبتدئ ويتبيّن المنتهي مَقصدي، فإن تركتُ الإعادة لم أترك الإحالة، فلتُنظر في مكانها الذي أشير إليه من [مظانها](3)، فإنني خَلُصت إلى التحقيق من معاني الحديث خلوصًا، فكُلّ شرح عمل عليه ينظُر إليه شوسًا (4)، حتى حقّقت للواقف عليه من الإعراب مُراده؛ فليجعله بتوفيق الله عتاده، فقد أحللتُ حِمَى حَرَام قواعد العربية، وجَلَوتُ جمالها بالجزئية والكُلية، بعد أن سَبق همتي تصحيح نيتي، وعملتُ على أن لا سآمة ولا كآبة، فابتدأتها بالحمد وبه ختمتها، فتمّت مُفتحة أبوابها، مغلولة تشكيكاتها، وسننتُ سُنة حَسنة لم أسبق إليها.

فمن اتهم مقالي فلينظر إلى ذلك بعين الإنصاف، ويخف في فعله وقوله مَن لا يَخاف ويُخاف، رزقني الله منصفًا، وبالحق لأهله معترفا، وأسأله المغفرة إذا ضاقت المعذرة، فقد يغفل الجنان ويزل اللسان، جعله الله لي ما حييت نورًا منشورًا، وفي الآخرة من عذابه حجابا مستورا، وسميته:"العُدّة في إعراب العُمْدَة"، وغفر لمن وقف عليه فأصلح ما رأى من الزلل وسد عني الخلل وعذرني فأنا ممن اعترف وما اعتذر. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

وكان الفراغ من تبييضه وتهذيبه [ق 233] يوم الأربعاء، العاشر من شهر جمادى الأولى من شهور سنة خمس وستين وسبعمائة. وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

وقد فهرستُ ما في الكتاب من المسائل المتفرقة في أبوابه والألفاظ الغريبة المتخللة بين [قرائن](5) إعرابه، ورتّبتها على حروف المعجم ليسهل تناولها لمن طلبها، وينتفع بها مِن هذا الكتاب مَن أرادها مِن الأدَباء والطّلاب، ومَا لم أنبه عليه اقتصارًا أو اختصارًا يجده مَن احتاج إليه، ومِن حِينه يقف عليه، وجمهور نفعها عند تفسير الكتاب العزيز، أو غامض إعراب يحتاج الطالب إلى تحريره، والوقوف على

(1) بياض بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(3)

بالنسخ: "مضان".

(4)

الشَّوَس: النظر بمؤخّر العين تكبرًا أو تغيظًا. انظر: لسان العرب (6/ 115).

(5)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 556