الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول قيمة كتاب المنوَّر ومكانة كتاب المحور ومؤلفه
مقدمة
يُعد هذا الكتاب من نفائس كتب الفقه على مذهب الإِمام المبجل أحمد بن حنبل (1) رحمه اللَّه تعالى ورضي عنه؛ إذ أنه قائم على اختصار كتاب من أبرز كتب المذهب وهو "المحرر"(2)، للإِمام المجد عبد السلام ابن تيمية، أبي البركات، بالاقتصار على الراجح فيه مع التصحيح والتنقيح والزيادة.
ويكتسب كتاب "المحرر" هذه الأهمية بالنظر إلى مكانة مصنفه الإِمام المجد عبد السلام ابن تيمية الذي يعد من المبرَّزين في المذهب، وممن حازوا على رتبة الاجتهاد في المذهب.
(1) الإِمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني (164 - 241 هـ) غني عن التعريف، ينسب إليه المذهب الحنبلي مذهب فقهاء الحديث، أحد الأئمة الأربعة الأعلام وصاحب المسند، من جهابذة العلماء وساداتهم.
(2)
انظر: ابن تيمية، الإِمام الشيخ مجد الدين أبي البركات عبد السلام، "المحرر في الفقه على مذهب الإِمام أحمد بن حنبل"، ومعه "النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر" لشمس الدين ابن مفلح، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار الكتاب العربي - بيروت، وانظر:"المدخل" لابن بدران، ص 415 - 416.
ويزداد هذا الكتاب أهمية إذا علمنا أن الذي اختصره هو الإمام تقي الدين أحمد بن محمد الأدمي، ممن هذَّب كلام المتقدمين، كما ذكر المرداوي في مقدمته على "الفروع"(1).
* يقول الأدمي رحمه الله في خطبته في المنوَّر:
"فهذا مختصر في الفقه على مذهب الإِمام الأنبل أحمد بن محمد بن حنبل، سمَّيته بـ "المنوَّر في راجح المحرّر"، قرَّبت فيه جمل ألفاظه ليسهل على متعلمه وحفَّاظه. . . ".
لهذا، فإن هذا الكتاب يعد من النوادر التي قربت أحد أهم المصنفات الفقهية على مذهب الإمام أحمد لمكانة مؤلفه ومختصره على حد سواء عند "المتوسطين" أو "المتأخرين" من علماء المذهب.
* ولمعرفة هذه المكانة التي يتبوأُها صاحب المحرر، يقول العلامة البهوتي في "شرح الإِقناع" ما نصه:
"إذا أطلق المتأخرون كصاحب الفروع والفائق والاختيارات وغيرهم "الشيخ" أرادوا به الشيخ العلامة موفق الدين أبا محمد عبد اللَّه بن قدامة المقدسي، وإذا قيل: "الشيخان" فالموفق والمجد، وإذا قيل "الشارح" فهو شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن أبي عمر المقدسي، وهو ابن أخي الموفق وتلميذه، وإذا أطلق "القاضي" فالمراد به القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء، وإذا قيل: "وعنه"، أي عن الإِمام أحمد رحمه الله، وقولهم: "نصًّا" معناه نسبته إلى الإِمام أحمد رحمه الله. . . "(2).
(1) انظر: ابن مفلح الإِمام شمس الدين أبي عبد اللَّه محمد "كتاب الفروع"، ويليه:"تصحيح الفروع" للمرداوي، علاء الدين أبي الحسن علي بن سليمان، مراجعة عبد الستار فراج، (1/ 50)، ط 1388 هـ - 1967 م.
(2)
البهوتي، الشيخ منصور بن يونس، "كشاف القناع عن متن الإقناع"(1/ 20 - 21).
إن المتأمل في هذه العبارة للعلامة البهوتي (ت 1051 هـ) -وهو من طبقة "متأخري" علماء المذهب- سيعرف منزلة المجد ابن تيمية بين بقية العلماء، إذ جاء اسمه مقارنًا لاسم شيخ المذهب الموفق بن قدامة.
* وقال ابن بدران في "المدخل" عن المحرر وصاحبه:
"كتاب في الفقه للإِمام مجد الدين عبد السلام ابن تيمية الحراني، حذا فيه حذو الهداية لأبي الخطاب (1)، يذكر الروايات فتارة يرسلها وتارة يبين اختياره فيها. . . "(2).
* وقد شرح المحرر عدد من العلماء، ولكل من تقي الدين (3) بن قندس (ت 861 هـ)، وابن نصر اللَّه (ت 844 هـ) حاشية عليه، وكذلك
(1) هو محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني البغدادي الأزجي الحنبلي، يكنى بأبي الخطاب ويلقب بـ: نجم الحق (432 - 510 هـ)، ذكرت كتب التراجم ثلاثة أشخاص ممن ينتسب إلى أبي الخطاب ولداه محمد بن محفوظ (ت 533 هـ)، وأحمد بن محفوظ (ت 537 هـ) وحفيده من ولد ابنه أحمد محفوظ بن أحمد بن محفوظ (ت 575 هـ). وللعلامة الكلوذاني الأب مؤلفات أشهرها:"الهداية"، و"الانتصار في المسائل الكبار"، و"رؤوس المسائل" ويسمى الخلاف الصغير وغيرها، انظر ترجمته في:"المدخل" لابن بدران (ص 433)، و"المطلع"(ص 453)، و"ذيل الطبقات" لابن رجب (1/ 117)، وانظر: مقدمة محقق كتاب "الانتصار في المسائل الكبار" د. سليمان العمير (1/ 21 - 57).
(2)
ابن بدران، عبد القادر "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل"، ص 433، تحقيق د. عبد اللَّه التركي، ط 1981.
(3)
وقد وففت عليه ولا يزال غير محقق بأكمله فيما أعلم، منه نسخة مصورة في مكتبة الملك فهد الوطنية (برفم 31539).