الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب صلاة الكسوف
(1)
تُسَنّ حضرًا، وسفرًا. وفي الجامع والجماعات أفضل. فإن تجلى فيها، أتمها خفيفة، وإن زال قبل شروعه، أو طلعت الشمس والقمر خاسف، أو غَرَبا كاسفين فلا صلاة (2).
وصفتها: يجهر بالفاتحة ونحو البقرة، ثم يركع فيسبح نحو مائة آية، ثم يرفع فيقرأ دون الأول، ثم يركع فيسبح دون الأول، ثم يرفع فيسجد سجدتين نحو الركوعين، ثم يقوم فيفعل مثل ذلك أخف من ذلك، ثم يتشهَّد، ثم يسلِّم. ويقدِّم الخسوف على الوتر، والكسوف على الجمعة، إن أمن فوتها. وتقدّم الجنازة عليهما. وتصلَّى للزلزلة الدائمة كذلك (3).
باب صلاة الاستسقاء
إذا أجدبت الأرض وعظ الإمام ثم يخرج متنظفًا (4) غير متطيب، متذللًا، مبتذلًا بالشيوخ (5)، والصبيان. وإن خرج أهل الذمة (6) أفردوا.
(1) قال في المحرر: وإذا كان الكسوف في وقت نهى ومنعنا من صلاته فيه سبح ودعا مكانها.
(2)
قال في "الغاية"، ولا عبرة بقول المنجمين ولا يجوز عمل به، أي: فلا تصلَّى بقولهم (1/ 221).
(3)
ولا يصلَّى لآية غير كسوف كظلمة نهارًا أو ضياء ليلًا أو ريح شديدة، أو صواعق، إلَّا لزلزلة دائمة فيصلَّى لها كصلاة كسوف. الغاية (1/ 237)، والمحرر (1/ 174).
(4)
قوله: "متنظفًا غير متطيب متذللًا"، لأنه مقام ذلة واستكانه وخشوع.
(5)
قوله: "بالشيوخ والصعبيان"، قال في المحرر: يجوز (1/ 178)، وعند بعض العلماء أن ذلك أرجى للإِجابة لاشتراك الجميع في طلب المطر.
(6)
قوله: "وإن خرج أهل الذمة أفردوا"، قال في "النكت والفوائد السنية على =
فيصلِّي الإِمام كالعيد، ثم يخطب كأولاه مكثرًا من الصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والدعاء والاستغفار، ومستقبلًا في أثناء دعائه. فيدعو سرًّا، فيقول:"اللَّهُمَّ إنك أمرتنا بدعائك، ووعدتنا إجابتك، فقد دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا (1)، اللَّهُمَّ فامنن علينا بمغفرة ذنوبنا، وإجابتنا في سقيانا، وسعة أرزاقنا، اللَّهُمَّ اسقنا غيثًا، هنيئًا، مريئًا، مريعًا، نافعًا غير ضارًّ، عاجلًا غير آجل".
ويحول يمنةَ ردائه يسرةً، وكذا الناس، وينزعونه مع ثيابهم ويتطهَّرون من الغيث ويخرجون رحالهم ليصيبها.
فإن خافوا كثرته قالوا: اللَّهُمَّ حوالينا ولا علينا، ربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به الآن.
وإن غار ماء بلد استسقوا، ويباح التوسل بالصلحاء (2).
= مشكل المحرر": المجد ابن تيمية -وهو حاشية على المحرر- لابن مفلح: يعني إذا خرجوا يوم خروج المسلمين يفردون عنهم. . . وربما نزل الغيث فيكون أعظم لفتنتهم وربما اغترَّ بهم غيرهم، وقطع جماعة منهم صاحب "المستوعب" والتلخيص الأولى إفرادهم بيوم لئلا يظنون أن ما حصل من الغيث بدعائهم. المحرر (1/ 179)، "بحاشية النكت والفوائد السنية"، لابن مفلح.
(1)
متفق عليه.
(2)
قوله: "ويباح التوسل بالصلحاء"، لم يذكر ذلك في المحرر، وهو زد (25) عند الأدمي، والمراد بذلك أن يطلب من أحد الصالحين الأحياء أن يدعو لهم. قال العلامة ابن سعدي: التوسل بالذوات فهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم وهم أولى الناس بذلك، ولكنهم رضي الله عنهم تصيبهم النوائب فلا يقول أحد منهم: اللَّهُمَّ أسالك بجاه نبيّك، أو بحق نبيك، أو نحو ذلك، بل لما استسقى عمر بالعباس، قال: "اللَّهُمَّ إنا كنا نتوسَّل إليك بنبيّنا فتسقينا -أي: لما كان النبي صلى الله عليه وسلم نأتي إليه ونطلب منه أن يدعو اللَّه لنا- =
فإن حرموا عادوا ثانيًا وثالثًا. وإن سقوا قبل الخروج، صلّوا شكوًا، وسألوا المزيد.
* * *
= وإنا نستسقي إليك بعمِّ نبيَّك، قم يا عباس فادع اللَّه"، ونصه: "اللَّهُمَّ إنا كنا نتوسل إليك بنبيّنا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا، قال: فيسقون"، الفتح (2/ 494)، وسير أعلام النبلاء (3/ 91). فهذا هو المشروع أن يقدم الرجل الصالح خصوصًا إذا كان من أهل بيت رسول اللَّه يدعو والناس يؤمنون. (من رسائل العلامة عبد الرحمن بن سعدى إلى علامة الكويت الشيخ محمد بن سليمان الجراح رحمهما اللَّه تعالى 10 رجب 1370 هـ).