الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإلَّا الكل بعده. فإن مات مفرطًا أُطعم عنه لكل يوم فقير، وما سوى ذلك مما سنذكره سنن لا شيء فيها.
باب صفة الحج والعمرة
يدخل المسجد الحرام من باب بني شيبة (1). فإذا رأى البيت كبَّر ورفع يديه، قائلًا جهرًا: اللَّهُمَّ إنك أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسَّلام وأدخلنا دارك دار السَّلام، اللَّهُمَّ زد هذا البيت تعظيمًا وتشريفًا وتكريمًا ومهابة وبرًّا، وزد من عظَّمه وشرَّفه ممن حجّه واعتمره تعظيمًا وتشريفًا وتكريمًا ومهابة وبرًّا، الحمد للَّه رب العالمين كثيرًا كما هو أهله. وكما ينبغي لكرم وجهه (2) وعزّ جلاله، والحمد للَّه الذي بلّغني بيته، ورآني لذلك أهلًا، والحمد للَّه على كل حال.
اللَّهُمَّ إنك دعوت إلى حج بيتك الحرام وقد جئناك لذلك. اللَّهُمَّ تقبَّل منِّي، واعف عنِّي، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلَّا أنت.
ثم يضطبع (3) ويستلم الحجر ويقبِّله ويقول: بسم اللَّه واللَّه أكبر (4)،
(1) قوله: "في باب بني شيبة": شيبة هو ابن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة عبد اللَّه بن أبي عبد العزّى ابن عثمان بن عبد الدار بن قصيّ، هاجر أبوه عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الهدنة ورفع إليه مفتاح الكعبة، وقال: خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة، وذكر الأزرقي أنَّ باب بني شيبة هو باب بني عبد شمس بن عبد مناف، وبهم كان يعرف بالجاهلية والإِسلام عند أهل مكة (ص 436)، ولا زال بنو شيبة حتى يومنا هذا يحتفظون بمفتاح الكعبة عملًا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
"وجهه" مطموسة في الأصل، وأثبتناها من المحرر (1/ 245).
(3)
الاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن وطرفيه فوق الأيسر.
(4)
قوله: "واللَّه أكبر"، مكررة في الأصل وعليها خط، مما يدل على أن الناسخ ألغاها.
اللَّهُمَّ إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتِّباعًا لسُنَّة نبيِّك محمَّد صلى الله عليه وسلم. فإن عجز استلمه وقَبَّل يده.
ثم يطوف المتمتع للعمرة، وغيره للقدوم (1)، فيرمَل ثلاثة، ويمشي أربعة، ويستلم الركن اليماني كل مرة، ويقول في كل رملة كلَّما حاذى الحجر: اللَّه أكبر ولا إله إلَّا اللَّه واللَّه أكبر، وفي بقية الرَّمَل: اللَّهُمَّ اجعله حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا. وفي الأربعة: رب اغفر وارحم واعف عما تعلم وأنت الأعز الأكرم. وفي آخر طوافه بين الركنين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]، ويدعو بما أحب. ولا اضطباع ولا رمل في غير هذا، ولا لمن بمكة مطلقًا، ولا يقضي الرمل.
ثم يصلِّي خلف المقام بالكافرون والإِخلاص، ثم يستلم الركن اليماني.
ثم يرقى الصفا من بابه فيكبِّر ثلاثًا ثم يقول: الحمد للَّه على ما هدانا (2)، لا إله إلَّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. ثم يمشي إلى العلم. ثم يسعى إلى الآخر. ثم يمشي ويرقى المروة فيقول ما قال على الصفا، ثم ينحدر فيفعل كذلك سبعًا ذهابه وسعيه ورجوعه.
(1) قوله: "وغيره للقدوم"، قال في الشرح الكبير: والأطوفة المشروعة في الحج ثلاثة: طواف الزيارة: وهو ركن لا يتم الحج إلَّا به بغير خلاف، وطواف القدوم: وهو سنة لا شيء على تاركه، وطواف الوداع: واجب يجب بتركه دم، وما زاد على هذه الأطوفة فهو نفل (9/ 232)، وقوله: فيرمل، الرمل: أن يسرع المشي ويقارب الخطى.
(2)
العبارة من قوله: والحمد للَّه على ما هدانا، لا إله إلَّا اللَّه"، ليست من الصلب بل من هامش المخطوط (ورقة 64 - 65).