الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقراءة حفص هي انتقال من الحديث عن الغائبين وهم: المرأة وقومها، وإنكاره عليهم عدم السجود لله إلى خطاب الحاضرين مؤمنهم وكافرهم بأن الله يعلم سرهم وجهرهم جميعاً؛ فعِلْمُ الله هذا لا يقتصر على أولئك الغائبين الذين أنكر عليهم، بل يشملهم ويشمل المخاطبين.
وأمَّا قراءة الكسائي فهي استمرار للخطاب بعد أمر المخاطبين بالسجود، وليس هناك دليل على أن ذلك ليس من كلام الهدهد.
وعليه: فكلا القراءتين: بالياء والتاء تعطيان أن ذلك من كلام الهدهد.
* * *
[31]: قال ابن عطية في معرض تفسيره لقوله - تعالى-: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ
عَدُوِّهِ} [القصص: 15]: "وذكر الأخفش سعيد
(1)
(استعانه) بالعين غير معجمة وبالنون، وهي تصحيف لا قراءة". اهـ
(2)
(1)
لم أجد ذلك في كتب الأخفش المطبوعة.
(2)
المحرر الوجيز (4: 280).::
وقال السمين الحلبي: "قوله: {فَاسْتَغَاثَهُ} هذه قراءةُ العامَّةِ
(1)
، من الغَوْثِ، أي: طَلَبَ غَوْثَه ونَصْرَه.
وقرأ سيبويه وابن مِقْسَم
(2)
والزَّعفرانيّ
(3)
: بالعين المهملة والنون، من الإِعانة.
قال ابنُ عطية: " هي تصحيفٌ " اهـ، وقال ابن جبارة
(4)
صاحب (الكامل): "الاختيارُ قراءةُ ابنِ مقسم؛ لأنَّ الإِعانة أولى في هذا البابِ ". اهـ
(5)
(1)
قراءة الجمهور (فاستغاثه) بالغين المعجمة والثاء من (غاث)، وقرأ سيبويه وابن مقسم والزعفراني والحسن (فاستعانه) بالعين المهملة والنون بدل الثاء، أي طلب منه الإعانة. ينظر: مختصر شواذ القرآن، لابن خالويه (ص: 114)، الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها، لابن جبارة (ص: 613)، تفسير الزمخشري (3: 398)، إعراب القرآن الشواذ، لأبي البقاء (2: 255)، تفسير أبي حيان (8: 292)، تفسير أبي السعود (7: 6)، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، للدمياطي (ص: 435)، جلاء بصري في قراءة الحسن البصري بروايتي شجاع البلخي والدوري من طريق الأهوازي، إعداد: توفيق ضمرة (ص: 127).
(2)
محمد بن الحسن بن يعقوب بن مِقْسَم البغداديّ العَطَّار، أبو بكر، المقرئ، النحويّ، كان من أحفظ أهل زمانه لنحو الكوفيين، وأعرفهم بالقراءات مشهورها وشاذها، وهو مشهور بالضبط والإتقان، حافظ للغة، من مصنفاته:(الرد على المعتزلة) و (اللطائف في جمع هجاء المصاحف)، توفي سنة 354 هـ. ينظر: تاريخ بغداد، للبغدادي (2: 608)، معرفة القراء الكبار، للذهبي (ص: 173)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (2: 123).
(3)
الحسين بن مالك الزَّعْفَرَانِيّ الرَّازِيّ، أبو عبد الله، المقرئ، له اختيار في القراءة، وكان عالمًا بالعربية، فقيهًا، متكلمًا، راويةً للأخبار، توفي سنة 238 هـ. ينظر: الكامل في القراءات، لابن جبارة الهذلي (ص: 73)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (1: 249).
(4)
يُوسُف بن عَليّ بن جُبَارَة الهُذَلِيّ المَغرِبيّ، أبو القاسم، المقرئ النحوي، كان عالماً بالقراءات والعربية، قال عنه ابن الجزري:"طاف البلاد في طلب القراءات، فلا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ولا لقي من لقي من الشيوخ" اهـ، صنف كتاب (الكامل) في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها، توفي سنة 465 هـ. ينظر: معجم الأدباء، لياقوت الحموي (6: 2849)، إكمال الإكمال، لابن نقطة (2: 23)، معرفة القراء الكبار، للذهبي (ص: 239)، غاية النهاية، لابن الجزري (2: 397).
(5)
الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها (ص: 613).::