الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دراسة الاستدراك:
روى ابن أَبى بزَّة عَن ابْن كثير (تَعْتَدُونها) بتخفيف الدال، وغلّط ابنُ عطية هذه الرواية، ولم يوافقه السمين في ذلك.
وممن دافع عن هذه الرواية وردّ على ابن عطية: أبو حيان؛ حيث قال: " وليس بوهم، إِذْ قد نقلها عن ابن كثير ابنُ خالويه وأبو الفضل الرازيّ
(1)
في كتاب (اللَّوَامِح في شواذِّ القراءات)
(2)
، ونقَلَها الرازيُّ المذكورُ عن أهل مكة وقال:"هو مِن الاعتداد لا محالة، لكنهم كرهوا التضعيفَ فخفَّفوه". اهـ
(3)
وهذه الرواية لم يلُحقها أهل القراءات بالمتواتر أو الصحيح عن ابن كثير، ومنهم مَن صرّح بأنها وَهْمٌ
(4)
، وذكر بعضهم أن ابن أبي بَزَّةَ قد رجع عن هذه القراءة
(5)
.
قال ابنُ مجاهد: "قال لي قُنبل: كَانَ ابْن أَبى بزَّة قد وَهِمَ في {تَعْتَدُّونَهَا} فَكَانَ يخففها، فقال لي القوّاس
(6)
: صِرْ إلى أبي الحسن فقل له ما هذه القراءة التي قرأتها، لا نعرفها، فصرتُ إليه فقال: رجعت عنها". اهـ
(7)
(1)
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن العِجْلِيّ الرازيّ، أبو الفضل، الإمام، المقرئ، الثقة، الزاهد، كان عارفًا بالقراءات والنحو والأدب، من تصانيفه:(جامع الوقوف)، توفي سنة 454 هـ. ينظر: غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (1: 361)، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، للسيوطي (2: 75).
(2)
مخطوط، لم يُطبع حتى الآن.
(3)
تفسير أبي حيان (8: 490).
(4)
ينظر: معاني القراءات، للأزهري (2: 284).
(5)
ينظر: السبعة في القراءات، لابن مجاهد (ص: 523)، الحجة للقراء السبعة، للفارسي (5: 477)، المبسوط في القراءات العشر، لأبي بكر الأصبهاني (ص: 358).
(6)
أحمد بن محمد بن عَلْقَمَة بن نافع النبّال المكيّ، أبو الحسن، المعروف بالقوَّاس، إمام مكة في القراءة، قرأ على وهب بن واضح، وقرأ عليه قنبل وغيره، توفي سنة 240 وقيل: 245 هـ، ينظر: معرفة القراء الكبار، للذهبي (ص: 105)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (1: 123).
(7)
السبعة في القراءات (ص: 522).::