الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التركيب، وقد جَوَّزَ ذلك ابنُ عطية فقال:"ويُحْتمل أن يكون {تَوَلَّوْا} فعلاً ماضياً، ويجيءُ في الكلام رجوعٌ من غَيْبة إلى خطاب". اهـ
وقلت: ويجوزُ أن يكونَ ماضياً لكن لمَدْرَكٍ آخر غيرِ الالتفات: وهو أن يكونَ على إضمار القول، أي: فقل لهم: قد أبلغْتُكم". اهـ
(1)
دراسة الاستدراك:
موضوع هذا الاستدراك هو الفعل {تَوَلَّوْا} هل هو مضارع أم ماضٍ؟ وللعلماء في هذه المسألة قولان:
الأول: وهو قول الجمهور: أنّ {تَوَلَّوْا} فعل مضارع، وأصله: تتولوا؛ التاء الأولى هي تاء الخطاب، والثانية تاء المضارعة، فحذفت إحدى التاءين تخفيفاً
(2)
.
و {تَوَلَّوْا} هو فعل الشرط، مجزوم بحذف النون، وواو الجماعة: فاعل
(3)
.
(1)
الدر المصون (6: 344).
(2)
ينظر: معاني القرآن، للزجاج (3: 58)، إعراب القرآن، للنحاس (2: 173)، تفسير السمرقندي (2: 156)، التفسير الوسيط، للواحدي (2: 578)، تفسير البغوي (2: 453)، تفسير الزمخشري (2: 404)، المحرر الوجيز (3: 182)، زاد المسير، لابن الجوزي (2: 381)، تفسير الفخر الرازي (18: 365)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (2: 704)، الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (3: 484)، تفسير القرطبي (9: 53)، تفسير ابن جزي (1: 373)، الدر المصون (6: 344)، حاشية الشهاب علي تفسير البيضاوي (5: 69)، فتح القدير، للشوكاني (2: 573)، روح المعاني، للآلوسي (6: 282)، تفسير القاسمي (6: 109)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (12: 295)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (12: 101)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين الدرويش (4: 381)، معارج التفكر، لعبد الرحمن الميداني (10: 424)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب (ص: 228)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (2: 508).
(3)
ينظر: إعراب القرآن، للنحاس (2: 173)، تفسير القرطبي (9: 53)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (12: 295)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين الدرويش (4: 381)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب (ص: 228)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (2: 508).
و (تَتَوَلّوا) مضارع، ماضيه:(تَوَلَّى)
(1)
بمعنى: أعرَضَ
(2)
، أي: فإن تُعرضوا عما دعوتكم إليه
(3)
.
وعليه: فهذا خطاب هود عليه السلام لقومه، فالواو في الفعل تعود على قوم هود
(4)
.
الثاني: أن {تَوَلَّوْا} فعل ماض
(5)
، للغائب
(6)
، أي: فإن أعرضوا هم.
وتكون الواو في {تَوَلَّوْا} لأهل مكة
(7)
؛ فخاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم، وأمره بأن يقول لهم: فقد أبلغتكم
(8)
.
وهذا من الالتفات وتلوين الخطاب، حيث انتقل من الحديث عن قوم هود إلى الحديث عن كفار قريش
(9)
.
(1)
ينظر: تفسير أبي حيان (6: 169).
(2)
ينظر: مختار الصحاح، للرازي، مادة: ولي (1: 345)، لسان العرب، لابن منظور، مادة: ولي (15: 415).
(3)
ينظر: تفسير الطبري (15: 365)، تفسير السمرقندي (2: 156)، الوسيط، للواحدي (2: 578)، تفسير البغوي (2: 453).
(4)
ينظر: تفسير الطبري (15: 365)، تفسير أبي حيان (6: 169)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (12: 101).
(5)
ينظر: المحرر الوجيز (3: 182)، زاد المسير، لابن الجوزي (2: 381)، تفسير أبي حيان (6: 169).
(6)
ينظر: حاشية الشهاب علي تفسير البيضاوي (5: 69).
(7)
ينظر: تفسير أبي حيان (6: 169)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (12: 101).
(8)
ينظر: المحرر الوجيز (3: 182)، الدر المصون (6: 344).
(9)
ينظر: تفسير أبي حيان (6: 169)، روح المعاني، للآلوسي (6: 282)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (12: 101).
قال أبو حيان: ": وقيل: {تَوَلَّوْا} ماضٍ ويحتاج في الجواب إلى إضمار قولٍ، أي: فقلْ لهم قد أبلغتكم". اهـ
(1)
ذكر هذا القول بعض العلماء
(2)
، منهم: ابن عطية
(3)
وابن الجوزي
(4)
، ولم يرجحوه.
والراجح أن {تَوَلَّوْا} مضارع، وأصله: تتولوا؛ لأن جعْله ماضياً ركاكة في التركيب
(5)
، وجُعل مضارعاً؛ لاقتضاء (أَبْلَغْتُكُمْ) لذلك
(6)
.
قال أبو حيان: "ولا حاجة تدعو إلى جَعْلِه ماضيًا وإضمارِ القول". اهـ
(7)
وقال الشهاب الخفاجي عن هذا الفعل: "مضارع مبدوء بتاء الخطاب؛ لأنّ ما بعده يقتضيه" اهـ، ثم أشار الشهاب إلى أن جعْله ماضياً خلاف الظاهر
(8)
.
(1)
تفسير أبي حيان (6: 169).
(2)
ينظر: تفسير أبي حيان (6: 169)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (12: 101).
(3)
ينظر: المحرر الوجيز (3: 182).
(4)
ينظر: زاد المسير (2: 381).
(5)
ينظر: الدر المصون (6: 344).
(6)
ينظر: حاشية الشهاب علي تفسير البيضاوي (5: 69)، روح المعاني، للآلوسي (6: 282).
(7)
تفسير أبي حيان (6: 169).
(8)
ينظر: حاشية الشهاب علي تفسير البيضاوي (5: 69).