الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال السمين الحلبي: "وقرأ الضحاك بن مزاحم
(1)
: (لا يَضُرِّكم) بضمِّ الضاد وتشديدِ الراء مكسورة؛ على ما ذكرْتُه لك مِن التقاء الساكنين، وكأنَّ ابن عطية لم يحفَظْها قراءةً فإنه قال:"وأمَّا الكسرُ فلا أعرفُها قراءةً، وعبارة الزجّاجِ في ذلك مُتَجَوَّزٌ فيها إذ يظهر من دَرْج كلامِه أنها قراءة".
قلت: قد بَيَّنْتُ أنها قراءة كما قال الزجاج ولله الحمد". اهـ
(2)
دراسة الاستدراك:
يدور الاستدراك حول مسألة: هل وردت قراءة بكسر الراء في (لا يَضُرِّكم)؟
1 -
أغلب العلماء أثبتوا جواز كسر الراء من الناحية اللغوية، إلا أنهم لم يثبتوها قراءة، فضلاً عن أن ينسبوها للضحاك أو غيره
(3)
.
2 -
أورد أبو جعفر النحاس القراءة بكسر الراء دون نسبة
(4)
، ويُفهم من كلام الزجاج أنها قراءة
(5)
، وقد ذكرها أبو حيان
(6)
والسمين الحلبي منسوبة للضحاك.
(1)
الضَّحَّاكُ بنُ مُزَاحِم الهِلالِيُّ الخُراسانيّ، أبو محمد وقيل: أبو القاسم، من أوعية العلم، وله كتاب في التفسير، توفي سنة 105 هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (4: 598)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (1: 338)، طبقات المفسرين، للداوودي (1: 222).
(2)
الدر المصون (3: 377).
(3)
ينظر: تفسير الطبري (7: 158)، تفسير الراغب الأصفهاني (2: 831)، تفسير ابن عطية (1: 499)، إبراز المعاني من حرز الأماني، لأبي شامة (ص: 397)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (4: 69).
(4)
ينظر: إعراب القرآن، للنحاس (1: 178).
(5)
ينظر: معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (1: 465) وعبارته: "فمن فتح الراء فلأن الفتح خفيف مستعمل في التقاءِ السَّاكنين في التضعيف، ومن كسر فعلى أصل التقاءِ السَّاكنين". اهـ
(6)
ينظر: تفسير أبي حيان (3: 323)
ولم أجدها عند غيرهم من أهل التفسير والقراءات.
وإثبات القراءة - على شذوذها- أولى من نفيها، بعد ثبوت موافقتها للغة العرب، وسلامتها من الناحية اللغوية
(1)
.
* * *
(1)
أصل التقاء الساكنين: الكسر. ينظر: الكتاب، لسيبويه (4: 215)، المقتضب، للمبرد (1: 184)، الأصول في النحو، لابن السراج (2: 136).