‌[21]: قال ابن عطية في معرض تفسيره لقوله - تعالى-: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون} - استدراكات السمين الحلبي على ابن عطية

الراجح أنّ قوله: {مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ} هو جواب الشرط، ولا حاجة للقول بأنّ الجواب محذوف طالما جاء في ظاهر الآية ما يصلح أن يكون جواباً، فالإعراب الخالي من التقديرات أولى من الإعراب المشتمل على الحذف والتقدير.

وعليه: فاستدراك السمين على ابن عطية وارد، وأيضاً فإن القول بأنَّ الجواب محذوف والتقدير: امتثلوا ونحو ذلك، لا ضرورة تدعو إليه، فهذا المعنى مفهوم ومستفاد مِن قوله:{وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ}

…

فهذه الجملة دلَّت على أنهم ارتحلوا ودخلوا من حيث أمرهم أبوهم وامثلوا لأمره وقضوا الغرض الذي في نفسه

(1)

.

* * *

‌

‌[21]: قال ابنُ عطية في معرض تفسيره لقوله - تعالى-: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

[النحل: 15]: "قوله: {وَأَنْهَارًا} منصوب بفعل مضمر، تقديره: وجعل أو وخلق أنهارا.

قال القاضي أبو محمد: وإجماعهم على إضمار هذا الفعل دليل على خصوص لـ {أَلْقَى} ، ولو كانت {أَلْقَى} بمعنى خلق لم يحتج إلى هذا الإضمار". اهـ

(2)