الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دراسة الاستدراك:
تحدث المفسرون والمعربون عن قوله: {مِنْ بَعْدِهِ} ، فقال بعضهم
(1)
: إن الهاء تعود على موسى عليه السلام، ولم يتعرضوا إلى أن هناك مضافًا محذوفًا يُعرف مِن السياق.
قال الطبري: "والهاء في قوله: {مِنْ بَعْدِهِ} عائدة على ذكر موسى". اهـ
(2)
وقال القرطبي: " {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ} أيْ: اتخذتموه إلَهًا مِن بَعْدِ موسى". اهـ
(3)
أمّا الجمهور فقد ذهبوا إلى أن هناك مضافًا محذوفًا، والتقدير: مِن بعد انطلاق موسى أو مضيّه
(4)
.
قال الواحدي: " {مِنْ بَعْدِهِ}: من بعد خروجه عنكم للميقات". اهـ
(5)
وقال عبد الرحمن الأنباري: "الهاء تعود على موسى، والتقدير فيه: بعدَ خروجِه، فحُذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامَه". اهـ
(6)
(1)
ينظر: تفسير الطبري (2: 63)، تفسير القرطبي (1: 396)، تفسير الخازن (1: 46).
(2)
تفسير الطبري (2: 63).
(3)
تفسير القرطبي (1: 396).
(4)
ينظر: تفسير السمرقندي (1: 52)، تفسير الثعلبي (1: 195)، تفسير الماوردي (1: 120)، الوجيز، للواحدي (1: 105)، تفسير الزمخشري (1: 139)، كشف المشكلات، للباقولي (ص: 25)، البيان في إعراب غريب القرآن، للأنباري (1: 83)، زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي (1: 64)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (1: 63)، الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (1: 258)، تفسير النسفي (1: 89)، تفسير أبي حيان (1: 324)، الدر المصون (1: 355)، تفسير الجلالين (1: 12)، السراج المنير، للخطيب الشربيني (1: 59)، تفسير أبي السعود (1: 101)، روح البيان، لإسماعيل حقي (1: 134)، تفسير المظهري (1: 71)، فتح القدير، للشوكاني (1: 100)، مراح لبيد، لنووي الجاوي (1: 20)، تفسير القاسمي (1: 305)، تفسير السعدي (1: 52)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (1: 500)، تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (1: 181)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (1: 51).
(5)
التفسير الوجيز (1: 105).
(6)
البيان في إعراب غريب القرآن (1: 83).
وقال أبو البقاء: " {مِنْ بَعْدِهِ}: أي مِن بعد انطلاقه، فحُذفَ المضاف". اهـ
(1)
أمّا استدراك السمين على ابن عطية في إعادة الضمير على موسى مِن غير تقدير مضاف بأن ذلك غير متصور: فيقصد به أن التعدية في الذات لا تُتَصور، فلابد مِن حذف، فيُقدّر مصدر
(2)
من السياق، ويكون هو المضاف المحذوف.
فاستدراك السمين على ابن عطية وارد، لأن حذف المضاف المفهوم مِن السياق شائع في كلام العرب
(3)
، ولكن عند الإعراب والتفسير ينبغي توضيح هذا المضاف.
ومن أمثلة حذف المضاف في القرآن ما جاء في قوله -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} [البقرة: 246] أي: من بعد موت موسى عليه السلام
(4)
.
* * *
(1)
التبيان في إعراب القرآن (1: 63).
(2)
ينظر: تفسير أبي حيان (1: 324).
(3)
ينظر: التحرير والتنوير، لابن عاشور (1: 500).
(4)
ينظر: تفسير الطبري (5: 291)، تفسير الثعلبي (2: 208)، تفسير ابن عطية (1: 330)، تفسير القرطبي (3: 243).::