الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ناحيةٍ أخرى غلّط ابنُ عطية الهُذليَّ؛ لأنه استخدم السلوى بمعنى العسل، وهذا لا يصح عند ابن عطية، وانتقده السمين في ذلك.
وما قاله الهذلي ليس بغلط؛ إذ ثبتَ في اللغة أنَّ السلوى تطلق على العسل.
خلاصة القول: السلوى في الآية: طائر، مع أنها قد تُطلق لغةً على العسل
(1)
.
* * *
[4]: قال ابن عطية في معرض تفسيره لقوله - تعالى-: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى
ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82]:
(1)
ينظر: أضواء البيان، للشنقيطي (4: 75).::
"ويقال: (قَِس)
(1)
بفتح القاف وبكسرها، و (قِسِّيس) وهو اسم أعجمي عرّب، والقَس في كلام العرب: النميمة، وليس من هذا". اهـ
(2)
وقال السمين الحلبي: "ويقال: قَسَّ الأثرَ وقَصَّه بالصاد أيضاً، ويقال: قَسّ وقِسّ بفتح القاف وكسرها، وقِسِّيس.
وزعم ابن عطية أنه أعجمي مُعَرَّب.
وقال الواحدي
(3)
: "وقد تكلمت العرب بالقَسّ والقِسّيس، وأنشد
(4)
المازني
(5)
:
لو عَرَضَتْ لأيْبُلِيٍّ
(6)
قَسِّ
…
أشعثَ في هيكلهِ مُنْدَسِّ
(7)
حَنَّ إليها كحنينِ الطَسِّ
(8)
(1)
القسّ: رئيس مِن رؤساء النصارى في الدين والعلم. ينظر: المحكم، لابن سيده، مادة: قس (6: 105)، لسان العرب، لابن منظور، مادة: قس (6: 174).
(2)
المحرر الوجيز (2: 226).
(3)
علي بن أحمد الوَاحِدِيّ النَّيْسَابُوْرِيّ، أبو الحسن، الإمام، العلاّمة، المفسر، النحويّ، الأديب، وصفه الذهبي بإمام علماء التأويل، من مصنفاته:(البسيط) و (الوسيط) و (الوجيز) جميعها في التفسير، و (أسباب النزول)، توفي سنة 468 هـ. ينظر: إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي (2: 223)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (18: 339)، طبقات المفسرين، للسيوطي (ص: 78).
(4)
الأبيات الثلاثة من مشطور الرجز، للعجاج، وهي في ملحق ديوانه (2: 295)، وفي غريب الحديث، للخطابي (1: 499)، وفي سر صناعة الإعراب، لابن جني (1: 166)، وفي المحكم، لابن سيده، مادة: قسس (6: 105)، وفي مصادر أخرى.
(5)
بكر بن محمد المازِنيّ البَصْرِيّ، أبو عثمان، إمام العربية، من كبار نحاة البصرة، وهو من تلاميذ الأصمعي وأبي عبيدة، له عدة مصنفات، منها:(التصريف) و (ما تلحن فيه العامة)، توفي سنة 249 هـ. ينظر: إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي (1: 281)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (12: 270).
(6)
الأَيْبُلِيُّ: الرَّاهِب الرئيس. ينظر: لسان العرب، لابن منظور، مادة: أبل (11: 7).
(7)
مندس: داخل أو متخفي أو مدفون. ينظر: تهذيب اللغة، للأزهري، مادة: دس (12: 197)، لسان العرب، لابن منظور، مادة: دسس (6: 82).
(8)
هذه لغة طيء، وأصلها: الطست، وهو مِنْ آنِيَةِ الصُّفْر. ينظر: لسان العرب، لابن منظور، مادة: طست (2: 58)، تاج العروس، لمرتضى الزبيدي، مادة: طست (5: 5).::
وأنشد
(1)
لأميّة بن أبي الصَّلْت
(2)
:
لو كان مُنْفَلَتٌ كانت قَساوسةٌ
…
يُحْيِيهم الله في أَيْديهم الزُّبُرُ
(3)
هذا كلامُ أهل اللغة في القِسّيس.
وقال قُطْرُب
(4)
: "القَسّ والقِسّيس: العالم بلغة الروم". اهـ
(5)
ثم قال
(6)
: "فعلى هذا القَسُّ والقِسيس مما اتفق فيه اللغتان". اهـ
(7)
قلت
(8)
: وهذا يُقَوّي قولَ ابن عطية".
(1)
البيت في ديوان أمية بن أبي الصلت (ص: 81)، وهو أيضاً في كتاب العين، للخليل بن أحمد، مادة: قس (5: 12) وفي تهذيب اللغة، للأزهري، مادة: قس (8: 214)، وفي مصادر أخرى.
(2)
أُميَّة بن عبد الله أبي الصَّلْت الثَقَفِيّ، شاعر جاهلي حكيم، من أهل الطائف، قدم دمشق قبل الإسلام، وكان مطلعاً على الكتب القديمة، وهو ممن حرّموا على أنفسهم الخمر، ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية، مات سنة 5 هـ ولم يدخل في الإسلام. ينظر: طبقات فحول الشعراء، للجمحي (1: 262)، تاريخ دمشق، لابن عساكر (9: 255)، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (1: 385).
(3)
الزُبر: الكتب. ينظر: تهذيب اللغة، للأزهري، مادة: زبر (13: 135)، لسان العرب، لابن منظور، مادة: زبر (4: 315).
(4)
محمد بن المستنير بن أحمد البَصْريّ، أبو علي، المعروف بقُطْرُب، اللغويّ، النحويّ، من تلاميذ سيبويه، له عدة مصنفات، منها:(الأزمنة) و (الأضداد)، توفي سنة 206 هـ. ينظر: نزهة الألباء في طبقات الأدباء، للأنباري (ص: 76)، إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي (3: 219).
(5)
لم أجد هذا القول في كتب قطرب المطبوعة، وقد ورد كثيراً في كتب التفسير، ينظر: تفسير الثعلبي (4: 99)، التفسير الوسيط، للواحدي (2: 217)، تفسير السمعاني (2: 58)، تفسير البغوي (2: 75)، زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي (1: 575)، تفسير القرطبي (6: 257)، تفسير أبي السعود (3: 71).
(6)
أيْ الواحدي.
(7)
التفسير البسيط (7: 494).
(8)
أيْ السمين الحلبي.::