الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أيضًا: "فهذه الآية ليست دليلاً لحكم مسّ القرآن بأيدي الناس ولكن ذِكر الله إياها لا يخلو مِن إرادةِ أن يُقاس الناس على الملائكة في أنهم لا يمسون القرآن إلا إذا كانوا طاهرين كالملائكة، أيْ بقدر الإمكان مِن طهارة الآدميين.
فثبت بهذا أنّ الأمر بالتطهر لمن يُمسك مكتوبًا مِن القرآن قد تقرّرَ بين المسلمين مِن صدرِ الإسلام في مكة". اهـ
(1)
* * *
[33]: قال ابنُ عطية في معرض تفسيره لقوله - تعالى-: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)} [الحشر: 7 - 8]: "قوله - تعالى-: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} بيان
(1)
المرجع السابق (27: 336).
لقوله: {وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} ، فكرر لام الجر لَمّا كانت الأولى مجرورة باللام؛ ليبين أن البدل إنما هو منها". اهـ
(1)
وقال السمينُ الحلبيّ: "قوله: {لِلْفُقَرَاءِ} : فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أنه بدلٌ مِن {لذِي القُربى} ، قاله أبو البقاء والزمخشري.
قال أبو البقاء: "قيل هو بدلٌ مِن {وَلِذِي الْقُرْبَى} وما بعده" اهـ
(2)
، وقال الزمخشري:"بدلٌ مِن قوله: {وَلِذِي الْقُرْبَى} وما عُطِف عليه، والذي مَنَعَ الإِبدالَ من {فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} والمعطوفِ عليهما وإنْ كان المعنى لرسول الله: أنّ اللهَ عز وجل أخرجَ رسوله من الفقراءِ في قولِه: {وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}، وأنه - تعالى- يترفَّعُ برسوله عن تسميته بالفقير، وأنَّ الإبدالَ على ظاهرِ اللفظ مِن خلافِ الواجب في تعظيم الله عز وجل". اهـ
(3)
يعني لو قيل: بأنَّه بَدَلٌ مِنْ {لله} وما بعدَه لَزِمَ فيه ما ذُكِرَ: مِن أنَّ البدلَ على ظاهرِ اللفظِ يكونُ من الجلالةِ فيُقال: {لِلْفُقَرَاءِ} بدلٌ مِنْ {لله} ومِن {للرَّسُولِ} وهو قبيحٌ لفظاٌ، وإن كان المعنى على خلافِ هذا الظاهرِ، كما قال: إن معناه لرسولِ الله، وإنما ذُكر اللهُ عز وجل تفخيماً، وإلاَّ فاللهُ - تعالى- غنيٌّ عن الفَيْءِ وغيره، وإنما جعله بدلاً مِنْ {لذي القُرْبى} لأنه حنفيٌّ، والحنفية يشترطون الفقرَ في إعطاءِ ذوي القُربى مِن الفَيْءِ.
الثاني: أنه بيانٌ لقولِه: {وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} ، وكُرِّرتُ لامُ الجر لَمَّا كانت الأُولى مجرورةً باللام؛ ليُبَيِّنَ أنَّ البدلَ إنما هو منها، قاله ابنُ عطية، وهي عبارةٌ قَلِقَةٌ جداً.
(1)
المحرر الوجيز (5: 287).
(2)
التبيان في إعراب القرآن (2: 1215).
(3)
تفسير الزمخشري (4: 503).