الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبَى ابنُ عطية أَنْ يُجْعَلَ قولُه: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} اعتراضاً فقال: " {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} تأكيدٌ للأمرِ وتنبيه من المُقْسَم به، وليس هذا باعتراضٍ بين الكلامَيْن، بل هذا معنىً قُصِدَ التَّهَمُّمُ به، وإنما الاعتراضُ قولُه: {لَوْ تَعْلَمُونَ} ". اهـ
قلت: وكونُه تأكيداً ومُنَبِّهاً على تعظيمِ المُقْسَمِ به لا يُنافي الاعتراضَ بل هذا معنى الاعتراضِ وفائدتُه". اهـ
(1)
دراسة الاستدراك:
ذهب الجمهور إلى أنّ جملة: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} معترضة؛ لتأكيد القَسَم، وأنّ قوله:{لَوْ تَعْلَمُونَ} اعتراض في اعتراض
(2)
.
قال ابنُ جنّي: "قال الله سبحانه وتعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77)} [الواقعة]: هذا فيه اعتراضان: أحدهما قوله:
(1)
الدر المصون (10: 223).
(2)
ينظر: الخصائص، لابن جنّي (1: 336)، غرائب التفسير، للكرماني (2: 1180)، تفسير الزمخشري (4: 468)، إيجاز البيان عن معاني القرآن، لأبي الحسن النيسابوري (2: 799)، الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (6: 88)، تفسير البيضاوي (5: 182)، تفسير النسفي (3: 429)، تفسير ابن جزي (2: 339)، تفسير أبي حيان (10: 92)، الدر المصون (10: 223)، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام (1: 510)، البرهان في علوم القرآن، للزركشي (3: 58)، موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب، للجرجاوي الأزهري (ص: 59)، الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي (3: 254)، تفسير أبي السعود (8: 199)، البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، لابن عجيبة (7: 300)، تفسير المظهري (9: 181)، فتح القدير، للشوكاني (5: 192)، تفسير الآلوسي (14: 152)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (27: 331)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (27: 128)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين درويش (5: 66)، التفسير المنير، للزحيلي (27: 275)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (5: 471)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب (ص: 536)، المجتبى، لأحمد الخراط (4: 1282)، الياقوت والمرجان في إعراب القرآن، لمحمد بارتجي (ص: 544).
{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} ؛ لأنه اعترض به بين القسم الذي هو قوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} وبين جوابه الذي هو قوله: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} ، وفي نفس هذا الاعتراض اعتراض آخر بين الموصوف الذي هو (قَسَم) وبين صفته التي هي {عَظِيمٌ} وهو قوله:{لَوْ تَعْلَمُونَ} ، فذانك اعتراضان كما ترى، ولو جاء الكلام غير معترض فيه لوجب أن يكون: فلا أقسم بمواقع النجوم إنه لقرآن كريم وإنه لقسم عظيم لو تعلمون". اهـ
(1)
وقال الزركشي متحدثًا عن أغراض الاعتراض: "منها: قَصْدُ التأكيد، كقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)} [الواقعة]، وفيها اعتراضان، فإنه اعترَضَ بقوله: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} بين القسم وجوابه، واعترض بقوله: {لَوْ تَعْلَمُونَ} بين الصِّفةِ والموصوف، والمراد تعظيم شأنِ ما أَقسَمَ به مِن مواقع النجوم، وتأكيد إجلاله في النفوس لا سِيَّما بقوله: {لَوْ تَعْلَمُونَ} ". اهـ
(2)
أمّا ابنُ عطية فلم يوافق الجمهور في أنّ جملة {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} معترضة، حيث قال:
…
" {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} تأكيد للأمر وتنبيه من المقسم به، وليس هذا باعتراض بين الكلامين، بل هذا معنى قصد التهَمُّم به". اهـ
(3)
واستدرك عليه السمين قائلاً: "وكونُه تأكيداً ومُنَبِّهاً على تعظيمِ المُقْسَمِ به لا يُنافي الاعتراضَ، بل هذا معنى الاعتراضِ وفائدتُه". اهـ
(4)
(1)
الخصائص (1: 336).
(2)
البرهان في علوم القرآن (3: 58).
(3)
المحرر الوجيز (5: 251).
(4)
الدر المصون (10: 224).