الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[7]: قال ابنُ عطية في معرض تفسيره لقوله - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ}
[المؤمنون: 57]: "و (مِنْ) في قوله: {مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ} هي لبيان جنس الإشفاق، والإشفاق إنما هو من عذاب الله". اهـ
(1)
وقال السمين الحلبي: "قوله: {مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ} فيه وجهان، أحدهما: أنها لبيان الجنس، قال ابن عطية: "هي لبيان جنس الإشفاق" اهـ، قلت: وهي عبارةٌ قلقة.
والثاني: أنها متعلقةٌ بـ {مُشْفِقُونَ} قاله
(2)
الحَوْفيّ
(3)
، وهو واضح". اهـ
(4)
دراسة الاستدراك:
في (مِن) من قوله: {مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ} وجهان:
الأول: أنها تعليلية متعلقة بالخبر: {مُشْفِقُونَ} ، وهو قول الجمهور
(5)
.
(1)
المحرر الوجيز (4: 147).
(2)
نقله أبو حيان عن الحوفي، ولعله في كتابه (إعراب القرآن) أو في (البرهان في تفسير القرآن) وجميعها لم تطبع حتى الآن. ينظر: تفسير أبي حيان (7: 569).
(3)
علي بن إبراهيم بن سعيد الحَوْفِيّ المِصْريّ، أبو الحسن، العلاّمة، النحويّ، من مصنفاته:(إعراب القرآن) و (الموضح) في النحو، توفي سنة 430 هـ. ينظر: إنباه الرواة على أنباه النحاة، للقفطي (2: 219)، طبقات المفسرين، للسيوطي (ص: 83).
(4)
الدر المصون (8: 352).
(5)
ينظر: تفسير أبي حيان (7: 569)، الدر المصون (8: 352)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (18: 188)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (18: 77)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين الدرويش (6: 523)، إعراب القرآن، لأحمد الدعاس (2: 332)، المجتبى، لأحمد الخراط (2: 774)، معجم حروف المعاني في القرآن، لمحمد الشريف (ص: 1079)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (3: 762)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب الإبراهيم (ص: 345).::
الثاني: أنها لبيان جنس الإشفاق، وهو قول ابن عطية
(1)
.
والصحيح أنها تعليلية متعلقة بالخبر: {مُشْفِقُونَ} ، وهذا الوجه هو الأليق بمعنى الآية، لأن معناها: أنهم بسبب اتصافهم بخشية الله مشفقون من عذابه
(2)
.
قال الواحدي: "الذين هم لمِا هم عليه مِن خشية الله مشفقون من عذابه". اهـ
(3)
وقال ابنُ عاشور: "والمعنى: أنهم لخشية ربهم يخافون عقابه". اهـ
(4)
وعليه: فاستدراك السمين على ابن عطية في محله؛ لأن القول بأنها لبيان جنس الإشفاق غير ظاهر.
* * *
(1)
ينظر: المحرر الوجيز (4: 147).
(2)
ينظر: التفسير الوسيط، للواحدي (3: 292)، تفسير المظهري (6: 387)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (18: 77).
(3)
البسيط (16: 7).
(4)
التحرير والتنوير (18: 77).