الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[16]: قال ابن عطية عند حديثه عن القراءات الواردة في {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}
(1)
من قوله - تعالى-: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [المائدة: 60]: "وروي عن الحسن من غير طريق عباد
(2)
أنه قرأ بفتح العين والدال وسكون الباء، ونصب التاء من الطاغوت، وهذه تتجه على وجهين، أحدهما: أنه أراد (وعبداً الطاغوت) فحذف التنوين كما حذف في قول الشاعر:
. . . . . . . . . . . . . . . .
…
وَلا ذَاكِرِ اللهَ إلاَّ قَلِيلا
(3)
والوجه الآخر أن يريد (عَبَدَ) الذي هو فعل ماض، وسكن الباء على نحو ما هي عين الفعل مسكنة في قول الشاعر:
وما كلُّ مغبونٍ
(4)
ولو سَلْفَ
(5)
صَفْقُهُ
(6)
…
. . . . . . . . . . . . . . . . .
(7)
(1)
قرأ حمزة بضم الباء وكسر التاء {وعَبُدَ الطاغوتِ} على أن (عَبْدَ) واحد يراد به يراد به الجنس، وقرأ باقي العشرة {وعبَدَ الطاغوتَ} وعبد هنا فعل ماضي، وقرأ الحسن (وعَبْدَ الطاغوتَ) على التخفيف من (عَبَدَ) وفي رواية أخرى عن الحسن (وعبْدَ الطاغوتِ)، وجاء فيها قراءات أخرى شاذة وهي أكثر من عشرين قراءة. ينظر: السبعة، لابن مجاهد (ص: 246)، تفسير الطبري (10: 439)، المحتسب، لابن جني (1: 214)، التيسير، لأبي عمرو الداني (ص: 100)، الكشف عن وجوه القراءات السبع، لمكي بن أبي طالب (1: 414)، تفسير البغوي (2: 66)، لسان العرب، لابن منظور، مادة: عبد (3: 273)، تفسير أبي حيان (4: 307)، النشر، لابن الجزري (2: 255)، الإتحاف، للدمياطي (ص: 255)، فتح القدير، للشوكاني (2: 63).
(2)
عَبّاد بن مَيسَرَة المِنقَرِيّ التَّمِيميّ البَصرِيّ، المعَلِّم، كان زاهدًا عابدًا، روى عن الحسن ومحمد بن المنكدر وغيرهما، مِن العلماء مَن ضعّف حديثه، ومنهم مَن حسنه، ولم تذكر المصادرُ التي ترجمت له تاريخَ وفاته. ينظر: التاريخ الكبير، للبخاري (6: 38)، تهذيب الكمال، للمزي (14: 167)، تاريخ الإسلام، للذهبي (9: 453).
(3)
هذا عجز بيت منسوب لأبي الأسود الدؤلي. وصدره: فَأَلْفَيْتُهُ غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ. ينظر: العين، للخليل بن أحمد، مادة: عتب (2: 77)، الكتاب، لسيبويه (1: 169)، المقتضب، للمبرد (2: 313)، تهذيب اللغة، للأزهري، مادة: عتب (2: 58)، المحكم، لابن سيده، مادة: عتب (2: 54).
(4)
مخدوع في البيع. ينظر: لسان العرب، لابن منظور، مادة: غبن (13: 310).
(5)
مضى وتقدَّم. ينظر: لسان العرب، مادة: سلف (9: 158).
(6)
صَفَقْت له بالبيع وَالْبَيْعَةِ صَفْقاً أَي ضربتُ يَدِي على يَدِهِ، وإنما قيل للبيعة صَفْقَةٌ؛ لأَنهم كانوا إذا تبايَعوا تَصافَقُوا بالأَيدي. ينظر: لسان العرب، مادة: صفق (10: 200).
(7)
البيت للأخطل، وعجزه: بِراجعِ ما قدْ فَاتَهُ بِرِدَادِ. وهو في ديوان الأخطل (ص: 84)، وموجود أيضاً في أدب الكاتب، لابن قتيبة (ص: 538)، وفي المنصف، لابن جني (ص: 367)، وفي لسان العرب، لابن منظور، مادة: سلف (3: 173)، وفي مصادر ومراجع أخرى.
فإن اللام من (سَلْفَ) مسكنة، ونحو هذا قول أبي السمَّال (ولُعْنوا بما قالوا)
(1)
بسكون العين، فهذه قراءات العين فيها مفتوحة". اهـ
(2)
وقال السمين الحلبي: "وقرأ الحسن البصري في رواية عَبَّاد (وعَبْدَ الطاغوتَ) بفتح العين والدال وسكون الباء، ونصب التاء من (الطاغوت) وخَرَّجها ابن عطية على وجهين، أحدهما: أنه أراد: (وعَبْداً الطاغوت) فحذف التنوينَ من (عبداً) لالتقاء الساكنين كقوله:
................
…
وَلا ذَاكِرِ اللهَ إلاَّ قَلِيلا
والثاني: أنه أراد (وعبَد) بفتح الباء على أنه فعلٌ ماضٍ كقراءة الجماعة إلا أنه سَكَّن العينَ على نحوِ ما سَكَّنها في قول الآخر:
وما كلُّ مغبونٍ ولو سَلْفَ صَفْقُهُ
…
.....................
(1)
من قوله - تعالى-: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة: 64]: قرأ العشرة: {ولعِنوا} بكسر العين، وقرأ أبو السمال (لعْنوا) بسكون العين. ينظر: تفسير ابن عطية (2: 215)، تفسير أبي حيان (4: 314).
(2)
المحرر الوجيز (2: 212).