الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دراسة الاستدراك:
أولاً: أقوال العلماء في إعراب قوله: {جَنَّتَانِ} :
لهم في ذلك ثلاثة أقوال:
1 -
أنَّ قوله: {جَنَّتَانِ} مرفوع على أنه بدل مِن {آيَةٌ} .
قاله: الفرّاء
(1)
، والزجّاج
(2)
، والنحّاس
(3)
، ومكّي بن أبي طالب
(4)
، والباقولي
(5)
،
وغيرهم
(6)
.
(1)
ينظر: معاني القرآن (2: 358).
(2)
ينظر: معاني القرآن وإعرابه (4: 248).
(3)
ينظر: إعراب القرآن (3: 232).
(4)
ينظر: الهداية إلى بلوغ النهاية (9: 5906).
(5)
ينظر: كشف المشكلات في إعراب القرآن وعلل القراءات (ص: 674).
(6)
ينظر: تفسير القرآن العزيز، لابن أبي زمنين (4: 12)، غرائب التفسير، للكرماني (2: 931)، تفسير الزمخشري (3: 575)، البيان في إعراب غريب القرآن، للأنباري (2: 231)، زاد المسير، لابن الجوزي (3: 494)، تفسير الفخر الرازي (25: 200)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (2: 1066)، الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (5: 286)، تفسير القرطبي (14: 284)، تفسير البيضاوي (4: 244)، تفسير النسفي (3: 58)، تفسير ابن جزي (2: 164)، الدر المصون (9: 170)، تفسير الجلالين (1: 565)، تفسير أبي السعود (7: 127)، روح البيان، لإسماعيل حقي (7: 281)، البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، لابن عجيبة (4: 484)، فتح القدير، للشوكاني (4: 367)، تفسير الآلوسي (11: 299)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (22: 166)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (22: 212)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين درويش (8: 81)، التفسير المنير، للزحيلي (22: 161)، الياقوت والمرجان في إعراب القرآن، لمحمد بارتجي (ص: 438)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (4: 599)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب (ص: 430)، المجتبى، لأحمد الخراط (3: 985)، المفيد في إعراب القرآن المجيد، لعمر خطيب (ص: 293).
وأبدلَ المثنَّى {جَنَّتَانِ} مِنْ المفرد {آيَةٌ} ؛ لأنَّ هذا المفردَ يَصْدُقُ على هذا المثنى، فمجموع الجنتين بمنزلة آية واحدة
(1)
.
وضّعف هذا الوجه ابنُ عطية ولم يبيّن جهة ضعفه
(2)
، قال السمين:"وضَعَّفَ ابنُ عطية الأولَ ولم يبيّنه، ولا يَظهرُ ضَعْفُه بل قوتُه، وكأنه توهَّمَ أنهما مختلفان إفراداً وتثنية؛ فلذلك ضَعُفَ البدلُ عنده". اهـ
(3)
2 -
أنَّ قوله: {جَنَّتَانِ} مرفوع على أنّه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي جنتان، أو: الآية جنتان.
جوّزه: النحّاس
(4)
، والزمخشري
(5)
، وعبد الرحمن الأنباري
(6)
، وأبو البقاء
(7)
، وغيرهم
(8)
.
(1)
ينظر: الدر المصون (9: 170)، تفسير الآلوسي (11: 299).
(2)
ينظر: المحرر الوجيز (4: 413).
(3)
الدر المصون (9: 170).
(4)
ينظر: إعراب القرآن (3: 232).
(5)
ينظر: تفسير الزمخشري (3: 575).
(6)
ينظر: البيان في إعراب غريب القرآن (2: 231).
(7)
ينظر: التبيان في إعراب القرآن (2: 1066).
(8)
ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (5: 286)، تفسير القرطبي (14: 284)، تفسير البيضاوي (4: 244)، تفسير النسفي (3: 58)، تفسير ابن جزي (2: 164)، تفسير أبي السعود (7: 127)، البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، لابن عجيبة (4: 484)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين درويش (8: 81)، التفسير المنير، للزحيلي (22: 161)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (4: 599)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب (ص: 430)، إعراب القرآن، لأحمد الدعاس (3: 66).
قال الأنباري مجوزًا هذا الوجه: " أن يكون مرفوعًا؛ لأنّه خبر مبتدأ محذوف، وتقديره: هي جنّتان". اهـ
(1)
3 -
أنَّ قوله: {جَنَّتَانِ} مبتدأ، وخبره في قوله:{عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ} .
قاله ابنُ عطية
(2)
.
وضُعّف بأنّ {جَنَّتَانِ} نكرة لا مسوّغ للابتداء بها، وإن قيل بأنّ في الكلام صفة محذوفة والتقدير: جنتان لهم، أو جنتان عظيمتان؛ ففي ذلك فصل للكلام عمّا قبله
(3)
.
ثانياً: المناقشة والترجيح:
الراجح أنّ قوله: {جَنَّتَانِ} بدل مِن {آيَةٌ} ؛ وذلك لأنه تكملة لما قبله
(4)
، فقوله:{جَنَّتَانِ} هو عبارة عن تفسير وبيان للآية، حتى إنّ بعض النحويين يُسمّون البدل: تفسير، كما في هذه الآية
(5)
، فقد عللوا رفع {جَنَّتَانِ} بأنها تفسير للآية.
وليس هذا القول بضعيف كما توهم ابنُ عطية، بل هو أقوى الأقوال، ولا يُشترط في البدل المطابقة إفرادًا وغيره
(6)
.
(1)
البيان في إعراب غريب القرآن (2: 231).
(2)
ينظر: المحرر الوجيز (4: 413).
(3)
ينظر: تفسير أبي حيان (8: 534)، فتح القدير، للشوكاني (4: 367)، تفسير الآلوسي (11: 300).
(4)
ينظر: التحرير والتنوير، لابن عاشور (22: 166).
(5)
ينظر: معاني القرآن، للفراء (2: 358)، نحو القراء الكوفيين، لخديجة مفتي (ص: 343).
(6)
ينظر: الدر المصون (9: 170)، تفسير الآلوسي (11: 300).
أمّا القول الثاني وهو أنّ {جَنَّتَانِ} خبر لمبتدأ محذوف، فهو جائز، ولكن الأول أقوى؛ لخلوه من التقديرات.
وأمّا قول ابن عطية بأن {جَنَّتَانِ} مبتدأ، وخبره:{عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ} فهو ضعيف؛ لأنّ {جَنَّتَانِ} نكرة لا مسوغ للابتداء بها
(1)
، وحتى لو قيل بأنّ الابتداء بها هنا له مسوغ، فإن جعْل الكلام متصلاً بما قبله مُفسِّرًا له أولى مِن جعْل قوله:{جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ} جملة جديدة مِن مبتدأ وخبر.
(2)
وعليه: فإن دفاع السمين الحلبي عن القول بالبدلية وردِّه على ابن عطية في محله، فالقول بأن {جَنَّتَانِ} بدل مِن {آيَةٌ} هو أقوى الأقوال وليس بضعيف كما توهّم ابنُ عطية.
* * *
(1)
ينظر: تفسير أبي حيان (8: 534)، فتح القدير، للشوكاني (4: 367).
(2)
ينظر: تفسير أبي حيان (8: 534)، تفسير الآلوسي (11: 300).