الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منه للسبب المتصل بينهما، ويعود الضمير عليه، و {النَّاسُ} - على هذا- مفعول لم يُسمَّ فاعله، ويصح أن يكون {النَّاسُ} رفعا بالابتداء و {مَجْمُوعٌ} خبر مقدم". اهـ
(1)
وقال السمين الحلبي: " {ذَلِكَ} إشارةٌ إلى يوم القيامة، المدلولِ عليه بالسياق من قوله:{عَذَابَ الْآخِرَةِ} ، و {مَجْمُوعٌ} صفةٌ لـ {يَوْمٌ} جَرَتْ على غير مَنْ هي له فلذلك رَفَعَت الظاهرَ وهو {النَّاسُ} ، وهذا هو الإِعراب نحو: مررت برجلٍ مضروبٍ غلامُه.
وأعرب ابن عطية {النَّاسُ} مبتدأ مؤخراً و {مَجْمُوعٌ} خبره مقدماً عليه، وفيه ضعف؛ إذ لو كان كذلك لقيل: مجموعون، كما يقال: الناس قائمون ومضروبون، ولا يقال: قائم ومضروب إلا بضعف.
وعلى إعرابه يحتاج إلى حذف عائد، إذ الجملةُ صفة لليوم، وهو الهاء في له، أي: الناس مجموع له، و {مَشْهُودٌ} متعيِّنٌ لأن يكونَ صفة؛ فكذلك ما قبله". اهـ
(2)
دراسة الاستدراك:
أولاً: أقوال المعربين في إعراب قوله - تعالى-: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ} :
1 -
أنّ {ذَلِكَ} مبتدأ، و {يَوْمٌ} خبره، و {مَجْمُوعٌ} نعت لـ {يَوْمٌ} ، و {لَهُ} متعلق باسم المفعول {مَجْمُوعٌ} ، و {النَّاسُ} نائب فاعل لاسم المفعول.
وهذا قول الجمهور
(3)
.
(1)
المحرر الوجيز (3: 206).
(2)
الدر المصون (6: 386).
(3)
ينظر: إعراب القرآن، للنحاس (2: 182)، تفسير الزمخشري (2: 427)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (2: 713)، الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (3: 519)، تفسير القرطبي (9: 96)، تفسير النسفي (2: 84)، تفسير أبي حيان (6: 208)، الدر المصون (6: 386)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (12: 352)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين درويش (4: 428).، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (2: 551)، الياقوت والمرجان في إعراب القرآن، لمحمد بارتجي (ص: 241)، المجتبى، لأحمد الخراط (2: 485)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب (ص: 233)، إعراب القرآن، لأحمد الدعاس (2: 73).
قال النحاس: " {ذَلِكَ يَوْمٌ} ابتداء وخبر، {مَجْمُوعٌ} مِن نعته، {النَّاسُ} اسم ما لم يسمّ فاعله، ولهذا لم يقل: مجموعون". اهـ
(1)
وقال المنتجب الهمذاني: " {مَجْمُوعٌ} نعت لليوم، و {النَّاسُ} رُفع باسم المفعول الذي هو {مَجْمُوعٌ} على طريق ما لم يُسمّ فاعله، كما يرفع بفعله إذا قلت: يُجمع له الناس، و {لَهُ} مِن صلة {مَجْمُوعٌ} ". اهـ
(2)
2 -
أنّ قوله: {النَّاسُ} مبتدأ مؤخر، و {مَجْمُوعٌ} خبر مقدم.
جوّزه: ابن عطية
(3)
، وضعّفه غير واحد مِن المعربين
(4)
، منهم: السمين الحلبي، حيث قال: "وفيه ضعف؛ إذ لو كان كذلك لقيل: مجموعون، كما يقال: الناس قائمون ومضروبون، ولا يقال: قائم ومضروب إلا بضعف.
(1)
إعراب القرآن (2: 182).
(2)
الفريد في إعراب القرآن المجيد (3: 519).
(3)
ينظر: المحرر الوجيز (3: 206).
(4)
ينظر: تفسير القرطبي (9: 96)، تفسير أبي حيان (6: 208)، تفسير الآلوسي (6: 332).
وعلى إعرابه يحتاج إلى حذف عائد، إذ الجملةُ صفة لليوم، وهو الهاء في {له} ، أي: الناس مجموع له، و {مَشْهُودٌ} متعيِّنٌ لأن يكونَ صفة فكذلك ما قبله". اهـ
(1)
ثانيًا: القول الراجح:
ما قاله الجمهور هو الوجه الظاهر والراجح، فـ {مَجْمُوعٌ} نعت لليوم، و {النَّاسُ} نائب فاعل.
أمّا قول ابن عطية أنّ {النَّاسُ} مبتدأ مؤخر، و {مَجْمُوعٌ} خبر مقدم ففيه بُعد؛ لأنه لو كان كذلك لقيل: مجموعون
(2)
، كما يُقال: الناس مجموعون؛ هذا هو القياس بناء على إعراب ابن عطية.
قال الفرّاء: "إذا أردت جمع الشيء المتفرق قلت: جمعت القوم، فهم مجموعون". اهـ
(3)
فلو كانت الجملة من مبتدأ وخبر كما قال ابن عطية لقيل: مجموعون، كما يُقال عن الناس: هم مجموعون، لا هم مجموع.
والعلةُ الأخرى التي ذكرها السمين في تضعيفه لقول ابن عطية بأنه على إعرابه يحتاج إلى حذف عائد، لأن الجملة صفة لليوم، والعائد هو الهاء في {لَهُ} ، أي: الناس مجموع له، و {مَشْهُودٌ} متعيِّنٌ لأن يكونَ صفة لليوم فكذلك ما قبله {مَجْمُوعٌ} علةٌ واردة، وعليه: فاستدراك السمين على ابن عطية في محله، وقول الجمهور هو الصحيح.
* * *
(1)
الدر المصون (6: 386).
(2)
ينظر: تفسير القرطبي (9: 96)، تفسير أبي حيان (6: 208)، الدر المصون (6: 386)، تفسير الآلوسي (6: 332).
(3)
معاني القرآن (1: 473).