الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و (مَنْ) يجوز أنْ تكون شرطية، وهو الظاهر، والفاء في {فَأُولَئِكَ} جواب الشرط، وأنْ تكونَ موصولة، ودخلت الفاء لِما عَرفتَ مِن شَبَهِ الموصولِ بالشرط". اهـ
(1)
دراسة الاستدراك:
للعلماء في لام {وَلَمَنِ انْتَصَرَ}
…
قولان رئيسان:
الأول: أنها اللام التي يُتلقى بها القسم، وبناء عليه فالآية فيها قسم محذوف.
قاله: ابنُ عطية
(2)
، وأبو زيد
(3)
الثعالبي
(4)
، وغيرهما
(5)
.
وضعفه السمين لأنه رجّح أن تكون (مَن) شرطية، فكان ينبغي أن يُجاب السابق
…
- القسم-، وهنا لم يجب إلا الشرط {فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}: جواب الشرط
(6)
.
الثاني: أنها لام الابتداء، وفائدتها توكيد مضمون الجملة.
قاله: أبو حيان
(7)
، والسمين
(8)
، وغيرهما
(9)
، ورجحه الشوكاني
(10)
.
(1)
الدر المصون (9: 562).
(2)
ينظر: المحرر الوجيز (5: 40).
(3)
عبد الرحمن بن محمد بن مَخْلوف الثَّعَالبيّ الجزائريّ، أبو زيد، المفسّر، الفقيه المالكيّ، من مصنفاته:(الجواهر الحسان في تفسير القرآن) و (جامع الأمهات في أحكام العبادات)، توفي سنة 875 هـ. ينظر: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، للسخاوي (4: 152)، ديوان الإسلام، لابن الغزي (2: 56)، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، لمحمد مخلوف (1: 264).
(4)
ينظر: الجواهر الحسان في تفسير القرآن (5: 165).
(5)
ينظر: تفسير الآلوسي (13: 48)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (25: 118)، التفسير الوسيط، للزحيلي (3: 2342)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب الإبراهيم (ص: 487).
(6)
ينظر: الدر المصون (9: 562).
(7)
ينظر: تفسير أبي حيان (9: 345).
(8)
ينظر: الدر المصون (9: 562).
(9)
ينظر: روح البيان، لإسماعيل حقي (8: 336)، تفسير الآلوسي (13: 48)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (25: 51)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (25: 118)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين الدرويش (9: 44)، المجتبى، لأحمد الخراط (3: 1142)، إعراب القرآن، لأحمد الدعاس (3: 190)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (5: 77)، معجم حروف المعاني في القرآن، لمحمد الشريف (ص: 875)، الياقوت والمرجان في إعراب القرآن، لمحمد بارتجي (ص: 495).
(10)
ينظر: فتح القدير (4: 620).::
قال أبو حيان: "واللام في {وَلَمَنِ انْتَصَرَ}
…
لام توكيد". اهـ
(1)
وكلا القولين بينهما اشتراك مِن وجهين:
1 -
التوكيد؛ فلام الابتداء معناها توكيد الكلام، وكذلك لام القسم
(2)
.
وقد بيّن الزَّجَّاجي
(3)
أن اللفظ بهما سواء ولكن بالمعنى يستدل على القصد، وقال:" إذا وقع بعدها المستقبل ومعه النون الثقيلة أو الخفيفة فهي لام القسم، ذُكر القسم قبلها أو لم يُذكر"، ثم قال:"وكذلك كل ما كان عليه دليل من هذا النوع حُمل على القسم، وما لم يكن فيه دليل فاللام فيه لام الابتداء، والمعنى بينهما قريب؛ لاجتماعهما في التوكيد والتحقيق". اهـ
(4)
2 -
أن لام الابتداء من حروف المعاني الغير عاملة، وكذلك لام القسم غير عاملة
(5)
.
والراجح - والله أعلم- أنها لام الابتداء التوكيدية؛ لأن ظاهر نظم الآية لا يدل على القسم، ولم يُشِر المفسرون إلى أن هناك قسم مقدّر في الآية.
وعليه: فاستدراك السمين الحلبي وارد على ابن عطية.
* * *
(1)
تفسير أبي حيان (9: 345).
(2)
ينظر: اللامات، للزجاجي (ص: 79)، الجنى الداني في حروف المعاني، للمرادي (ص: 124).
(3)
عبد الرحمن بن إسحاق الزَّجَّاجِيّ البغداديّ، أبو القاسم، شيخ العربية، النحوي، له عدة مصنفات، منها:(الجمل الكبرى)
…
و (الأمالي) و (اللامات) و (الإيضاح في علل النحو)، توفي سنة 337 هـ. ينظر: تاريخ العلماء النحويين، للتنوخي (ص: 36)، نزهة الألباء في طبقات الأدباء، للأنباري (ص: 227)، وفيات الأعيان، لابن خلكان (3: 136).
(4)
اللامات (ص: 79).
(5)
حروف المعاني غير العاملة هي التي ليست ناصبة ولا جازمة ولا جارة. ينظر: الجنى الداني، للمرادي (ص: 95)، الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي (2: 265).::