الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: نسبةُ التصحيفِ إلى هؤلاء غيرُ محمودةٍ، كما أن تَعالِيَ الهُذَليِّ في اختيارِ الشاذِّ غيرُ محمود". اهـ
(1)
دراسة الاستدراك:
يظهر جلياً في هذا الاستدراك منهجية السمين الحلبي في موقفه من القراءات الشاذة، حيث كان موضوعياً معتدلاً في ذلك، فلا هو ينسب مَن قرأ بها أو رواها إلى التصحيف، ولا هو يرجحها على قراءة متواترة.
فهو هنا يستدرك على ابن عطية قولَه بأن القراءة بالعين والنون (فاستعانه) تصحيف لا قراءة، ويستدرك أيضاً على ابن جُبارة اختيارَه هذه القراءة الشاذة وتفضيلها على المتواترة.
وأماّ أبو حيان فقد ذكر قول ابن عطية ورَدّ عليه نافياً تصحيف هذه القراءة؛ لأن ابن خالويه نقلها عن سيبويه، ولأن ابن جبارة نقلها عن الزعفراني وابن مقسم، وساقَ قولَ ابن جبارة الذي اختار فيه القراءة الشاذة دون نقد أو تعليق
(2)
.
والراجح أن القراءة بالعين والنون (فاستعانه) هي فعلاً قراءة شاذة وليست تصحيفاً كما وهم ابن عطية، لما يلي:
1 -
ورودها عن أكثر من قارئ، وهم: الحسن البصري، وسيبويه، والزعفراني، وابن مِقسَم
(3)
.
(1)
الدر المصون (8: 657).
(2)
ينظر: تفسير أبي حيان (8: 292).
(3)
ينظر: مختصر شواذ القرآن، لابن خالويه (ص: 114)، الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها، لابن جبارة (ص: 613)، تفسير الزمخشري (3: 398)، إعراب القرآن الشواذ، لأبي البقاء (2: 255)، تفسير أبي حيان (8: 292)، تفسير أبي السعود (7: 6)، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، للدمياطي (ص: 435)، جلاء بصري في قراءة الحسن البصري بروايتي شجاع البلخي والدوري من طريق الأهوازي، إعداد: توفيق ضمرة (ص: 127).::
2 -
وجودها في أكثر من مصدر من كتب التفسير والقراءات
(1)
.
3 -
أنّ معناها لا يناقض معنى القراءة المتواترة، بل المتواترة تشهد لها، فالفعل في القراءة المتواترة عُدّي بـ (على)
(2)
: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} وهذا يدل على أن الاستغاثة هنا متضمنة معنى النصرة والإعانة
(3)
، وقد قال- تعالى- بعد ذلك:{فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ} [القصص: 18] والإعانة من معاني النصر
(4)
.
* * *
(1)
ينظر: مختصر شواذ القرآن، لابن خالويه (ص: 114)، الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها، لابن جبارة (ص: 613)، تفسير الزمخشري (3: 398)، إعراب القرآن الشواذ، لأبي البقاء (2: 255)، تفسير أبي حيان (8: 292)، تفسير أبي السعود (7: 6)، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، للدمياطي (ص: 435).
(2)
ينظر: تفسير أبي السعود (7: 6)، تفسير الآلوسي (10: 263).
(3)
قال المفسرون: (فاستغاثه) أي: استنصره وطلب المعونة. ينظر: معاني القرآن، للزجاج (4: 136)، التفسير الوسيط، للواحدي (3: 393)، تفسير السمعاني (4: 128)، زاد المسير، لابن الجوزي (3: 378).
(4)
ينظر: المفردات، للراغب الأصفهاني، مادة: نصر (ص: 808)، لسان العرب، لابن منظور، مادة: نصر (5: 210).::