الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[2]: قال ابنُ عطية عند إعرابه لقوله- تعالى-: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
[البقرة: 32]: "قال الزهراوي: موضع {مَا} مِن قولهم: {مَا عَلَّمْتَنَا} نصب
…
بـ {عَلَّمْتَنَا} ، وخبر التبرئة في {لَنَا} .
ويحتمل أن يكون موضع (مَا) رفعًا على أنه بدل من خبر التبرئة، كما تقول: لا إله إلا الله، أي: لا إله في الوجود إلا الله". اهـ
(1)
وقال السمين الحلبي: " {مَا} موصولةٌ، و {عَلَّمْتَنَا} صلتُها، وعائدُها محذوفٌ، على أن يكونَ (عِلْمَ) بمعنى مَعْلُوم، ويجوزُ أنْ تكونَ مصدريةً وهي في محلِّ نصب على الاستثناءِ، ولا يجوزُ أن تكونَ منصوبةً بالعِلْم الذي هو اسمُ (لا) لأنه إذا عَمِل كان مُعْرَباً، وقيل: في محلِّ رفعٍ على البدلِ من اسم (لا) على الموضع.
وقال ابن عطية: "هو بدلٌ من خبر التبرئة كقولهم: لا إلهَ إلا الله" اهـ، وفيهِ نظرٌ؛ لأن الاستثناءَ إنما هو من المحكومِ عليه بقيدِ الحكم لا مِن المحكومِ به". اهـ
(2)
دراسة الاستدراك:
موضوع هذا الاستدراك هو {مَا} وموضعها الإعرابي في قوله: {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} ، ولمعربي القرآن في ذلك عدة أقوال:
(1)
المحرر الوجيز (1: 121).
(2)
الدر المصون (1: 266).::
1 -
أن {مَا} موصولة، و {عَلَّمْتَنَا} صلتها، وعائدها محذوف، أي: علَّمتناه، ويكون {عِلْمَ} بمعنى: معلوم، وهي مع صلتها في موضع رفع على البدل مِن موضع {لَا عِلْمَ} ، أي: لا معلوم لنا إلا الذي علَّمتناه.
قاله: أبو البقاء
(1)
، والمنتجَب الهمذاني
(2)
، وأبو حيان
(3)
، والسمين
(4)
، وغيرهم
(5)
.
وهذا أوضح الأوجه وأظهرها، وهو متسق مع ظاهر معنى الآية.
2 -
أن {مَا} مصدرية، أي: عِلْماً علمتناه، وهي في موضع رفع على البدل من موضع
…
(لَا عِلْمَ) نحو "لا إله إلا الله".
قاله: أبو البقاء - وجهاً محتملاً-
(6)
، وإسماعيل
(7)
حَقِّي
(8)
، وغيرهما
(9)
.
وهو قولٌ محتَمَل، ومعناه قريب من معنى القول الأول.
(1)
ينظر: التبيان في إعراب القرآن (1: 49).
(2)
ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد (1: 223).
(3)
ينظر: تفسير أبي حيان (1: 238).
(4)
ينظر: الدر المصون (1: 266).
(5)
ينظر: تفسير الآلوسي (1: 228)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (1: 37).
(6)
ينظر: التبيان في إعراب القرآن (1: 49).
(7)
إسماعيل حَقِّي بن مصطفى الإسلامبولي، أبو الفداء، تركيّ مستعرب، مفسر، صنف كتباً بالعربية والتركية، ومن أشهر مصنفاته: تفسيره المسمى (روح البيان في تفسير القرآن)، توفي سنة 1127 هـ. ينظر: معجم المطبوعات العربية والمعربة، ليوسف سركيس (2: 441)، الأعلام، للزركلي (1: 313).
(8)
ينظر: روح البيان (1: 101).
(9)
ينظر: إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين الدرويش (1: 81)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (1: 37).::
3 -
أن {مَا} في موضع نصب بـ {عَلَّمْتَنَا} .
نقله ابنُ عطية عن الزهراوي - وبه بدأ-
(1)
، وضعّفه بعض المعربين.
وسبب ضعفه: أنّ الموصول {مَا} لا ينتصب بصلته {عَلَّمْتَنَا} ولا تعمل فيه
(2)
.
4 -
أن {مَا} مصدرية، وهي بدل مِن خبر التبرئة، كما في "لا إله إلا الله" أي: لا إله في الوجود إلا الله، وعلى هذا فهي في موضع رفع.
قاله ابنُ عطية
(3)
، وضعّفه السمين الحلبي
(4)
؛ لأن الاستثناء إنما هو من المحكوم عليه بقيد الحكم، لا من المحكوم به (الخبر).
5 -
أن {مَا} موصولة، في محل رفع بدل من الضمير المستتر في خبر (لا) المحذوف، وهو: كائن.
ذكر هذا الوجه بعضُ المعربين المعاصرين
(5)
، وهو قول محتمل، ولكن فيه تكلف.
6 -
أنّ {مَا} مصدرية أو موصولة، وهي في محل نصب على الاستثناء.
(1)
ينظر: المحرر الوجيز (1: 121).
(2)
ينظر: تفسير أبي حيان (1: 238)، الدر المصون (1: 266).
(3)
ينظر: المحرر الوجيز (1: 121).
(4)
ينظر: الدر المصون (1: 266).
(5)
ينظر: الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (1: 99)، المجتبى، لأحمد الخراط (1: 15)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب (ص: 6).::
ذكره أبو حيان
(1)
، والسمين
(2)
، وغيرهما
(3)
وجهًا محتملاً.
وجعْلُ (مَا) في محل نصب على الاستثناء وجهٌ صحيح.
أمّا القول بأنها مصدرية أو موصولة، فالراجح أنها موصولة؛ لأن (مَا) إذا جاء قبلها (لا) فهي موصولة
(4)
.
وعليه: فاستدراك السمين على ابن عطية في محله؛ لأن كلا القولين اللذين ذكرهما ابنُ عطية فيهما ضعف، ولم يذكر غيرَهما.
* * *
(1)
ينظر: تفسير أبي حيان (1: 238).
(2)
ينظر: الدر المصون (1: 266).
(3)
ينظر: تفسير الآلوسي (1: 228).
(4)
ينظر: معترك الأقران في إعجاز القرآن، للسيوطي (2: 529).::