الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: التعريف بكتابه
.
اسم هذا الكتاب: الدر المصون في علوم الكتاب المكنون.
ألّف السمين الحلبي هذا الكتاب قاصدًا دراسة القرآن الكريم من حيث إعرابه، وتوجيه قراءاته المتواترة والشاذة، وتفسيره، معتمدًا على مصادر كثيرة في التفسير وإعراب القرآن، والقراءات، وغريب القرآن، والنحو واللغة.
وقد جمع فيه علم الإعراب، وعلم التصريف، وعلم اللغة، وعلم المعاني، وعلم البيان.
جاء في مقدمة كتابه: وقد ذَمَّ السلفُ الصالح الذين يتلون القرآن مِن غير فهم، فالأولى بالعاقل الأريب أن يطلع على علومه، قال:"وهي بعد تجويد ألفاظه بالتلاوة خمسة علوم: علم الإعراب، وعلم التصريف، وعلم اللغة، وعلم المعاني، وعلم البيان".اهـ
(1)
فجمع أطراف هذه العلوم، وقال عن تصنيفه هذا:"هو لبّ كلام أهل هذه العلوم".
…
اهـ
(2)
وكان من أغراضه الأساسية في هذا التصنيف: مناقشة المفسرين لاسيما المعربين منهم كأبي حيان، وابن عطية، والزمخشري
(3)
.
(1)
الدر المصون (1: 4).
(2)
المصدر السابق (1: 6).
(3)
ينظر: المصدر السابق (1: 5).
وهو من أجلِّ كتب إعراب القرآن، قال عنه السيوطي:"هو أَجَلُّهَا على ما فيه مِن حَشْوٍ وتطويل"
(1)
.
والسمين عند عرضه للمسائل يهتم بنسبة الأقوال لأصحابها، ولا يخرج من أي مسألة حتى يوفيها حقها من البحث والدراسة، ولا يكتفي بالنقل، بل يناقش الأقوال مناقشة علمية منضبطة، ويهتم بالترجيح بين الأقوال
(2)
.
ويتوسع في حديثه عن المسائل النحوية والصرفية، وقد تميزت طريقته في ذلك بالتأصيل والتقعيد
(3)
، وكان منهجه في إعراب القرآن منضبطاً متميزًا بمميزات كثيرة من أبرزها: الاهتمام بالمعنى، والالتزام بالظاهر في الإعراب
(4)
.
ويهتم كثيرًا بعرض القراءات القرآنية الصحيحة والشاذة منسوبة لأصحابها، موجهاً لها، ومدافعاً عنها، وقد يستخدم القراءة في الاحتجاج لرأي معين
(5)
.
ويولي مفردات القرآن عناية خاصة، ويبرز الجوانب البلاغية في الآيات القرآنية.
وتميزّ بذكر لفتات تفسيرية هامة فيما يتعلق بتفسير القرآن والاهتمام بخواتيم الآيات وغير ذلك
(6)
.
(1)
الإتقان في علوم القرآن (2: 309).
(2)
ينظر: منهج السمين الحلبي في التفسير في كتابه الدر المصون، لعيسى الدريبي (ص: 58).
(3)
ينظر: مقدمة تحقيق أحمد الخراط للدر المصون (ص: 32).
(4)
ينظر: منهج السمين الحلبي في التفسير في كتابه الدر المصون، لعيسى الدريبي (ص: 530).
(5)
ينظر: مقدمة تحقيق أحمد الخراط للدر المصون (ص: 57).
(6)
ينظر: منهج السمين الحلبي في التفسير، لعيسى الدريبي (ص: 680).
والدر المصون غني بالشواهد الشعرية لاسيما النادر منها
(1)
.
ولم تكن للسمين عناية بالمسائل الفقهية والعقدية في هذا الكتاب.
وقد تميّز في كل ما سبق بحسن الترتيب والدقة في التنظيم
(2)
.
(1)
ينظر: مقدمة تحقيق أحمد الخراط للدر المصون (ص: 33).
(2)
ينظر: منهج السمين الحلبي في التفسير في كتابه الدر المصون (ص: 59).