الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوسف عليه السلام يَعْقُبُ دخولهم من الأبواب" اهـ
(1)
، يعني أنَّ {آوَى} جوابُ الأولى والثانية، وهو واضح". اهـ
(2)
دراسة الاستدراك:
أولاً: أقوال المعربين في جواب (لَمَّا) من قوله: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ} :
ذكروا في ذلك أربعة أوجه:
1 -
أنّ جواب {لَمَّا} محذوف دلَّ عليه معنى {مَا كَانَ يُغْنِي} ، أي: أصابهم ما أصابهم
(3)
.
قاله: ابن عطية
(4)
، وجوّزه: أبو البقاء
(5)
، والمنتجب الهمذاني
(6)
.
قال أبو البقاء: "ويجوز أنْ يكونَ الجوابُ معنى {مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ} ". اهـ
(7)
(1)
التبيان في إعراب القرآن (2: 738).
(2)
الدر المصون (6: 523).
(3)
ينظر: إعراب القرآن، لمحمد الطيب (ص: 243).
(4)
ينظر: المحرر الوجيز (3: 262).
(5)
ينظر: التبيان في إعراب القرآن (2: 738).
(6)
ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد (3: 610).
(7)
التبيان في إعراب القرآن (2: 738).
وقد ناقشَ الآلوسي هذا الوجه بشيء من التفصيل حيث قال: "واعترض القول بعدم ترتب الغرض على التدبير بأن الغرض ليس إلا دفع إصابة العين لهم وقد تحقق بدخولهم متفرقين.
وأجيب بأن المراد بدفع العين أن لا يمسهم سوء ما، وإنما خصت إصابة العين لظهورها، وقيل: إن ما أصابهم من العين أيضًا فلم يترتب الغرض على التدبير بل تخلف ما أراده عليه السلام عن تدبيره، وتعقب بأنه تكلف، واستظهر أن المراد أنه عليه السلام خشي عليهم شر العين فأصابهم شرٌ آخر لم يخطر بباله فلم يفد دفع ما خافه شيئًا، وحينئذ يدعي أن دخولهم من حيث أمرهم أبوهم كان مفيدًا لهم من حيث إنه دفع العين عنهم، إلا أنه لَمَّا أصابهم ما أصابهم مِن إضافة السرقة إليهم وافتضاحهم بذلك مع أخيهم بوجدان الصواع في رَحْلِه وتَضاعُف المصيبة على أبيهم لم يُعد ذلك فائدة، فكأن دخولهم لم يفدهم شيئًا". اهـ
(1)
2 -
أنّ جواب {لَمَّا} هو قوله: {آوَى} ، وهو جواب {لَمَّا} الأولى:
…
{وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ} ، وجواب {لَمَّا} الثانية:{وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ} .
قاله: أبو البقاء
(2)
، والمنتجب الهمذاني
(3)
.
(1)
تفسير الآلوسي (7: 20).
(2)
ينظر: التبيان في إعراب القرآن (2: 738).
(3)
ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد (3: 610).
قال أبو البقاء: " {آوَى} هو جواب {لَمَّا} الأولى والثانية; كقولِكَ: لَمَّا جئتُكَ ولَمَّا كَلَّمْتُكَ أجَبتَنِي، وحَسَّنَ ذلك أنَّ دخولهم على يوسف يعقب دخولهم مِن الأبواب". اهـ
(1)
3 -
أنّ جواب {لَمَّا} محذوف، تقديره: امتثلوا أو قضوا حاجة أبيهم.
ذكره: ابنُ عطية
(2)
، وأبو البقاء
(3)
، والمنتجب الهمذاني
(4)
وجهاً محتملاً.
قال ابن عطية: "ويحتمل أن يكون جواب لَمَّا في هذه الآية محذوفاً مقدرًا، ثم يخبر عن دخولهم أنه ما كانَ يُغْنِي". اهـ
(5)
وقال أبو البقاء: "محذوف، تقديره: امتثلوا أو قَضَوا حاجة أبيهم ونحوه". اهـ
(6)
وضعّف السمين هذا الوجه حيث قال: "وهو تَعَسُّفٌ؛ لأنَّ في الكلام ما هو جوابٌ صريحٌ ". اهـ
(7)
4 -
أنّ جواب {لَمَّا} قوله: {مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} ، وهو جواب شرط غير جازم.
قاله: أبو حيان
(8)
، والسمين
(9)
، وابن عجيبة
(10)
، والشوكاني
(11)
، وغيرهم
(12)
.
(1)
التبيان في إعراب القرآن (2: 738).
(2)
ينظر: المحرر الوجيز (3: 262).
(3)
ينظر: التبيان في إعراب القرآن (2: 738).
(4)
ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد (3: 610).
(5)
المحرر الوجيز (3: 262).
(6)
التبيان في إعراب القرآن (2: 738).
(7)
الدر المصون (6: 523).
(8)
ينظر: تفسير أبي حيان (6: 298).
(9)
ينظر: الدر المصون (6: 523).
(10)
ينظر: البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (2: 613).
(11)
ينظر: فتح القدير (3: 49).
(12)
ينظر: تفسير أبي السعود (4: 293)، روح البيان، لإسماعيل حقي (4: 296)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين الدرويش (5: 24)، المجتبى، لأحمد الخراط (2: 511)، الياقوت والمرجان في إعراب القرآن، لمحمد بارتجي (ص: 251).
قال أبو حيان: "جواب {لَمَّا} قولُهُ: {مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} ". اهـ
(1)
وقال الشوكاني: "وجواب {لَمَّا}: {مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ} ذلك الدخول {مِنَ اللَّهِ} أي مِن جِهتِه {مِنْ شَيْءٍ} مِن الأشياء مِمَّا قدَّره اللَّهُ عليهم؛ لأنَّ الحذر لا يدفع القدر". اهـ
(2)
وقد ذكر بعضُ المفسرين فائدة في هذا الوجه، وهي أنّ في الآية جمع بين صيغة الماضي {دَخَلُوا} وصيغة المستقبل {يُغْنِي} ؛ وذلك لتحقيق المقارنةِ الواجبةِ بين جوابِ {لَمَّا} ومدخولِه، فإن عدمَ الإغناءِ بالفعل إنما يتحقق عند نزولِ المحذورِ لا وقت الدخول، وإنما المتحققُ حينئذ ما أفاده الجمعُ المذكور مِن عدم كونِ الدخولِ المذكورِ مغْنياً فيما سيأتي
(3)
.
ثانيًا: الترجيح:
(1)
تفسير أبي حيان (6: 298).
(2)
فتح القدير (3: 49).
(3)
ينظر: تفسير أبي السعود (4: 293)، تفسير الآلوسي (7: 20).