الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والراجح - والله أعلم- أنّ قراءة معاذ بالتشديد هي في {الرَّشَادِ} الثاني الذي هو من قول المؤمن؛ لأنّ هناك مَن خصّها بالحرف الثاني، كأبي الفضل الرازي
(1)
، وهو من علماء القراءات الثقات، وكذلك ابن خالويه
(2)
، وبهذا يزول ما أشكل على ابن عطية.
* * *
[34]: قال ابن عطية متحدثاً عن القراءات الواردة في {أَسْتَغْفَرْتَ}
(3)
من قوله - تعالى-:
…
(1)
ينظر: تفسير أبي حيان (9: 254).
(2)
ينظر: مختصر شواذ القرآن (ص: 133).
(3)
قراءة الجمهور: (عليهِمْ أستغفرت) بهمزة واحدة وهي همزة التسوية التي أصلها همزة الاستفهام، وطرح ألف الوصل وهي قراءة حمزة إلا أنه ضم الهاء، وقرأ أبو جعفر في رواية ابن وردان:(عليهِمُ آستغفرت) بضم الميم على الأصل ومد الهمزة، ووجه المد: إشباع همزة الاستفهام؛ للإظهار والبيان، وقرأ أبو جعفر:(عليهمُ استغفرت) بضم الميم وبهمزة وصل في الفعل على الخبر، وقرأ معاذ العنبري عن أبي عمرو كقراءة أبي جعفر بوصل الهمزة لكن بكسر الميم (عليهمِ استغفرت). ينظر: مختصر شواذ القرآن، لابن خالويه (ص: 157)، المحتسب، لابن جني (2: 322)، الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها، لابن جبارة (ص: 398)، تفسير الزمخشري (4: 543)، زاد المسير، لابن الجوزي (4: 289)، تفسير أبي حيان (10: 182)، النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (2: 388)، الإتحاف، للدمياطي (ص: 543)، فتح القدير، للشوكاني (5: 276).
[المنافقون: 6]: " قرأ جمهور الناس: {أَسْتَغْفَرْتَ} بالقطع وألف الاستفهام، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع
(1)
: (آستغفرت) بمدّ على الهمزة وهي ألف التسوية، وقرأ أيضاً: بوصل الألف دون همز على الخبر، وفي هذا كله ضعف؛ لأنه في الأولى: أثبت همزة الوصل، وقد أغنت عنها همزة الاستفهام، وفي الثانية: حذف همزة الاستفهام وهو يريدها، وهذا مما لا يستعمل إلا في الشعر". اهـ
(2)
وقال السمين الحلبي معلقاً على قول عطية: "قلت: أمَّا قراءتُه (استغفرْتَ) بوَصْلِ الهمزة فرُوِيَتْ أيضاً عن أبي عمرو
(3)
، إلاَّ أنه هو يضُمُّ ميم (عليهم) عند وَصْلِه الهمزةَ؛ لأن أصلَها الضمُّ، وأبو عمرو يكسِرُها
(4)
على أصلِ التقاء الساكنين، وأمَّا قولُه:"وهذا ممَّا لا يُسْتعمل إلاَّ في الشعر" فإنْ أراد بهذا مَدَّ هذه الهمزةِ في هذا المكانِ فصحيحٌ، بل لا نجده أيضاً، وإن أرادَ حَذْفَ همزةَ الاستفهام فليس بصحيحٍ؛ لأنه يجوزُ حَذْفُها إجماعاً قبل (أم) نثراً ونَظْماً". اهـ
(5)
(1)
يَزِيْدُ بنُ القَعْقَاع المَخْزُوْمِيّ مولاهم المَدَنِيّ، أبو جَعْفَر، القارئ، أحد القراء العشرة، تابعيٌ مشهور، كبيرُ القدرِ، عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وعلى عبد الله بن عباس وأبي هريرة، وروى عنهم، توفي سنة 132 هـ وقيل غير ذلك. ينظر: وفيات الأعيان، لابن خلكان (6: 274)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (5: 287)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (2: 382).
(2)
المحرر الوجيز (5: 314).
(3)
ينظر: مختصر شواذ القرآن، لابن خالويه (ص: 157).
(4)
ينظر: النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (1: 274).
(5)
الدر المصون (10: 341).